ألمح طيفي الآن هائما يبحث عن سلام .. هناك حيث تنام الأشواق على كفّ النسيم
ألمح طيفي الآن هائما يبحث عن سلام .. هناك حيث تنام الأشواق على كفّ النسيم
في رحلة عابثة عن نافذة أمان
أحمل وردا بيدي ..
أرقب من ثقب الزمن مقدمك
أطرق باب الأمل
و أضمّني كمن يستجدي حنينا
ربّما أطلب وطنا لي و لك .. بيتا دافئا
دمعا يشفع لي عندك حبّا عامرا
فهل سأنتظر كثيرا على عتبات قلبك ؟؟
تتلو النايات على مسامعي لحنا حزينا .. فهل ستسقط روحي صريعة غيابك من جديد
هناك حيث تمضغ النوارس وجعي على مقربة من جثث الوداع ترسو سفينة حزن آخر ..
ولدت من رحم الثوار
و في عينيّ ألف ألف قبلة تلثم جبينك الندي
غرست في حنايا روحك حبا فأنبت عوسجا
و للزيتون حكاية ترويها أزقّة مدينتنا البيضاء
من لهيب الشمس غزلتك جدائل شعر
رسمت على خدّ الضياء ملحمة من نار و نور
أنا من أنا ..
أنا يا وطني فتاتك
ربيعك الآتي .. و ظلّ الزنابق الحزينة
ترويك من حناياها فداء
أنا بالمختصر :
هوية لفظها جيم و زاي ، ألف همزة و من ثمّ راء
'' جزائر ''
بتّ أمضغ غيابك و أرتشف نبيذ الموت .. فمتى تعود لأسترجع أنفاسي
تسيل مع أهازيج الليل ألحان حزينة تتدفق إلى رأسي لتنبئني بموعدي مع الوجع
....................
قد لا تكون مجرد نقاط بل مشوار انتظار
هكذا حلّ المساء معانقا نسمات كانون الباردة
يهمس في صمت ليذكّرني بك
سارعت إلى نافذة غرفتي .. لا أدري لم ؟؟ فقد راودني شعور أنك هناك ترقبني
لم ألمح طيفك حينها لكني تأكدت أنك لا زلت في نبضي حيا
إلى رجل يحتل أوردتي رغم الغياب ....
تنبعث رائحة عفنة في أرجاء المكان ... إنها بقايآ ذاكرتي المجهضة بك
تلتهم رأسي الصغير ذاك أفكار ما بين حياة و موت .. معلّقة أنا على حبال الضياع كأنما أرجوحة
تلهو بي حين تعانقني ضحكات سخرية تعشش في خاطري ..
تنبت في أحشائي طفولة مجهضة تحلم ببعض من هواء
و ترقد الأماني على وسادة خيال
لكن عبثا فقد بات الرحيل قريبا
هناك في دمشق تكبر طفلة
هي كالياسمين
عطر نديّ
قطعة ثلج أو ربّما سكّر
نبيذ يدار في رحم النهار ممتزجا بريق العذارى
طعم كالفانيليا يراود زهرة على مشارف الذبول
طفلة تفوح منها رائحة الهيل
و تنمو في عينيها ملامح البنفسج
عذبة كعزف الليل أو أكثر
حلوة كتفاصيل حلب الشهباء
نقيّة .... بل شقيّة
ساحرة هي تلك الصبيّة
تذكّرني بنزار ... بالحكايا التي كانت تنسج هنا
و هناك عند أوّل باب في حارات اللاذقية
حمصية هي
شاعرية ..
ليلكية المنبت ... تغرق فيها عزّة الشآم العدية
لله درّها كم أبهرت ناظريّ
كيف ترحل عني و دمشق في القلب على النسيان عصيّة
لأجل عيونك يا شآم
هنآك دوما مساحات فارغة تجتاح كياني ... و الآن أشعر بتلك الفراغات تحاصرني
هل هي الوحدة ؟
أم بعثرة روح على عتبات الجفاء
أهو الاشتياق الصامت
لست أدري
فقط أشعر بفراغ يخنقني
أراها تلك الألوان تندثر .. تتناثر كفراش ابتثت أجنحته
فقدت طعمها تلك الذكريات بعد رحيلهم
و انطمست معالم لوحة رسمناها سوياّ
فهل تراهم يرجعون يوما لأستعيد توازن الألوان
ليكن رحيلا
سأحمل ما تبقّى من ذاكرتي و أنأى بعيدا
لا تفاصيل ترهقني بعد اليوم
لا ابتسامات
لا أحزان
فقط صمت يلملم بعضا مما اجترح الفؤاد
سأجتهد في محو معالم علقت في أرجاء كياني
سأجهض جنين اللقيا و أودعه حقائب النسيان
ليكبر في أحشاء روحي مولود آخر
مختلف الملامح
لا بريئا .. و لا حالما
مزيج من انكسارات أمل
ألم يعانق جراحا
حفنة أفكار ضائعة
لحن مجنون و نهآية حكاية اغتيلت في مهدها ...
انطفأت قناديل النهار و أوشك الليل على إنجاب مولود السهر
و هنآك خلف نافذة العتمة بدت ملامح وحدة و شظايا غياب
...
فمتى تندمل خيبات الرحيل
![]()
ولد في غزّة صبيّ مشرق بالنور وجههضاحكا في عزّ النحيب تهفو نفسه لبندقيةكبر الصبي و لم تتغيّر ملامح غزّةسقط جدار البيتو اختفت معالم مدرسة كانت هناك بالقربهدموا مئذنة المسجد و اغتالوا فرحة الكنيسة الحزينةلكنّ الصبي لم تزل نفسه تريد البندقيةلا يبالي بالطفولة .. .فقط يريد أن يكون ملاكا ترفرف روحه في سماء غزّةلتعلو بيارق النصرربّما حينها ستتغير ملامح الوطنو ترجع لغزّة ابتسامة الأمل
ذبل الاشتياق
هنآك ,,, في مكان ما
و في زمانٍ ما
نما في الروح زهر اشتياق
لم أزل أتعهده بالسقيا
و لمّا يزل يعدني بحلو الرحيق
خبّأت لك ... بعض قطرات
و ارتشفت في الصباح بعضا آخر
كان عالقا في زوايا الذاكرة
نزفت بك الصور
و تمخّض عن ولادة عسيرة جنين الغياب
لست أدري أيّ حبّ ذاك الكامن في أحشائي
أتراني أستمرّ
أرقب مجيء طيفك كل ليلة و أبتسم
أعانق ضحكاتك المرسومة في الأفق
و أهتف باسمك في أذن النسيم
ليهطل عبيرك زخات مطر
في مكان ما
و في زمان ما
حلّ بي حزن مقيت
ارتسم ساخرا مني و صافح القدر
استيقظي فقد ذبل زهر الشوق
و تسلّلت بتلاته من بين كفّيك
مهلاً ...
لم أفهم
هل قلت رحلت
بل قل انتحرت هاتيك القبل
لم يبق في المكان إلا رائحة عفونة و بعض من ملامح بشر ...
لم أعد أرغب في شيء ... فقط بعض منك ينسيني حالي و يلقي بي بعيدا عن هواجسي
فمتى تترجّل عن غيابك
حكاية وجع
![]()
تعصف بيَ الأحزان
تحاصرني دموع حبلى بالوهن
وجع يجثو على باب قلبي
حاملا بعضا من شظايا ذاكرة مهترئة الصور
باهتة أراها تلك الجفون
سواد عظيم يلفّني كثوب الغياب
و هنآك حيث يرقد الفرح مسجّى بين أنياب الخيانة
تسخر منّي وشوشات القدر
تصفعني من جديد كأنّما لم تكتفِ
أيّ نحيب ذاك الهامس في أفقي
روح مرهقة .. و بعض من بقايا انكسارات
أبحرت الضحكات مودّعة أيامي
و أمطرني الزمان غيثا من عذاب
أراني أهوي كأوراق خريف ذابلة
و أفرّ مني إليّ
فأنا الحزن موشّحا بدمع الخيبة
و قهر الأحباب
يا وجعي .. استمرّ في نزف ألحانك
فما عدت أومن إلا بك