سأعود للرّد هنا فقد لأوضح لمن أراد توضيح مقولة السيدة نيسان " الثقافة لادين لها "
أتفق مع الكاتبة نيسان جملة وتفصيلاً في ماذهبت إليه !
سأبسّط الأمر أولاً لذوي الفهم المتأخّر أو لمن يعانون متلازمة فهم ,
قرأتُ اليوم ردّ للكاتب " بن ثابت " يوضّح فيه لأحدهم كيف أن الربيعة تعلّم في كندا , وكندا دولة كافرة
وكيف أنّه استقى تعليمه_ الذي جعل منه الجرّاح الأول في فصل التوآئم _ من دولة علمانيّة ,
وبإعتبار أن العلم ثقافة فـ الربيعة أو غيره لم يجد حرجاً في الدراسة على يد طبيب مسيحي أو يهودي أو لاديني حتى ,
لديّ خال عزيز جداً ينهي دراساته العليا في فانكوفر بكندا , ولديه دكتور مشرف عليه وهو يهودي ,
يقول أول يوم أحببت أن أصلي الظهر , وكنت في موقف لاأحسد عليه , أين أصلي وكيف , وتصوروا وجد الطبيب اليهودي يناديه ويقول له بأنّه قد أعدّ غرفة للملسمين مجهّزة بسجادات ومصاحف , لكي يمارسوا ديانتهم بكلّ أريحيّة , خالي العزيز الآن يُكنّ للطبيب اليهودي صداقة مميزة , وكلاهما يحترم الآخر ,!
أعجبني الأستاذ حسن صميلي وهو يسأل " عن توضيح لمصطلحيّ ( الثقافة , والدين ) "
هل تقصدون الثقافة الإسلاميّة , كلنا نتفق على أنّ هذه ثقافة لاتتجزّا أبداً ولاتخرج من دائرة الدّين , وهنا نقصد الدّين الإسلامي بالتأكيد /
لكن هل ننكر الثقافات الأخرى للشعوب , وهل ننكر بالتالي حضاراتها !
بالتأكيد كلنا يعترف بوجود ثقافة مسيحيّة ( قياساً على الدين ) وثقافة بريطانيّة ( قياساً على الأُمم ) وثقافة أفريقيّة ( قياساً على العرق ) ,
ونحنُ حين نقرأ في هذه الثقافات أو نكتب ونستشهد , فنحن لانعترف بديانة تلك الثقافة أو ديانة كاتبها , لأننا نستسقي المادة فقط , وهنا أمر مهم , نأخذ من الثقافات الأخرى مايناسب ديننا أولاً , ومايناسب عاداتنا وثقافتنا ,
ألم تكن نظرية داروين " الإنتخاب الطبيعي " ثقافة ؟
هي ثقافة ولكن لانستطيع أخذها والعمل بها , لأنها تعارض _ وبكلّ صراحة _ الديانات جميعاً !
وأول من انتقدها ومنعها وحاربها الكنيسة المسيحية .
أمر آخر , انظروا إلى الغرب " أوروبا " كيف استفاد من الفكر والثقافة العربيّة الإسلاميّة , في القرون الماضية
ولم يحاربوها لأنها أتت بدين إسلامي جديد , بالعكس درسوا وتعلموا ونهلوا من ثقافتنا الإسلاميّة الكثير , حتى أن شارلمان الإمبراطور الروماني المتشدد للكنيسة , أرسل الطلبة لبغداد وقرطبة , وتراسل مع الرشيد , والمأمون !
إذاً أيّه السّادة " الثقافة لا دين لها "
وهذا لايعني أننا نُعلمن الثقافة , بل أننا لانُصادر ثقافات الشعوب الأخرى , بحكم أننا لانقبل إلا الثقافة الإسلاميّة .
أتمنى أن يكون فعلاً الأمر قد اتضح للجميع هنا ,
مع تكرار الإعتذار للكاتب زمهرير ,