الحلم
يعطيك العافيه خوي
وبانتظار جديدك
الحلم
يعطيك العافيه خوي
وبانتظار جديدك
هـ ـ فن الدانة:ـ
ولأن فن الدانة فن أختص به أهل جزر فرسان وما حولها من جزر ؛ طلبنا من الأستاذ / إبراهيم مفتاح ، الشاعر والأديب المعروف ـ أن يحدثنا عن فن الدانة وكذلك فن الزامل وإن كان مشتركاً في مواقع كثيرة من منطقة جازان ، إلا أن خصوصيته متعددة أيضاً بحسب المواقع التي تؤديه وتجيده ، لذلك تجد لزامل كل موقع خصوصيته النابعة منه قولاً وأداءً ومناسبة لذلك كان طلبنا من أستاذنا / إبراهيم مفتاح أن يحدثنا عن الخصوصية الفرسانية بفن الزامل ، وعن فن الدانة التي لا يشارك في خصوصيتها غيرهم ، وكعادة الأدباء الكبار جاءنا رده مطولاً ومفصلاً نجتزئ منه ما يتناسب مع حجم الكتيب الذي طلب منا وسوف ننشر البقية في مكان آخر بإذن الله ، يقول مفتاح : ( ومع أن لكل تراث فني في جزر فرسان علاقة بمناسبة معينة أو موسم معين فإننا نستطيع القول : إن لفن الدانة علاقة كبيرة بموسم العاصف ، وهو موسم استواء الرطب واشتداد رياح الشمال الذي أخذ منه هذا الاسم ( العاصف) حيث ينتقل الناس إلى قرى النخيل ، وفي هذا الموسم يعود الغائبون وتقام الأفراح ويعيش الناس أزهى أيامهم استقراراً وجمع شمل الأهل والأحباب ولرب سائل يسأل : ما الذي يوحي بأن فن الدانة مرتبط بهذه الأيام ـ أيام العاصف وجني الرطب؟ والإجابة تأتي من خلال بعض النماذج التي تتنوع مطالعها وإيقاعاتها وكلماتها التي تكاد تكون شعراً فصيحاً وأوزاناً خليلية .... كهذا الشاعر ـ أبكر عقيلي يرحمه الله تعالى ـ الذي يحن إلى أيام العواصف ، ويتذكر قريته ( القصار) إحدى قرى النخيل الرئيسية ويرفع عقيرة شاعريته في مطلع من مطالع الدانة.. يقول فيه:
يقول أخو أحمدْ تذكرتْ العواصفْ وغنـِّيتْ
يومْ شفتْ نخل الشريحي مايلهْ به المجاني
يومْ هبّْ ريحْ الشَّمالْ حنِّيتْ للأرض حـنّيـتْ
لأرضْ وادي القصارْ إللِّي بها الله بـلاني
إنْ زرتها في الصباحْ وإلا مع العصرْ مِّريتْ
أقل لها اتصبَّري يمكنْ يعودوا الـغواني
قالـتْ كـفاني خـلاصْ أنـا من الصَّـبر مـلـِّيتْ
طال انتظـاري ولا مخـلوقْ مِنْـهمْ أجـاني
حـتى ولـو يرجـعـونْ ما عـادْ باقـي ولا بيتْ
مـا بـاقي إلا الـسَّـلَـمْ غـطَّى جـميع الـمباني
يانخلْ بالله علـيـكْ مـن بعـدهم كـيـفْ ظـلِّيت
أنـت كـمـا (هـا) معذَّبْ أو معاكْ شـكْ ثاني
ـــــــــــــــــــــــــــ
وضوح ما بعده وضوح وبرهان ، في أن الدانة الفرسانية تأخذ تفردها من تفرد حياة أبناء هذه الجزر بمواسم ( الشدة) إلى قرى النخيل وما يصاحب ذلك من حياة شاعرية لا يستشعر طعم شاعريتها إلا من عاشها وعايشها واكتوى بنار ذكرياتها والحنين إليها... وهي فن فرساني بحت وإن حاول البعض السطو عليها ، ولكنها محاولات لم يكتب لها النجاح .
كيف تؤدى رقصة الدانة الفرسانية :ـ
يقول مفتاح: (( عندما يبدأ أصحاب الإيقاع ( الدقاقون) بتسخين الزير والزلفة على لهب إشعال السعف المتيبس، وهو ما يسميه الفرسانيون ( بالوسيف) ..... عندما يبدأ الدقاقون دقهم يتجمع المشاركون في الرقصة في وسط الميدان أو الساحة المخصصة للرقص، ويقف الشاعر وسط الجمع المحيط به ليبدأ بغناء الثلاثة الأبيات الأولى من المقطوعة الشعرية الخاصة بالدانة ـ التي جرى العرف بأنها تتكون من ستة أبيات ـ ويمكث في ترديدها حتى يحفظها المشاركون، فإذا تأكد الشاعر من حفظهم لها أنتقل إلى الثلاثة الأبيات الأخيرة ، وحينئذ يبدأ الدقاقون بالإيقاع على الزير والزلفة ، وتبدأ أقدام اللاعبين بالأداء في صف واحد طويل ، وعندئذ يتم تبادل الدور في الغناء... المشاركون يغنون الثلاثة الأبيات الأولى ، والشاعر صامت يشاركهم الرقص وسط الميدان ، فإذا ما انتهوا يقوم ـ هو ـ بغناء الثلاثة الأبيات الأخيرة .... وما يميز رقصة الدانة عن غيرها حركة ، هو حركة الأداء العنيف الذي يصاحبها ما يشبه هجوم الراقص على موقع الدقاقين ، وتكون هذه الحركة بين انتهاء اللاعبين من أداء المقطع الأول في الغناء ، وبداية المغني للمقطع الثاني وهكذا تستمر اللعبة حتى يشارك شاعر آخر بشعر جديد ,، أو يقوم الشاعر نفسه بإنشاد شعر جديد في نفس المطلع ، أو يقوم بتغييره إلى مطلع آخر ... (1).
--------------------
(1) موجز من رسالة بعث بها الشاعر/ إبراهيم مفتاح رد للمؤلف الذي طلب منه أن يتحدث عن الدانة والزامل في فرسان بتاريخ الجمعة 13/4/1424هـ.
و ـ فن الزامل:ـ
الزامل فن جنوبي ، وجنوبيته قد لا تخص منطقة جازان وحدها فهو يمتد من حلي بن يعقوب حتى نهاية جبال السروات جنوباً إذ هو موجود في السهول والحزون والجزر والجبال ، ولكن رغم عموميته هذه إلا أنك تجد أن لكل موقع من مواقع جنوب جزيرة العرب خصوصية لزامله غناءً وأداءً ، ولذلك سنجعل الحديث عن فن الزامل هنا لثلاثة رواة ، كل واحد منهم يحدثنا عن الزامل من خلال المواقع التي يتواجد بها ويعيش ، ... ولنبدأ بحديث مؤرخ جنوب جزيرة العرب عن فن الزامل ،....
http://www.samtah.net/hlm30/fnon/zamel.jpg
العقيلي والزامل :ـ
(( الزامل لغة / الصوت والرجز... تزاملوا : تراجزوا ـ واصطلاحاً / اسم يطلق على ضرب من الشعر الغنائي الشعبي ينشد في المحافل ...وله رقصة جماعية لها حركاتها الخاصة بها وتؤدى في عدة مناسبات ... ورقصته تتألف من نصف دائرة وتارة من صفين متقابلين ... ولغنائه نغمة شجية متكررة السياق ممدودة المطلع ... وفي رقصته نوع من الحركات النشيطة والتدافع والتمايل ... ويرقص أيضاً في أثناء السباق بالسفن على قرع طبل ( المروس) ... ))( 1) له شعراؤه الخاصين به في حزون وسهول جازان مثل عواد أبي سرحان من الحسيني ، عاش في أيام الإدريسي ... ومحمد حسين حلوي ... كهذا النص الصغير للحلوي : ـ
سيدي أصلحت بين الماعزة والذيب يمشي في الفلاه
يمشي القتال وأخو المقتول سيره ما يقله جابه
حـي نـصر قـام بالـتوحـيد وأبـطـل كـل شـي هـوى (2)
ــــــــــــــــــ
وأشعاره ـ الزامل في السهول ـ كثيرة جداً لضيق المكان ، تركنا، سردها فإذا انتقلنا إلى البحر وأهل البحر ـ جزر فرسان خاصة ـ فسنجد هناك مفتاح ينتظرنا ليحدثنا عن فن الزامل عندهم.
(1) الأدب الشعبي... باختصار مع بعض التغيير والزيادة والحذف.
(2) الأدب الشعبي: 152/1.
مفتاح والزامل في فرسان:ـ
يقول الأستاذ/ إبراهيم مفتاح : (( وإذا كانت الدانة ـ كما أسلفنا فن تنفرد به فرسان ، كلمات وألحان وأداء ، فإن الزامل الفرساني ، لا يبتعد عن ذلك لولا أنه يشترك في الاسم مع مواقع كثيرة في منطقة جازان وأخرى في امتداد جنوب الجزيرة العربية ،.... والزامل الفرساني : مطالعه ـ ألحانه ـ تتجاوز الثمانية ـ كالدانة ـ ... وهو غالباً ما كان يؤدى في البحر أثناء ـ الجكرـ ( 1) ـ سباق السفن ـ حيث يتجمع بحارة السفينة والمشجعون المساندون لهم على الفنة ( 2) ومعهم شاعرهم أو شعراؤهم ، وأدوات الإيقاع ـ الزير والزلفة ـ وبأيديهم السيوف والعصي ثم يأخذون في الزمل ـ يغنون ـ وغالباً ما تكون الأشعار تمجيداً للسفينة التي هم فيها ،وذماً للسفينة المنافسة لهم في السباق .....لكن هذا ليس على الإطلاق إذ تؤدى رقصة الزامل في العديد من المناسبات كأفراح الزواج ، وقديماً في مناسبات الختان ، وفي مناسبات الأعياد ، عندما يذهبون معيدين إلى منزل الحاكم أو منزل الشيخ ..(1) الجكر:سباق السفن.
ــــــــــــــــــ
(2) الفنة: السطح الموجود في مقدمة السفيتة.
وصف رقصة الزامل في فرسان:ـ
تؤدى في صفين متقابلين ، وأحياناً يتقابل شخصان بين الصفين يتبادلان التلويح بالسيوف أو بالعصي ... وإذا أجاد الشاعر أو الشعراء في الكلام عن ممدوحهم فإنهم يحصلون على جوائز .... وعلى العموم فالزامل أكثر ما يغلب عليه المديح والتفاخر ، وليس للهوى أو الغزل فيه نصيب كهذا النموذج للشاعر الفرساني / عمر عيسى حسن : ـ
يا الله يا من لا يخيب فيك الرجا ****** منك روحي ما تخلت عن رجاها
مرتجي وأنت النظر فيما ترى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكنه يذهب إلى الصف الثاني المقابل ويكيل المديح لصاحب السفينة المنافسة ، إذ يشبه ممدوحه بالبحر الهائج الأمواج : ـ
نا غريق وأطلب لمنزاعي النجا ****** كيف ذي المروح والغريقة في نجاها
مرميه في بحر وأمواجه ذرا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا ما كان بإيجاز عن فن الزامل وما يصاحبه من رقص في حزون وسهول وجزر جازان، فإذا انتقلنا إلى جبال جازان كفيفا وبني مالك والعبادل وبلغازي والريث وقيس وبني معين وبني ودعان وغيرهم، فسنجد لفن الزامل عندهم نصيب ، لكن هل هو كما هو في تهامة وجزرها، أو أن له خصوصية تبعده قليلاً عن تهامة وجزرها وإن اشترك معها في التسمية وخصوصية بعض المناسبات،..... ولمعرفة شيء عن ذلك ، سنترك الحديث لأحد أبناء جبال فيفا يحدثنا بإيجاز عن الزامل في المنطقة الجبلية..
الزامل في المواقع الجبلية:ـ
يقول محمد بن مسعود الفيفي أحد أبناء فيفا عن الزامل مختصراً حديثه عنه: (( الزامل من الألوان التراثية التي كانت تنشد في حفلات الختان فقط ، وبالذات عندما يحين موعد ختان الدرم ـ المختون ـ ، إذ ينظم الشاعر في هذه اللحظة أبيات يحث فيها الدرم على التجلد وإظهار الصبر كما يشيد بمناقب قوم الدرم ، وتسمى هذه الشلة ( الأبيات ) ـ ( زملة) الخـتان وشـعـره يؤدى أداءً غنائياً بدون رقص أو طبول كهذه الزملة لأحد شعرائهم ويدعى / يحيى شريف: ـ(1)جروس:أي جروح،أبدلت الحاء سين وهو جائز في لهجات الجبال، معلام:الأخبار.
فأحسيت في قلبي جروس واللهايب ****** مَعْلامَ تاجيني وأنا في أرض غايب
كَمْها رجال رايحه فيما تِقِرَّبْ (1)
ياكان في شرقي أمجبل زين العصايب ****** أربعه من بيت وخامسهم قرايب
وابن آل سالم غَلَّقَ أَمْدَايرْ وِزرَّب(2) )) ( 3).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) أمداير: أي الدار، زرب: وضع أغصان النبات الشوكية على مداخل داره.
(3) أوراق مخطوطة /لمحمد بن مسعود الفيفي: 129ـ132
ز ـ العرضة:ـ
رأينا فيما سبق أن جميع الإيقاعات التي تحدثنا عنها كانت ذات إيقاعات مزدوجة ، أي أن لها شعراً ينظم يسمى بنفس تسمية إيقاع رقصتها، وأنها كانت تؤدى أداءً جماعياً أما فن العرضة فهي وإن كانت جماعية من حيث أدائها، إلا أنها ليست غنائية أي أنها لا ينظم لها شعراً يغنى به أثناء أداء الرقص وهذا يعني أنها تؤدى أداءً صامتاً ، أي رقصاً بدون شعر وليس هذا فحسب ما تخالف به العرضة الرقص الجماعي كالزيفة والمعشى والدمة والزامل والدانة والدلع، بل تخالفهم أيضاً في الوقت الذي تؤدى فيه ، فقد رأينا الزيفة تؤدى من بعد صلاة العشاء والمعشى وضعت خصيصاً للسمر المتأخر، بعكس العرضة التي تبدأ من بعد صلاة العصر إلى قبيل الغروب فقط … والعرضة في الجنوب ليست كالعرضة التي تؤدى في منطقة نجد، فهي وإن اتفقت معها في التسمية وأشكال الحروف إلا أنها تخالفها في الأداء والحركات كما سنرى عند وصف رقصتها ، فالرقصة النجدية صفها الدائري ثابت أي أنه لا يتحرك سيراً لا إلى الأمام ولا إلى الخلف ، بعكس العرضة الجنوبية كما سنرى ، أيضاً العرضة الجنوبية صامتة ، في حين نجد للعرضة النجدية شعراً يغنى به أثناء الأداء الرقصي، بل سنلاحظ أن تباينهما أكثر من اتفاقهما كما سنرى من وصفها
وصف رقصة العرضة الجنوبية:ـ
يقول الشيخ العقيلي: (( تقرع الطبول قرعاً خاصاً بالعرضة ويجتمع الناس لمشاهدة هذه الرقصة الجماعية ويشكل المتفرجون لمشاهدتها حرف ( u) ، وفي منتصف قاعدة الحرف تكون الطبول ويشكل صف طويل من اللاعبين ، أو صفان بأيديهم السيوف والعصي ـ أو بدونها ـ ، ويبدأون في الرقص الرزين الهاديء مع مناقلة الأقـدام وهم سـائرون للأمـام في مسيرة نظامية كحركة الاستعراض، ويتقدمهم أحد مهرة اللاعبين للإيعاز بالحركات المطلوبة ، فإذا وصل الصف إلى رأسي الحرف (u) أشار صاحب الإيعاز لهم ثم ينحرف إلى الجهة الأخرى فيتحرك الصف جميعه في لمح البصر للجهة الأخرى مستأنفاً سيره حتى يصل إلى قرب قاعدة الحرف (u) ويوعزله كالمرة السابقة ، ويقوم بنفس الحركة الأولى وكذا إلى وقت انتهاء الرقصة قبيل الغروب)) ( 1)..( 1) الأدب الشعبي/ العقيلي: 25/1.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وحتى نلتقي بكم في فن آخر..
هذه تحياتي
ح ـ الجبلية:ـ
وقد تسمى هذه الرقصة بالملهج ، وهي رقصة جماعية غنائية ، وأكثر من يؤديها هم أهل الجبال وقليل من أهل الحزون ، وهي كما يقول العقيلي :
(( أشبه ما تكون برقصة الدبكة الشامية )) .... وهذه الإشارة إن شاء الله تعالى سنقف عندها طويلاً مع رقصة الدلع ، عند الحديث عن ارتباط الكنعانيين بالمنطقة كونهم معينيون منها ـ بإذن الله تعالى ـ وبهذه الخاتمة القصيرة عن فن الملهج أو الجبلية ، نكون قد أنهينا الحديث عن ما استطعنا جمعه من الرقصات الجماعية ، وإن كان هناك رقصات جماعية كثيرة لم نشر إليها لضيق الوقت وكون الطلب جاءنا أن نوجز الحديث ما استطعنا إلى ذلك ... ، أما حديثنا القادم فسيكون بإذن الله تعالى عن بعض النماذج من الرقصات..الثنائية أو الفردية.
ط ـ رقصة السيفي :ـ
وتلاحظ أن اسمها يدل عليها ؛ لأنها مشتقة من نفس الآلة التي تؤدى بها وهي السيف ؛ لأن السيف شيء أساسي في هذه الرقصة ؛ لأنها لا تؤدى إلا به ، حتى في حالة عدم توفره ، يمسك اللاعب بيده عصا بدلاً عنه ، .... مما يعني أن السيف شيء ضروري في هذه اللعبة ، ولذلك اشتقت منه ، ... وهي رقصة صامتة ، أي أنها تؤدى بدون شعر يغنى به، وهي رقصة ثنائية ، أي لابد من لاعبين يؤديان هذه الرقصة ، وهي رقصة رجولية حتى في حركات أدائها كرقصة العزاوي التي سيأتي الحديث عنها بعدها....
http://www.samtah.net/hlm30/fnon/saf.jpg
وصف أدائها:ـ
ـــــــــــــــــــ
تبدأ الرقصة بقرع الطبول ، عندها يتحلق الناس للمشاهدة ، فإذا حمي القرع ينزل شخصان من الذين يجيدون رقصة السيفي، إذ ليس كل واحد يجيدها ، بعد ذلك يتقابلان وبيد كل واحد منهما سيف مسلول من جرابه ، أو عصاً إن لم يوجد ، وعلى قرع الطبول ترفع إحدى رجلي اللاعبين وتخفض الأخرى بالتناوب السريع ـ تبعاً لضربات إيقاعها السريع ـ مع ارتفاع الجسم وانخفاضه في حركة شيقة مع تلويح كل واحد منهما بسيفه يمنة ويسرة، ويستمر الأمر لبعض الوقت ؛ ثم يخلفهما غيرهما ؛ ..... وقد يطرح شيء من النقود للطبال على شرف اللاعبين ؛ حسب مكانتهما في القوم يكون النقط...
وإلى اللقاء في فن آخر..
ي ـ رقصة العزاوي :ـ
وهي رقصة جميلة الإيقاع ، رشيقة الحركات لطيفة الأداء ، قليل من يجيدها، وإلى جانب هذا هي من الرقصات المشحونة رجولة، وبهذا التمازج الذي تتصف به رقصة العزاوي جعلت المملكة العربية السعودية تحتل المركز الأول في العالم على مسرح باريس بفرنسا في الثمانينات ميلادي وهي من الرقصات الفرادية ـ غالباً ـ وإن كان قد تؤدى ثنائياً ، وهي أيضاً من الرقصات التي يختص بأدائها الدرم في حفلة ختانه ، وهي كذلك رقصة غنائية ، وقد برع في أدائها .. أهل حلي بن يعقوب ومحايل والشقيق والدرب ، ولكن أهل حلي ومحايل هم الأكثر إجادة لها يليهم أهل الشقيق ، وبقية المنطقة كل حسب حبه لها ، ومما يروى عن أهل حلي ومحايل أنهم يظلون سنة كاملة قبل الاحتفال بالختان ، يدربون الدرم على أداء إيقاعها ، بل يقال أن صاحب الزير يعلم الدرم على ضربات معينة حينما يوقعها يفهم الدرم مقصد صاحب الزير منها ، لدرجة أنهم يلعبونها عـلى ظهر الـجمال لـحبـهم لها.
http://www.samtah.net/hlm30/fnon/azawi.jpg
وصف الرقصة:ـ
ــــــــــــــــــ
يقف الدرم بمفرده ، أو مع أحد رفقائه ، وينشد نشيداً ملحناً وهو يتمايل والطبل يقرع قرعاً خافتاً على نغمة غنائية جميلة ، حتى يقارب الانتهاء ، ثم يعاود صوته الغنائي ويشتد تمايله واهتزازه ، ويشتد كذلك قرع الطبول بصورة مفاجئة وقوية فيثب الدرم ورفيقه ـ إن وجد معه ـ ويأخذان في الرقص ، بكل جوارحهما لبعض الوقت ، ثم يستأنف الغناء والرقص كالمرة الأولى.... ))( 1) ..ـــــــــــــــــــــ
(1)الأدب الشعبي/ العقيلي: 27/1.
ك ـ رقصة الجحلي :ـ
وهي رقصة فرادية ، أي أنها تؤدى من قبل شخص واحد غالباً ، وقد تؤدى ثنائية ، وهي رقصة لها إيقاعها الخاص بها ، وقد اختص بأدائها أهل البيض والمجصص ، وإن كانت ـ لجمالها وحلاوتها ـ تؤدى في أنحاء المنطقة ، وهذه الرقصة بالذات تحتاج إلى رشاقة في الجسم ، وخفة سريعة في الأداء ، لأن كل الجسم أثناء أدائها يتحرك وبخفة سريعة جداً ، بل لا أبالغ إن قلت إن بعضاً ممن يؤدون هذه الرقصة ، تجده ، ـ أثناء رقصه ـ يحرك كل عضو من جسده لوحده ، وهؤلاء هم قلة جداً ، ولجمال هذه الرقصة ذات الحركات الرشيقة ، تجد جلَّ أبناء المنطقة يعشقها ، حتى أصبحت أكثر الرقصات شعبية بين الناس ، .. وبعد هذا العرض السريع لبعض الرقصات التي تؤدى على قرع الطبول مع الغناء ، في مدن وقرى السهول والجزر بجازان وكذلك بعض المواقع الجبلية ،.. وإن كان هناك الكثير من الرقصات ـ التي تركناها ـ للحديث الموسع بإذن الله تعالى .. نود الآن أن نوجز الحديث عن بعض الفنون التي تؤدى إما فرادياً أو ثنائياً أو ثلاثياً أو جماعياً ، ولكنه أداء غنائي إنصاتي أو غنائي راقص ولكنه بدون قرع الطبول ، سواء كان ذلك في التهايم أو في الجبال ؛ طبعاً والحديث سيكون عن نماذج من ذلك فقط ، لا عنها جميعاً لضيق الوقت والطلب ، ولتكن البداية مع فن الطارق ..
ل ـ فن الطارق :ـ
وهو شعر غنائي جميل ، وهو مأخوذ من الطرق وهو الضرب ، والسرا بالليل..وكل صوت عذب ونغمة من عود ( * ) . .. ولأن هذا النوع من الشعر الجميل ، لا ينشد إلا مع سكون الليل المتأخر ، ولا ينشده إلا ذو صوت عذب رخيم أطلق عليه (( الطارق )) وهو موجود في مناطق ودول كثيرة ، ولكن أسماءه تختلف حسب مواقعه ، فمنهم من يسميه (( العتابا )) و(( الميجانا ))، كما في سوريا ولبنان ، وهناك من يسميه بالموال ، وهو في الحجاز يسمى المجرور .. ، أما في باديتنا فهو نشيد وغناء المسامرة ، ولذلك سمي بالطارق (( إذ يخرج الفتية ـ الشباب ـ إلى خارج القرية ويعتلون بعض الروابي ، ثم يوعزون إلى أحسنهم صوتاً أن يرفع عقيرته ( بألا ) وتسمى عندنا (بالتوليشة ) وهي ( النوتة ) المختصة بهذا الغناء الجميل ويسري صوت ذلك المغني ـ المطرّق ـ يشق سكون الليل الساجي في نغـم ساحر ، ولحن طبيعي خلاب يطرب النفس ، ويبهج القلب ... ويصاحب المغـني صـوت النـاي ، أو المزمـار البلدي فيـزيده جـمالاً .. وفي آخر مـقطع يـصيح الفتيان بأعلى أصواتهم (( آه )) وتسمى (التوليشة) والمؤدي لها يسمى ( الوالش) ....، ولهذا النوع من الغناء سحره ، وفنونه ليست مقصورة على الرجال فحسب بل حتى على النساء .., وشعر هذا الغناء تسمى القطعة الأولى منه ( المرسم ) والثانية ( بالردود) وكلها مغشاة بالرمزية ، وموشاة بالتورية والجناس، بل عندي هو أصل شعر الجناس كما سبق أن قلنا ذلك ، .. يكون آخر كل شطر كلمة تحمل معنى ، يقابلها في الردود الكلمة نفسها ، ولكنها بمعنى آخر .. كقول أحدهم وهو على حبه العبسي من عبس؛ حباطة الحسيني:ـ____________________________
محض وبلك في الحباطة همايل **** وميّلتْ من وادي الكدي في مساريح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شرح البيت :ـ المحض: هو اللبن ، وقد كنى به الشاعر عن الإبل .. والحباطة: هي المراعي الخصيبة في الحزن... وهمايل: أي مهملة، أي أن تلك الإبل قد مالت من وادي الكدي في السرح ، وهي الإبل السارحة للرعي...
الردود
أبكي ودمع العين ظلا همايل **** عليك يا حالي أمشفاه في مساريح
_____________________
همايل هنا مقصود بها دموع عينيه التي ظلت دائمة الهملان ، وجاء في الشطر الثاني بكلمة ( مساريح ) أي ( في مساء ريح ) أي في ليلة شديدة هبوب الريح ... وغالباً ما يكون شعر الطارق من الشعر الذي يحتفل بنظمه الشاعر ، ويتأنق في صياغته ، ويسبغ عليه مسحة من فن الترف الفني في حدود عاميته الشعبية ... وشعر الطارق كان منتشراً في المنطقة، والكل يتغنى به ، وله شعراؤه ومجيديه ... كهذا الطارق لشاعر من بني شبيل قاله في أوائل عام ( 1326هـ ) :ـ
قال الهوي مشيتْ حقبةْ مع ليل **** مشيتْ حقبةْ واتر حيرانْ حيرانْ (1)
طلعت روس الفج رحبانْ رحبانْ **** وفي تعشر جنبتْ والما سرابي ( 2)
وبو حشيش يسقي قرار رحبان والمكحل **** كأني أشا خلبان وإلا لياتي ( 3)
وبت في أرض الخبت والخمس أرضي **** مقاب لتنه عشية مشاغيل ( 4)
وكل وادي جاب سيله والملح **** جيزان ما تلقي السبيل ما مسيّله(5)
ضمد مزين بالزراعة صفي حب **** صبيا صبا نور الإله وابن هاشم(6)
هذي الخاليف خيِّره لا كبيشي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
الردود
بسبايبك بتنا مراضى معاليل **** معاد مشى بي الساق حيران حيران(7)
ومن يوم بحت الود رحبان رحبان **** بسبايبك محبوس والما سرابي ( 8)
ليان غدى باهي الزنود والمكحل **** أمزين طريقه حال وإلا لياني( 9)
ساعد لأهلك ألف والخمس أرضي **** وإحنا على حال أمزين مشاغيل( 10)
اليوم قايم في دياره ولم لاح **** لكان يسقي جسدي من صبيبه( 11)
والله إن قلبي قد تولع صفى حب **** وحتى ودك ضامنا وبنا هاشم( 12)
سأصبر على زلات لكن بي شي
______________________________
بهذا النص القصير من فن الطارق نكون قد أوجزنا الحديث عن أكثر الفنون التي تؤدى في جل أجزاء منطقة جازان جزراً وسهولاً وجبلاً ، وإن كانت تأديتها في الجزر والسهول أكثر من الأجزاء الجبلية، وستلاحظ في حديثنا الآتي أنه سيركز على فنون تؤدى في المواقع الجبلية فقط، وربما قد يكون أهل الجزر والسهول لا يعرفون عنها بل ربما لم يسمعوا عنها قط ، أي أنها خاصة بأهل الجبال ، وإن كانوا قد يشتركون مع تهامة في بعض فنونهم كالدلع والزامل وإن حملت خصائص تميزهم في أدائها عن أهل تهامة كما سبق ، ومن ما أختصوا به من فنون شعبية ، فن الهصعة ؛؛
(*) القاموس المحيط : للفيروز آبادي:256 ـ257 /3.
( 1) الهوى:صاحب الهوى،حيران:وادي معروف جنوب بلدة ميدي.
( 2) الفيح: موضع بأعلى حرض، ورحبانوادي مشهور،وكذلك تعشر والمأسر: الربط.
( 3) أبو حشيش: وادي صغير،وقرار: أرض زراعية معروفة، المكحل: عقم للماء،أشا: أي أريد، خليان: أي وادي خلب، لياتي: وادي ليهز
( 4) الخمس: أي وادي الخمس. ومقاب: وادي مصبه المضايا، لتنه: إذا جائته مخيلة سحاب صار يتدفق بالماء.
( 5) الملح: وادي الملح ، ووادي جازان .
( 6) يقصد بسبب حبه بات مريضاً عليلاً ، وأن ساقه لم يحمله فصار حيران.
( 7) يقصد أنه حينما باح بوجده بأن االخير بين الناس ، وإن ظل محبوساً ،
(8) والماسرابي: هو الحبل الذي تربط به الدابة .
( 9) ليان: أي إلىأين.
( 10) مشاغيل: مشغولون.
( 11) معناه أنه يحب حباً صافياً وأن هذا الحب قد أغناه وهشم عظامه.
( 12) الأدب الشعبي/ العقيلي: 251 ـ 252/1.
1ـ فن الهصعة:ـ
(( وهو أحد الألوان الشعبية المحببة لدى أبناء الجبال ، وأهل فيفا خاصة... وهذا اللون يؤدى بعدة ألحان غنائية ؛...ـــــــــــــــــــــ
وصف أدائه:ـ
وهذا اللون الشعبي يغنيه صفان متقابلان بحركة راقصة، بينما يكون الشاعر داخل الصف ، يقابله ( عادة) شاعر آخر في الصف المقابل ، ثم تبدأ المحاورة كما هو معروف بأبيات مرتجلة ،.... وقد اخترنا بعض الأبيات في لحن من ألحان فن الهصعة ؛ وهي للشاعر سليمان حسين الذي يقول:ـ
يا زين يحلو السمرْ **** و... تحت ضوء القمر
زيادة في العمرْ **** من كان عد لونية
حمامة والصقرْ **** على ضفاف النهر
لا تشوف الأثرْ **** وأقدامها ماشيه
* * *
* *
*
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ــ ويقول آخر:ـ
خَّيلتْ بارقْ من على راس قلةْ
لو رعد واغيّان
يا شجرة يا مُعرضهْ يا مطلهْ
على الشفيّاني
* * *
* *
*
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وتلاحظ هنا عدم الالتزام بوحدة الموضوع، ففي البيت الأول يصف الشاعر ما رآه من بعيد ، من ضوء البرق ودوي الرعد ، والغيان: هي الغمام ، أما البيت الثاني ، فموضوعه غزل ... (1) ...
(1) الفنون الشعبية مخطوط لمحمد بن مسعود الفيفي 123ـ 124.
2ـ فن المغرد:ـ
((وهو فن إيقاعه بطيء يشبه إلى حد ما فن الموشحات ويغنى في بعض المناسبات، كالاجتماعات التي يدعو لها شيخ القبيلة، والولائم الكبيرة، وذلك عند الاقتراب من المكان المعد للاجتماع أو الضيافة، وكذلك عند الانصراف؛..
وصف أدائه:ـ
وهذا اللون الشعبي لا يصاحب عند أدائه بالرقص ، بل تغنيه الجماعة من الناس أثناء المسير ، إذ ينقسمون إلى قسمين ، قسم على يمين الشاعر وآخر على يساره ، ثم يأخذ بتلقينهم القصيدة التي أعدها للمناسبة بعد ذلك ينطـلقـون وهـم يغـنون حـتى يصـلون إلى المكـان المـعد لنزولـهم أو اجـتمـاعهم___________________________
(( وألحان المغرد متشابهة إلى حد بعيد، إلا من اختلافات قليلة ناتجة من زيادات بعض تفعيلات البيت أو نقصها ..... ومن شعر المغرد هذا النموذج لأحد شعراء فيفا يقول فيه:ـ
بِدْعي بمن سنَّ الضحيهْ **** وهب الحرم نور و قويَّاً
وريتْ ذيَ اليوم قِدْهاَ خِيْرةَ الأيَّام
* * *
* *
*
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ــ أو قول شاعر آخر:ـ
وأطرح سلام الله ألوف **** من خاطري واوذا الصفوف
تسليم يبنى بالذهب واللول ذا يُرصاف
تسليم علْ ما في الصحوف **** تهدع( 1) ملوك الله تطوف
في دارهم ذكر النبي يا فاضل الأشراف( 2)
( 1) تهدع: أصلها تهدى: أي أن الألف المقصورة قلبت عيناً ، وهذا جائز في لهجة فيفا وما حولها بكثرة.
( 2) المرجع السابق 124ـ125.
3ـ فن المرعة:ـ
(( وهو أيضاً أحد ألوان الفنون الشعبية في المواقع الجبلية ، ويقولون عنه إنه أحد الألوان الشعبية القديمة....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
وصف أدائه:ـ
وهذا اللون، تؤديه الجماعة من الناس وهم جلوس ، أي أنه يشبه لون ( السامري) ـ كما يقولون ـ و( المرعة) ؛ لها عدة ألحان ... ومن أشعارها قول أحدهم :ـ (1)
بدعي يرب البيت وارجيك ياالله ***** لي منك منفوع(2) ومنك الهداية
ماعاد ( نتسيَّع) (سقنَّا) على الله ***** ذا ركبَّ الدنيا وراعي الولايه
يا ( هالفقير) واقنع بما جا من الله ***** والبرج ( 3) ياتي راية بعد راية
واقنع بما جاك وقل نحمد الله ***** ذهب المطر من بين داجي العمايه( 4)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( 5)
ـــــــــــ
(1) اسمه زايد ( من آل التليدية ) يميل في أشعاره إلى الوعظ( 1364ـ1392هـ) .(2) لي منك منفوح: أي لي منك منفعة وحاجة .(3) البرج: يقصد بها الفرج لأنه في لهجة فيفا وما حولها يقلبون الفاء باء. (4) العمايه: أي السحاب الأبيض .(5) المرجع السابق / محمد الفيفي :126ـ127.
4ـ الدَّوْرَيةْ:ـ
(( هي إحدى الألوان التراثية في فيفا وبعض القبائل المجاورة ويقول أصحاب هذا اللون التراثي إن اسم هذه الرقصة مأخوذ من طريقة أدائها ..
وصف أدائها:ـ
وهو أن يتحلق المغنون وقوفاً في شكل دائري ، ثم يأخذون في الدوران ـ بعكس عقارب الساعة ـ وهم يغنون في إيقاع بطيء ، وللدورية عندهم عدة ألحان يقول أحد شعرائهم في لحن من ألحانها :ـ
راعية بالغنم يوم ينزل الوادي غنمك
محنة القلب منك
يوم ترعي جبال قد رعينا( 1)
* * *
* *
*
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ــ ويقول شاعر آخر:ـ
سَوَّقت سوق أمحيادين ( 2) ***** شَريتْ غترهْ وثوبين
موافق للهدايا
نبوت أبو قرش فنَّين ***** والرَّجل ذا يرمق العين
زاد وسحوق( 3) المنايا (4)
ـــــــــــــــــــــ
( 1) الشاعر هو مسعود بن يحيى بن جابر الفيفي .
( 2) الحيادين: موضع تقام فيه سوق .
( 3) سحوق المنايا : أي مسحوق البارود .
( 4) المرجع السابق :128/130.
5 ـ فن المثلوث:ـ
وهذا اللون التراثي في المنطقة الجبلية ـ كفيفا وماحولها ـ هو اللون الوحيد الذي يصاحب في أدائه بالضرب على الطبول والمزمار...
وصف أدائه:ـ
وهو أن يتكون من ثلاثة راقصين يدورون في ثلاثة مسارات ، كـل واحـد مـنهم في مسار يـشـبه حـرف ( g ) ، ويـؤدى ـ طبـعاً ـ بمـصاحـبة الغناء وهو فن جميل في أدائه.... ومن أغانيه قول شاعرهم:ـ
يا والعة في مداح البير واسقيني ***** ألا، البير واسقيني
قالن تَويَّد وأنا بسقيك من عيني ***** ألا يا عابدين الله
* * *
* *
*
ـــــــــــــــــــــــــــــ
هذه هي أهم فنون المنطقة الجبلية ـ بإيجاز ـ وإن كان هناك فنون أخرى لم نتعرض لها ، لأن الهدف التعريف الموجز لا الاستعراض وشمول الحديث عن كل الموجود، الذي سيكون الحديث عنه لاحقاً بإذن الله تعالى ... كما فعلنا مع جل الفنون في تهامة وجزرها، أيضاً هناك فنون لم نتعرض لها في إيجازنا عن هذه الفنون الجبلية رغم وجودها وشهرتها في هذا الجزء من منطقة جازان لسبق الحديث عنها عند الحديث عن مثيلاتها مسماً وأداءً في تهامة وإن فرقت عنها ببعض الخصوصيات تبعاً لخصوصيات المكان ، كفن الدلع والزامل ، فهي موجودة في الجزء الجبلي كما هي في تهامة وجزرها .
وما نود قوله قبل أن نختم هذه العجالة عن الفنون الشعبية في منطقة جازان هو أن جل الفنون التي تحدثنا عنها ، هي فنون تخص العنصر الرجالي فقط، وهذا لا يعني عدم وجود فنون تخص العنصر النسائي، بل هناك فنون كثيرة تخص النساء تساوي فنون الرجال إن لم تفقها جمالاً ، لجمال من ترتبط بهن وجداناً وحساً ، ولارتباطها بعادات الزواج المتعدد العادات والتقاليد لتعدد أماكنها ، فللعقد رقصاته كما أن للدخلة رقصاتها ، من تنشير وزفة وسهرة، وتخييلة و الباوي ، والجلاز والصف والبيات والجمل ، وكثير كثير غير ذلك في جيزان المدينة والمدن الأخرى، ورغم أن الكثير من هذه الرقصات مشتركة في جل مدن جازان المنطقة التهامية وجزرها ، إلا أن هناك خصوصيات قد تضاف إليها حسب أدائها في كل مدينة، أما الجزء الجبلي فلنسائهم فنونهن الخاصة بهن ، والتي قد لا تلتقي مع الكثير مما أشرنا إليه آنفا في تهامة وجزرها ،
تحياتي