الفنون الشعبية في منطقة جازان ... تعرف على ألوانها-كيفية أدائها..

[الحلم]

أتمنى من الأخ فراس تثبيت الموضوع لأهميته حيث وأنه يتناول تراث الفنون الشعبية للمنطقة الذي قد يخفى على الكثيرين من الجيل الجديد.
سوف يكون العرض للفنون الشعبية على حلقات مدعومة بالصور وأرجوا أن تكون مفيدة وممتعة .
وفي البداية أنوه على أن الموضوع سيتم نقله نصا من المصدر حفاظاً على حقوق المؤلف ..
المصدر:
كتاب تحت الطبع بعنوان "الفنون الشعبية في جازان"
للأستاذ : عبد الرحمن الرفاعي
وفي أثناء عرض الموضوع بانتظار تعليقاتكم وإضافاتكم..
وأتمنى من الجميع عدم الاستعجال والتعليق على فن من الفنون لم تيم التطرق إليه..
ولكي نخرج بالفائدة المرجوة أتمنى عند إضافة أي ملاحظة أو إضافة أي معلومة مراعاة أن تتعلق بالفن الذي تم طرحه في الحلقة الحالية أو ما سبقها .. ذلك لأن منطقة جازان يتسع فنها باتساع رقعتها ولا يمكننا طرح كل ما لدينا في حلقة واحدة ..
فإلى الفنون الشعبية في جازان....

تحياتي

[الحلم]

التمهيد

هذه جازان ، أرض خصب، وماء عذب، وجبال شموخ، سهول طموح، شطئانها كجزرها، وجزرها كمدنها، ومدنها تاريخ، وتاريخها حضارة ، فكيف لا تكون بآدابها وفنونها للثقافة منارة ؟!!! .. وهذه هي جازان مليئة بآدابها وفنونها الشعبية ، فنونها جميلة، كجمال جبالها وشطئانها، متعددة في كمها وكيفها، كتنوع خصوبة وجدان إنسانها، إيقاعاتها متنوعة ،كتنوع شذا نسمات حقولها ، ... وقد عرفت ـــــ جازان ـــــ بخصبها وخيراتها الزراعية التي أهلتها لأن تكون ذات حضارة عظيمة في جنوب جزيرة العرب ــــ وهذا أمر معروف ــــــ ، وهذا الجو الحضاري المستقر المسترخي أدى لوجود ونشوء مثل تلك الفنون المتنوعة في إيقاعاتها الشعرية ، والرقصية ..... ولأن جازان كانت ولا زالت كل أرضها خصبة ، فقد استدعى ذلك لأن تسكن كل أرضها ، وشمولية الإسكان ، أدت أيضاً لتنوع ساكنيها ؛ ذوقاً وطبيعة، تبعاً لاختلاف طبائع أماكن السكنى ، فالطبيعة الجبلية تختلف عن طبائع الحزون ، كما أن السهول ليست كطبائع الجزر ، .... وهذا ما جعل جازان تختلف عن بقية مناطق المملكة ، في تعدد إيقاعاتها ، وتنوع نغماتها، تبعاً لاختلاف تأثير تنوع تضاريسها وبيئاتها المتمايزة سهلاً وساحلاً وجبلاً..... وهذا التمايز أدى لأن يكون هناك ما يشبه التخصص المكاني ، بالنسبة لتنوع فنون المنطقة ورقصاتها جبلاً وسهلاً ، وكماً وكيفاً، بل تجد التخصص في مسمى الإيقاع نفسه ، فلمسمى كل إيقاع شعري إيقاع رقصي خاص به ...، نوعاً وأداءً ومكاناً ، وإن كانت لها عموميتها في المنطقة، إلا أن خصوصيتها المكانية تبقى لاصقة بها ، مرتبطة بإنسان مكانها ...... فمثلاً : رقصة العزاوي والشامية، هي وإن .... كانت متداولة في عموم المنطقة ، إلا أن خصوصيتها تبقى مرتبطة بجهة الشقيق، وحلي بن يعقوب ، ومحايل ، لكونها أكثر الأماكن تخصصاً فيها ، وهناك رقصة السيفي والزيفة ، وإن كانت هي أكثر خصوصية بمدينة جازان ، إلا أنك تجدها تتداول في عموم المنطقة ،.... أما الدانة والزامل، .. والسيفي أيضاً .... فخصوصيتها فرسانية وإن كانت قد تتداول في بعض الأماكن الأخرى، أما المعشى فمكانه الأصيل وتربة منبته القفل وأبو حجر وصامطة وما حولها ، كما أن رقصة الجحلي مقرها البيض والمجصص وما حولها،... أما الدلع فهو حمار الرقص الشعبي، كما كان الرجز حمار الشعراء قديماً؛لأنه بإيقاعه الرقصي والشعري، موجود في كل مدن المنطقة وقراها وجزرها جبلاً وسهلاً وبحراً، ومثله الزامل وإن اختلف في بعض شكلياته الأدائية وما يصاحبها في الجهات الجبلية فكالدلع من حيث تواجده في كل أجزاء المنطقة، أعود لأركز على قضية التخصص المكاني في الفنون الشعبية في المنطقة؛ لأن ماسبق سرده من أسماء إيقاعات فنون الرقص الشعبي هي وإن كانت متخصصة مكانياً إلا أنها لا تتعدى أماكنها السهول والشواطئ والجزر، بدليل أنك إذا اتجهت صوب المواقع الجبلية ـ وإن اشتركت مع السهول والشواطئ في بعض ما سبق كالدلع والزامل ـ .... إلا أن لها مسمياتها النابعة من طبيعة بيئتها الجبلية كالهصعة، والمغرد ،والمرعة ، والدورية ، والمثلوث وغيرها مما سيأتي الحديث عنه في مكانه بإذن الله تعالى .... وهذا التنوع والشمول في فنون هذه المنطقة ، يخرجها من التخصص الجزئي ـــــ تعريفاً ـــــ ويدخلها في عموم مدلول الأدب الشعبي؛ لأن إيقاعاتها الرقصية لا تقتصر على دلالة الرقص فحسب ، بل ـ كما رأيت ـ أن كل إيقاع رقصي يدخل تحت مسماه إيقاع آخر شعري بنفس التسمية فالدلع له إيقاع شعري يسمى الدلع والزامل والدانة والزيفة والعزاوي إلخ.......، وارتياط الإيقاع الرقصي بالإيقاع الشعري، أدخل فنون المنطقة جميعاً في مدلول عموم الأدب الشعبي، بل ولكونه ـ أيضاً ـ نوعاً من العادات والتقاليد، إذن فما هو الأدب الشعبي كي يتضح رؤيا ماسبق قوله؟.......
يتبع في الحلقة القادمة.........

تحياتي

[الحلم]

الأدب الشعبي:ـ

يرى كثير من الباحثين أن الأدب الشعبي لأي أمة من الأمم ، إنما هو موروثها الذي خلفته الأجيال المرتبطة بما قبلها ؛ جيلاً بعد جيل، ويشمل ما خلفته من لهجات وأشعار وعادات وتقاليد، وشمولية هذا التعريف فيه نظر إذ إن ما تتركه الأمة يشمل أدبها الخاص (ما يسمى بالفصيح ) و فنونه ، إلى جانب ما يسمى بالأدب الشعبي وما يشمله ...... ولذلك رأى بعضهم ان تضاف كلمة ( المحلي) ليصبح التعريف ( هو الموروث المحلي الذي خلفته تلك الأمة أو هذه إلخ).....، وهذا ما أراه لانسجامه مع كلمة الشعبي من جوانب كثيرة منها أن كلمة الشعبي تعني الفرقة أو الطائفة أو القطعة من الناس ... وهذا يعني أن فيها خصوصية ، وهذه الخصوصية ؛ هي ماتعنيه كلمة ( المحلي) ... إذ قد تكون الأمة مجموعة طوائف ، وكل طائفة لها أدبها المحلي الخاص ببيئتها ، والذي يختلف عن موروث الطائفة الأخرى ، والخاص ببيئتها التي قد تكون تشترك معها بها وإن تقاربت معها حتى في اللهجة المحلية،وهذا ما سبقت الإشارة إليه في التمهيد، حول التخصص المكاني للإيقاعات وأن اشتركت في عموميتها ؛ كالدانة الخاصة بفرسان وتؤدى في أكثر جازان وكذلك الزيفة والسيفي والمعشى وغيرها، ومما يؤكد حقيقة هذه المحلية فن الزامل ، فهو وإن كان خاصاً ببيئة فرسان تجده أيضاً خاصاً بالشريط الجبلي كفيفا وبني مالك والعبادل وبني غازي وبني معين والغمر ورازح وغيرهم، أي أن طقوس أدائه وتقاليد تلك الطقوس تختلف في فرسان عنها في الشريط الجبلي ، كما سنرى هذا عند الحديث عنها مفصلاً بمشيئة الله تعالى، حتى إيقاع الدلع الذي تكتنفه العمومية إلا أن الخصوصية المحلية لا تفارقه ، وذلك بسبب العادة التي ارتبطت بوجوده وما يرتبط بها من تقاليد محلية ترتبط بخصوصية المكان الذي سيؤدى به هذا الإيقاع ـ الدلع ـــ ، وهذه العادة ، هي عادة الختان ،فعادة الختان وإن كانت عامة في كل أنحاء المنطقة ــــ ومن هنا جاءت عمومية الدلع ـ إلا أنها في كل ناحية من جازان لها طقوسها الخاصة بها .... وهكذا، وبعد هذا التوضيح الموجز السريع لتعريف الأدب الشعبي بجازان نخرج بخلاصة موجزة تقول : إن الأدب الشعبي هو : أدب السجية والفطرة لأي شعب من الشعوب يحمل صوراً لتقاليدها وعاداتها في أفراحها وأحزانها، وما يصاحب ذلك من فنون وأشعار حركية وصوتية ، وأداء ، وكل ما يرتبط بذلك.... إلخ...، ( 1) ..... وبعد هذا التمهيد والتعريف الموجزين المختصرين لأدب جازان الشعبي وفنونه ورقصه ؛ يأتي الآن الحديث الموجز ـ أيضاً ـ والاستعراض السريع عن تلك الفنون والرقصات ، مع شيء ـ قليل جداً ـ من تفصيل تلك الخصوصيات بإذن الله تعالى .... إذن فما هي إيقاعات تلك الفنون وآدابها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بإيجاز واختصار من بحث (( الفنون الشعبية بين حقيقة المولد وأصالة النشأة)) للمؤلف: 1ـ4


نلتقي في الحلقة القادمة.............
تحياتي

شكرا اخي الحلم على اثراءك المنتدى وخاصة هذا القسم بماهو مهم وجميل لنا جميعا
لاننا في حاجة لمعرفة تراثنا واهم ثوابنه .

وسيثبت الموضوع

[c]












تراث الفنون الشعبية لمنطقة جازان

موضوع ممتاز جدا جدا
ونحتاج إليه لأهميته البالغة

ولي سؤال أخي الحلم

الفنون الشعبية نعرف أنها تعني الرقصات التي تؤدى في المناسبات
والأدب الشعبي هو القصائد الشعرية بلهجة المنطقة .
فماهي العلاقة بين الاثنين .
وما الفرق بين الفنون الشعبية والأدب الشعبي
إذا كان غير ما ذكرته ؟
وما هو الرابط بينهما ؟


وأشكرك جدا جدا لإثارة هذا الموضوع الكبير

الله يقويك











[/c]

[الخارش]

[c]

موضوع جميل كجمالكم

ياريت تشوفوني وأنا تشوش معايه امعلاقي وامرخ لما نسمع كامن نقره في امقرى لجمبنا

عندي سؤال ماهو الفرق بين لعبة السيفي ولعبة السيف

وإلا سوى هه





[/c]

[الحلم]

أخي فراس:
شكرا لتجاوبك السريع... وإلى الأمام ...

أخي أبو إسماعيل:
لفظة الفنون الشعبية في اعتقادي أنها تضم الاثنين..
خاصة وأن غالبية الرقصات التي سنتطرق لها مصحوبة بأناشيد من الأدب الشعبي .. وسنرى ذلك لاحقا حسب ما أورده الباحث..

أخي الخارش :
عندما نتطرق إلى الحديث عن لعبة السيفي سترى ما إذا كانت هي نفسها السيف .. خاصة وأنك ممارس لهذه الفنون حسب ما ورد في كلامك... فتابعنا..

أخيرا:
كل عام والجميع بألف خير

تحياتي

[الحلم]

من إيقاعات الشعر والرقص الشعبي بجازان:ـ

سبق أن قلنا أن الأدب الشعبي بمنطقة ـ المخلاف السليماني ـ مرتبط بفنونه ولا يمكن لأيهما أن ينفك عن الآخر، بل رأينا وسنرى أن : ( لكل نوع منها له اسمه وخصائصه، وطرق أدائه إنشاداً ، أو رقصاً مصاحباً بالغناء ، ومناسبته التي يرتبط بها ، إذ مما يتميز به أدب جازان ـ الشعبي ـ أن لكل نوع من شعره رقصة تسمى باسم شعره ، وبها يسمى حتى الأنواع التي ليس لها رقصات تؤدى مع شعرها، تجدها تؤدى أداءً غنائياً بأصوات عذبة متخصصة بأدائه تغني عن الرقصات ، بل قد لا أبالغ إن قلت أن المتحلقين حول المنشد، تجدهم يتمايلون بأجسادهم بحركات هادئة لا تخرج عن مفهوم الرقص وإن كانت بدون طبول وكما أن هناك شعراً غنائياً يؤدى بدون طبول ، هناك أيضاً فنون رقصية تؤدى أداءً صامتاً، أي أنها تؤدى مع الطبول وآلات الرقص دون أن ينشد معها شعراً يغنى أثناء أدائها ،..... وسنرى أن من هذه الفنون ما يؤدى أداءً فردياً أو ثنائياً، ومنها ما يؤدى أداءً جماعياً متحركاً إلى الأمام ، إما بطيئاً أو حركة رمل ... ومنها ما هو جماعياً أيضاً ، ويؤدى أداءً دائرياً حركياً ، .... وغير ذلك كما سنلاحظ ذلك .... وحتى لا نطيل ، يستحسن أن ندخل في الحديث عن هذه الآداب والفنون ، ولتكن البداية مع غير الصوامت، وليكن مثلاً ..فن الدلع

في الحلقة القادمة......
تحياتي

[شرهبة]

شكرا أخي الحلم الموضوع شيق نشكر لك المجهود

[التاريــــــــخ]

[c]

عظيم ايها الحلم

مجهود رائع وبديع

دائماً مميز باختيارتك الرائعة

الشعبيات المحلية بحاجة الي تجميع وتصنيف

وفقك الله


عيدكم مبارك

[/c]

[الحلم]

الأعزاء:
شرهبة ، التاريخ

شكرا لمروركما وإطرائكما على الموضوع...

تحياتي

[الحلم]

أ ـ فن الدلع :ـ

وهو مسمى عام و خاص أي إنه ذو إيقاعين إيقاع شعري وهذا يرتبط بشعراء الدلع ، وله إيقاع رقصي وهذا يرتبط بمجيدي دقاته على الطبول ، وكذلك بمجيدي رقصه ، .... وخصوصيته تأتي من حيث ارتباطه أساساً بأفراح عادة الختان ، وإن عمل به في أفراح الزواج وغيرها ومن هنا جاءت عموميته ...وقد كانت رقصته تقام في مقام بطاقات الدعوة التي ترسل للمدعوين ، إذ كانت تخرج الطبول مع مجموعة من أهل الفرح، مع شاعر الدلع الذي يكون قد عمل ما يسمى ( بالشلة) ، أي مجموعة من الأبيات الشعرية ـ الشعر الشعبي ـ ترددها المجموعة ، مع دقات الطبول ، بحيث تشتمل الأبيات على ما يشير للدعوة الموجهة ...... وعموميته ـ أيضاً ـ لأنه قد تعمل شلات دلعية لمناسبات متعددة كأن تحمل معاني مدح لشخصية (ما) أو أشخاص ، أو شلة هجائية تسمى ( الرزبة) أو شلات دلعية يعبر الشاعر فيها عن تجارب ذاتية شخصية ، كما سنرى ذلك عند التمثيل بالنماذج..... (( ورقصته من الرقصات الجماعية المثيرة ، كالخروج للحرب، أو العودة من غزوة قد انتصر فيها ، أو العودة بالدرم (1)...من مكان الختان إلى بيته ، أو الترحيب بضيف كبير يحب أهل القرية أو القبيلة إظهار مشاعرهم نحو هذا الضيف..... إلخ... )) ( 2) يتميز الدلع بسرعة إيقاعاته وحركيته ، ويرقص في غير موقع ثابت ...

وصف رقصته:ـ

(( يجتمع الناس وتقرع الطبول ، فيقوم الشاعرينشد دلع تلك المناسبة ، ويكرره إلى أن يحفظه المجتمعون الذين يشكلون شبه حلقة ، والطبول في وسطها ويبدأ الرقص بالدوران في محيط دائري ، ثم تتحرك المجموعة في صف أو صفين إلى المحل المقصود ، وهم في رقصهم وغنائهم ... )) ( 3)



تحياتي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الدرم: هو المختون في لهجات جنوب المملكة(( خاصة منطقة جازان )). (2) الأدب الشعبي / العقيلي 22/1
(3) المرجع السابق بتصرف 26/1.

[الحلم]

من دلوع الاحتفالات الشعبية القديمة:ـ

شعر الدلوع غالبه ثلاثي الشطرات وإن جاء على شطرين أحياناً ، وهو سريع الإيقاع خفيف الوزن ، وغالباً تكون أوزانه رجزية ، وإن خالف القاعدة أحياناً ونظم على أوزان أخرى ، وهو في أكثره منغم ، لأن تكوينه ـ أساساً ـ غنائي فالشاعر يوضعه لهذا الأساس ، ولذلك سميت مقاطعة بالشلة، لأن الجماعة تؤديه تأدية غنائية أثناء الرقص على دق الطبول كهذه الشلتين... ورد أن: ( يحيى بن أيوب العريشي) قد أقام هوداً ( 1) ، ودعا إليه الناس من صبيا وجازان وأحد المسارحة وصامطة وميدي ومدن أخرى كثيرة من المنطقة ، وقد أظهر هذا الداعي من الكرم والضيافة , ما ألهج الألسن عليه بالثناء وجعل تلك الحفلة ذات شهرة كبيرة بالمنطقة ومن ذلك ما روى عن الشاعر المرافق لمطاليب صبيا ( 2) .... الذي قال هذه التكثيرة ـ الشلة ـ ...

كثر الله خيركم يالبحر الخضر ........... بحر متقوي وفيه الموج يزغر( 3)
باحة القدوم( 4) في الضربة تكبر .......... قد غرقنا في العسل والبر لحمر( 5)
وعليه السمن من جازان سبر .......... وتملت به أمعقوم ( 6)
هذا امهود الدلهمي يكرم الضيوف.......... ذبح من البل ستعش وأربعمية خروف( 7)
في سالف الزمان
يحيى بن أيوب عندكم قد غرق العبوس( 8)
يا الله في النجاة

وفي اليوم الثاني أقبل مطاليب أهل ميدي وظلوا يطلقون الرصاص من علـى مـسـافة
(5) كيلوات إلى أن دخلوا أبا عريش وخرج أهل البلدة لاستقبالهم بالمثل ومعهم شاعرهم عيسى العبد الذي حياهم بهذا الدلع ـ الشلة ـ ..

مرحباً ترحيبة مني بلا حساب.......... يا قصر يبني ديرته باللول والذهاب(9)
رتَّبه أهل ميدي تثني غالي الزهاب( 10)
.......... مطالبهم قوي
ا الدوف يخدم من صلاة الصبح للشروق
.......... كالراعد القصيف ( 11)
هز راعي الفوت واليِّ في المخالفي
.......... والحز والجبل( 12)
والغمر ظل كالعجاج إلى مبيته( 13)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
____________
( 1) أي حفلة ختان.( 2) الأدب الشعبي/ العقيلي: 172/1.( 3)يزغر: يتدافع. ( 4) باحة القدوم: مكان واسع في وسط البحر الأحمر ، وتعرف في التاريخ باسم( رأس جابر) وهي عميقة الغور كثيرة الأمواج ، وتقع بالقرب من سواحل تهامة اليمن، الأدب الشعبي/ العقيلي: 173/1.( 5) البر لحمر: أي الحنطة ذات الحبة الحمراء.( 6) أمعقوم: سدود الماء. ( 7) أمهود: حفلة الختان والدلهمي: شخصية معروفة للناس وقتها أقامت حفلة يضرب بها المثل؛ ستعش: أي ستة عشر؛ ( 8) العبوس: اسم يطلق على أهل صبيا.(9) ديرته:جيرانه،الذهاب:أي الذهب.(10) الزهاب:أي العتاد.(11) القصيف:أي القاصف.(12)الحز:أي الحزن.(13)الغمر:دخان البارود.

[الحلم]

ب ـ فن الزيفة:ـ

وهذا الإيقاع كسابقه فن مزدوج التسمية ؛ أي أن لإيقاعه شعراً يسمى بنفس التسمية ـ شعر الزيفة ـ ، يتألف من مقطعين ، الأول يسمى المرسم، والآخر يسمى بالردود ؛ وقد تسمى المقطوعة منه بالشلة ، وشعر الزيفة هو أقرب إلى شعر الجناس الجميل ، وله شعراؤه المجيدون، وهم قلة ، وهو وإن عرف في مصر قديماً إلا أنني أرى أن موطنه جنوب جزيرة العرب ، وخصوصاً منطقة المخلاف السليماني، لأن من ينسب إليه هذا النوع الشعري في مصر ، هو ابن سودة ، أو السوادي ، رجل ينسبونه إلى بعض بطون قبائل السكون ، ومعلوم أن قبائل السكون خرجت من هذه المنطقة بجنوب جزيرة العرب ، والكلام في هذا يطول ، وليس هنا مكانه، وهو شعر جميل يؤدى بأصوات غنائية ، مقاطعه قصيرة ، خفيفة ، وجماله ينبثق من خلال التجنيس الذي يلزم الشاعر ألفاظه، وتورية معانيه التي يحجب الشاعر وراءها معانيه التي يرمي إليها كقول بعضهم:ـ

وشلهْ، يخصمْ عليّ أمجارْ وشلهْ!!
ونا من خصمةْ أمجارْ وشلي!!!
_________________
____________
________
رقصته:ـ

أما رقصته فهي جماعية غنائية ، وتؤدى ليلاً حيث يحلى بها السمر .
وصفها:ـ

(( تقرع الطبول، ويجتمع الناس ،أما اللاعبون والمؤدون لها فينقسمون إلى قسمين،ثم يدخل الشاعر الذي غالباً ما يرتجل شلته الخاصة بالمناسبة التي هو يقف فيها في حينها ، ثم يقف قرب الصف الأول ويلقنهم نشيداً يتألف من مقطعين أو أربعة، مؤدياً لها أمامهم أداءً ملحناً ، حتى يحفظهم هذه المقاطع، بعد ذلك ينصرف إلى الصف الثاني ، ويقوم بنفس ما فعله مع الصف الأول ، وإن كان نشيده للصف الثاني يقوم على طريقة الجناس التي قام عليها نشيد الصف الأول ، إلا أنه يخالفه في المعاني التي رمى إليها الشاعر ، ... وكما قلنا يسمي نشيد الصف الأول بالمرسم ، والثاني بالردود ، .... ثم يبدأ الرقص على دقات الطبول ، ويسير كل صف وهو يرقص إلى مكان الصف الآخر، وهم متشابكي الأيدي ، مشكلين بصفوفهم شبه دائرة ، وتلاحظ أن المؤدين يرفعون أصواتهم بما حفظوا من شلات ، في أداء غنائي جميل ... وعندما يقرع صاحب الزير والزلفة ( 1)... نغمة معينة ترى الصفين يرتفعان إلى أعلى ثم ينزلون إلى أسفل قربصاحب الزلفة والزير في حركة جميلة جداً ـ ترى أحسن من أن تسمع ـ ، وتسمى هذه الحركة في هذه الرقصات بالتعريشة ... ( 2) ... ولشعر الزيفة شعراء كثر بجازان ، لكن من أختص به هم قليلون كالقناعي ، والسلامي، وعيسى العبد، وبلغيث، وعبد الله مفتاح وغيرهم كثير وسنحاول التمثيل بنموذجين لشاعرين من هؤلاء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الزير والزلفة: آلتان يضرب عليها للرقص.
(2) (( الفنون الشعبية بين حقيقة المولد وأصالة النشأة )). للمؤلف. ص 8 ـ 9

شكرا اخي الحلم
لو سمعت هناك من الشعر مايسمى البدع ثم الرد
هات لنا منه

[الحلم]

فراس ... تابع وستجد ما يسرك..

من أشعار شعر الزيفة :

و هذا من حرير القناعي:

المرسم
ياحرير الهند لا لبسك الجادل ........ مايحاضي معك بال (1)
كم (مصانيف) نقضوا من حضاويها .......... وأنت زادك حضاوي لك (2)

الردود
صاحبي ولعت قلبي على الدنيا ........ كل ساعة معك بالي (3)
حتى نوم الليل ما عد سكن عيني ........ وأنت زادك حضاوي

ــــــ
وله أيضا..

المرسم
تشوقني امنخلة امطويلة ........ مديت إيدي سناها
ماري حبوبها جيت ........ شرقي بساقي روج عودها

الردود
البنت دخلت الملاعب ........ ما رحبوا بها
ألفين من عطر الحديدة ........ رو جعودها (4)
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) الجادل : الظبي ، مايحاضي : أي يساويك ، بال : قديم.
(2) مصانيف : جمع مصنف وهي مأزر تنسج في تهامة اليمن ، حضاويها : جمع حضوة وهي حبكة تزين المأزر الأزدية ، حضاوي لك : أي وأنت زانت حبكاتك.
(3) زادت حضاوي لك : أي زاد حضك عندك ، كل ساعة معك بالي : أي في كل ساعة خواطري معك.
(4) ماري حبوبها : ما أرى حبوبها ، وسناها : أي نحوها ، والمعنى : جئت سأرقى إلى أعلاها فارتج عودها . الأدب الشعبي/ العقيلي : 55-56 /1 .


إلى اللقاء مع فن المعشى.
تحياتي

[الحلم]

ج ـ فن المعشي:ـ

المعشي إيقاعه جميل جداً ، وإن كان لا يبعد كثيراً عن فن الزيفة ، لأن رقصته جماعية مصاحبة بشلات جماعية، وإن كانت شلاته هي إلى شلات الطارق أقرب إن لم تكن من أنواع شلات الطارق نفسه ، ورقصته ليست كالزيفة تماماً وإن تقاربت معها في أمور وبعدت في أخرى ، فهي من حيث هي رقصة جماعية ، غنائية وتؤدى في صفوف ، هي كالزيفة من هذه الجوانب وكذلك في تعريشتها ، وإن كانت تعريشتها أسرع وأخف كذلك إيقاعها أطرب من إيقاع الزيفة ، لذلك تجد حركة صفوفها أكثر انسجاماً وخفة في تحركهم، وإذا كانت الزيفة ليلية ، إلا أنها تؤدى أول الليل، أما رقصة المعشى فتؤدى في آخر الليل وخصوصاً في الأرياف وعلى ضوء القمر، ومما يزيد في حلاوتها صوت المطرق وتوليشاته التي تسري تدغدغ بحلاوتها قلوب العشاق ومحبي الليل ، بل ويحكى قديماً أنها كانت تؤدى في بعض المواقع أداءً مدروجاً مما يزيد في جمالها ، ورقصتها ترى بالعين خير من أن تشرح أو تروى ..




وإلى اللقاء مع فن الدمة

تحياتي

[الحلم]

د ـ فن الدمة:ـ

وهي رقصة جماعية غنائية ويمكن تصنيف إيقاعها من ضمن مجموعة إيقاعات الدلع ، من حيث كونها تؤدى جماعية ، وكونها متنقلة غير ثابتة في موقع معين ومن حيث أدائها الغنائي ـ شعراً ـ ومن حيث غرض عموميتها المرتبط بعادة الختان ، إلا أنه عموم جزئي ، لأن الدلع يمكن أداؤه في عادات وأغراض متعددة كما سبق ، لكن الدمة مرتبطة بعادة الختان فقط ، وهي كالدلع من حيث كونه كان يقوم مقام بطاقة الدعوة التي تدعو المدعوين، إلا أن عمومية الدعوة في الدلع جفلي ، أما الدعوة في الدمة فخاصة بدعوة فئة خاصة ، وهي الخروج بالدرم(1) ، بدعوة الأقرباء والأصدقاء المقربين منه ، والذين تتفرق دورهم في نواحي المدينة أو خارجها كالقرى والمدن الأخرى،.....

وصفها:ـ

(( تقرع الطبول ، ثم يصطف اللاعبون من الحاضرين إلى مجموعة صفوف ـ من 2ـ 3 ـ، ثم تسير الصفوف على قرعات الطبول رافعين أصواتهم بما حفظوه من شعر قد عد للمناسبة والمتابع لحركات المؤدين لرقصة الدمة يلاحظ أن مؤديها يتحركون خبباً برقص سريع جداً ، وبأداء لا يجيده إلا المختصون به ..
ــــــــــــــــــــ
(1) الدرم : سبق التعريف به.... أما معنى الجفلي: فتعني أنها عامة .....


وإلى اللقاء مع فن الدانة...

تحياتي

[رديمة]

الحلم
مشكووووووووور خوي على هذا الموضوع المميز
يعطيك العاااااااااااااافيه
على مجهودك الاكثر من رائع



اختك في الله
رديمة

[الحلم]

الأخت رديمة

شكرا لمرورك وإطرائك

الموضوع حذف منه الشيء الكثير ولكن أعدكم بإعادة كتابته


تحياتي