طيف الحبيب
مرّ بي طيف الحبيب باسماألقى التحية على عجل ثم مضىصحت بهيا راحلا في أوردتي مهلكرفقا لا تزد ألميكفاك عبثا و لا تغب عن عالميردّ في صمت ثم رحل.... لا ترقبي طيفي بعد اليومفما عاد النبض يحتمل
طيف الحبيب
مرّ بي طيف الحبيب باسماألقى التحية على عجل ثم مضىصحت بهيا راحلا في أوردتي مهلكرفقا لا تزد ألميكفاك عبثا و لا تغب عن عالميردّ في صمت ثم رحل.... لا ترقبي طيفي بعد اليومفما عاد النبض يحتمل
بتّ أغزل من الليل ثوبا أسودا يلفّ أوجاعي و أرتشف الدمع على موعد
مع رائحة الموت المتعفّنة في أرجاء ذاكرتي الحبلى بالهذيان
هذيان
حتى الحمى تعاندني
تلتحفني كقطعة ثلج لأذوب في أحضانها
كطفل ينام بين يدي الحلم لعلّ السماء تمطر دفئا في خيال أمّ ضائعة
تصبح على خير يا وجعي ...
غياب آخر ...
على مشارف الوحدة انتحر الانتظار
لفّ المكان حزن مقيت
انقضت ساعات الترقب
عمّ الأرجاء هدوء غريب
ارتجفت الأوصال و تاهت النبضات
حار الدمع و انتفض الوريد ..
صمت يهمس في الأفق معلنا غيابا آخر ...
هكذا كنت و لا زلت أنتظرك
فلربّما نما الشوق و جفّ الغياب ..
زنابق الحيّ تسألني عنك .. و يهمس لي نسيم الصباح أين من كان بالأمس ضحكة الربيع
نيسان أقبل و الياسمين ذبلت بتلاته ... ربما اشتاق للمسة منك
خاطبني الحزن يوما قائلا : لا تطيلي الانتظار و اكتمي همسي في داخلك لربّما يولد من رحم الصمت حضور غير معلن تبقى تفاصيله معلّقة بين الأنا و الأنا بعيدا عن سخرية الرحيل ...
في رحم الموت :
من رحم الموت تولد صرخات أنثى ممتزجة بالوجعتعلن قدوم ليل كئيبها هي تفترش الدمع حصيرا تنسجه من خيوط الرحيل
تجثو على باب المنيّة حيث يرقد الأمل مغطّى بزنابق سوداءكأنما لا يزال صوتها مختنقا بعد أن بعثت في أوصالها حياة مهترئةبعض من تفاصيل باهتة تلوّن أفقا رماديا كشحوب هاتيك العيونذبول يكسو جسدها النحيل .. لست أدري أطيفها ذاك أم وهم تبقّى بعد الأفولتتهاوى كأوراق الخريف باسمة تمزج سخرية القدر في كأس من نحيبترتشف بعضا منه ...مهلا لربّما أزف موعد الميلاد الجديدعبثا فها هي تغرق في صمتهاليولد في رحم العناء عنوان موشّح بضفائر أنثىو أيّ ضفائر تلك ... مصبوغة بحناء الوداع
كم أرغب في التحرر منك .. عبثا أفعل
أتنفسك .. أرتشفك كعطر الصباح الممتزج بقطر الندى الثمل
فهل ستفلتني يوما لأستعيد توازني
قرّرت فجأة أن أذيب الحزن في فنجان قهوة .. لأرتشف مزيدا من خيباتهم
سأمزج بعضا من صورهم الراحلة بقطعتي سكّر حتى أستسيغ طعم
ذاك الغياب ..
لن أتوقّف عن تحريك فنجان أيامي بعدهم .. ففي كلّ صباح يمتلء
المكان بعبق ذكراهم ليطفو على سطح الوجع
اختنق الحلم في رحم ذاكرتي .. و لاحت في الأفق خيبة أمل ، هل ستمطر الأيام فرحا يفاجئني
مهلا اكتشفت للتوّ أني ما زلت على قيد الحزن .. ارتشفت جرعة خيبة أخرى ..
تلحّفت بسواد الوحدة و تعطّرت بالغياب
غسلت وجهي ببعض من دمعي المرهق
ثمّ فجأة صفعني القدر ليؤكّد لي أني ما كنت أحلم فلا زلت على قيد
حزن و بقايا من وجع
أرغب في استفراغ ذاتي منك فقد بات جنين وجودك يرهقني ..
لم أذكر يوما أنك أهديتني وردة كتلك التي غنّتها فيروز بين طيّات دفترها
العتيق ..
كنت دوما أخبّئ وردتي الحزينة الشبيهة بعطري و أوهم نفسي أنها
منك لترتسم ابتسامة غريبة على شفتي المنهكة بالجفاف ..
من وحي الغياب
بعض من مطر و ارتشاف بائس على حافة حب منهمرشهقة انتحرت على عتبات الوداعكحبّة قمح نبتت في رحم العفونة انتفض النبضريق من صلب الجفاف تشقق على بقايا فميبتلات روح مهترئة ...طيف ابتسامة شاحب كقمر ليل حزينو بعض مني ينتحبلم يتبقّ غير الخوف و صفير شبح في هيئة اشتياقلملم شتاتك و ابدأ مسيرك إلى حيث تختنق الرقصات في مهد الأغنيةفلن أغنّيك بعد الآن ..سأهمس في أذن الغياب لحننا الكئيب و أصمت في عزّ الكلامودّع لقاءنا يا رفيقي فها قد حان موعد التأبين ...
كورق الخريف الملقى بردهات الأحياء المرهقةيجتاحني طيف الرحيل و يغرق فيّ الأسىأحبس دمع المقل و تراودني ابتسامة ساخرةألفظ روحي كسمّ يخنقني و ألملم خيانة القدرأمسح من على جبيني ملامح الضحكات المزيّفةو أمضي كأن شبح المنيّة على موعد معيأرسم على جدران الذاكرة لوحة زاهية بلمسات الوداعو يرسمني الزمان فراشة بلا ألوانيرهقني صوته و هو يقولها و يغيب عن ناظريّها هو يبتعد و يمعن فيّ سهم قاتل مطعّم بالجفاإلى أين أمضي و أشجاني تحاصرني تلوّث أفقيتتقاذفني غمائم الوجع تلقيني في أحضان الوحدةمرهقة أنا حدّ النحيب ..تائهة خطاي الصغيرة ... منهك عقلي و وجدانيعبثا أحاول نسيان الصراخ المنبعث من داخليو عبثا أسترق الابتسامة من فم الوهنأتلحّفني معطف برد يزيد أوصالي تشققاو يسكنني لحن كسير النغماتأغنية حزينة أنا يا قلبي الجريحوطن شريد ملقى على عتبات العابثينطيف اجتثّ من جسد لا تحلّق فوقه سوى غربان الخرابزاوية بلا ظلال ، نافذة من شظايا زجاج ينزف بقايا حياةمتعبة أنامتعبة حدّ التعبّد في محاريب العذاب.......
![]()
اختنق الغيم الأبيض
و انتحرت آخر دمعات نيسان
ذبل الورد
و الليل على موعد مع الرحيل
بعمق الجراح ترقد الروح على أرصفة العذاب
متوشّحة بكفن الدموع النازفات
سراب و أوهام تلهو في المكان
طيف الغياب يراودني
يمدّ يده العابثة حينا فيصفعني قهر الزمان
و حينا يضحك ساخرا و يفارقني لهنيهة
فأغدو كأنما لحن شجيّ لفظته نايات النحيّب
قلب منغمس في الأسى
انكسار ... صمت رهيب يرفرف في الأرجاء
و لا زلت أنا على موعد مع الغياب
كن لي غيما و مطرمعطفا في عزّ تشرين ...كن حبّة قمح من تموز تسقط في كفّي عشقاخذ من القمر ضيائه ثمّ زرنيلأغفو بين أحضانك لحظة أو لحظاتارسمني في الأفق خطا أحمر ممنوعا تجاوزهالتحفني كمن يضمّ لعبة تعيد إليه طفولتهأيا رجلا احتمل حماقاتييا زمن العشق الحائريا وطنيو خفقاتي الثائرة ...يا ملهم حروفي و ساكن وجدانيكن لي كما أحبّدعني أتوه في معالم عينيكخذني إليك و ارتشف قبلة من الخدّ تنسيني دمع الرحيلكن سيدي بطلي لا رواية تتلى على شفاه العابرين
في نهايات تشرينو على كتف الحلم علّقت حقائب سفريو هناك حيث ينمو زهر اللوزحفرت اسمك في قلب بتلاته بلون دميسنديان الحيّ يحنو على جذع أيامي العجوزتلك التي قضيتها في انتظارك باسمةلم تعد .. لا لم تلتفتلطيب ذكرانالحلو لقياناأمات جنين الشوق و أجهضت أحلامنافي نهايات تشرين .. نزل المطركنت على موعد مع دمع الحنينو لا زلت أنا شاحبة الملامحغائرة الجفونفمتى يا سيد أشعاري ستعود ...متى ستعود ...
![]()
أشعر باختناق بعيدا عنهم .. غريب هو المكان بدونهم و خاوية هي
عروش القلب في بعدهم
أفتقدهم
مدّ يده إلى جيب معطفي و ابتسم ..ثمّ جسّ نبضي و ابتسمسألته لمَ ؟؟قال الآن تأكدت أني ما زلت هناو أشار لقلبه ممسكا يدي و الشوق في عينيه بدا مختصر ...