... هل كانت بشاير خلف النافذة كالعادة !؟
امتدّت بي الدهشة , فأخذتُ نفساً من سيجارهِ الدّنهيل , تركتُ له حرّية التحدّث , ومازال عبادي يواصل رائعته " تبيه " !
_ كانت تحملُ الصباح في حقيبة مدرستها , وتزرعُ الورد في ممرها بهذه الحارة ,
وكنتُ أعرف كلّ يوم إن كانت سبقتني من الطريق , وأنتظر رائحة عطرها تمرّ قبلها وبعدها , كموكبّ للوالي , في قصّة خرافيّة !
كنتُ أعرف أنّها بشاير , هي أدخلت العطر إلى عالمي , وإلى أزقّة حارة بيروت ,
ذات صباح يامحمّد , خرجتُ مبكراً , أخفي وجهي خلف " شماغي " وأنتظرُ عطرها يزفّ نبأ مرورها , ويحملها إليّ ,
كانت فاتنة , وهي تنزعٌ خمارها عمداً , لتشرق على سنواتي الخمس اللاحقة ,
أعرتُهُ كلّ اهتمامي وحواسّي , وأشعلتُ له سيجارة أخرى !
_ في اليوم التالي قررتُ أن أبدأ , كانت تحويشتي تبلغُ 37 ريال , أخذتُ بها ورود , و" دبّ وردي "
وخبّئتها في سجادة أحمل بها كتبي للمدرسة ,
و ... لكنّها لم تأتي !!! .