أثر عجيب موقوف إن صح قد يراد به دولة الشام والعراق
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
في برنامج الاتطغوا في الميزان الحلقه 11 ذكر الشيخ
وسيم يوسف اثرا في اول البرنامج ونبه جزاه الله خيرا على ضعف السند قلت وهذا الاثر هو كما ساقه نعيم بن حماد ج 1 اثر 573 حدثنا الوليد ورشدين عن ابن لهيعه عن ابي قبيل عن ابي رومان عن علي بن ابي طالب قال( اذا رأيتم الرايات السود فالزموا الارض ولاتحركوا ايديكم ولاارجلكم ثم يظهر ضعفاء لايؤبه لهم قلوبهم كزبر الحديد هم اصحاب الدوله لايفون بعهد ولاميثاق يدعون للحق وليسوا من اهله اسماؤهم الكنى نسبتهم القرى وشعورهم مرخاة كشعور النساء حتى يختلفوا فيما بينهم ثم يؤتي الله الحق من يشاء
اولا قبل شرح هذا الاثر واسقاطه لابد من بيان سنده هذا الاثر فيه ابن رشدين ضعيف لكنه مقرون بالوليد وابن لهيعه اختلف في الاحتاج به منهم من يقبل روايته مطلقا كمحدث مصر احمد شاكر ومنهم من يفصل في ذلك كالالباني وممن سبقه ومنهم من يرد حديثه مطلقا كالوادعي وغيره والراجح ضعف ابن لهيعه هنا لان شرط من يصحح حديثه ليس في هذا الاسناد وابو رومان الراوي عن علي لم اجد له ترجمه فهو العله الحقيقيه الان ومن بعده ابن لهيعه لكن هذا الاثر ان صح في علم الله فهو يشهد لما يقال عن قرب الملحمه هنا ويشهد لصحة معتقد العلماء الذين قالوا ان تلك العصابات التي تقاتل في سوريا والعراق ماهي الا افراخ الخوارج لاحظ الاثر اصحاب الدوله بالفعل سموا دولتهم العراق والشام ولاحظ ايضا اسماؤهم الكنى ونسبتهم القرى سبحان الله ابو عمر البغدادي والكويتي وابو محمد الجولاني وابو مصعب الزرقاوي الخ واوصافهم وشعورهم المشابهه لشعور النساء على شاشات الفضائيات لاتحتاج الى شاهد وقد اختلفو فيما بينهم كما هو مشاهد ايضا يختم الاثر بثم يؤتي الله الحق من يشاء ربما ستنتصر فئه تكون هي المراد بحديث ام سلمه ياتيه عصائب العراق وابدال الشام ونحن نرى نتاج هذا الان في سوريا والعراق وممن تبقى منهم من المفسدين يخسف به في جيش الخسف لكن عصائب العراق وابدال الشام تظهر بعد الخسف والله اعلم طبعا كلامي هذا على فرض صحة الخبر الموقوف هنا و هو يؤخذ استئناسا لقرب الاحداث العظام لاسيما انه لم يتبقى من اسقاطه الا جملة الحق لمن يشاء هنا هذا ما اردت بيانه والحمدلله رب العالمين
=
وهنا فوائد في اثر علي بن ابي طالب رضي الله عنه
معنى قلوبهم كزبر الحديد يعني قويه وشديده كشدة الحديد اما بالباس او لاتعرف الرحمه والرأفه منها ماجاء في قوله تعالى اخر سورة الكهف لما طلب ذو القرنين ان يعينوه على جعل سد بينهم وبين ياجوج وماجوج قال ( اتوني زبر الحديد) اي اجمعوا لي قطع ا لحديد ومنها كما جاء في الحديث اوتي بأسير مصدر ازبر اي عظيم الصدر والكاهل لانهما موضع الزبره ثم وجدت لبعض هذا الاثر شاهد مقطوع من طريق اخر فيه بعض الزيادات ليست موجوده في اثر علي وهذا الخبر المقطوع كلماته اقل فعن الزهري قال تقبل الرايات السود من المشرق تقودهم رجال كالبخت المجلله اصحاب شعور انسابهم القرى واسماؤهم الكنى يفتتحون مدينة دمشق ترفع عنهم الرحمه ثلاث ساعات وقبل الحديث عن سنده اود ان اشير الى شبهة بعض الناس يقول لماذا تسمى القريه وليست المدينه ؟ اقول ليست هناك مشكله فكلمة القرى والقريه مذكوره في مواضع كثيره في كتاب الله ليست هذه مشكله كأن مثلا يقول البعض لاتسمى مدينه مثل عاصمة امريكا واشنطن مثلا قريه اقول لايوجد شرعا مايمنع تسمية بلد كبر او صغر قريه خاصة ان كنا نتكلم عن مدن قال تعالى( وماكان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون ) والقرى تشمل الامم ومعلوم ان الله سبحانه لايعني بالخطاب القريه لذاتها فهي غير مكلفه ونظيره قول اخوة يوسف (واسأل القرية التي كنا فيها ) مفهومه نسأل سكان القريه وهذا معروف في لغة العرب وفي مكه سماها الله ام القرى وفي اية اخرى( واذا اردنا ان نهلك قريه) الايه هل يقال ان الوعيد لايشمل الامه الاسلاميه مثلا ؟ على كل حال اثر الزهري فيه بيان ان القوم ياتون من المشرق والمجموعات الارهابيه في سوريا من المشرق سواء افغانستان ومن جاورها او المشرق الفقهي العقائدي العراق فداعش تاسست في العراق فلا اشكال لكن يفتتحون دمشق ؟ هم وصلوا دمشق لكن الاثر ربما يدل على السيطره كحكم وثبات ولهم اليد الطولى فهل سيسقط نظام بشار في نهاية المطاف ويجمع لهم الغرب ؟ نعيم بن حماد وضع هذا الخبر في دولة بني العباس واحداثها وكل عالم يجتهد في الاسقاط اولا خبر الزهري صحيح ان بعضه موجود في اثر علي بن ابي طالب وفي كلا الاثرين بعض الفوائد من حيث الاسقاط غير انهما يشتركان في النهاية في ان اثر علي يقول يؤتي الله الحق من يشاء وفي اثر الزهري يقول بعد دخولهم دمشق ترفع عنهم الرحمه ثلاث ساعات يعني يحدث لهم شىء لكن من الناحيه العلميه الاثر لايصح عن الزهري حتى نعرف من هو سعيد بن يزيد التنوخي ؟ فاني لم اجد له ترجمه اذن في خبر علي ابو رومان وفي خبر الزهري سعيد بن يزيد التنوخي وكلاهما لايعرفان وعليه انا لااستطيع الاعتماد على مثل هذه الاخبار حتى تطمئن النفس لصحة السند فنكل الامر الى علام الغيوب سبحانه وتعالى
وهنا فائده في روايه قد يكون روح المعنى لها واحد وهي عن نفس الراوي لكنها ربما تتحدث عن نتيجة مابعد النصر او انها مفسره لجملة يؤتي الله الحق من يشاء او جملة الزهري ترفع عنهم الرحمه ثلاث ساعات لكنها في المحصله فيها فوائد ان هذه الاحداث يخرج في نهايتها المهدي وهي مفسره لحديث ام سلمه ياتيه عصائب العراق وابدال الشام
ففي مستدرك الحاكم:
8808 - أخبرني أحمد بن محمد بن سلمة العنزي ، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، ثنا سعيد بن أبي مريم ، أنبأ نافع بن يزيد ، حدثني عياش بن عباس ، أن الحارث بن يزيد حدثه ، أنه سمع عبد الله بن زرير الغافقي ، يقول : سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، يقول : « ستكون فتنة يحصل الناس منها كما يحصل الذهب في المعدن ، فلا تسبوا أهل الشام ، وسبوا ظلمتهم ، فإن فيهم الأبدال وسيرسل الله إليهم سيبا من السماء فيغرقهم حتى لو قاتلتهم الثعالب غلبتهم ، ثم يبعث الله عند ذلك رجلا من عترة الرسول صلى الله عليه وسلم في اثني عشر ألفا إن قلوا ، وخمسة عشر ألفا إن كثروا ، أمارتهم أو علامتهم أمت أمت على ثلاث رايات يقاتلهم أهل سبع رايات ليس من صاحب راية إلا وهو يطمع بالملك ، فيقتتلون ويهزمون ، ثم يظهر الهاشمي فيرد الله إلى الناس إلفتهم ونعمتهم ، فيكونون على ذلك حتى يخرج الدجال » « هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه »
وهذا الإسناد ظاهره الصحة, وأحمد بن محمد هو أحمد بن محمد بن عبدوس بن سلمة العنزي, قال الذهبي في تاريخ الإ
" أحمد بن محمد بن عبدوس بن سلمة : أبو الحسن العنزي الطرائفي النيسابوري . سمع : السري بن خزيمة ومحمد بن أشرس السلمي وعثمان بن سعيد الدارمي وجماعة . وكان فيما قال الحاكم : صدوقا ؛ سمعته يقول : أقمت ببغداد سنة أربع وثمانين على التجارة فلم أسمع بها شيئا . روى عنه : أبو علي الحافظ وانتخب عليه وأبو الحسين الحجاجي وابن محمش الزيادي والحاكم وأبو عبد الحمن السلمي وآخرون . توفي في رمضان وصلى عليه أبو الوليد الفقيه "
وقال الشيخ عبد العليم البستوي في قسم الصحيح من الاحاديث الوارده في المهدي في ميزان الجرح والتعديل رجاله ثقات ماعدى شيخ الحاكم فهو صدوق قال الحاكم هذا صحيح الاسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي قال الشيخ البستوي اسناده صحيح والله اعلم
قلت وقد روي هذا الخبر مرفوعا للنبي عليه الصلاة والسلام كما عند الطبراني في الاوسط وابن عساكر وفي سند المرفوع ابن لهيعه والصحيح وقفه لارفعه
بقي الاشاره الى بعض المعاني السيب هو العطاء جمعه سيوب ومعنى ستكون فتنه يحصل فيها الخ حصلت الامر اثبته
في بعض النسخ تسع رايات
مبارك البراك