لك الود والشكر والتقدير..
على المرور والكلام الرقيق..
أدامك الله,,,,,,,
عرض للطباعة
(أَلَمْ تتبْ مِن هواها)
أَلَمْ تَتُبْ مِنْ هَوَاهَا؟ كَيْفَ تَتْبَعُهَا؟!
وكيفَ بالدَّمْعِ إنْ لاحَتْ تُحيّيهَا؟!
عَزَمْتَ أنَّكَ لا تَبْكيْ إذَا ابْتَسَمَتْ
أَحْرقتَ بالأمسِ مَا سَطّرتَهُ فِيْهَا
ألَمْ تتبْ حينَما قالتْ لصُحْبتِها:
"أتعشقُ البِنْتُ شخْصاً تحتَ نَعْلَيْهَا؟!"
ما نِلْتَ مِنْها ولَوْ حتَّى قذَارَتَهَا
وأنتَ ما زِلْتَ تُعْطيْهَا.. وَتُعْطِيْهَا
* * *
ما أضعفَ العاشقَ المسكينَ حينَ يَرَىْ
وجهَ الَّتِي حُلُماً أمسَى يُنَاجيها!
يرِمي كرامَتَهُ أرْضاً ويأتيْها
فينثني خاشعاً كالعبدِ يُرضيها
* * *
أوّاهُ مِنْ زهْرةٍ أعْطَتْ روائَحَهَا
غَيري.. وقد كنتُ مِن عينيَّ أسقيها
أوّاهُ مِنْ طِفلَةٍ صارَتْ مُغازِلَةً
غيري.. وكنتُ على شِعْريْ أرَبِّيْهَا
* * *
واسيتُ عينَ صديقيْ حينَمَا دَمعَتْ
وَلَمْ أجدْ لِعُيُونِيْ مَنْ يُواسِيْهَا
مَتَىْ خَلَاصِيْ؟ مَتَى مَوْتِيْ؟ أرَى كَفَنِيْ
وَحُفْرَتِيْ.. فَمَتَىْ يُلْقُوْنَنِيْ فِيْهَا
&&&&&&
(بَلْ نعلاهُما تاجايا)
شعري فضيحةُ ما يجول بخاطري
لكن هنالك لا تزال خفايا
يا ليت لي لغةً تفكُّ حروفُها
أسْر المشاعرِ ينطلقنَ هدايا
للقارئينَ.. وليت لي من حيلةٍ
فأزيلَ -يا أمي- حدودَ مدايا
أماه والدنيا تزيدُ همومها
وبها يزيدُ تسهدي وعنايا
والغربة استولت علي مفارقا
وبموطني.. ولكم تجر بلايا!
والشيبةُ الأولى بدتْ في عارضي
والشيب لا يتلوه غيرُ مَنَايا
أحتاجُ وجهك كي تقر مدامعي
أحتاج صوتك كي أعاف النايا
أحتاج بسمتك التي تبني غدا
فيه الهنا وتحيلُني لسِوايا
أحتاجُ عطفكِ مثل وقت طفولتي
فبدون عطفك ما أكونُ عسايا؟!
أحتاج كل صغيرةٍ وكبيرةٍ
حبا عتابا قبلة ووصايا
حقا كبرتُ عَنِ البُكى لكنني
أبكي.. لأنسى وحدتي ببكايا
يا خيرَ رأسٍ في الدُّنَىْ قبلته
يا خيرَ كفٍ كم تجودُ عطايا
يا أطهرَ امراةٍ ويا نبع الوفا
وحبيبتي في شيبتي وصِبايا
يا خيرَ مدرسة.. وخيرَ طبيبة
قَدَماكِ بلْ نَعلاهُمَا تَاجَايا
&&&&&&
(تَبكينَ ماذا)
تبكينَ ماذا حين تختبئينا
قطّعتِ قلباً لم يكن ليلينا
إني أراكِ ولا أريدُ تدخلاً
من مدةٍ بتحرقٍ تبكينا
وتخاطبينَ الليلَ شاكيةً له
وتخاصمين.. وتلعنين سنينا
إني بُليتُ بما بُليتُ.. مصائبي
جعلتْ لي النوحَ المُذوّبَ دِينا
سجنتنيَ الدنيا بسجنِ همومها
وقضيتُ عمراً ساهماً وحزينا
وشكوتُ للناسِ الهمومَ فأعرضوا
عني.. فأبقيتُ العذابَ دفينا
كُفّي عن النوحِ الحزينِ.. وكفكفي
دُرَراً أراكِ بهنَّ تنتحرينا
ما ذنبُ وجهِكِ أن يكونَ ضحيةً
لا تحرقي الوجهَ الجميلَ أنينا
لا تحزني! بل أحزِنِي من شئتِ إنَّ
الخَلْقَ في عينيك مسجونونا
شفتاكِ.. ما للحزنِ شأنٌ فيهما
بهما يُحَقَّقُ كلُّ ما تبغينا
بهما تسوقينَ الملوكَ لرِقّهم
تُرْدينَ من أحببتِ أو تحيينا
قومي.. كفاكِ تحسُّراً وتأوهاً
فهناك مشتاقونَ منتظرونا
طيري لأزهارِ الحياةِ فراشةً
تَسْبِيْنَ قلبَ الطِّفْلِ... تبتسمينا
يا دِيْمةً غابتْ وطالَ غيابُها
إنَّ الصَحارى بِتنَ يستسقينا
&&&&&&
(حِرمان)
في الجوِّ عصفورٌ يسابقُ -لاهِياً- عصفورتَهْ
فإذا تقَدَّمها..
يخففُ سرعَتَهْ
متعمدا
كي لا يفوز؟!
لَرُبَّما!
.. وتراهُمَا
في شاطئ الوادي إذا
-حيناً- أحسّا بالظَمَا.
**
وبجانبِ الوادي ترى
قطا يلاعب قطته
فيعضها وتعضه
-رفقا- ويطفئ جمرَتَهْ
**
وهناكَ -عن بعدٍ- ترى
كلباً يطاردُ كلبتَهْ
آهٍ..
وما أحلى مطاردَةَ الحبيبِ حبيبتَهْ!
**
وهناكَ محرومٌ يراقِبُ باكياً
منعوهُ -ظُلماً-
أنْ يرى معشوقَتَهْ
يمشي..
ويندُبُ حظّهُ
ويخاصِمُ الدنيا..
ويلعَنُ غُربَتَهْ!
&&&&&&
(عَشْرة أسئلة)
مَنْ لَمْ يجِدْ نفسَهُ إلا مُكَبَّلةً
ملعونةً.. ليس يدري -ذاهلا- أمرا؟!
مَنْ عقلُهُ عاصفاتٌ فيهِ ثائرةٌ
من التساؤلِ دونَ نهايةٍ تَتْرى؟
مَنْ فِكرُهُ -منذُ جاءَ الأرضَ- مشتغِلٌ
بألفِ ألفٍ من الأشياءِ.. لا تُدْرَى؟
مَنْ عابرٌ طرُقُاتٍ ليس يعرفها
وكلَّ يومٍ يرى بُعْدَ الرَّدَى شِبْرا؟
مَنْ كُلمَا ضاعَتِ الأموالُ من يدهِ
يقولُ: مفتقرٌ.. واليومَ قدْ أثرى؟
مَنْ عابدٌ صَنَماً.. والأجرُ أحسَنُه:
بأن يجوعَ.. وأن يُبلى وأن يَعْرى؟
مَنْ يشْحذُ الإلفَ لو كفّاً بجزمتِهِ
فإن ينلْ ذاكَ.. أحنى رأسَهُ شُكْرا؟!
مَنْ عندَهُ القَدَمُ الصُّغرَى بجوربِها
أشهى من الشَّفَةِ الزَّهريّةِ السَكْرَى؟
مَنْ عُمرُهُ مَرَضٌ.. ليلٌ.. مُرابَطةٌ
فيْ جبهةِ النَكَبَاتِ الجَمَّةِ الكُبرَى؟
مَنْ يشرَبُ النارَ مثلي يائِساً.. ويرى
أن المَماتَ حياةٌ العاشقِ الأخرى؟
&&&&&&
(ضَيَاع)
مَنْ قالَ: "إنَّ الموتَ ذبْحاً أحْسَنُ":
رَجُلٌ عَلَى الشَّطِّ الكئيبِ يُدَخِّنُ
رَجُلٌ تَضَايَقَ مِنْ مَلَامِحِ وَجْهِهِ
إذْ أبْصَرَ الماضيْ علَيْهَا يَسْكُنُ
عَطَشُ السِّنِيْنِ عَلَى رِمَالِ شِفَاهِهِ
والجفْنُ بالسَّهَرِ الطَّويلِ مُلَوَّنُ
رَجُلٌ بِكُلِّ خَلِيَّةٍ مِنْ جِسْمِهِ
مُستَوطِنٌ مَرَضٌ خبيثٌ مُزمِنُ
* * *
تَتَطَارَدُ الْأمواجُ نَحْوَ عُيُونِهِ
في كُلِّ مَوجٍ هاربٍ مَا يُحْزِنُ
يَتَذَكَّرُ الْماضي فَيَلْعَنُ مَا مَضَىْ
وَيَرى فِعَالَ الْيومِ فِيْهِ فَيَلْعَنُ
رَجُلٌ يُقَرّرُ مَوْتَهُ فإذا تَخَيَّـ
ـلَ أُمَّهُ تَبْكِيْهِ لا يَتَمَكَّنُ
يَبكي بصمتِ الْميّتينَ فإنْ أتى
صَوْتُ السَّرابِ إلَى الضَّيَاعِ يُؤَذِّنُ
يَمْشِيْ إلَى الْمَجْهولِ مِشْيَةَ يائِسٍ
وَيَعُودُ نحْوَ مَكَانِهِ فَيُدَخِّنُ
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهت الأبيات
الحمد لله رب العالمين