تنبيه(1):
لم يأت تحديد لتلك الليلة من أي رمضان تكون وقد أكثر العلماء في ذلك القول وإيراد النصوص.
فالأقوال منها على أعم ما يكون من أنها من عموم السنة وهذا لم يأت بجديد وهو عن ابن مسعود وإنما أراد الاجتهاد.
ومنها أنها في عموم رمضان وهذا حسب عموم نص القرآن.
ومنها أنها في العشر الأواخر منه وهذا أخص من الذي قبله.
ومنها أنها في الوتر من العشر الأواخر وهذا أخص من الذي قبله.
ومنها أنها في آحاد الوتر من العشر الأواخر.
فقيل في إحدى وعشرين.
وقيل ثلاث وعشرين.
وقيل خمس وعشرين.
وقيل سبع وعشرين.
وقيل تسع وعشرين.
وقيل آخر ليلة من رمضان على التعيين وفي كل من ذلك نصوص.
ولكن أشهرها وأكثرها وأصحها ما جاء أنها في سبع وعشرين وإحدىوعشرين ولا حاجة إلى سرد النصوص الواردة في كل ذلك فلم يبق كتاب من كتب التفسير إلا ذكرها ولا سيما ابن كثير والقرطبي.
تنبيه(2):
إذا كانت كل النصوص التي وردت في الوتر من العشر الأواخر صحيحة فإنه لا يبعد أن تكون ليلة القدر دائرة بينها وليست بلازمة في ليلة منها ولا تخرج عنها فقد تكون في سنة هي ليلة إحدى وعشرين بينما في سنة أخرى ليلة خمس أو سبع وعشرين وفي أخرى ليلة ثلاث أو تسع وعشرين وهكذا والله تعالى أعلم.
وقد حكى هذا الوجه ابن كثير عن مالك والشافعي وأحمد وغيرهم وقال وهو الأشبه والله تعالى أعلم.
وقد قيل إنه صلى الله عليه وسلم قد أنسيها لتجتهد الأمة في الشهر كله أو في العشر كلها ومما يؤكد أنها في العشر الأواخر اعتكافه صلى الله عليه وسلم التماسا لليلة القدر.
الشنقيطي (أضواء البيان )