أشرقت الشمس ..
حينها حل الظلام
دوي الريح ذات الصفير والغبار يجتاح صحراء الروح حلت مصيبة ..!
كنت أتخوفها من أمد..
بدأت الرحلة .
ترقب انتظار خوف وجع صراخ ..
بمعنى مزيج قذر .
ذلك اليوم بدأت ..
المكان المقصود كان اضطراريا .
وكان مستشفى أبسط ما قيل عنه أنه يحتضر .
بالطوارئ .
كانت الورقة الأولى بدفتر ذاكرتي عن هذا المكان
روت تفاصيل إنسانة .
شاحبة الوجه ..
ُبــنـــَية ..
لم تكمل ربيعها الخامس عشر
زواها الوجع ..
حتى بدت كطفلة ابنة ثمانية أعوام .
تجلس على الكرسي المقابل بيدها تتناول شرائح البطاطس وقد حل موعد الغداء.
بمعنى ..لا تغذية مناسبة !
كحلاء العينين وان كستها الصفرة المنبئة عن مرضٍ فت عضدها .
الغريب في حكاية منال أنها ذات شكل محزن .
لا أعرف كيف أصفه
ولا أريد أن أوصل نفس الصورة لكم .
لكن ..
كان مرضها ظاهرا كشمس النهار وما يظهر للمشاهد أنها لا فرصة لها بالحياة .
ورغم ذلك كانت مبتسمة .
سمعت أمها تتحدث للطبيب عن اسم دواء ..
خطير عرفت من خلاله حجم مشكلتها .
ف هذا الدواء أعرفه جيدا ..
يعني ...
أن صاحبه يعاني مرضاً يرافقه طيلة عمره غالباً .
و
أن صاحبه يجب أن يعالج بمستشفى خاص .
و
وأن صاحبه يجب أن يحاط برعاية خاصة وتغذية خاصة .
عندها سألت أمها التي فزعت إلي لأكون همزة وصل بينها وبين الطبيب الذي لم تفهمه ولا هو
قبل أن يستعين بممرضة سعودية .
أين تعالج منال ..؟سألتها .
ف
كانت الصاعقة .
ولا بمكان ..!
إلا أنهم مؤخرا حولوها هناك .وصرف لها هذا العلاج !!
ولجهل الأهل لم يحسن استخدامه فضر ولم ينفع .
سألت منال ..
هل تعلمتِ..؟
فقد كان يبدو عليها أنها لا تجيد قراءة الأسماء بالهاتف .
قالت : لا !
إذا السبب الذي أوصلها هذه الدرجة .
هو ..
الجهل .
ولماذا؟
قالت الأم ..!
أنهم من ال.. ال مهمشين أو لا أعلم ما المصطلح الذي يطلق عليهم .
فاقدي الهوية ..الحالمين بالسعودة .الفارين من الفقر ل تطحنهم رحى الانتظار .
حمدت الله سراً .
وشعرت بالوجع وأنا أنظر الموت في عيني منال .
وأردد بداخلي ..من المعاقب على هذه الجريمة .
بل من يعلم عنها على أي ورقة سقطت غير الله .
حال بيننا صعودنا إلي قسم التنويم ولم أعلم ما كان من أمرها ذلك اليوم .
حتى ...
كانت تلك الليلة ..
ليلة ك ..
ليالي الشتاء الباردة لمن لا يملك الوطن .
ولا يملك الدثار .
أو الجار .
إلا ..عازف ينشد أهازيج الموت داخله .
فيزداد رعبا .
أمضيت آخر ليلتي تلك أجول بين ممرات ذلك النُزُل .
حل الصباح ..
كنت قد خرجت باحثة عن شعاع شمس تمنحني بعض دفء .
طننت أنه لا يوجد غيري وهم نتجول بين الممرات
نعم أقصدهم
"الصراصير"
وإذ ..
بجمهرة لنسوة حول إحدى الغرف ..
تعني هذه الجمهرة ..
هناك خطب .
سألت إحداهن ما خطبٌ دهاكن؟!
قالت ماتت فتاة هنا .!
لمحت وجها شعرت أني أعرفه ..!
كانت هي ..!
نعم ..أم منال .
سألتها أماتت منال ؟!
قالت :نعم .
قيل كانت تحادثهن و فجأة .
انطفأت كالشمعة .
ماتت منال ..دون أن تعلم أن ..
أقرانها ينعمون ب
التعليم دون مقابل.
ويلعبون ب التقنيات .
ويفزعون حين الملل إلى الملاهي والحدائق .
وأن من شاركها ذات الوجع منهم ..
يعالج بمستشفيات مختصة .
ويسافر بالمجان .
يصرف له ذات الدواء ويعلّم أهله حساسيته وطرق استخدامه .
لا يُتَناول بالطريقة التي تناولته بها ..العشوائية .
سقطت هذه الورقة .
بعد أن أحدثت في قلبي وطن من الوجع .
جعلني أجر خطواتي متكئة على الحائط لأعود إلى
خانتي وأسدل علي الستار.
باحثة عن نوم صار نادراً ب هذه المضارب .
..........سأعود لأرسم لكم معالم ورقة أخرى ل إنسان أو مكان .
و..
قد لا أعود !
بقلم / ملكة حرفي
2/6