لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

صفحة 6 من 18 الأولىالأولى ... 4567816 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 101 إلى 120 من 359

الموضوع: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

  1. #101
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    لماذا ..؟!


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    أيُّ دربٍ لم أتَّبِعْهُ إليكِ ؟



    أيُّ نجمٍ لم أُلقِهِ في يَدَيكِ ؟
    أيُّ ضلعٍ من أضلعي .. فَرْطَ حبي

    لم أُقوِّسهُ وهو يَدمى عليكِ ؟!
    أيُّ آه ما قلتُها ؟.. أيُّ دمعٍ

    لم أوَسِّدْ ندَاهُ في كَفَّيكِ ؟
    كلُّ حرفٍ كتَبتُهُ كان قلبي

    فيه يَهمي دماً على راحتَيكِ
    كلُّ حلمٍ حلمتُهُ كان همّي

    كيف تستقبلينَ حلمي لديكِ
    أنا أسرَجتُ كلَّ عمري شموعاً

    لأضيءَ الشطآن في عينيكِ
    فلماذا ذَبَحتِني وابتهالي

    لم يَزلْ غافياً على مقلتيكِ ؟!


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  2. #102
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    الغيرة القاتلة

    ((عرض تلفزيون بغداد هذا المساء فلم عطيل))




    أنتِ حاشا أن تُصبحي دزدمونهْ


    وعطيلٌ بضَعفِهِ لن أكونَهُ !
    أنا فيَّ اشتعالُهُ، غيرَ أنّي



    غيرَتي قطُّ لم تكنْ مجنونَه !
    ربّما تُبصرين قلبي ذبيحاً



    ربَّما تُبصرين روحي طَعينَه
    ربَما تُبصرين كلَّ ضلوعي



    بدوامي هواجسي مَسكونَه
    لا تخافي منها، فقلبيَ أوفى



    لهواكِ الجميلِ مِن أن يخونَه !
    لا تخافي.. حتى ولو صِرتُ ذئباً



    ستكونينَ من نيوبي مَصونه !
    أنتِ روحي، ولو أكون جباناً



    حدَّ أن تَفقدي لديَّ السَّكينه !


  3. #103
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    الذبيحة



    ذبحتُكِ ظالماً.. وذبحتُ نفسي
    أنا المطعونُ من قلَقي ويأسي
    وأنتِ تُحدِّقين بألفِ عينٍ
    سكوباتٍ على السكين.. خُرْسِ!
    أكادُ أرى بوجهِكِ ذوبَ روحي
    وأُبصِرُ فيه كيف يموتُ غرسي
    وأوشكُ أن أهدِّيءَ من جنوني
    فتلمعُ مُقلَتا أفعى بكأسي!
    أأنتِ؟؟.. أم الهَواجسُ في دمائي
    تَضجُّ، فمن دمي سَهمي وقوسي
    وأنتِ فريسةٌ من دون ذنبِ
    فتضحَكُ ألفُ تجربةٍ بأمسي
    تظلُّ مشاكساً، وتظلُّ غراً
    وتخرجُ ساذجاً من كلِّ دَرْسِ!
    أكادُ أموتُ.. أعلمُ أيُّ فجرٍ
    من اللألاءِ فيكِ.. وأيُّ شمسِ
    وأعلمُ أيُّ نبلٍ فيكِ يُضحي
    وأعلمُ أيُّ طُهْرٍ فيكِ يُمسي
    ولكنْ غيرَتي عن ألفِ ظِفرٍ
    تُكشِّرُ في دمايَ، وألفِ ضِرْسِ
    فأشهَقُ كاللديغِ.. فلا جراحي
    تُهدِّئني، ولا الأيامُ تُنسي..!


  4. #104
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    المجرَّة




    ياهِ.. سُبحانَ من خَلَقْ

    فَلَقٌ أيُّما فَلَقْ
    مهرجانٌ من السَّنا

    فتحَ الثَّوبَ وانطلَقْ
    يا مَجرَّاتِ جسمِها

    أيُّ كونٍ من الألَقْ؟!
    أيُّ مَجرى أنوثَةٍ

    فاضَ كالنَّهرِ واندلَقْ؟
    وإذا العمرُ كلُّهُ

    فوقَ أمواجِهِ أنزلَقْ
    يا مَرايا جمالِها

    هل خُلقتُنَّ من عَلَقْ؟!
    أم تُرى بابُ جَنَّةٍ

    خرَجَتْ منه وانغَلَقْ؟!
    صار قلبي وأضلُعي

    حولَ سيقانِها حَلَقْ
    من جنونٍ ورغبةٍ

    وجحيمٍ من القَلَقْ
    وهي تزهو وجسمُها

    آيةٌ.. جلَّ من خَلَقْ!


  5. #105
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    العَدُّ التنازلي !




    دائماً هكذا
    كلَّما تبدأين التَّحرُّكَ دونَ قرارْ
    والتَّذَمُّر حدَّ افتعالِ الشِّجارْ
    أتوقَّعُ..
    أعلمُ أنكِ هيأتِ شيئاً
    وأبدأُ بالانتظارْ!
    ..
    وها أنتِ ذي تبدأينْ
    تُرى.. ما الذِي الآن هيّأتِ لي
    يا جناحَ الفراشَهْ
    بعد هذي السِّنينْ؟
    وأيَّ مفاجأةٍ تُضمِرينْ؟!
    ..
    سأراقبُ دون هياجْ
    وسأرصدُ كلَّ رفيفِكِ دونَ انزعاجْ
    ويوم تطيرين
    ستتابعُ عينايَ خَفْقَ جَناحَيكِ
    دامعتَين
    ولكنْ بدون احتجاجْ..!


  6. #106
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    يا أنتِ.. يا ملحَ زادي !



    ملأتِ كل حياتي.. كيف أُخْليها؟
    وأنتِ، رغمَ ادّعائي كلُّ ما فيها
    أقولُ أخلَعُ روحي؟.. كيف أخلَعُها؟
    وكيف نفسيَ من نفسي أُبرِّيها؟
    وكيف أُخرِجُ قلبي من أضالِعِهِ؟
    وكيف أُقصي عيوني عن مآقيها؟
    ومَنْ سَيشفعُ لي لو أنّني بيَدي
    أطفأتُ نجمةَ روحي في ديَاجيها؟
    وعُدتُ لا شيءَ إلا الليل يملؤني
    ولا أنيسَ سوى نفسي أُباكيها؟!
    ويا أنتِ، يا ملحَ زادي.. يا رفيفَ دمي
    يا دفءَ وحشةِ روحي في لياليها
    أسْرَتْ ثلاثةَ أعوامٍ بنا سُفُنٌ
    تجتازُ رابعَها نَشوى صَواريها
    لا ساءَلَتْنا الصَّواري أين وِجْهتُنا

    ولا سألنا الصّواري عن مَراسيها!
    فما لنا الآن عن بُعدٍ مَرافئُنا
    تبكي، وأنهارُنا غرقى شواطيها؟
    صرنا نجيءُ وملْءَ العين أسئلةٌ
    وملْءَ أرواحنا حزنٌ يُعاصيها
    تُرى هو الوقتُ؟؟.. أم أنَّ الرياحَ بنا
    جَرَتْ على غيرِ ما نهوى مَجاريها؟


  7. #107
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    كوني ملاكي كما أصبحتِ شيطاني




    يا يومَ عشرين خُذْ قلبي إلى ياني
    وخُذْ لها الضوءَ من هُدبي وأجفاني
    وقُلْ لها أنتِ أشهى من تَعَلَّقَ بي
    وأنتِ أبهى دمٍ يجري بشرياني
    وأنَّ ميلادَها مائي وأشرِعتي
    وأنَّ ميعادَها شِعري وألحاني
    وقُلْ لها في دمي بيتٌ سكنتِ بهِ
    وبينَ أجفانِ عيني بيتُها الثاني
    فكيف تَبعدُ عني وهيَ نبضُ دمي
    وخُضرُ أيّامِها زرعي وبستاني؟
    عيونُها كوكبا سعدي، وجَبهتُها
    فجري، ونظّارتاها طوقُ أحزاني
    ولي على فمِها موتٌ أهيمُ به
    يا مَنْ يموتُ على شطآنِ مرجانِ!
    وأنتَ، يا شَعرَ ياني.. يا ضجيجَ سنىً
    يشاكسُ الوجهَ ألواناً بألوانِ
    ويحتوي كتفيها، لا تُقاومُهُ
    كما تعانقُ شمسٌ ظَهرَ بَردانِ!
    وظهرُ ياني.. سلاماً يا أنوثَتَها
    تغالبُ الغيمَ كُثباناً بكثبانِ!
    في صدرِها نصفُ خصبِ الكونِ محتَبسٌ
    والخصرُ يحملُ رَهواً نصفَهُ الثاني!
    ويا أصابعَ كفَّيها.. أصافحُها
    فتُسلمُ الكفَّ ثلجاً وَسْطَ نيرانِ
    حتى إذا نبضتْ في راحتي يدُها
    نَثَّتْ ندىً فتلوّى كلُّ حرماني!
    *
    ياني.. وعيدُ كِ هذا عيدُ مُعجزِتي
    أني عليكِ تلاقتْ كلُّ شطآني
    سبعٌ وعشرون مرآةً رأيتُ بها
    دمعي، وأنبلَ أفراحي وأشجاني
    غَرِقتُ في أربعٍ منها فأذهلَني
    أني بهنَّ رأتْ عينايَ إنساني
    رأيتُ أن حياتي لم تَضعْ عبثاً
    ولم تَعَدْ كلماتي محضَ أوزانِ
    ولا الهوى عاد عندي فرطَ معصيةٍ
    بل صارَ عندي هواها فَرطَ إيمانِ
    لكنَّ ياني.. و"لكنْ" هذه وجع
    يظلُّ يحفرُ في روحي ووجداني
    لأنَّها أورثَتْني غابَ أسئلةٍ
    أنشَبْنَ غابَ فؤوسٍ بين جدراني
    فَبَرِّئي كلماتي من هواجِسها
    كوني ملاكي كما أصبحتِ شيطاني!


  8. #108
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    سأبكي عليك بكلِّ كياني !




    فداءٌ لعينيكِ إذ تَبكيانِ
    وبين دموعهِما تَسألانِ
    ومن عُمقِ حُزنِهما تَرفضانِ
    وتستغربانِ
    وتستَنكرانِ
    فداءٌ لوجهكِ.. لم أرَ وجهَكِ
    كاليومِ جرحاً كبيراً يُعاني
    وينظرُ لي نظرةَ اللامُصدِّقِ
    أنّي أنا خنتُهُ في ثَواني
    وما خنتُهُ، لا وعينيكِ ياني
    ولا خطَرَتْ لحظةً في جَناني
    سوى هذه الأعينِ اللاتَراني
    لكثرةِ ما أدمُعاً تجريانِ!
    فداءٌ لوجهِكِ.. ليتَ يديَّ
    تَيَبَّستا قبلَما خانَتاني
    وتدرين أنّيَ أعبدُ وجهَكِ
    أعبدُ زهوي به وافتتاني
    فكيف مدَدْتُ يدي نحوَهُ؟
    وكيف تَوَجُّعُهُ ما ثناني؟!
    وأٌقسِمُ ياني
    بكلِّ صدىً كُنتِهِ في لساني
    وكلِّ ندىً كنتِهِ في حناني
    بدمعكِ تَعيا به المقلتانِ
    بصوتِ نحيبِكِ يُدمي جناني
    بأنِّي، رغم تجاوزِكِ المُرِّ
    أبكي عليكِ بكلِّ كياني!


  9. #109
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    انثيالات جنوبية





    أيُّها النَّهر
    أنت أبٌ
    للنّوارس فيك مَلاعبُها
    للضفادع فيك مَساربُها
    للسَّمكْ
    مثلما للنخيلْ
    فرقُ ما بينها
    أنَّ هذي تحلّقُ
    والنجمُ بين مناقيرِها مفعمٌ بالبريقْ
    ..
    بينما هذهِ
    تتقافزُ في جوفِ غِريَنها
    وهي تملأ خضرتَهُ بالنَّقيقْ..
    وتُظلُّ الشواطئُ
    بَرديُّها والقصبْ
    ويظلّ النخيل
    ملعباً للعصافير في الفجر
    مبكى الفَواختِ عند الظهيره
    وارتجاف زعانف حمرَيَّةٍ
    علقتْ في جذور الشواطي أسيره..
    ..
    أيُّها النهر
    أنت أبٌ
    كلُّ ما فيك
    حتى رواسبُكَ الخافيه
    وهي تقذفُ في وجهنا الطين
    تمحنا الحبّ،
    والدفء
    والعافيهْ..


  10. #110
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    منذ ذاك المطر




    كنت طفلاً أنام على السَّطح في الصيف
    في بيتنا في العماره
    كنتُ أسبحُ بين رحابِ الفضاءِ
    وأحلم
    أرحل بين الغيوم،
    وبين النجوم،
    وأحلم
    في أيَّما نجمةٍ يسكن الله؟!
    ..
    كان المعلّم يخبرنا
    أنَّهُ فوق كلِّ النجوم
    وكلِّ السحابْ
    وهو في كلِّ باب
    فإذا ما دعتهُ القلوبُ، استَجابْ
    ..
    يا ما تلمَّستُ جنبي
    وتمنَّيتُ من كلِّ قلبي
    لو أرى الله..
    ثم أنامْ
    حالماً بألوف الكواكب تحملُ فوق الغمام
    عرشَهُ، وهي تسهرُ وسْطَ، الظلام..
    ..
    ليلةً،
    كنت أَوشِكُ أغفو
    عينايَ في غيهبٍ تَسبحان
    وصوتُ الأذان
    والكواكبُ تنأى وتطفو
    ..
    فجأةً مرَّ سهمً من الضوءِ لِصْقَ القمَرْ
    تاركاً جرحَهُ في السماء
    لست أدري لماذا تخيَّلتُ أنَّ الدماء
    ملأت مقلتيَّ،
    وأنَّ المطرْ
    سوف يهمرُ ذاك المساء..
    وانهمَرْ..!
    ..
    ذاهلاً كنتُ،
    الغيثُ يَهمي
    وصيحاتُ أمّي
    وأحسستُ في عنفوان المطَرْ
    أنَّ قلبَ السماء انفطرْ
    وتسَّربَ قنديلُ ضوءٍ
    رويداً تدَلَّى
    ومَسَّ سريري وصلّى..
    ورأيتُ المعلم يبسمُ جنبي
    بينما اللهُ يملأ قلبي
    فمدَدتُ يدي نحو صدريَ أحضنُهُ
    بينما صوتُ أمّي
    وهي توقظني وتُسمّي
    يردّدُ:
    سبحان ربّي
    يمرُّ الشتاء
    كلُّهُ دون ماء
    ثم تمطرُ في شهر تموز؟؟
    سبحان ربّ السماء..
    ..
    منذ ذاك المطرْ
    وأنا مؤمنٌ بالقدَرْ
    مؤمنٌ أنَّ ربي بقلبي
    وأن الطريق إليهِ نقاءُ البشَرْ..!


  11. #111
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    ومباركةً أنتِ يا أمَّ بيتي




    سبعةٌ وثلاثون عامْ
    مثلما نجمةٌ
    تركتْ جرحَها
    عالقاً في الظلام
    مثلما يُعبر الآن هذا الغمام
    عبرَتْ أمَّ خالد
    ..
    كم ربيعاً مضى؟
    كم شتاءاً وصيفْ؟
    كم خريفاً بأعمارنا حلّ ضيفْ؟
    ..
    كم ضحكنا معا؟
    كم ذرَفنا على دربنا أدمُعا؟
    كم تسرَّبَ من عمرنا من يَدَينا؟
    كم عزيزاً علينا
    أصبح الآن طيفْ؟
    كيف لم ننتَبهْ أمَّ خالد.. كيف؟!
    ..
    سبعةٌ وثلاثون عام
    أصبحت كلُّ أصدائها
    مثلَ رجعٍ بعيد
    رغم أني أحاولُ،
    واليوم عيد..
    ..
    لَيُخَيَّلُ لي أمَّ خالد
    فرطَ ما شمسُ عمري تميلْ
    أنَّ ظلّي وظلَّك صارا بطولِ ظلال النَّخيلْ!
    ..
    ومباركةٌ أنتِ يا أمَّ بيتي
    عَدَّ كلِّ الأماني
    وكلّ الأغاني
    عدَّ كلّ الدموعْ
    عدَّ كلِّ الدعاء الذي دونَ صوتِ
    كان يلهجُ بين الضلوعْ..
    ..
    عدَّ كلِّ السَّهَرْ
    مباركةٌ عدَّ نَقرِ المطَرْ
    فوق شبّاكِ غرفةِ نومكِ
    بينا صغيرُكِ يبكي،
    يُناغي..
    ويلعبُ حتى الصباحْ
    وأنتِ،
    على رهَقِ اليوم،
    عيناكِ شاخصتانِ لهُ
    وذراعُكِ تطويهِ طيَّ الجناحْ
    ..
    مباركةٌ أمَّ خالدْ
    بشموع ثلاثين عاماً ونَيفْ
    ودموعِ ثلاثين عاماً ونيفْ
    وكونُكِ جدَّةَ بارقْ
    وجدَّةَ سلسلْ وسَيفْ
    وأمَّ بَنيَّ وبنتي
    فأنتِ العراقُ بأبهى معانيه
    طيبتِهِ،
    وخصوبِتِهِ
    وليَالٍ غَفَونا بها كالحمامْ
    ثم صرنا معاً أمَّ خالدْ
    على كِبَرٍ لا ننام...


  12. #112
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    الموجَعَة






    بدَدٌ.. كلُّ عمرِهِ بَدَدُ



    كلُّ ما يدَّعي، وما يَعِدُ
    القَوافْي، والجاه، والولَدُ

    والثراءُ المَوهوم، والتَّلَدُ
    والمواعيدُ ما لها عَدَدُ

    والرِّضا، والرَّفاهُ، والرَّغَدُ
    بدَدٌ كلُّها، وأوجَعُها

    أنَّهُ الآن عمرُهُ بدَدُ
    علِّميهِ إذا ظفرتِ بهِ

    بعدَ ستّين كيف يَقتَصدُ!
    أمَّ خلدون، والدُّنا أَمَدٌ

    كلُّ ما ظلَّ في الدُّنا أمَدُ
    محضُ وقتٍ على دقائقِهِ

    ينحني وهو يذبلُ الجسَدُ
    كلَّما امتدَّ ينقَطِعْ سبَبٌ

    من رَجانا، وينخلعْ وَتَدُ
    أمَّ خلدون، نحن من وجعٍ

    ضلعُنا عن أخيه يبتَعدُ
    كلُّ أوتادنا مزعزَعةٌ

    فبماذا تكابرُ العَمَدُ؟‍!
    أنتِ تدرين أنَّني مَرِحٌ

    طولَ عمري.. مشاكسٌ، غَرِدُ
    عاشقٌ حَدَّ أن يضجَّ دمي

    لِسنا الفجر حين ينجردُ
    كنتُ عمري إذا انتهى مَددٌ

    من هيامي يجيئني مَدَدُ
    لم أسائلُ، لكنْ أعيشُ هوىً

    لم يعشْ مثلَ زهوِهِ أحدُ
    ربَّما كان كلُّه زَبداً

    آهِ لو عاد ذلك الزَّبَدُ!
    *
    أمَّ خلدون... أيُّ بارقةٍ

    حلوةٍ جاءنا بها الرَّشَدُ؟
    أيَّ زهوٍ، وأيَّ عافيةٍ

    حشدَ العمرُ وهو يحتشدُ؟
    نحن كنّا رفيفَ أجنحةٍ

    فغدَونا نمشي ونَستندُ!
    وحشَونا جلودَنا حِكَماً

    وبرَعنا في كيف ننَتقدُ
    أجملُ العمرِ غالَ هدأتَهُ

    خوفُنا أنَّنا سنَفتَقِدُ
    صار، بعد الصَّفاء، يُقلقُنا


    أين نغفو.. وكيف نبتَرِدُ!
    كم طمأنينةٍ عَواذلُنا

    وأدوها في بعض ما وأدوا
    فغدَونا محسوبةٌ سلَفاً

    ضحكُنا، والبكاءُ، والجَلَدُ
    بدَدٌ، كلُّ عمرهِ بَدَدُ

    لا وقاءٌ لَهُ، ولا سنَدُ
    منذُ خمسين وهو معتكفٌ

    وعليه من نفسِهِ رَصَدُ
    حسبَ الدَّرسَ تارةً أرَبَاً

    فبَرَى الروح وهو يجتهدُ
    حسبَ الشعرَ مَلجأً، فذوى

    وهو يُوري، والشعرُ يتَّقدُ
    ظنَّ أولادَهُ لـه سبباً

    ففَداهم بكلِّ ما يَجدُ
    كان أقصى أحلامِهِ ولدٌ

    يزدهي، أو بُنيَّةٌ تلدُ!
    وإذا كلُّ سعيِهِ بدَدُ

    كلُّ ما يَدَّعي، وما يَعِدُ
    علِّميهِ يامَن عجِلتِ بهِ

    بعد ستّين كيف يَتَّئدُ!
    *
    أمَّ خلدون، لا أقول كما...

    لا، ولا أرصُدُ الذي رصَدوا
    أنا عندي زرعي وساقيتي


    ونواعيرُ ماؤها هَدَدُ
    كلُّ دلوٍ بها لـه رئةٌ

    وحدَها بالدّموع تنفردُ
    وتعلَّمتُ إذ يدورُ بها

    حزنُها السَّرمديُّ والكمدُ
    أنَّها وحدَها مخوَّلةٌ

    أن يُغنّي دولابُها النَّكِدُ!
    لا تقولي أسرَفتَ يا سنَدي

    ربّ تعبان مالَهُ سنَدُ
    أنا عندي حزني ألوذُ بهِ

    فاقدُ الحزنِ أين يتَّسدُ؟!
    *
    بددٌ كلُّ عُمرنا بَدَدُ

    ما أضَعنا بهِ، وما نجدُ
    كم زرَعنا، وكم سقى دمُنا

    وسهرنا حتى ذوى الكبدُ
    كم نسَجنا ضلوعَنا زرَداً

    شاخصاتٌ ليومِنا الزَّردُ
    كم، وليلُ الشتاءِ يَرقبُنا

    خوفُنا فيه كادَ يَنجمدُ
    وصبَرْنا، وكلُّ ثانيةٍ

    تتلوَّى كأنَّها أبَدُ
    أسَفاً إن يُقال قد صَدِئوا

    والمروءاتُ حَبْلها مَسَدُ
    أمَّ خلدون إنَّ بي غبَشاً

    ألفُ فَجرٍ عليهِ ينعقدُ
    لم يزلْ نَبْعُنا جداولُهُ

    كلُّ آتٍ من مائها يَرِدُ
    فإذا جاءنا بلا بَلَدٍ

    فقناديلُنا لـهُ بَلَدُ!
    أمَّ خلدون كَفكفي وجعي

    وعِديني ببعضِ ما أعِدُ
    أنا أدري بأنَّ ألويَتي

    نصفُها في الرياح يرتعدُ
    أنا أدري بأنَّ لي سُفُناً

    فُقدَت في عِدادِ مَن فُقِدوا
    أنا أدري بأنَّ بي وَرَماً

    منذُ خمسين وهو يَطَّردُ
    وبأنّي تَساؤلي حَرَدُ

    وبأنّي خصومتي لَدَدُ
    أنا أدري، أدري بأنَّ دمي

    في الشرايين بات يتَّقدُ
    بسنينٍ بحزنِها ذهبتْ

    وسنينٍ بحزنها تَفِدُ
    أمَّ خلدون.. أيُّ مُعجزةٍ

    تُقنعُ العِرقَ كيف ينفصدُ؟!
    أنا أقنعتُ كلَّ أوردّتي

    أنَّ نَصلي بها سينغمدُ
    وبأني مُعوِّضٌ دمَها

    بمرازيب ماؤها هَدَدُ
    بشموعٍ أضواؤها رُمُدُ

    وضلوعٍ أوجاعُها جُدُدُ
    بتقاليدَ كلُّها هُجرَتْ

    ومواليدَ كلُّهم وُئِدوا
    بغدٍ مُبهَمٍ جداولُهُ

    كلُّها بالدموع تَتَّحِدُ
    فاعذريني إذا نَذرتُ دمي

    ربَّ وعدٍ يبكي لمن وَعدوا!
    أمَّ خلدون لَملمِي سَهَري

    وارقدي بي فالناسُ قد رقدوا
    أنا مازلتُ موقظاً وجعي

    بينما كلُّ إخوَتي هجَدوا
    وَغَداً، والعيونُ تسألُنا

    ما حصَدنا لها، وما حصدوا
    نتراءى فقيرةً يَدُنا

    ولكلِّ امرئٍ يَدٌ ويَدُ
    نتراءى نحن النّيام غداً

    بينما القومُ كلُّهم سَهِدوا!
    ألفُ حمدٍ لله.. نشكرُهُ

    أنّنا بالمَلامِ ننفردُ
    ألفُ حمدٍ لله أنَّ لنا

    وحدَنا ما يُخلِّفُ الكمَدُ
    التَّشَفّي، واللَّوم، والحَسدُ

    ونزيفٌ عليه نُنتَقَدُ
    بددٌ، كلَُّ عمرهِ بَدَدُ

    كلُّ ما يدَّعي، وما يَعِدُ
    هَدهديهِ لعلَّ غُربتَهُ

    حين يغفو تغفو وتَنضَمُد!


  13. #113
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    سلامٌ على بغداد




    كبيرٌ على بغداد أنّي أعافُها

    وأني على أمني لديها أخافُها
    كبيرٌ عليها، بعدما شابَ مفرقي

    وجفَّتْ عروقُ القلبِ حتى شغافُها
    تَتبَّعثُ للسَّبعين شطآنَ نهرِها

    وأمواجَهُ في الليلِ كيف ارتجافُها
    وآخَيتُ فيها النَّخلَ طَلعاً، فَمُبسِراً

    إلى التمر، والأعذاقُ زاهٍ قطافُها
    تَتبَّعتُ أولادي وهم يملأونها

    صغاراً إلى أن شَيَّبتهُم ضفافُها!
    تتبَّعتُ أوجاعي، ومسرى قصائدي

    وأيامَ يُغني كلَّ نفسٍ كفافُها
    وأيامَ أهلي يملأُ الغيثُ دارهَم

    حياءً، ويُرويهم حياءً جفافُها!
    فلم أرَ في بغداد، مهما تلبَّدتْ

    مَواجعُها، عيناً يهونُ انذرافُها
    ولم أرَ فيها فضلَ نفسٍ، وإن ذوَتْ

    ينازعُها في الضائقات انحرافُها
    وكنّا إذا أخَنَتْ على الناس غُمّةٌُ

    نقولُ بعون الله يأتي انكشافُها
    ونغفو، وتغفو دورُنا مطمئنّةً

    وسائُدها طُهرٌ، وطهرٌ لحافُها
    فماذا جرى للأرض حتى تبدَّلتْ

    بحيث استوَتْ وديانُها وشِعافُها
    وماذا جرى للأرض حتى تلوَّثت

    إلى حدّ في الأرحام ضجَّتْ نِطافُها
    وماذا جرى للأرض.. كانت عزيزةً

    فهانتْ غَواليها، ودانت طِرافُها
    *
    سلامٌ على بغداد.. شاخَتْ من الأسى

    شناشيلُها.. أبلامُها.. وقِفافُها
    وشاخت شواطيها، وشاخت قبابُها

    وشاخت لفرط الهمِّ حتى سُلافُها
    فلا اكتُنِفَتْ بالخمر شطآنُ نهرِها

    ولا عاد في وسعِ النَّدامى اكتنافُها!
    *
    سلامٌ على بغداد.. لستُ بعاتبٍ

    عليها، وأنَّى لي وروحي غلافُها
    فلو نسمةٌ طافتْ عليها بغيرِ ما

    تُراحُ به، أدمى فؤادي طوافُها
    وها أنا في السَّبعين أُزمِعُ عَوفَها

    كبيرٌ على بغداد أنّي أعافُها !


  14. #114
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    القافلة







    كلُّ شيءٍ يمضي لنفسِ المآلِ



    الليالي، وعادياتُ الليالي
    المُحبّون، والخليّون، والعذّال


    أهلُ التُّقى، وأهلُ الضَّلالِ
    والخصوماتُ، والأذى، والمآسي


    والمروءاتُ، والنَّدى، والمعالي
    مُسرعٌ موكبُ الفناء.. قتيلٌ


    في رحالٍ، وقاتلٌ في رحالِ!
    كلُّ شيءٍ يمضي سريعاً وتبقى


    للأحاديث ذكرياتُ الرجالِ..
    *
    أطموحٌ أنَّ ابن آدمَ يبني


    وهو يدري بأنه للزَّوالِ؟
    إثرَةٌ، أم أثارةٌ.. أم هو العمرُ


    انشغالٌ، أو رغبَةٌ في انشغالِ؟!
    أهوَ سرُّ الحياةِ أنّا بدأنا


    بابتهالٍ، وننتهي بابتهالِ؟
    بين بابَيْ مَخافَةٍ ورجاءٍٍ


    يرجفُ العمرُ كارتجاف الذُّبالِ!
    تاركاً خلفَ خطوِهِ خفَقاتٍ


    من ضياءٍ، وغابةً من ظلالِ
    تُثقِلُ الناسُ ما استطاعتْ، وتمضي


    حين تمضي خفيفةَ الأحمالِ!
    يا جموحَ الإنسان.. لولا التَّحدِّي


    أيُّ عذرٍ لكلِّ هذا النّضالِ؟!


  15. #115
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    عمرٌ طويناه





    ألقيت في افتتاح ملتقى الإبداع بميسان حيث
    استقبلته مدينته بعد نصف قرنٍ من الغياب







    كالنَّهرِ جاء ولكنْ... دون شطآنِ



    ينسابُ... يعثرُ أذيالاً بأردانِ
    مُجلَّلاً بنَديفِ الشَّيب.. مُحتضِناً


    في قلبِهِ الشمسَ فجراً وَسْطَ دُخّانِ
    روحاً مهوّمةً في شكلِ إنسانِ


    يكاد يذرفُ دمعاً خَطْوهُ الواني
    يطوي إليكِ مدى ستّين موحشةً


    ترى عرَفتِهِ يا شطآن ميسانِ؟!
    *
    كان الهوى يومها أوجاعَ أغنيةٍ


    أنغامُها أدمعٌ تجري بألحانِ
    تمرُّ بالهور.. بالبرديِّ.. توقظُهُ


    وتنتقي قصَباً من كلِّ شريانِ
    تُحيلُهُ نايَ عشقٍ فوق شاطئها


    ومطبجاً باكياً في الشاطئ الثاني
    وكنتُ طفلاً غزيرَ الشَّعر، فاحمَهُ


    فعدتُ والشَّيب أرعاهُ ويرعاني


    ترى تذكَّرتنِي شطآنَ ميسانِ؟!
    *
    تركتُ فوق (علي الغربي) أعزَّ هوىً


    كنتُ ابنَ عشرٍ، فهل .. يا كلَّ إنسان
    سمعتمو بابنِ عشرٍ من هواهُ بكى؟


    الآن أُقسمُ أنّ الحبَّ أبكاني!
    مَن ذا يُصدّقُ أنّ القاطنين هنا


    في عمر عشرٍ لهم أوجاعُ فرسانِ!
    وأنّهم يفهمون الحبَّ مُذْ وُلدوا


    فهم سكارى بهِ من دون بُهتانِ
    وهم يُحيلونَهُ دمعاً وأغنيةً


    تسري مع الريح من سَهرى لسَهرانِ!.
    (مَسعود).. ما قلتَ لي (وين الوَعَد) أبداً



    لو قلتَها مرةً قطَّعتُ أرساني
    وجئتُ أركضُ للكحلاء داليةً


    بلا فروعٍ، وقلبي بين أحضاني!
    وأنتِ يا (مَجَرَ) الأحباب.. فيكِ لنا


    جَدٌّ رضعنا الهوى في بيتِهِ الهاني
    ردّي لنا أيَّ شيءٍ من ملامحِهِ


    من ذلك البيت.. من سيباطِهِ الحاني
    يا ما رجَفنا على أغصانِ سدرتِهِ


    مُذ قيلَ إنَّ عليها وَكرَ ثعبانِ
    للآن والنَّبقُ فيها ملءَ ذاكرتي


    يشدّني نحوَهُ، والخوفُ يَنهاني!
    *
    يا ذكرياتُ اصفحي عنّا فإنَّ بنا


    طفولةً لم تَزل في سجنِ سَجّانِ
    عمرٌ طويناهُ، لم نعرفُ طفولتَنا


    من فَرطِ قَهرٍ بنا، أو فرطِ حرمانِ
    *
    أو فرطِ زهوٍ يُخلِّينا نقول لـهُ


    أبا فلانٍ.. وهوْ في عامِهِ الثاني!
    ويصبحُ الطفلُ، ما زال الحليبُ على


    شفاهِهِ، رجلاً يمشي بميزانِ!
    (شَطَّ العمارةِ).. هل مازال موقعُنا


    عليك نعرفُهُ من دون برهانِ؟
    وفي (السريَّةِ) هل ظلَّت منازلُنا


    أم مالَها الدهرُ أركاناً لأركانِ؟
    و(الفيصليَّةُ).. هل مدَّ الزمانُ يداً


    إلى أساتذتي فيها وأقراني؟
    مَن ظلَّ منهم؟.. ومن أودى؟.. وأيُّ يدٍ



    إذا مدَدتُ يديَّ الآن تلقاني؟!
    *
    يا (أنورَ بنَ خليلٍ) طالَ موقفُنا


    و(كاظمٌ) ما رأيناهُ إلى الآنِ
    تُرى تناسى (أبو أحلام) موعدَنا


    من فرطِ رَفضٍ بهِ، أم فرطِ إذعانِ؟
    أم أنَّنا يا صديقَ العمر.. خلَّفَنا


    طولُ السُّرى بين مدفونٍ ودَفّانِ؟!
    ويا (لميعةُ) يا أزهى بيادرِها


    يا زرعَ بيتي، ويا قنديلَ جيراني
    يا أطوَلَ النَّخلِ في ميسانَ أجمَعِها


    ويا أعزَّ الحَلا في تمر ميسانِ!
    يا بنتَ خاليَ.. ما أبقى الزمانُ لنا


    ممّا حدَوناهُ من ركبٍ وأظعانِ؟
    تُرى أأنبأكِ العرّافُ ليلَتَها


    أنّا سنصبحُ في الستيّن سيّانِ
    أنا هنا بين أهلي شبهُ مغتربٍ


    وأنتِ فردٌ بلا أهلٍ وأوطانِ!
    يا رحمةَ الله في من لستُ أبصرُهُ


    لكنّهُ الآن في قلبي ووجداني!
    يا رحمةَ الله في من لستُ أسمعُهُ


    لكنْ يظلُّ صداهُ ملءَ آذاني!
    *
    عفوَ العمارةِ أنّي يومَ فرحتِها


    أمرُّ فيها بأوجاعي وأحزاني
    وكانت انتظرَتْ من فرعِ دوحَتِها


    أن يقرعَ الشِّعرَ أوزاناً بأوزانِ
    لكنّه العمر.. ناعورُ السّنين لـهُ


    دلوٌ بقلبي، ودلوٌ بين أجفاني!
    *
    ميسان... يا وسعَهُ زهوي بميسانِ


    الماءُ مائيَ، والبستانُ بستاني
    والأهلُ أهليَ حتى أنَّ أبعَدَهم


    أدنى لقلبيَ من أهلي وإخواني!
    ما كان لي أن يَرفَّ الشعرُ في شفتي


    لو لم تكن سُفُني منها وسَفّاني!
    هي العمارةُ، فجرُ العمر.. مُرضِعَتي


    وما أزال رضيعاً حين تَنخاني!
    تكادُ تهوي على أقدامِها شفتي


    أُمّي.. ورَبَّةُ إنجيلي وقرآني!
    وأكرمُ ا لناسِ أهلوها وجيرَتُها


    وأصدَقُ الناس هم في كلِّ ميدانِ
    نُبلاً، وطيبةَ نفسٍ، وانفتاحَ يدٍ


    وخيرُها أنَّهم جذعي وأغصاني!
    وهم ملاجئُ روحي كلَّما اغترَبتْ


    وهم مياهي.. وهم زرعي وبنياني
    القادسيةُ كانوا خيرَ ذادتِها


    وخيرَ من توَّجوها بالدمِ القاني
    في (الشّيب)، في (الفكَّةِ) الغراء.. وقفَتُهُم


    تبقى منارَ شجاعاتٍ وشجعانِ
    وما تزال لـ (تسواهن) هلاهلُها


    والهور مازال محروساً بعلوانِ!
    *
    يا أمَّ روحي، وقد أحيَيتِ قافيتي


    بما أعَدتِ لها مِن زهوها الفاني
    وعُدتِ ستّين عاماً بي.. وها أنذا


    طفلٌ إليكِ حَبا في عامة الثاني!


    ________________


    هوامش :


    علي الغربي، والمجر : من أقضية محافظة ميسان.
    مسعود : هو مسعود عمارتلي. مغني العمارة الشهير.. وأشهر أغانيه (وين رايح وين.. وين الوعد وين).
    السيباط : سرير يُرفع بعمودين.. وهو مشهور في العمارة.
    المطبج : مزمار مزدوج يُصنع من القصب.
    السرية : محلة في العمارة عاش فيها الشاعر طفولته.
    الفيصلية : مدرسته الابتدائية التي درس فيها.
    أنور خليل، وكاظم التميمي: من أشهر شعراء العمارة.. توفيّا.
    لميعة : لميعة عباس عمارة. الشاعرة المشهورة.. وفي البيت إشارة إلى ديوانها (لو أنبأني العراف).
    الشيب والفكة : موقعان في العمارة دارت فيهما أشرس المعارك بين العراقيين والإيرانيين.

    تسواهن : بطلة الأهوار المشهورة.


  16. #116
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    والآن ها قد قطعنا الشوط يا وطني








    الآن يا وطني أوقَدتَ قنديلَكْ



    جفّفتَ دمعَكَ أو جفَّفتَ منديلَكْ!
    الآن صار الأسى والدمعُ ليس لـهُ


    معنىً.. تريدُ خَليّاً كي يُغنّي لك!
    وأنتَ حجمَ الغِنا والحبِّ يا وطني


    لكنَّما كدتَ تُنسيني مَواويلَك!
    لقد حملتُكَ جرحاً ناغراً، ودماً


    وأدمُعاً.. وبَلى، أدري هلاهيلَكْ
    لكنّني قَطُّ لم آنَسْ بهنَّ سوى


    على مواكبِ مَن شالوا أكاليلَكْ!
    كان الأسى كبرياءً لا يطاوعُها


    دمعٌ.. بهلهولةٍ كنّا نُعرّي لك
    أوجاعَنَا كلَّها.. حتى قصائدُنا


    كانت تُهلهِلُ زهواً وهي تبكي لك!
    والآن.. ها قد قطعنا الشوطَ يا وطني


    وزهُونا كلُّهُ يشتاقُ تقبيلَكْ
    لكنَّ جذرَ الأسى ما زال في دمِنا


    لطولِ ما دُمنا ساقى بلابيلَكْ
    فلا تُعاتبْ دموعاً أنت صاحبُها


    يا طالما جَريُها حنَّى أناميلَكْ!
    هذي دموعُ الرِّضا والحبِّ يا وطني


    عيونُها دائماً كانت قناديلَكْ
    وأنت كحَّلتَها بالضَّوءِ أجمعِهِ


    فكيف أجفانُها تنسى مَكاحيلَكْ؟
    يا كلَّ ما للعراقيّين من شرفٍ


    متى مجاهيلُنا تلقى مَجاهيلكْ؟!


  17. #117
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    يا نجمَ ميسان



    (ألقيت في الاحتفال الكبير الذي أقامته محافظة
    ميسان على مدى يومين تكريماً لشاعرها في
    الذكرى السابعة والستين لولادته).




    هذا نداؤكِ في سمعي، وفي بصَري

    لبَّيكِ.. أيُّ جناحٍ فيَّ لم يَطِرِ؟!
    مَن قال ننسى؟ .. نَسينا العمرَ أجمعَهُ

    سوى عُمَيرٍ بسقفٍ منكِ مستَترِ‍!
    وها أنا.. كلُّ أمواجي، وأشرعتي

    تجري.. فَكُلِّي إليكِ الآن في سَفَرِ!
    سرَقتُ ستَّةَ أعوامٍ وطرتُ بها

    وعفتُ ستّين يستَعجلْنَ في أثَري!
    يا ليتَ قافلةَ السّتّين لا وصلَتْ

    لكنتُ طفلَكِ حتى آخر العُمُرِِ!
    *
    ميسان.. يا دائرَ الأفلاكِ لا تَدُرِ

    عُدْ بي ثلاثةَ أيّامٍ إلى صِغَري!
    إلى "السَّريةِ".. لي بيتٌ بزاويةٍ

    فيها.. لِشَطِّ (على الغربي) إلى (المَجرِ)
    لبيتِ جدّي.. وسِرْ هَوناً بساحتِهِ

    كانت لنا سدرةٌ ممنوعةُ الثَّمَرِ
    أموتْ شوقاً لها، لكنْ تُعذِّبُني

    أفعىً عليها، فأبقى زائغَ النظَرِ
    لليوم والنَّبقُ فيها ملءَ ذاكرتي

    وفي حنيني إليها خوفُ مُنذَعِرِ‍!
    *
    يا نجمَ ميسان، واعُبْر بي نزورُ معاً

    بيتاً (بقلعةِ صالح).. وَيْكَ لا تُنِرِ
    لعلَّ عينَ ابنِ عبد الله غافيةٌ

    للآن من كثرةِ الأرهاقِ والسَّهَرِ!
    عُذْرَ الزيارةِ لم يؤذَنْ لصاحبها

    أبا سنانٍ.. وإن بالَغتُ في حَذري
    فبَيتُ مثلِكَ قدّيساً، لحُرمتِهِ

    تجفُّ حتى أصابيعي على وتَري!
    *
    يا أهلَ ميسان.. هل بابٌ فأطرقُها

    فتستديرُ على مصراعِها الخَفِرِ
    وخلفَها صوتُ (مسعودٍ) يذوبُ جوىً

    ومقلتانِ.. سفَحتُ العمرَ وهو طَري
    على مَدارَيهما.. طفلاً بكيتُهما

    لحينِ شاخَتْ عناقيدي على شجري!
    وظلَّ (مسعود) حتى اليوم يسألني:

    (وين الوَعَدْ وين)؟... يا مسعود.. لا تُثِرِ
    أوجاعَنا.. نحنُ يا مسعودُ أهلُ هوىً

    أكوامُ مبتدآتٍ دونَما خَبَرِ!
    دارَ الزَّمانُ بنا عمراً بأكمَلِهِ

    وعافنا بين مصدوعٍ، ومُنكِسِرِ
    لا أهلُنا سألوا عنّا، ولا دمُنا

    جفَّتْ بقاياهُ يا مسعود في الحُفَرِ!
    *
    ميسان.. لن أوقظَ الشكوى، فَبي فَرحٌ

    أنّي أتيتُ وحبُّ الناسِ مُنتَظِري
    سبَقْتُهُ، وائتزرتُ العمرَ أجمعَهُ

    لكي أراكِ وكلُّ العمرِ في أُزُري!
    أقول: هذا أنا الطفلُ الذي ركضَتْ

    أقدامُهُ فيكِ.. في الشطآنِ والجُزُرِ
    يا ما بَنَتْ قَطَراتُ الرَّملِ من يَدِهِ

    أبياتَ حُبٍّ ولكنْ.. دونَما أُسَرِ
    وظلَّ يحلُمُ عمراُ لو يؤثِّثُها

    ويسألُ الله لو تغدو من الحَجَرِ
    ليَستظلَّ بها من لا بيوتَ لهم

    أنّى يكونون، من عَمروٍ، من عُمَرِ
    وكان يَرهفُ مثلَ الصَّارمِ الذَّكَرِ

    وراح يكتبُ شعراً موحِشَ النُّذُرِ
    أضحى لـه قصَبُ الأهوارِ نايَ هوىً

    وصار بَرديُّها زاداً على السَّفَرِ
    فكم بذاكرةِ (الخرّيط) من وَجعٍ

    وكم بها من حنينِ العُسرِ لليُسُرِ!
    *
    ميسان.. رُدِّي لهذا الشيخ بعضَ ندىً

    ممّا جرى فيكِ من ينبوعِهِ الغَضِرِ
    أيامَ رفَّ على الكحلاءِ مرتجفاً

    كما يرفُّ جناحُ الطيرِ في المطرِ!
    كانت شَواطيكِ مَرسى كلِّ أشرعتي

    وما تزالُ قناديلي على كِبَري
    ما قلتُ شعراً ولم تلمَعْ بقافيتي

    نُجَيمَةٌ منكِ جَدْحَ النارِ بالشَّرَرِ!
    أكادُ أشعرُ حتى في دبيبِ دمي

    أجراسَ شَطِّكِ بين الصَّحوِ والخَدرِ
    يُوقظْنَ أيَّ رنينٍ بين أوردتي

    قَرْعَ النَّواقيسِ في مقفولَةِ الحُجَرِ!
    تضجُّ حتى أضاليعي يَطْرنَ بها

    دوامعاً بين مَشروخٍ، ومُنفَطرِ
    مَن لي بها الآن في وِرْدي، وفي صَدَري

    من لي بها وأنا في ذروةِ الكدَرِ
    تُعيدني لبراءاتي.. لأدعيَتي

    لنخلةٍ وَشِِمَتْ وشماً على قَدَري
    مَن لي بها..؟.. ليت خيلَ العمر ما ركضَتْ

    وليتَ قافلةَ السِّتِّين لم تَسِرِ!
    *
    ميسان.. هل قلتُ شيئاً تغضبينَ لَهُ؟

    أخافُ من وجعي حيناً، ومن ضَجَري
    وأنتِ لي وجَعٌ أبقى أنوءُ بهِ

    منذُ ابنِ عامَين حتى آخرِ العُمُرِ!
    أنتِ التي أرضعَتْني حبَّها، وبهِ

    لمّا تَعلَّمتُ أمشي، قَوَّمتْ عَثَري
    بالحبِّ، ثمَّ الأسى.. دَثَّرتنِي عُمُراً

    وما أزالُ الأسى والحبُّ مدَّثَري
    فكلُّ شعري، وحتى ما أثورُ بهِ

    لولا جنونيَ فرطَ الحبِّ لم يَثُرِ!
    يا نَبْعَةَ الطِّيبِ، يا مسدولَةَ السُّتُرِ

    يا أمَّ أطيَبِ مَن في الأرضِ من بَشَرِ
    ويا كريمَةَ نفسٍ، من طفولتِها

    لليوم، تُطحنُها الدُّنيا، ولم تَجُرِ
    بَلْ كلَّما ظُلِمَتْ زادتْ مروءتُها

    وكلَّما ضُرَّتْ استعصَتْ على الضَررِ!
    وكلَّما عصَرتْ أوجاعُها دمَها


    ضجَّتْ، فلم تُعطِ تَنفيساً لمُعتَصِرِ‍!
    *
    ميسان.. واحتملِي نَزفي على كِبرَي

    علَّمتنِي أنتِ.. مِن مَجرى دمي عِبَري
    وأنتِ مجرى دمي.. هل تذكرين بهِ

    كم، دون علمٍ، دخَلْنا دارةَ الخطَرِ؟!
    ساءلتُ ذاكرةَ السّتّين.. هل بلغَتْ

    حدَّ التَّورُّطِ في نسيانِها ذِكَري؟!
    إنّي عهدتُكِ يا نيسان مملكةً

    للماء.. ما اتَّكأتْ إلا على نَهَرِ!
    عَهْدتُ زرعَكِ تَسبي العينَ خُضرتُهُ

    للهِ بَيدرُهُ من بيدَرٍ نَضِرِ
    عَهدْتُ أهلَكِ والأهدابُ حالمةٌ

    كأنَّما زُرِعتْ في دارةِ القَمَرِ!
    فما الذي سَلَبَ الأيام رونقَها

    في مقلَتيكِ فسالَ الكحلُ في الحَوَرِ؟!
    وما لكلِّ درابيني وأرصِفَتي

    كأنَّها أسرفَتْ في الضِّيقِ والقِصَرِ؟
    وكلُّ دارٍ بها أخفَتْ نوافذَها

    وطأطأتْ سقفَها من شدَّةِ الحذَرِ!
    من قبلِ ستِّين كنتِ الحُسنَ أجمعَهُ

    هل شختِ ميسان؟ أم شاخَتْ يَدُ القدَرِ؟!
    أم أنَّنا كلَّنا شاختْ معالمُنا

    مِن وحشةِ العمرِ, أو من وحشةِ الغيَرِ!
    ***
    ميسان.. لا تُطفئي قنديلَ أوردتي

    حملتُهُ والهاً من أبعَدِ العُصُرِ
    لكي أَضيءَ به عمراً مَلاعبُهُ

    ما زلْنَ بين صناديقي, وفي صُرَري!
    أفكُّها كلَّما اسوَدَّتْ يدي ندمَاً

    لأستعيدَ اخضرارَ الماء في شجري!
    كوني لقافيَتي ميسان أشرعةً

    أو كالمشاحيف مُرِّي بي على صِغَري
    لعلَّني حين أغفو أطمئنُّ على

    إطباقِ كلِّ محاراتي على دُرَري!

    _____________

    هوامش


    قلعة صالح : قضاء من أقضية ميسان عاش فيه العالم العراقي
    الكبير عبد الجبار عبد الله طفولته وصباه.
    الخرّيط : نوع من الحلوى تصنع من ثمر البرديّ .


  18. #118
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    بعد فوات الأوان


    كان وقتها قد اكتمل نزول الماء الأبيض على عينيه



    متى ستفهمُ أن تحتاط يا أعمى
    حتّى العمى, أنت تدري, بعضُهُ نُعمى!
    وأنت تزحف للسَّبعين راسمةً
    عليك سودُ الليالي وقعَها رسما
    متى ستفهمُ أنَّ العُمَر أوجَعُهُ
    أنْ صارَ أرذَلُهُ بعد الغِنى يُتما
    وصرتَ تعثرُ.. لا تَدمى مُكابرَةً
    لكنْ تسيرُ حطاماً كلُّهُ يَدمى!
    ***
    متى سَتفهمُ أن تحتاطَ يا أعمى
    أن تَستريبَ قليلاً قبلَما تُرمى؟
    لو... لو تلفَتَّ يوماً.. لو رفعتَ ولو
    صراخَ جرحِكَ يوماً عندما تُصمى
    لعلَّ سامعَ صوتٍ, بعضُ نخوَتِهِ
    أنْ كنتَ يوماً لـهُ في وَهمِهِ وَهما!
    وكان يحمي بك الأوهامَ أجمعَها
    فصرتَ تحمي ولكنْ صرتَ لا تُحمى!
    ***
    متى ستفهمْ أن تحتاطَ يا أعمى
    أنْ لا تقولَ, وأنتَ المُبتلَى: مهما
    مهما لماذا؟.. على ماذا؟؟.. وعمرَكَ لم
    تُضمَدْ بغير الدِّما أوصالُكَ الكَلمى
    نزفتَ ستّين عاماً, لا اقتصدتَ ولا
    فكَّرتَ تشربُ ماذا عندما تَظما..!


  19. #119
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    المُرتقى



    "القصيدة التي افتتح بها مهرجان المربد
    الرابع عشر عام 1998".





    ما قلتُ يوماً سوف أفتحُ منفذاً لدمي



    على هذه القصيدة
    لأرى بها وجَعي يُراقْ
    إلا وجدتُ منافذي سُدَّتْ بأوجاع العراقْ!
    ..
    لك الحمدُ يا وطني
    إنَّ كل كأسَكَ كأسي
    وأنَّك تسكنني
    بين نفسي ونفسي!
    ولذا سأعبرُ نحوَ جرحي من جراحِكْ
    أنا ريشةٌ دميَتْ
    ومازالت ترفرفُ في جناحِكْ
    يا هائلَ الجنحَين،
    ما أبهى صعودَكَ في رياحك!
    وأحسُّ دمَكْ
    أن الريشةُ الراجفه
    يُبلِّلنُي أجمَعي
    وجناحُكَ يضربُ في العاصفه..
    إصعَدْ على الريح، والأمطار، والحلَكِ
    إصعَدْ فإنَّ مداها ذروةُ الفَلَكِ
    إصعَدْ، فمرَقاكَ كفُّ اللهِ تحرسُهُ
    وأنت ترقى عليهِ مُرتقى مَلَكِ
    إصعَدْ.. سترتبكُ الدنيا بآهلها
    وأنت تدمى عليها غيرَ مرتبكِ!
    اللهَ يا وطناً تُبقيهِ عزَّتُهُ
    طلْقَ المُحيّا ولو في قمَّةِ الضَّنكِ!
    اللهَ يا مالكي.. اللهَ يا ملِكي
    أفديكَ مشتبكاً في ألف مُشتَبَكِ
    أفديك جرحاً كبيراً ليس تُسلِمُهُ
    أوجاعُ معتَركٍ إلاّ لمعتركِ!
    يا نُبلُ يا وطني
    يا بذرَ خيرٍ نَما في أردأ الزَّمَنِ!
    ..
    كيف أدخلُ من جرحِكَ الآن نحو دمي؟
    كيف أُفصحُ عن ألمي؟
    لو يُطاوعني قلمي
    لَكتبتُ في هذي القصيدةِ أنّني أهلي عدوّي
    لكتبتُ أنّ دمي يُرَوّي
    عاماً على عامٍ صحاريهم
    وهم رعدٌ يُدَوّي!
    لكتبتُ أنَّ الأرض
    لولا خوفُها
    دارتْ مَدارَكْ
    لكتبتُ أنَّ جميعَ أهلِ الأرض،
    في أعماقهم
    حملوا شعارّكْ
    جمعوا ثمارَكْ
    ما اسّاقطَتْ بين الخرائبِ والدِّما،
    وبكوا دمارَكْ
    إلاّ عمومتكَ التي هتكَتْ خيانتُها ستارَكْ
    ورأوكَ محتضناً صغارَكْ
    فتلصَّصوا يتَرقَّبون متى العدوُّ يهدُّ دارَكْ
    اللهَ يا وطني،
    وأنت بنَيتَ سقفاً من ضلوعكَ
    فوقهم
    وأقَمتَ من شهداءِ بيتكَ حولَ عاريهم جدارَك!
    *
    إصعَدْ على النارِ، والأمطارِ، والظُلَمِ
    اصعَدْ، فإنَّ مداها ذروةُ الألَمِ
    إصعَدْ، فحولَكَ حتى الرّيح نازفةٌ
    على النّيازكِ، والأفلاكِ، والسُّدُمِ
    وليس في الكون من سقفٍ تلوذُ بهِ
    إلا جناحاك في هذا الدُّجى العرِمِ
    إصعَدْ، فلَيلُكَ فيه ألفُ موحشةٍ
    وألفُ نصلٍ بجنحِ الليلِ مُلتَثِمِ
    وألفُ نادبةٍ تعلو هواتفُها
    وأنتَ تسعى إليها سعيَ مُعتصمِ
    اصعَدْ.. جناحُكَ هذا لا قرارَ لـهُ
    إلاّ على الموت، أو إلا على القِمَمِ
    يا باذخَ الكبرِ، يا عملاقُ، يا وطني
    يا هائلَ الجرحِ، والأوجاعِ، والقيَمِ
    معجونةً لِصْقَ بعضٍ.. كلُّ نازفةٍ
    تجري يضيءُ بها سَيلٌ من الشيَم!
    وأنت تبحثُ عن عصرٍ مقطَّعةٍ
    حبالُهُ.. عن زمانٍ بالغِ القِدَمِ
    عن معشرٍ جرفَ الطوفانُ نخوتَهم
    فليس منهم سوى الأوتادِ والخيَمِ
    عفَّى الزَّمان على من كنتَ تعرفُهم
    ولم يدَعْ غيرَ أشباحٍ بلا ذمَمِ
    وأنتَ مازلتَ تسعى في مقابرهم
    فما الذي تَرتجي من هذه الرِّمَمِ؟!
    إصعَدْ.. هي الرّيح.. أنت أختَرتَ صهوَتَها
    وأنتَ تدري بها مجنونةَ اللُّجُمِ.
    وأنتَ وحدَكَ من يلوي أعنَّتَها
    فاشكُمْ مَداها بهذا الغيظِ ينشَكِمِ!
    والغَيظُ أنتَ فلا واللهِ ما اشتعلَتْ
    أرضٌ، ولا انفجرَتْ أرضٌ من الوَرَمِ
    بمثلِ ما انفجرَ الصَّبرُ الرَّهيبُ لَظىً
    في هذه التُّربةِ الحُبلى بألف دمِ!
    يا هائلَ الضَّرَمِ
    يا هُولةَ الصَّبرِ، والإقدامِ، والكرَمِ
    أطلِقْ مداك فقد شابكتَ أوعرَها
    صخراً، وأوغَرَها صدراً.. ولم تُضَمِ
    بلى نزَفتَ، ومازالت تنزُّ دماً
    جراحُكَ الغُرُّ لكنْ.. دونما ندَمِ
    للكبرياءِ، كما علَّمتَنا، هرمٌ
    وسوف نصعَدُ حتى قمَّةِ الهرمِ
    فإنْ تَكُ الآن أمريكا بها إرَماً
    يوماً ستنقلبُ الدُّنيا على إرَمِ!
    يا مُنحنى ألمي
    يا سيّدي.. يا عراقي.. يا نجيَّ دمي
    نذرٌ بلا ندمِ
    أنّي سأفصدُ شرياني على قلمي
    وأكتبُ اسمَكَ في أبهى عناويني
    في أضلُعي.. في ضميري.. في دواويني
    سأرسمُ العين.. من عيني سأمنحُهُ
    ضوءاً.. وأعقفُهُ عَقفَ العَراجينِ
    مقدِّساً فيه سرَّ النَّخلِ أجمعِهِ
    معلِّقاً فيهِ أسرابَ الحساسينِ
    ينقرْنَ من تَمرِهِ حيناً، ومن فرحي
    حيناً، فيثمَلْنَ بين الحينِ والحينِ!
    والرّاء لَثغةُ عصفورٍ لثغتُ بها
    طفلاً.. وظلَّتْ تُغنّي في شراييني
    لليوم هلهولةُ أمّي إذ نطقتُ بها
    لم تألُ تنشرُني طفلاً وتطويني!
    سأرفَعُ الألِفَ القدّيس صاريةً
    إلى الغيوم.. فأسقيها، وتسقيني
    والقاف قلبي لها بيتٌ وقافيةٌ
    وقولُهُ "قاف والقران" يكفيني
    أن أختم الآن باسمِ اللهِ قافيتي
    واسمِ العراق الذي يبقى يُناديني!


  20. #120
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    كالبحر صوتك



    قيلَ لي جئتَ بغداد مِن قبل ِيَومَين ِمحمود
    لم أصَدِّقْ ،
    فـَما رَنَّ في مَكـتـَبي جَرَسُ التلفون
    ولا قالَ ..

    ثمَّ تـَنـَبَّهـتُ ..

    كيفَ ؟..
    وبغدادُ ما عادت الآن ؟!..
    ولا رَنَّ ..؟

    قالوا بـَلى ،
    جَرَسٌ يـُشـبـِهُ الموت
    رَدَّ دَ.. محمود
    وانقـَطـَعَ الصَّوت

    صَدَّ قـتُ شـَكـِّي

    َبغـدادُ ما عادَت الآنَ بغـداد
    وصَوتـُكَ محمودُ يـَنأى
    تـُتابـِعُ كلُّ العـَصافيرِ أمواجَهُ
    وهيَ تـَبكي ..

    كالبَحرِ صَوتـُكَ يا محمودُ يأتـيـني
    هـَديـرُ أمواجـِهِ يـَبـري شـَرايـيـني
    كالبَحر..أسهَرُ طولَ الـلـَّيل ِأرقـَبـُهُ
    يـَنـأى ، فـَيَنشـُرُني دَمعـا ًويَطويني
    وأنتَ تـُوغِلُ في المَجهول ِأشرِعـَة ً
    مُحـَمَّـلاتٍ بـآ لا فِ الـدَّ واويـن ِ

    طـَوَيتـَها مُوجَعـا ً، والعـُمرَ أجمَعـَهُ
    لم تـُبْـق ِمنهـا هـُنا غـَيرَ الـعـَنـاوين ِ
    وَنـَبضَـة ً عـَلـِقـَتْ تـَبكي بـِزاويـَة ٍ
    في أرض ِغـَزَّة َبَـينَ الماءِ والطـِّين ِ
    أكادُ أســألُ مَـن مِـنـَّا أمَـضُّ أسـىً
    أنـا العـراقيُّ ، أم أنتَ الـفـلسـطيني؟!

    عـشـرينَ عاما ًًتـآخـَينـا عـلى دَمِنـا
    نـَجري بـِهِ نازِفـا ًبـَيـنَ السَّـكاكـيـن ِ
    كلُّ الـمَعـابـِرِ خـَضَّـبـنا مَدارِجـَهـا
    مِن يـَوم ِذيـقـار حتى يـَوم ِحـِطـِّين ِ
    مؤَمِّـليـنَ الصِّغـارَ الـواثـِقـيـنَ بـِنـا
    بـِبَعـثِ مَجْـدٍ مَدى التـَّاريخ ِمَدفـُون ِ
    تـُرى أأحسـَنـتـُما يا أنـتـُما وَجـَعـا ً
    أم رُحتـُما حـَطـَبـا ًبَيـنَ الـكـَوانيـن ِ؟!

    عـشرينَ عاما ًطـَوَيناها على عَجَل ٍ
    نـَموتُ ما بَـيـنَ تـِشـرين ٍوَتـِشـرين ِ
    حتى ذوَيْـنا..وهذا أنتَ رُحْتَ سـَنىً
    أمَّا أنـا ، فـَلأيِّ الـلـَّيـل ِ تـُبْـقـيـني؟!

    يا أقرَبَ الناس ِمِن جُرحي وَمِن وَجَعي
    كم ضَجَّ يأسي،وَكم حاوَلتَ تـَطميني؟
    كلُّ المَـرابـِدِ كـُنـَّا فـي مَجـامِـرِهـا
    وَإخـوَة ُالشِّـعرِ بـَينَ الحُور ِوالعـِين ِ
    وكنتَ تـُوري لـَيـاليـهـِم مُشـاكـَسَـة ً
    فـَيَضحَكـونَ ، ولكنْ ضِحْكَ مَغـبون ِ!
    ما جـئـتَ بغـداد إلا والـنـَّخـيـلُ لـَهُ
    مِمـَّا شـَدَوتَ نـَزيـفٌ في العـَراجيـن ِ!
    وَلا انقـَضى مِربَدٌ يَوما ًحَضَرتَ بـِهِ
    إلا وأنـتَ حـَبـيـبٌ لـِلـمَـلا يـيـن ِ
    وكنتُ محمود أ ُدني منكَ مَجمَرَتي
    وكنتَ ، مُحتـَفيا ًبالجَمرِ ، تـُدنـيـني
    حينا ًتـؤاخي المآسي بـَينَ أحرُفِـنـا
    وَيـَفعـَلُ الحُبُّ بَـينَ الحين ِوالحيـن ِ
    حتى لـَيـَكـتـُبَ كلٌّ وَجْـدَ صاحِـبـِهِ
    لأنـَّـهُ بـِشـَجـاهُ جـِـدُّ مَســكـُون ِ!

    هذي القصيدة ُشِعري..أمس ِعِشتُ لـَها
    وَعِشـتُ فيها..وكادَتْ أنْ تـُوافـيـني
    كـَتـَبتـَها أنتَ..قـُلْ لي كيفَ تـَسبقـُني
    إلى دَمي ، مُسـتـَحِمـَّا ًفي بـَراكـيـني؟!

    محمود ..تـَذكـُرُهذا..؟؟..قـُلـتـَهُ عَلـَنا ً
    وأنتَ تـَرجفُ حتى كـِدتَ تـُبـكـيـني
    وَكـانَ أوَّ لَ يــَوم ٍ لـِلــِّـقــاءِ لـَـنـا
    وَالآن..ما زلتَ حتى الآن تـَشـجيني
    ما زلـتَ تـُوقـِظ ُأوجاعي فـَتـُلهـِمُني
    وَتـُوقـِدُ الـجـَمرَ حتى في رَيـاحيـني
    يا عُـنـفـوانَ فـِلـسـطيـن ٍ بأجـمَعـِهـا
    وَيـا فـَجـيـعـَة َأهـلي في فـِلـسـطيـن ِ
    بَل يا فـَجيعَة َكلِّ الشـِّعـرِ في وَطني
    والنـَّخْل ِ،والأرزِ،والزَّيتون ِ،والتـِّين ِ
    وَيا فـَجيعـَة َحتى الطـَّيرِ ، أعذ َبـِهـا
    شـَدْوا ً.. فـَجيعـَة َأسرابِ الحَساسين ِ
    تـَحومُ حَولـَكَ..تـَبكي..مَحْضَ أجنِحَةٍ
    مُرَفـرِفـاتٍ ، بـِصَمتٍ جـِدِّ مَطعـون ِ!

    هَل كنتُ أبكي..أم انَّ الرِّيحَ تـُسمِعُني
    نـَحيـبَهـا بينَ أوراقي ، وَتـُوصيني
    ألا أميـلَ عـلى قـَومي فـَأ ُسـمِعَهُم
    نـَعيَّ محمود ؟.. يا شـُمَّ العَـرانيـن ِ
    محمودُ مات .. فأنتـُم يا عـُمومَتـَهُ
    مِن صَوتـِهِ في مـَلاذٍ جـِدِّ مأمون ِ!


    ما عادَ يـُقلـِقـُكم ، لكنْ سـَـيَترُكـُكم
    مَدى المَدى سـُـبـَّة ًبينَ الـدَّواويـن ِ!

    ها قد دَنـَوتُ لأوكــارِ الشـَّـياطيـن ِِ
    محمود..إنْ تِهتُ دَعْ مَسراكَ يَهديني!
    ما كانَ أجدَرَ في هذي القصيدةِ أن
    أنأى بـِهـا عن نـِفـاياتِ الـدَّهـاقـين ِ
    وَأن أ ُنـَزِّهَ يـَوما ً أنـتَ غـُرَّ تـُهُ
    عن أنْ يُشابَ بـِذكرِالعـَيبِ والدُّون ِ
    لـكـنـَّهُ وَجَـعي .. أبـقى أمُجُّ لـَهُ
    دَما ًوَجَمراً،وَشِعري مِن قـَرابيني
    هذي مَذابـِحُ أهلي ، وهيَ مَذبَحَتي
    أنا الـذ َّبـيحُ وأعمامي سـَكاكـيـني
    أمـَّا زَواحِـفُ أمريكا فـقد عَـبَرَتْ
    إليَّ مِن دُورِهـاتـيـكَ الـثـَّعـابـيـن ِ
    وبَـينـَهـا مِن بَـني أعمامِنـا عَرَبٌ
    مُبـَطـَّنـونَ بـِحِـسـقـيـل ٍ ورابـيـن ِ!
    وأنتَ خمسينَ عاما ًكنتَ تـَصرَخُ في
    وديـانـِهـِم ، فـَتـُثـَنـِّي ألـفُ آمـيـن ِ
    حتى إذا استأنـَسُوا أبصَرتَ أيديَهُم
    كلاً بـِها خِنجَرٌ مِن صُنع ِصهيون ِ!

    وَحَقِّ مَوتـِكَ يا مَحمودُ ، وهوَ دَمٌ
    ذِمـامـُهُ حـَولَ أعـنـاق ِالمـَلايـيـن ِ
    وإنـَّني واحـِدٌ منهُم ، فـَلـَو خَفـَرَتْ
    عَيني أقولُ لها:عَن مِحجَري بـِيني!
    عَمىً لـَها..كانَ أولى أن نموتَ مَعا ً
    مِن أنْ تـُدَجـَّنَ أو تـَرضى بـِتـَدجين ِ!
    سَـنـَلـتـَقي ذاتَ يَوم ٍ..سَوفَ تـَسألـُني
    ماذا ترَكتَ؟..وأحكي..سَوفَ تـُعطيني
    وِسـامَ أنْ أتـَبـاهى زاهـيـا ً بـِدَمي
    لأنــَّهُ لم يـَصِـرْ مــاءا ً لـِيـَحـميـنـي!

    تـُرى أأوفـَيـتُ أحزاني مَدامِعـَهـا؟
    وَقـَد تـَجاوَزتُ سـِتـِّيني وَسـَبعـيني؟
    هُما إبائي وَشِعري صُنتُ زَهوَهُما
    حاشاكَ مَحمودُ يَوما ًأن تـُواسـيني!
    أنا حَمَلتُ جِراحي مُـنـذ ُكـنتُ فـَتىً
    على المَنـابرِ ، أو بـينَ الـزَّنـازيـن ِ
    وأنتَ، قـَلـبُكَ..هَل أحسـَنتَ عِشرَتـَهُ
    أم كـنتَ تـَحمـلـُهُ حَملَ المَطـاعـيـن ِ؟
    وكانَ مـا بـَينـَنا عـَشـْرٌ سـَبَقـتُ بهـا
    وَهـا أنـا الآنَ أسـعى لـِلـثـَّـمانـيـن ِ
    تـُرى أأثـقـَلـَني عـُمري فـَأبـْطأني
    وأنتَ أسرَعتَ في سـَبْـع ٍوسـِتـِّيـن ِ؟!


صفحة 6 من 18 الأولىالأولى ... 4567816 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •