http://www.youtube.com/watch?v=6oviQlcjPRc
عرض للطباعة
أستاذنا أبو اسماعيل..
والفاضلة خزامى ..
أهلا بكم وبمشاركاتكم المباركة ..
وأسال الله أن لا يحرمنا الأجر وأن يبلغنا ليلة القدر ويجعلنا ممن قامها حق قيامها فغفر له .. وأصاب الخيرالذي فيها والبركة التي بها ..
ووجه تسميتها ليلة القدر فيه وجهان:
أحدهما: أن معنى القدر الشرف والرفعة كما تقول العرب فلان ذو قدر أي رفعة وشرف.
الوجه الثاني أنها سميت ليلة القدر لأن الله تعالى يقدر فيها وقائع السنة ويدل لهذا التفسير الأخير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا} [الدخان:4-5].
تنبيه(1):
لم يأت تحديد لتلك الليلة من أي رمضان تكون وقد أكثر العلماء في ذلك القول وإيراد النصوص.
فالأقوال منها على أعم ما يكون من أنها من عموم السنة وهذا لم يأت بجديد وهو عن ابن مسعود وإنما أراد الاجتهاد.
ومنها أنها في عموم رمضان وهذا حسب عموم نص القرآن.
ومنها أنها في العشر الأواخر منه وهذا أخص من الذي قبله.
ومنها أنها في الوتر من العشر الأواخر وهذا أخص من الذي قبله.
ومنها أنها في آحاد الوتر من العشر الأواخر.
فقيل في إحدى وعشرين.
وقيل ثلاث وعشرين.
وقيل خمس وعشرين.
وقيل سبع وعشرين.
وقيل تسع وعشرين.
وقيل آخر ليلة من رمضان على التعيين وفي كل من ذلك نصوص.
ولكن أشهرها وأكثرها وأصحها ما جاء أنها في سبع وعشرين وإحدىوعشرين ولا حاجة إلى سرد النصوص الواردة في كل ذلك فلم يبق كتاب من كتب التفسير إلا ذكرها ولا سيما ابن كثير والقرطبي.
تنبيه(2):
إذا كانت كل النصوص التي وردت في الوتر من العشر الأواخر صحيحة فإنه لا يبعد أن تكون ليلة القدر دائرة بينها وليست بلازمة في ليلة منها ولا تخرج عنها فقد تكون في سنة هي ليلة إحدى وعشرين بينما في سنة أخرى ليلة خمس أو سبع وعشرين وفي أخرى ليلة ثلاث أو تسع وعشرين وهكذا والله تعالى أعلم.
وقد حكى هذا الوجه ابن كثير عن مالك والشافعي وأحمد وغيرهم وقال وهو الأشبه والله تعالى أعلم.
وقد قيل إنه صلى الله عليه وسلم قد أنسيها لتجتهد الأمة في الشهر كله أو في العشر كلها ومما يؤكد أنها في العشر الأواخر اعتكافه صلى الله عليه وسلم التماسا لليلة القدر.
الشنقيطي (أضواء البيان )
من عجائب ما قيل عن ليلية القدر
معادلة حسابية مضمونها:
عدد كلمات سورة القدر 30 كلمة
وكلمة ( هي )..رقمها 27 أي الكلمة السابعة والعشرون
من قوله تعالى (سلام هي )
فسبحان الله
سلام هي حتى مطلع الفجر :
ورد في الحديث أن الله هو السلام والسلام هو اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى وكون ليلة القدر هي ليلة سلام وهي أول ليلة نزل فيها القرآن
فالله يريد للعالم السلام والأمان ويريد سلام المجتمع من الرذيلة وسلامة القلوب والنفوس من الأحقاد
ويريد سلامة العلاقات من الانحراف وغيرها من أنواع السلام في الأمة بل في العالم ( مع التأكيد على أن السلام لا يمكن أن يتحقق في كل ذلك إذا لم يكن برعاية الإسلام )
ليلة القدر ولادة للإسلام على وجه الأرض فهي يجب أن تكون نقطة بداية في حياة المسلم لا نقطة عابرة ويجب أن تكون نقطة تحول في حياته لا أن تكون مجرد ذكر لها طقوس معينة
فضائل ليلة القدر
أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة القدر }
1- أنها ليلة مباركة ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة مباركة }
2- يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام ، قال تعالى { فيها يفرق كل أمر حكيم }
3- فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي ، قال تعالى { ليلة القدر خير من ألف شهر}
4- تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة ، قال تعالى { تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر }
5- ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر ، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها ، قال تعالى { سلام هي حتى مطلع الفجر }
6- فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عز وجل ، قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) - متفق عليه
سبب تسميتها بليلة القدر
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى ..
أولا : سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم ، أي ذو شرف ..
ثانيا : أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة ، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام ، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه ..
ثالثا : وقيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه .
علامات ليلة القدر ...
ذكر الشيخ بن عثيمين رحمه الله أن لليلة القدر علامات مقارنة وعلامات لاحقة ...
العلامات المقارنة ..
1- قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة ، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيداً عن الأنوار ....
2- الطمأنينة ، أي طمأنينة القلب ، وانشراح الصدر من المؤمن ، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي ...
3- أن الرياح تكون فيها ساكنة أي لا تأتي فيها عواصف أو قواصف ، بل يكون الجو مناسبا..
4- أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام ، كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم .
5- أن الانسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي ...
العلامات اللاحقة ...
1- أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع ، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام ، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال : أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنها تطلع يومئذ ٍ لا شعاع لها ) -رواه مسلم
جاء في بعض أمارات
نهارها صبيحتها حيث جاء التنويه عن شيء منه في الحديث: "ورأيتني أسجد صبيحتها في ماء وطين".
فذكروا من علامات يومها أن تطلع الشمس بيضاء وقالوا لأن أنوار الملائكة عند صعودها تتلاقى مع أشعة الشمس فتحدث فيها بياض الضوء وهذا مروي عن أبي في صحيح مسلم.
ومنها اعتدال هوائها وجوها ونحو ذلك
إستحباب طلب ليلة القدر..
و يستحب طلبها فى الوتر من العشر الأواخر فى رمضان فقد كان النبى صلى الله عليه و سلم يجتهد فى طلبها فى العشر الأواخر من رمضان , حيث كان صلى الله عليه وسلم انه إذا دخل العشر الاواخر أحيا الليل و أيقظ أهلة و شد المئزر ..
قوله تعالى: {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}.
الأمر يكون واحد الأمور وواحد الأوامر والذي يظهر أنه شامل لهما معا لأن الأمر من الأمور لا يكون إلا بأمر من الأوامر {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يّس:82].
ويشهد له ما جاء في شأنها في سورة الدخان {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا} [الدخان:4-5].
والذي يفرق من الأمر هو أحد الأمور حيث يفصل بين الخير والشر والضر والنفع إلى آخره ثم قال: {أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا} كما أشار إليه السياق {لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ} [الدخان:8] فكل أمر من الأمور يقتضي أمرا من الأوامر وهذا يمكن أن يكون من الألفاظ المشتركة المستعملة في معنييها والله تعالى أعلم.
قيامها و الدعاء فيها...
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه و سلم قال (( من قام ليلة القدر إيماناً و إحتساباً , غفر له ما تقدم من ذنبة )) ::: رواة البخارى و مسلم ::: ,,,
وعن عائشة رضى الله عنها قالت , قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أى ليلة ليلة القدر , ما أقول فيها ؟ قال (( قولى : اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فأعفو عنى )) ::: رواة أحمد و ابن ماجة و الترمزى و صححة
أجــرها
ليلة القدرهي اليلة التي أنزل فيها القرِآن , وذكر من فضلها إنزال القرآن فيها وأنهاخير من ألف شهر , أي العبادة فيها خير من العبادة في أي شهر , وذلك دليل فضلها.
ومن فضلها أن الملائكة والروح تنزل فيها لحصول البركة. ومشاهدة تنافس العباد في الأعمال الصالحة , ولحصول المغفرة وتنزل الرحمة و تجاوز الله عن الذنوب العظيمة ومن فضلها أنها ( سلام ) أي سالمة من الأفات و الأمراض ومن فضلها حصول المغفرة لمن قامها لقوله , صلى الله عليه وسلم : "من قام ليلة القدر إيمانا وإحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"
سبب التسمية
سميت ليلة القدر لعظم قدرها أو لأنها تقدر فيها أعمال العباد التي تكون في ذلك العام .لقوله تعالى : " فيها يفرق كل أمر حكيم