نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



( عودة القصر )

في أعلى قمة الجبل والطقس ممطر وبارد جدا
هنالك قصر مهجور شكلة مريب عالي ذو منارات سود محفوفة
جدرانه بأعشاب ذابلة يابسة لا أحد يتجرأ لدخوله
نورا ونوف اختان يتيمتان في منزل في القرية الصغيرة
نوف وهي تنظر للقصر عبر نافذتها : واه ... ياله من منظر مخيف من تتوقعين يعيش هناك
نورا : أظن بانها اشباح
نوف : يالروعة
نورا : لما لا نذهب لإستكشافه ؟!
نوف : ماذا ... ربما تأكلنا الأشباح !
نورا : أجل ! لكن سيكون يوما رائعا هيا فلنغامر قليلاً
نوف : آآآآه لما لا
لا بأس اذاً دعينا لنخلد للنوم الآن وغداً سنستعد
نورا : كم أحبكِ
سيكون يوم لا ينسى


_في صباح اليوم التالي
نوف : هيا إستيقظي هيا أيتها الكسولة
هيا لننتهي من مهامنا ومشاغلنا ونذهب لإستكشاف القصر
نورا قفزت من الفرحة : نعم صحيح لقد إستيقظت إستيقظت
_بعد اداء مهماتهما ومشاغلهما

نورا : سأخذ هذه الحقيبة وأضع بها بعض الطعام لربما احتجناه
_وقرب المساء بدأتا بالسير نحو القصر
نوف محدثة نورا : لقد اقتربنا وبدأ جسدي يقشعر
_انهما عند البوابة وها هو الغروب

نورا : واحد إثنان ثلاثة لتفتح الباب معا حسناً!
نوف : حسناً
واحد ... إثنان ...ثاا ....(صوت صرير الباب)
........
نوف : يالهي ! إنها تمطر
نورا : هيا لندخل
نوف : لكن
نورا : هيا بلا لكن
_ظلام وضوء القمر يتسلل عبر النوافذ والرياح حاملة معها زخات المطر شباك عناكب في كل اتجاه وغبار في كل مكان
نوف : اشعر بالخوف لم تكن فكرة جيدة أبداً
نورا تمسك بيدها بخوف لا تظهره
وتحدثها مازحة لتشعر بالامان : لا بأس هيا لنكمل ونرى الاشباح وووو
_ضحكت نوف وبدأتا بالدخول الى غرفة والخروج من الاخرى ...
انه الرواق وهنالك جناح خاص ذو باب كبير إقتربتا إليه فإذا بهما يسمعن همهمةً مخيفةً
صرخت نوف صرخة مدوية : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآءء
نورا : ما الأمرر!!
نوف : لقد رأيت شيئا يتحركك !
نورا : ماذا
نوف بنبرة خوف : هيا ما إن بدأنا فلن نتوقف
_امسكتا يدا بعضهما
واحد اثنان ودخلتا عبر الباب
ورأتا قطة بيضاء جميلة
نوف وهي تقترب اليها: مياو مياو تعالي الى هنا
القطة ابتعدت ونوف ورأها ودخلت غرفة
فسمعت
سعال احد كبير في السن نوف تنادي بكل خوف :نوراااا
نورا اتت مسرعة : مابكي ما الامر انظري واقتربتا اليها والا بهيا عجوز جميلة الملامح مهترئة المظهر
مقعدة تعلو على وجهها علامات التعب واليأس

نورا : ربما تكون شبحا !
الجدة : كح كح لا تخافا فانا لست شبحا ولكني عجوز مقعدة تم تركي في هذا القصر لوحدي
إقتربتا نوف ونورا بحزن للجدة
الجدة : لا بأس قفد إعتدت الأمر لكن مااستغربته أنكما دخلتما للقصر فمن منظره لا أحد يتجرأ لدخوله فمن بعد مرضي
لم أعد أسقي النباتات فذبلت وتساقطت اوراق الشجر في كل مكان ولم اعد أستطيع إشعال أنوار القصر ليملأ الجبل نورا ولم اعد اهتم به وانظفه فنطفأ وهج القصر وجماله الساحر فلم يعد احد يزورني وبقيتُ وحيدة
لم تؤنسني الا هذه القطة التي تبعث في قلبي املاً بأن قصري سيعود وهجة

نوف ونورا : لا بأس سنساعدك في كل شيء وسنزورك كل يوم ولن تعودي وحيدة
_فبدأتا نوف ونورا بتنظيف القصر وزرع وسقي النباتات وحرث الارض والقطة تلعب حولهما سعيدة بوجودهما
والبسمة تعلو وجه الجدة : يالهما من فتاتان جميلتان ....
ويوما بعد يوم عاد القصر لزهوه ونضارته وأنواره تضيء الجبل بأكمله ونباتات جميلة تحيط به وأخذت الحياه تدب في أرجائه

الجدة تتأمله ودمعة فرح سقطت وبكل حب وحنان ارتمتا نوف ونورا بحظن الجدة
نوف ونورا : نتمنى أن نكون قد اسعدناك
الجدة بكل شوق وحب : أشكركما لا أعرف ماذا أقول لكما إنكما مثل ابنتاي سعيدة بكما وأرجوكما
أن تبقيا لتعيشا معي فأنتما أصبحتما جزءا لا يتجزأ مني ومن القصر الذي عاد جميلاً وقريبا إلى قلبي
نوف ونورا لابأس ياجده نحن نشعر بأننا بحضن أمنا ونحن معكِ.

تأليف / نوف عبدالمحسن