((مقدمه ))
في البدايه كان التخطيط مسبقا وعن قصد لزيارة المغرب
في غير أوقات الذروه السياحيه تفاديا للزحام المؤدي إلى إرتفاع اسعار
السكن والمعيشه والتنقل وأشياء أخرى أهمها البعد عن الإكتظاظ البشري
وذلك ..طلباً للهدوء الذي يشعرك بخلو المكان إلا من أهله الحقيقيين
لتقرأ تفاصيل المكان الذي تأتيه قراءه صحيحه وحقيقيه
من خلال عيون وأفواه وقلوب وحركات وسكنات أهله الحقيقيين
وليس من خلال أصوات وأنفاس سياح أجانب مثلك لايمتون للمكان
بأية صله......
وأيضا هناك قصد البعد عن التشويش الروحاني الذي يحدث في الأماكن
السياحيه التي يكون فيها عدد السياح الأغراب أكثر من أهلها
حتى لايختلط الأمر وتتشابه في عيوني الصور وأنا أتعامل مع مزيج بشري
قادم من بلدان مختلفه يحمل في طياته صخب ثقافي يحجب بـ ضوضاءه
صوت أهل المكان الحقيقيين ويخفي هويتهم وهواياتهم وطباعهم ويمنع الوصول الفكري
إلى عمق المكان نفسيا وروحيا وسياحيا
بل ان هذا المزيج (وجهةنظر) قد يكسر أحد اضلاع القراءه
السياحيه للمكان والزمان والانسان في أحساس القادم من بعيد
وهذه حقيقه واضحه وإن كانت تخفى عن الكثيرين إلا أنها حقيقه مؤثره
في نفس الباحث عن الاضلاع الثلاثه للسياحه الممتعه (الإنسان\ والمكان\ والثقافه)
فليس من المعقول أن تحكي لأهلك عن زياره حقيقيه لمدينه مثل تطوان وأنت لم تقرأ
من تطوان الا مبانيها ومطاعمها وطرقاتها فقط وغالبية من تحدثت معهم أو التقيتهم فيها
مجموعات سياحيه وبشر أغراب من دول وثقافات اخرى لاتربطهم بتطوان أية علاقه
عموما ..هذه وجهة نظر شخصيه
أرى من خلالها أن الصوره الحقيقيه للمكان في نفس السائح
وأحساسه هي تلك الصوره المكتمله بوضوح والحاضره كليا
من خلال الاضلاع الثلاثه للمكان ..(الارض وسكانها وثقافتهم)
و متى ماكان المكان نفسه مزيج مختلط بقوالب غريبه تغلب
على القالب الحقيقي للدار تكون الصوره نااااقصه بالطبع