رحلتى الى ارض السحر الحلال (المغرب)
رحلتى الى ارض السحر الحلال (المغرب)
السلام عليكم
باذن الله سوف اقوم بعمل تقارير عن سفرياتى وسوف ابدا من اخر سفريه لى وكانت للمغرب لمده شهر وفى اخر التقرير سوف انزل الصور
ماقبل السفر واثناء السفر وموعد العوده
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما من عاشقٍ لهذا الوطن الحَبيب ومتيم بالمغرب الجَميل إلا ويحمل له أسمى المشاعر و أصدقها
وتتجلى تلك الصور في مواقف عديدة و لحظات جَميلة تمرُ بالذاكِرة .
المشاعرُ تختلفُ باختلاف البَشر والأحاسيس أيضاً ، لكن الجميع يتفق على عشق هذا البلد الرائع وأردتُ هنا أن أضع بعض النقاط التي تمرُ في مخيلة الأغلبية العظمى .
حينما تجتاح الرغبة ديار النفس فإنها تعلنُ " السفر " وتقررُ دون تردد أن تقطع التذكرة تجاه المغرب وإذا ما توافقت الظروف كاملة فإنها ستكون لحظة رائعة للمسافر .
دعونا نبدأ من " قطع التذكرة " !!
وحالة الطوارئ التي نعيشها والترقب والاشتياق التي نمرُ بها .
حينما تكون التذكرة في يد العاشق تجدهُ يعد الأيام والليالي ويرتب أموره مبكراً وتكثر الاتصالات وتبدأ مرحلة التعمق في السفر المُبكر .
ذات مرة حينما قطعت التذكرة ، لم أصدق عيني ورحتُ أتأمل التذكرة بل و اخفيتها بين دفتي كتاب في مكتبي وأصبحت احفظ رقم "الحجز" والتذكرة الالكترونية وأدخل إلى المواقع الالكترونية ذات العلاقة ، " الخطوط السعودية أو القطرية أو الاتحاد " وأتأمل مقعدي في الطائرة وأنا في الأرض !!
هل هذا هو الجنون ؟
أم هي " الزعطة" القوية التي لا علاج لها ؟
بعدها تمرُ بي مرحلة التفكير ورسم المخطط والبرنامج و التعمد والإصرار على متابعة أي تقرير يكون عن المغرب خلال هذهِ الفترة ، هكذا لمجرد ملء العين والقلب بالعشق .
وكنت أيضاً أقوم بجولةٍ على الشاطئ وأداعب الأمواج وأتذكر المحيط وعين الدياب ، وتجاوزت مرحلة الجنون وبلغت مرحلة أخرى ألا وهي بأني اصبحتُ أبحث عن المدن الصاخِبة لأعيش أجواء الدار البيضاء وأتردد بين الفينة والأخرى على بعض المقاهي التي تقدم الأتاي بصورةٍ مستمرة ، بالرغم من توفره في المنزل ومن يد الغالية .
لكن للجنون فنون !! أ ليس كذلك ؟
نأتي للمرحلة الأخرى !!
الانتظار
كم عاشق يشعر بأن المدة طويلة جداً بل ويخشى أن تفوته الطائرة !!
هذا كله قبل الرحلة تقريباً باسبوعين أو حتى ثلاث !!
لحظات جميلة والترقبُ يجعل المشاعر متقدة !!
لن أتحدث عن يوم السفر !!
سأدعه بهمس قلوبكم وأحاديثكم !!
لأني سأذكر المواقف تِباعاً في الجزء القادِم
Re: رحلتى الى ارض السحر الحلال (المغرب)
المملكة المغربية
العاصمة: الرباط
العملة: الدرهم المغربي.
المساحة: 446,550 كيلومترًا مربعًا.
عدد السكان: 29,661,636 نسمة.
اللغة: اللغة العربية، اللغة البربرية، اللغة الفرنسية، والأسبانية.
العيد القومي: 3 مارس.
المناخ: دافئ على المناطق الساحلية، حار داخل البلاد ، معتدل بارد شتاءً.
مناطق مغربية: أغاديــر
- تعتبر أغادير من أجمل وأكثر المدن حيوية ونشاطًا في المملكة المغربية، حيث تطورت مواردها السياحية كما تطور دورها كرابطة بين الشمال والجنوب بشكل ملحوظ.
- تختلط الأصالة والمعاصرة وتتداخل في جناس تام في الفن المعماري والملابس والموسيقى واللغات.
- تعد ميناء صيد كبير.
- تتطور السياحة بها بشكل مطرد حتى أنها قد أصبحت الآن البقعة السياحية الأولى في البلد بأسرها. يقيم 20% من سياح المغرب بأغادير.
- أشهر مدن دولة المغرب العربي: فاس.
- كانت عاصمة المغرب منذ القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي)، حتى القرن الثالث عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي).
- تمتاز بمياهها الغزيرة المتوافرة التي تأتيها من عدد من المجاري المائية النابعة من جبال أطلس.
- وفي عهد أمراء زناتة و مغراوة شيدت بها المساجد والفنادق والحمامات والدور والمخازن والقناطر وازدهرت الحياة الاقتصادية والتجارية.
- بها العديد من الآثار مثل منارة القرويين ومنارة جامع الأندلس وباب الفتوح وباب الحروق والعديد من المدارس التاريخية.
- يرجع تاريخ بنائها إلى عصر المولى إدريس الثاني أحد سلاطين دولة الأدارسة بالمغرب ، وقد أتم بناءها سنة (193هـ).
- تعرضت المدينة لغزو الفاطميين على يد جوهر الصقلي الذي فتحها سنة (349هـ )، كما غزاها أُمَويو الأندلس في عهد المنصور بن أبي عامر سنة (365هـ) وفي عهد المرابطين والموحدين انتقلت العاصمة إلى مراكش إلا أنها ظلت تتمتع بمكانة عالية ،وأنشئت بها عدة منشآت كالأسوار والمطاحن المائية وبعض الصناعات ، ثم عادت عاصمة للمغرب في عهد بني مرين الذين أسسوا بها المساجد والمدارس العديدة ، كما أنشئوا بها مدينة تسمى المدينة البيضاء أو فاس الجديدة.
- ثم حكمتها الدولة السعدية ، وشيدت بها البرجين المحيطين بفاس من الشمال والجنوب ، ثم آل حكمها إلي العلويين الذين بنوا بها قصبة الشراردة ومدرسة الشراطين وبعض القناطر فوق نهر سبو ومدرسة الوادي وقنطرة الرصيف وقصر بوجلور ومسجد دار الخزن ودار السلاح .
- واستولى عليها الأتراك مرتين أثناء حكم الدولة العلوية ،وفي عهد المولى عبد الحفيظ السلطان العلوي دخلها الفرنسيون.
- وبعد حصول المغرب على الاستقلال صارت فاس من أشهر المدن المغربية.
- تقع في منتصف الطريق بين وجدة و الدار البيضاء في مركز جغرافي مهم يجعلها نقطة الوصل بين الشمال والجنوب والشرق والغرب ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر (370م) ،وتبعد عن الرباط بنحو (200كم) وعن مكناس بنحو (60كم).
- وهي تقع أيضًا على ضفاف نهر فاس، أحد روافد نهر السبو في شمال المغرب.
- جامع القرويين: الذي يعد من أقدم الجامعات الإسلامية في العالم وقد بني سنة (248هـ) في عهد أمراء زناته ثم أضيفت عليه التوسعات.
- مركز الخزانة الشهير: الذي يضم نفائس الكتب والمخطوطات
- جامعة محمد بن عبد الله والحي الجامعي.
- كليات تابعة لجامعة محمد الخامس كما توجد بها مكتبة جامعة القرويين.
- تشتهر فاس ببضائعها الحريرية والصوفية ومنتجاتها الجلدية .
- تنقسم إلى ثلاثة أحياء : اثنين منهما على الطراز العربي والثالث على النمط الأوربي، ويعرف أقدم هذه الأحياء باسم فاس البالي ويضم العديد من المباني الإسلامية،والقصور الملكية والجوامع الفخمة.
- أما الحي العربي الثاني فهو فاس الجديدة .
العا صمــــــــــة الرباط:
- تأسست في القرن الحادي عشر على يد القائد البربري عبد المنعم وابنه يعقوب المنصور.
- صارت مركزًا للفرنسيين في عام 1912م وعاصمة للبلاد ليكون السلطان تحت مراقبة فرنسا.
- صارت عاصمة للمغرب المستقلة في عام 1956م.
- تكثر بها الأسوار على طول الشاطئ لحماية الرباط من هجوم الأعداء عن طريق البحر.
- احتل الرومان الموقع الذي تشغله مدينة الرباط في الوقت الحاضر في القرن الأول الميلادي.
- ولا تزال آثار المباني الرومانية موجودة في جنوب شرقي مدينة الرباط.
- وقد أسس القائد البربري عبد المنعم وابنه الأكبر يعقوب المنصور المدينة الحالية في القرن الحادي عشر الميلادي.
- وفي سنة 1912م أقام الفرنسيون محمية فوق معظم المغرب، وجعلوا من الرباط مركزًا رئيسيًّا لهم، وعاصمة للبلاد.
- وعندما انتهت الحماية الفرنسية على المغرب عام 1956م أصبحت الرباط عاصمة للدولة المستقلة.
- تقع على شاطئ المحيط الأطلسي في الجزء الشمالي من البلاد عند مصب نهر بورقراق.
- يمثل موقع الرباط على ساحل الأطلس نموذجًا لمواقع المدن الإسلامية التي ارتبطت بالاستعمار باعتبار أن السواحل كانت المنطقة الحرجة في العلاقات بين المستعمر والمستعمرات التي يسيطر عليها.
- متحف أثري يضم تحفًا من العصور الرومانية وعصور ما قبل التاريخ.
- منارة الحسن، وضريح محمد الخامس.
- جامعة محمد الخامس.
- يوجد بها أربع مكتبات عامة وست كليات متخصصة.
- يوجد بها 10 مؤسسات للبحث العلمي،ومحطة الراديو والتلفاز المغربية.
- تعتبر الرباط أساسًا مركزًا تنفيذيًّا وحكوميًّا وتوجد بالمدية صناعة المنسوجات وصناعة استخراج الفلين،كما يتم إنتاج الأسبستوس والطوب الأحمر والأسمنت ،والدقيق .
- يقوم حرفيو المدينة بصناعة السلاح والسجاد والسلع الجلدية والأنسجة المزدانة بالصور والرسوم وحرف يدوية أخرى.
- جاءت الرباط في المركز ال519 بين مدن العالم من حيث السكان وذلك في عام 1900م بينما كانت تشغل المركز 30 بين المدن الكبرى في العالم .
- أصبحت الرباط من المدن المليونية عام 1996 م.
- تنقسم الرباط إلي قطاعات قديمة وأخري حديثة أما القطاع القديم فيسمى المدينة وتتميز مساكنها بأنها صغيرة بيضاء،ذات أسقف مسطحة،كما يوجد بها العديد من المساجد.
- أما القطاع الحديث،ويتميز بشوارعه الواسعة ،ومساكنه الحديثة ذات الطراز الأوروبي .
- الرباط منطقة معتدلة دافئة (30 -40) درجة مئوية شمال خط الاستواء.
- تبلغ درجة الحرارة في الرباط خلال الشتاء 12,9 درجة مئوية كما تبلغ في الصيف 22,2 درجة مئوية أما الأمطار التي تسقط على المدينة فتبلغ 564 ملم في السنة وتسقط بسبب الرياح الغربية العكسية التي تهب على سواحل المغرب من المحيط الأطلسي وخليج المكسيك.
Re: رحلتى الى ارض السحر الحلال (المغرب)
((مقدمه ))
في البدايه كان التخطيط مسبقا وعن قصد لزيارة المغرب
في غير أوقات الذروه السياحيه تفاديا للزحام المؤدي إلى إرتفاع اسعار
السكن والمعيشه والتنقل وأشياء أخرى أهمها البعد عن الإكتظاظ البشري
وذلك ..طلباً للهدوء الذي يشعرك بخلو المكان إلا من أهله الحقيقيين
لتقرأ تفاصيل المكان الذي تأتيه قراءه صحيحه وحقيقيه
من خلال عيون وأفواه وقلوب وحركات وسكنات أهله الحقيقيين
وليس من خلال أصوات وأنفاس سياح أجانب مثلك لايمتون للمكان
بأية صله......
وأيضا هناك قصد البعد عن التشويش الروحاني الذي يحدث في الأماكن
السياحيه التي يكون فيها عدد السياح الأغراب أكثر من أهلها
حتى لايختلط الأمر وتتشابه في عيوني الصور وأنا أتعامل مع مزيج بشري
قادم من بلدان مختلفه يحمل في طياته صخب ثقافي يحجب بـ ضوضاءه
صوت أهل المكان الحقيقيين ويخفي هويتهم وهواياتهم وطباعهم ويمنع الوصول الفكري
إلى عمق المكان نفسيا وروحيا وسياحيا
بل ان هذا المزيج (وجهةنظر) قد يكسر أحد اضلاع القراءه
السياحيه للمكان والزمان والانسان في أحساس القادم من بعيد
وهذه حقيقه واضحه وإن كانت تخفى عن الكثيرين إلا أنها حقيقه مؤثره
في نفس الباحث عن الاضلاع الثلاثه للسياحه الممتعه (الإنسان\ والمكان\ والثقافه)
فليس من المعقول أن تحكي لأهلك عن زياره حقيقيه لمدينه مثل تطوان وأنت لم تقرأ
من تطوان الا مبانيها ومطاعمها وطرقاتها فقط وغالبية من تحدثت معهم أو التقيتهم فيها
مجموعات سياحيه وبشر أغراب من دول وثقافات اخرى لاتربطهم بتطوان أية علاقه
عموما ..هذه وجهة نظر شخصيه
أرى من خلالها أن الصوره الحقيقيه للمكان في نفس السائح
وأحساسه هي تلك الصوره المكتمله بوضوح والحاضره كليا
من خلال الاضلاع الثلاثه للمكان ..(الارض وسكانها وثقافتهم)
و متى ماكان المكان نفسه مزيج مختلط بقوالب غريبه تغلب
على القالب الحقيقي للدار تكون الصوره نااااقصه بالطبع
Re: رحلتى الى ارض السحر الحلال (المغرب)
.
كانت
بداية الارتحال صباح يوم الجمعه الثاني من اكتوبرلسنة 2010ميلاديه
على متن الخطوط السعوديه التاسعه والنصف صباحا
وكانت أمامي ساعات ثلاث قبل صعود الطائره
التابعه للخطوط السعوديه للإقلاع باتجاه أجمل
بلدان العرب وأكثرها أساطير وأغناها طبيعه وماء وخضره ووجه حسن
بلاد المرابطين وأحفاد الفاتحين وسلالات الأشراف والأبطال الذين دكوا يوما
معاقل اوروبا وبنوا على ترابها مدن أكثرها لازالت تتحدث لهجتهم
الواضحه وتقف وقفتهم الشامخه رغم التعتيم الأعجمي المتعمد
على التاريخ الواضح جدا جدا جدا
.
.
ست ساعات ونحن نحلق في السماء ...ونعبر أجواء دول ونقطع مسافات شاسعه
(وبـ إستثناء مقود الطائره المريح وقائدها الفصيح)
لم يحدث ان أمسك أحد المسافرين لجام خيل أو توعك نتيجة سقوط من على ظهر جمل
كما كان يحدث لأجدادنا وهم يعبرون نفس الاتجاه ونفس المسافه لفتح البلاد ونشر الاسلام
..
نعم نعم
..نفس الاتجاه ونفس المسافه رغم الإختلاف الواضح
في الزمان والعزائم والنوايا والهمم والوسيله وكل شي
.
.
كانت السماء شبه صافيه ونحن نطير في جوفها
حتى وصلنا في تمام الساعه السابعه ودقائق قليله مساء
بتوقيت السعوديه بلد الإقلاع
.
حطت بنا ناقة القرن العشرين العجيبه في مطار الدار البيضاء وطعام الغداء
الذي تناولناه في أرض الحرمين لم يهضم بعد.رغم طول السفر وبعد المكان
ولكنها الإختراعات والعقول البشريه التي نفذت إلى أقطار السماوات بسلطان
هيأه وأراده الله وسهله ويسره لمن كتب له ان يكون المكتشف الاول له
من بني آدم وحواء
.
.
أعرف ..
(أزعجتكم بالفلسفه)
تحملوني ..
المهم ..
في المطار ..
وقبل أن أغادر الطائره كانت مخيلتي تتصور حالي وأنا اقف من دون خلق الله
أمام رجل الجمارك وهو يقلب أغراضي وعفشي في كل إتجاه مرحبا بي
في بلادي الثانيه وعقله يتحدث الى مافي محفظتي من نقود ظنّاً منه
انني قد جلبتها لاعطيها له أو لبنات الليل أوعاصري الخمره ومعتصريها
في فنادق العاصمه السياسيه أو الاقتصاديه أو هناك ...
.هناك
حيث يظن هو
.
.
..
وللأسف...حدث ماتوقعت أو تصورت
وكنت مجبراً على التظاهر بعدم الفهم ...رغم الكلام الواضح
والطلب الوقح نهارا جهارا
.
للأمانه حينها ..
كنت في مأزق
وكنت أتساءل
هل أعطيه نقود...!!
أم أعطيه درس في الأخلاق..!!
أم أعطيه درس في التجاهل..!!
كل هذه خيارات قلبتها يمنه ويسره لأختار اقلها مراره للفكاك
ولم ينقذني من مأزقي سوى مسافر خليجي آخر تبدوعليه آثار النعمه
والفساد من خلال براطمه السمينه ونظراته الخارقه العالقه في جسد أنثى
كانت تقف في الطابور المقابل
.
ركل الموظف شنطتي بيده ...
نعم يده
فليس هناك فرق بين يد وقدم ... بعض موظفي الجمارك
جميعها تركل... لأنها أرجل
.
دفع أمتعتي في وجهي ..
لمقابلة الضيف السمين أبو عيون زائغه
..
لم ألتفت لرؤية السرقه المتوقعه بعدي وخلفي
فقد كنت اسابق الريح للخروج من هذا المكان
الى المغرب الحقيقي والى أجواء البلاد الساحره
التي أشتقت لها شوق المسافر لأهله
.
موظف آخر حال بيني وبين الخروج
ولكن بـ إبتسامه جميله وهو يقول
((أهلا بيك في بلدك))
قالها ..وهو يشير ألى الطريق الصحيح للخروج من الصاله الى حيث المستقبلين
والمنتظرين والمترقبين للحظات اللقاء
مئات الوجوه تنتظر وتترقب وتتفحص .. كل من يدلف من الباب باتجاههم
..
أطفال ونساء وشيوخ
لاتسمع بينهم سوى أصوات العناق والترحاب باهليهم واقاربهم
في منظر جميل جميل
منظر ...
للاسف لم يعد يحدث في بلادنا ابدا ابدا ابدا
فكلنا يسافر وحيد .. غريب.... بلا موادع أو قريب
ومتى ما عاد... يفسد الجوال عليه فرحته
باهله وهو قادم اليهم من بعيد
وتطبع عملية أخفاء وجهة سفره عن أهله في نفسه
شعور كئيب اقرب الى الغربه من أي شي آخر
.
.
بسرعه ...وتلقائيه
أخذتني أقدامي الى حيث القطار عبر السلم الكهربائي كانت الطوابير طويله
والاصوات تتعالى بضجر وسخط وعشوائيه
عرفت من خلالها ان شي ما قد حدث او سيحدث
.
.
سالت عن اقرب رحله الى مدينة الرباط حيث الفندق الذي
حجزت ودفعت له نقود مسبقا مقابل المبيت
وكانت الاجابه للأسف غيبيه وسلبيه
تفيد ان الوقت
غير معلوم
.....
ثلاث ساعات
وأنا أنتظر هذا الثعبان الحديدي ان يأتي أو يعلن عن قدومه
دون جدوى
.
.
كانت اعداد المنتظرين تتناقص من حين لآخر ممايعني ان التكاسي هي الحل
قبل حلول الظلام
أمامي ..
فتاه مغربيه تتحدث في الهاتف إلى أهلها وهي تتجرع الانتظار
فهمت من كلامها أنها قد ودعت زوجها الخليجي ولازالت تنتظر القطار
هي وأخيها الشاب الذي يقف بجانبها قيد الانتظار ايضا
..
اقتربت منها وفي همس قلت لها ...القطار طول
..
قاطعني الشاب بجرأه أشد من جرأتي وأنا أكلم أخته
قائلا...
لافائده نحن هنا منذ اربع ساعات
.
قلت ..... وماالحل ياصاحبي..
هزّ رأسه بلا أعلم
.
قلت ..
مارأيكم ان نستقل تاكسي وانا اتحمل اجرة الراكب الاضافي
بدل أن نقضي الليله في المطار
..
اجابت الفتاه ...قبل الشاب
بالقبول
.
كنت مضطرا لدفع 300 درهم لصاحب التاكسي وتدفع الفتاه واخوها 150 درهم فقط والسبب
لأنني بجواز سفر أخضر صورتي فيه مزينه بعقال وشماغ بصمه 8
وكل هذا من اجل الوصول الى كازا المدينه فقط
.
كنت أشعر بالامان وأنا تحدث الى الفتاه باللهجه الخليجيه التي تتحدثها بطلاقه
والفضل لـ زوجها الذي سافر قبل ساعات
على ما أظن على نفس الطائره التي أتت بي
..
للأمانه تمنيت لوأنني أعرف زوجها لأتصل به وأهنئه على اختياره
لذات الخلق والثقه والاحترام والأدب الجم
ولن اتحدث عن الجمال الذي تختلف معاييره من شخص لآخر
..
سألتها بفضول عن كيفية التعارف والزواج فـ أجابت بعفويه
كنت اشتغل في منشأه صحيه
في الخليج وكان النصيب
.
كانت رحله قصيره ولكنها ممتعه ولم ينغص متعتي بها سوى طيش صاحب الطاكسي
وهو يمارس مراهقته مع زملاءمهنته في الطريق في بادره لم اكن اتوقعها في المغرب
.
أبواق وزمامير وتجاوز وأشارات وكلمات لم افهمها ومسجل يصرخ بالحان وكلمات اجنبيه
تصيب العاقل بالصداع
.
.
وصلنا كازا
ودفعت كامل المبلغ عن الجميع راضيا هاوي
.
سالتهم كيف لي ان اذهب الى الرباط في هذا الليل
فكان ان رافقوني الى موقف للتكاسي واتفقوا على سعر معقول
( 300 درهم)
مع احقية السائق في اركاب من يجدهم على الطريق
..
ودعتهم بعد ان اخذوا ارقام التاكسي ورقم تلفوني كاجراء ذكي منهم
.
.
كنت على اتصال بهم بشكل شبه متواصل
في طريقنا
اخذنا راكب من المحطه الاخيره
وأخذت أنا مكاني في المقعد الخلفي
خلف السائق عملا بنصيحه نيوزلنديه قديمه
تقول ان اكثر الاماكن امان في التكاسي المقعد الذي خلف السائق تماما
سرينا .والهوى برد
والليل بحري
وما أتعسني ذاك المساء
كان الهواء الباااااارد القادم بفعل سرعة
السياره يتعدى الراكب المجاور للزجاج المكسور
الى مقصورتي الخلفيه ويضرب وجهي وانفي
طول الطريق وأنا ساااااكت
.
.
.قلت في نفسي
ماشي ياعم
الدنيا تجارب والحياه حظوظ
والف موظف جمرك ارحم من هذا الهواء المثلج
.
والله يرحم نار كنت اشبها مع اصحابي فى طعوس الثمامه.
.
بعد ساعه وشي
وصلنا الى الرباط النائمه بدري
كـ أطفال القرى وأبناء السبعينات
.
.
.
صمت رهيب في الشوارع
وشعور أن المدينه بلاحراك
قياسا بجده والرياض والقاهره
.
.
لم اصل الى سريري في فندقي المحجوز (باليما)
الا بعد ان اصبح السرير في نظري يساوي الف
بلد
.
.
صليت
واكلت مايسره الله من شوكلاته وماء وأستمعت الى نشرة الاخبار
ونمت في الحال
.
.
وفي الصباح الباكر ... خرجت
للشارع بحثا عن الناس النائمين بدري
وكانت خيبة الامل عريضه
لان اليوم سبت
.
.
عدت ادراجي للفندق
وطلبت افطاري وصحيفه وخريطه لمعالم المغرب
رد: رحلتى الى ارض السحر الحلال (المغرب)
يعطيك العافيه أخوي
ودي وتقديري
::
رد: رحلتى الى ارض السحر الحلال (المغرب)
الساعه تقترب وتشير ... الى التاسعه صباحا
وأنا اقطع الشارع المقابل لمحطة سكة الحديد المدينه
بعد أن أخذت من أنفاس الرباط الصباحيه مايكفي لتجديد
أوكسجين الشوق في جسدي وقلبي لحبي الخفي
والغير معلومه اسبابه لهذه المدينه والممتد منذ أن ذاكرتها
جيدا ذات مساء قبل إمتحان الجغرافيا في مرحلة المتوسطه
ولولا أنني كنت قد قررت إكتشاف الشمال لمكثت في الرباط يوم أو اثنين أو حتى ثلاثه
كانت المحطه تمر بمرحلة تجديد وإصلاح وكان هذا واضح
من تغيير مدخل الولوج الى السكه الى طريق آخر جانبي
غير الذي أعرفه ..
الصباح جميل
والمعنويات هائله ...وكل شي جميل
ولاغرابه .....أنا في الرباط
.
الساعات تقترب من العاشره والمسافرون يتجمعون
حول نقطة توقف القطار ..وصوت المذيعه الداخليه يفيد ان القطار سيدخل
المحطه بعد قليل
لا أنسى أن أقول أن التوقف لمدة دقيقه مده زمنيه غير كافيه
كادت أن تجعلني اعود ادراجي للفندق لولا ان احدهم اشار علي
بالركوب والقطار يتحرك من أقرب باب
.
كانت تذكرتي درجه اولى ..
وكنت اقف في نقطة توقف مقدمة القطار
و مقصورة الدرجه الاولى للأسف ..في ذيل القطار
..
دقيقه واحده لاتكفي يا آنسه للوصول إلى آخر القطار
.
لست وحدي
هناك فتاه مغربيه تحمل شنطه اكبر من شنطتي
ورجل أربعيني مغربي وبصحبته امرأه امريكيه أكبر منه سناً.. بقليل
كلنا نملك تذاكر درجه أولى ..
..
وكلنا نقف عند راس القطار
وكلنا لايعلم ان كانت الرحله ستفوت ام لا
.
تحرك القطار ....
واشار لنا احدهم بالركوب مع أي باب
ركبت انا أولاً ...
ومن ثم الامريكيه
ولحق بنا الرجل
وكاد القطار ان يذهب ويترك الفتاه
لولا ان موظف الممر ساعدها في الركوب
.
.
أنا أول من تنفس الصعداء منهم
وأنا ...اول من سال عن كيفية الخروج من الثانيه للاولى
.
.
وقد كان الامر اسهل مما اتوقع
..
قالها لي ...بائع الوجبات
الباب قدامك ياصاحبي سير سير
للدرجه الاولى اخر القطار
من محاسن الصدف
اننا الاربعه في كبينه واحده
ومن أجملها أن لنا نفس الوجهه ...
طنجه
والمثير جدا ... أننا نختلف جذريا
من حيث الثقافات ووجهات النظر
في أمور كثيره
.
كنا أربعه ..جمعتنا الصدف
.
جازانى من العربيه السعوديه
يعشق الجمل والصحراء ..
وسافر كثيرا .. وقرأ أكثر وجرب الكثر الكثير
.رجل أستطيع أن أقول عنه ..(متفتح بلا ذوبان ومتمسك بلا انغلاق....)
.
الرجل الاخر ..
مغربي اربعيني ...غادر المغرب منذ ان كان يافع
وعاش كل حياته متنقل بين اوروبا وامريكا
.
.
الامريكيه تقول ان عمرها 45 سنه ..
بلا ديانه أو معتقد
نصف عزباء ميسوره ماديا حيث ان لها مصدر دخل من مشروع
في فلوريدا .يدر عليها بمايكفي لان تتجول في اوروبا
والمغرب وافريقيا وشرق آسيا مره كل ثلاث شهور
الفتاه المغربيه
من الارياف ....القريبه من الرباط من قريه اسمها(..........)
متعلمه ...
تجيد الانجليزيه بشكل جيد والفرنسيه بامتياز ممايعني انها تستخدمها
اكثر من أي لغه اخرى
موظفه في طنجه
عزباء يتيمه ..جميله
مؤدبه رغم تبرجها الظاهر جدا.
اتضح لي فيما بعد ان علاقة زواج على الطرق الاجنبيه
تربط صاحبنا العربي بتلك السيده الشقراء الشرقاء
التي لم يلفت انتباهي فيها سوى طقم اسنانها الجميل
الخالي من أي تسوس او اعوجاج
وحتى المارلبورو الذي تدمنه لم تظهر اثاره على اسنانها
وشفتيها رغم كبر سنها
. امسكوا الخشب.
كنت قد جلبت معي ثلاث جرايد من البائع المجاور للمحطه
قبل ان اتشعبط بالقطار لكي اشعر أن لي اصحاب في رحلتي
قد ألجأ لهم متى ماكانت الرحله ممله أو طويله
الفتاه تقرأ وكما هي عادة فتيات المغرب (وهذه ظاهره)
مجلة زهرة الخليج أو سيدتي الخليجيتين
الامريكيه تقرا في كتاب ...وصاحبنا يلعب الشطرنج مع نفسه
ساعه او ساعتين ...ومل كل منا ممافي يده
وخرجنا من جلباب السكوت وقبة الصمت
تحدثنا سويا كما لو اننا اربعه اصحاب يربطهم رابط قديم
لاحظت ان السيده العجوز ...ارعبها ان اكون من العربيه السعوديه
ولم تطمئن الا بعد أن رأتني في خلفية القطار اشعل سيجاره
وانا اراقب الخضره والأجواء الجميله خارج القطار
سالتني عن الملك عبدالله كثيرا
ولم تكن مفاجأه لها أن يكون هذا الملك محبوب الشعب دون إستثناء
بطريقه يستحال ان تكون .. في أي بلد يحكمه ملوك
قالت اعرف ..
وأكملت ..لي سنوات ..وانا اقرا عن عادات الشعوب العربيه والافريقيه
وقد خصصت من وقتي الكثير للقراءه عن العربيه السعوديه بالذات
واليمن والعراق ومصر والمغرب
واتمنى زيارة الرياض
(ناس تقرأ ...ماهو مثلنا)
في المقصوره كنت أنا وصاحبي العربي اكثر الاطراف حديثا
عن النساء والجمال ومواطنه في بلدان العالم ..
وكانت الامريكيه العجوز اكثرنا في الحديث عن علاقات الشعوب
بجغرافية الاراضي التي يسكنونها ..
اما الفتاه فلم تكن تتحدث كثيرا باستثناء موضوعنا عن الهجره الى الولايات
المتحده الامريكيه ..وموضوع امكانية السفر الى دبي او جده او قطر
أحاديث كثيره دارت بيننا..واشياء كثيره حدثت ..بعضها نسيته
والبعض الآخر سـ أتناساه عمدا ..واتجاهله عن قصد:.
وللأسف لم يشغلنا موضوع سبته ومليله اكثر مما اشغلنا البوم الصور
الذي يخص العجوز (داني) والذي يحتوي صورها في فلوريدا منذ ان كانت
في الجامعه حتى اصبحت على مشارف الخمسين
للأسف ..
كل هذا رغم أننا ثلاثه عرب ...
ورغم أن الصحف الثلاث التي ابتعتها من المحطه تحمل عناوين
عريضه عن الزياره المعتبطه والعبيطه من ملك اسبانيا لارض عربيه عربيه
مغربيه
تقول الفتاه بهذا الخصوص
بصراحه ..
لو كنت أنا من أهل سبته او مليله لفضلت الحكومه الاسبانيه على الحكومه المغربيه
لاسباب اقتصاديه ومعيشيه وامنيه ايضا
.
(لاتعليق)
اما الرجل فقد بدا لي عدم اهتمامه بالموضوع نهائي
محطات كثيره توقف بها قطارنا في الطريق الى طين جا
فكرت أن اغير الكبينه بعد ان شعرت بحاجتي للنوم
ولحسن حظي كانت هناك كبينه فارغه الا من رجل عجوز نائم
.
قاسمته الكبينه واخذت الجهه المقابله له وبدات مشروع
نوم فاشل جدا لم يرقى حتى لتغطية تكاليف اتعابي وانا
اتقلب من جنب لآخر على مقعد الكبينه
اقتربنا من الطين جاء
وبدأت اشعر بالصحوان يدب في جسمي
وقلبي بدا يتحرك للاعلى لمشاهدة هذه المدينه
التي لم اعرف عنها شي سوى انها مدينه
كنا نكتبها في لعبة (مدينه ,أنسان,حيوان,جماد)
عندما يكون الحرف المطلوب .. هو الطاء
لم أكن أعرف أن سبب تسميتها كما تحكي الاسطوره
المغربيه أن سفينة سيدنا نوح كانت تلاطم الامواج
بعد أن ارسل سيدنا نوح طائره الذي غاب لايام قبل أن يعود
وفي منقاره طين(تراب)
..
هذا الطين .. جعل اهل السفينه يصرخون بفرحه
طين جاء دلاله على ان هناك يابسه قريبه
ونجاه مأموله
.
وكانت هذه اليابسه حسب الاسطوره
هي طنجه..أو طين جا
وصلنا إلى طنجه ....
وتوقفت عجلات الحديد حيث هي
وتبادلت الصور التذكاريه مع السيده الاجنبيه وزوجها
وفي الطريق الى خارج المحطه
بدا لي كما لو أننا لم نتحدث مع بعض ساعات طويله
وهذا هو حال المسافرين دائما ..
قبل الوصول تشعر كما لو انه صديقك
وعند الوصول ترى كل علامات التجاهل والجحود في عينيه وتصرفاته
..
كذلك أنا أفعل ..مثلهم بالضبط
في طنجه ... (tangier)
حدثوني عن تطوان (tetouan) التي انوي زيارتها في الغد
وقالوا لي عن المارتيل
ونثروا أمامي عقد سبحات تطوان الجميله
.
يتبع
في القادم سوف احدثكم عن طنجه بـ إختصار
.
هذه المدينه التي تحدثت لغات ولهجات كثيره على مدار تاريخها
طين جاء المدينه التي نامت يوما في التاريخ على قرع خيول فينقيه وقرطاجيه
وصحت يوما آخر وفي التاريخ ايضا على اصوات الرومان ..ونامت مساء ليس ببعيد
على قعقعة سيوف الفاتحين ...وصحت مبكرا على صوت الأذان
ورددت جبالها .. ووديانها ... الله اكبر .... الله اكبر
.
وهي كذلك حتى الان
رد: رحلتى الى ارض السحر الحلال (المغرب)
مساء طنجه ..
غابت شمس السبت وأنا ونفسي في حديث جانبي
ورغبتي تسابقنا ذات اليمين وذات الشمال لعناق ماتراه العين
في شوارع طنجه ونحن الثلاثه في الطريق الى فندق يكفلني لليله واحده
مقابل مايريد من مال وأوراق
.
.
حطت بي الأقدار أمام فندق الرمبراند rembrandt hotel
عملاً بنصيحة الصاحب أبو خمسين ... سائق الطاكسي
وقبل أن اطلب منه الانتظار للتاكد من خلو غرفه تكفيني
سبقني عامل الحقائب التابع للفندق وهو يبتسم في وجهي ووجهه
ابتسامة من لايضمر شرا ..أو يخون
.
.
كلفني المبيت بين النجوم الخمس التي هي رتبة الفندق
حوالي 400 ريال لاغير ..وهومبلغ ضئيل أمام نظافة
المكان وحسن الاستقبال والخدمات التي لم استفد من اكثرها
.
.
فندق مريح جدا جدا وأنصح به
ولكن ..لليله واحده فقط
.
.
حقيقه ..
لم أشأ أن أفوت فرصة الليل للإستمتاع بجو طنجه
رغم الخوف الذي تسلل إلى نفسي بسبب ماسمعت
وقرأت في الصحف الثلاث عن مشاكل ليل طنجه
ومخاطر التجول فيها بعد الشمس
وكما أخبرني أيضاً .سائق الطاكسي
الصاحب ابو خمسين
.
.
قررت الخروج بعد إلحاح داخلي
فخرجت ..
وللأمانه
لم أبتعد كثيرا ...
فـ أنا ضد المخاطره والمقامره بـ الرقبه والأحشاء
نظير متعه قد لايدعك أحد المتسكعين تهنأ بها
..
ايضاً ..لست من أنصار المتفائلين متى ماكان الرهان
على جمجمة الرأس وسكين حاد قد يكلف الكثير
.
.
يقول المثل الجبان
السلامه سلامه ياصاحبي ..
والفندق أمان ...والصباح رباح
.
وصوت مذيعات الجزيره ...أرحم من أصوات
المتجمهرين حولي وأنا أتخبط في جوف الليل
نتيجة هجوم بـ عصا غليظه أو سكين ..
هكذا قلت في نفسي وأنا أغمد كفوفي في جيوب معطفي
ووجهتي تجاه الفندق من جديد
.عدت أدراجي مكرها لابطل
وقضيت الليل من اوله متنقلا بين غرفتي
وبهو الفندق مستمد المتعه من نظرات القادمين
من خارج الفندق على طريقة
(الطعنه اللي ماتصيب نعمه)
ليلتها
لم أشاهد خليجي واحد وإن كنت أشك في وجودهم
وليلتها ..
ومن على سريري تذكرت .... مقولة الصحابي
الفارس الشجاع خالد ابن الوليد حين قال ماقال وأكمل
(فلانامت أعين الجبناء)
.
.
قلتها كما قالها رضي الله عنه
غير ان نصف المقوله الأول يختلف كثيرا
.
هو قال ..ليس في جسدي موضع شبر
الا وفيه طعنة رمح أو ضربة سيف
..
وأنا قلت .لولا أنني اخاف طعنة السكين
وضربة الكوع ماكنت في السرير مبكرا في طنجه
وأخيرا ..نامت أعين الجبناء
وسكت محدثكم عن الكلام المباح
صباح الاحد .
.
لم أكن أعلم أن الشمس محفز مهم وعقار فعال
لعلاج الجبن والحذر إلا ذلك الصباح
.
فقد أحسست أنني
شجاع بمايكفي لمقابلة أي شي بجساره والفضل لله ثم للبيضاء الدافئه
التي تسللت الى سريري وإيقضتني بـ أشعتها الذهبيه
وأيقضت في نفسي أصناف اللوم والعتاب على ماكان مني ليل البارحه
في حق نفسي وأنا أتنازل عن متعه ليليه في أجواء طنجه
تناولت مالذ وطاب من مائدة جيبي العامر
وأكلت من نقودي الخبز والزيتون والبيض والبرتقال
.
وشربت من عرقي قهوه وشاي وماء ودخان
.
.
وحملت معطفي الجلدي الغالي ويممت وجهي
شطر الشارع القريب بحثا عن صاحب مؤقت
غير المرجف الذي قيدني في سريري بنصائحه
الأمنيه الليله الماضيه
.
.
أووه ياطنجه ....
أخيراً
سـ أمارس معك الحب بكل أصنافه هذا الصباح
..
لن آخذ منك الكثير
وأيضاً ..لن أدع الكثير يفوتني
.
قررت أن ..أحزم أمتعتي مغادرا وأنا في أوج الشوق للبقاء
..
ليس خوفا ...أو بخلاً ..ياطنجه
ولكن .. لأجبر نفسي على تكرار الزياره وتخصيص جل وقتها لك
في القادم القريب
..
لك وحدك دون المغرب ....بل...... والعالم أجمع
.
.
سـ أحرص ياطنجه على عدم العبث بخصلات شعرك هذا الصباح
حتى اشتاق للعبث بها من جديد
.
.
سـ أعاقب قلمي الذي كتب اسمك دون إكتراث
يوما في لعبة الحروف .... مع اقرانه
طنجه ..مدينه تبدا بحرف الطاء ... ما اسهل ان نتذكرها
ونحن لانعلم اين تكون
.
طنجه ..
لازلت اتذكر سرعة إجابة اغبى أطفال الحي
و الذي كان يعاني من قصور في القدرات العقليه
كان اول من يصرخ باسمك حين يسألنا
مدير اللعبه عن مدينه تبدا بحرف الطاء
.طنجه ..
ياسيدة المدن العربيه
.
كنا نحكيك في الورق
..
كنا نكتبك في اللعبه
.
.
اعذريني ...
لم أكن اعلم أنك بهذا الجمال
.
ولم يتطرق إلى خيالي بأنني يوماً سـ ألقاك
..
لازلت أتذكر رعونتي
وأنا أركل الطفل المنافس لي بشقاوه عندما يسبقني لإسمك
في لعبتنا الشهيره
.
.
ماكنت لــ أحلم
أنني سـ اشرب الطاء
واعانق النون
واحتضن الجيم
واتلحف بالهاء
.
يتبع ....
.
.
لا أريد أن أغادر طنجه
.
.
حتى لو بالحديث
.
.
يتبع
رد: رحلتى الى ارض السحر الحلال (المغرب)
صباح طنجه 2
.
قطعاً لم يكن قلبي قاصد الزهد في حق طنجه
وأنا اراقب ساعتي إنتظارا لوقوف عقاربها
على رقم المغادره ظهرا
.
.
ولم يكن عنفوان شوقي في حال الغائب
وأنا اتجول بين شوارعها على عجل
.
.
لا لا
لم يحدث من هذا شي
.
. بالطبع لم يحدث
وأنا من حسم أمره على العوده في أقرب فرصه
خصيصاً لزيارة طنجه وحدها ..
زياره عن ظهر قلب ..من المطار للمطار
.
.
والشاهد على هذا أجندتي التي دوّنت فيها
مغارة هرقل
وسور المعكازين (الكسالى )
ومقهى الحافه الواقع على منحدر صخري
والمعتق برائحة الشاي المغربي
..
والكثير الكثير من أمواج الجمال التي تحتاج لاكثر من مجرد
يوم أو يومين للغوص في أعماقها والتخضب بعبقها الآسن
الذي لايزول
.
.
بصراحه ....كنت قد عزمت على المبيت في تطوان
لمقابلة صديق سبق أن وعدته بالمجئ عصر الاحد
.
.
آخذت من طنجه رؤؤس أقلام وخطوط عريضه
دونتها في جدولي القادم ..
ووعدت بقايا ابن بطوطه بمعانقة آثاره في المكان من جديد
.
.
..
حُسِمَ الأمر
ودفعت ثمن طعامي في مطعم شعبي صغير
ووقفت على ناصية الشارع
لأول طاكسي للعوده للفندق لحزم أمتعتي
والتوجه عبر الباص أو التاكسي الى تطوان
حيث الصديق الذي آثرني على أهله
وفضل البقاء في تطوان ايام ثلاثه
هي ماتبقى من أجازته
بعد أن وعدته بالمجئ
.
.
.
خرجت من الفندق كما يفعل السارق
..
معطفي تحت إبطي الشمال
والشنطه بيدي اليمين
.
ونظراتي كما لو أنها تفارق حبيب
.
.
أوجعني سائق التاكسي وهو يقول لي بفضول وجرأه
..
أكيد قضيت وقت مزيان في طنجه
.
.
تنجه(طنجه) مزيان وكل السياح يقولوا
عنها مزيان
.
.
هو لايعلم أن كلامه ..كالملح على جروح
من وقع اسيرا في حب ..مدينه اسمها
طنجه
.
.
.
مدينه
غادرتها وانا مشفق على نفسي من فراق
أحسست به في قلبي كما لو أنها بشر أحببته
.
.
الوقت يمضي
وكل شي يحدث كماهو مرتب له ومتوقع
..
طاكسي أزرق
وأربعه ركاب
وأنا كالعاده من تكفل باجرة الخامس الغائب
.
.
.
سيده عجوز وابنتها وشاب أظنه اطرم
.
.
وفي الطريق
غابت الشمس ...عن آخر معاقلها
وتذكرت بيتاً من الشعر كتبته ذات عشق
..
يذكرني وشاح الليل والعتمه وموت النور = في ساعة رحيل الشمس عن آخر معاقلها
بقايا ضحكتي والعام وألماسه على بللور= لها في قلبي التذكـــــار من خلّت منازلها
بقايا لو بقيت أذوب من حزني عليها جور = يجلبها نسيــم الليـــل واسقط في حبايلها.
.
.
فعلا ً ...
رحيل الشمس ...مسمار آخر في نعش العمر
.
.
.
.
غابت الشمس ..والطريق أوشك على النهايه
..
وهاهي تطوان ساحره أخرى في بلاد المغرب
.
.
ما أجمل أن تقسم أيام عمرك بين الاثنتين
تطوان وطنجه
.
.
عفويه أنتي ياتطوان حتى في مقابلة ضيوفك
..
وجميل هو الطابع المميز لك ولأهلك الحقيقيين
.
.
فندق أميمه في قلب السوق المركزي
فندق نظيف وتقليدي واسعاره جدا مناسبه
...
200 درهم مقابل الليله
أسفله ممقهى يقدم وجبات خفيفه وشاشة عرض تلفزيوني
كبيره مجانيه يسمح للجميع بمشاهدتها
..
تتناثر حوله مطاعم ومقاهي واسواق وشوارع لاتجدها الا في تطوان
.
.
بجواره بالضبط دار سينما ضخمه
.
.
اتصل بي صاحبي ....وحددت له العنوان
فحضر في الموعد
.
.
ياااااه هذا أنت أنت و كماتوقعت ياصاحبي
هكذا قال....
وأنا أهبّ لمصافحته في بهو الفندق الصغير
.
.
تناولنا شاي في مقهى مجاور ...مقابل سايبر للنت
.
.
وتبادلنا الاحاديث وحكيت له نشرة الايام التي سبقت
اللقاء منذ أن وصلت حتى ولجت أعماق جمال تطوان
.
.
.
تناولنا العشاء في مطعم شعبي بالقرب من الكنسيه التي
تقع في قلب السوق ..
ووالله أنني لم ألتفت لإسمه
.
.
كان الجو جميل وبارد نوعا ما ...في تطوان
والناس تملأ الشارع صخب وروحه وجيه
.
.
تشعر كما لو أنك في أحد الأحياء الاوروبيه
لطبيعة المدينه الساحره وجوها والنظام الذي يميز شوارعها
وحركة المرور
.
.
وبمناسبة حركة المرور ..
الى الان لم أشاهد حادث مروري في بلد اسمه المغرب
والحمد لله
.
.
بعد أن أخذنا نصيبنا من أنفاس شوارع تطوان
...
ودعت صاحبي على موعد اللقاء في الصباح الباكر
ولم نتفارق الا امام الفندق
.
.
ظهرت الى الدور الذي اسكنه (الثاني)
غرفه رقم 223
فتحت التلفاز ...وشاهدت الاخبار الرياضيه
ومن ثم أغلقت الستاره والانوار
وخلدت للنوم ....وأنا أقرا المعوذات
.
.
إنتهى
.
.
يتبع
رد: رحلتى الى ارض السحر الحلال (المغرب)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ssf
يعطيك العافيه أخوي
ودي وتقديري
::
تحياتى لك يالغالى والله يعطيك الف عافيه
والله يجبر بخاطرك لانه رد وحيد ومداخله واحده
عزيزى يؤسفنى بانى سوف اتوقف عن السرد
لانى احبطت من عدم التفاعل
المشاهدات 42 ورد واحد فقط من مشرف البوابه
رد: رحلتى الى ارض السحر الحلال (المغرب)
الله يعطيك العافية استمر نحن نتابع معك نأمل تزويدنا بالصور