وقفت بباب السجن حيرى لا تعـي
ودموعهـا مـثـل السـحـاب الهـمـع ِ
قـالــت وللـجـنـدي نـحــو جمـالـهـا
نـظـر تغلـغـل مــن خـــلال الـبـرقـعِ
لي صاحب في السجـن لـو ناديتـه
فلقـد سئمـت توسلـي وتخضـعـي
وهـنـاك أطفـالـي الـذيـن تركـتـهـم
الله لــــي مــمــا يــلــوع أضـلـعــي
فـغــدا يـحـاورهـا الـحـديـث كـأنـمـا
جــــاءت تـغــازلــه ولـــــم يــتـــورعِ
ماذا جريمتـه ؟ وكـم أمضـى هنـا ؟
ليطيـل أسـبـاب الحـديـث الممـتـعِ
قـالـت ولـيـت مقالـهـا لــم يـأتـنـي
أو ليتنـي يـا صاحبـي لـم أ سـمـعِ
قد كان يسعى لاكتسـاب معاشـه
مــا ثــم بــاب للـغـنـى لـــم يـقــرعِ
عشـنـا كأسـعـد مـاتـكـون حيـاتـنـا
مَـرْضِـيَّـةً مـــا أن نــهــم بـمـطـمـع ِ
جــاؤوا إلـيــه فـقــال قائـلـهـم لـــه
حتـى متـى عيـش الفقيـر المدقـعِ
الناس قـد شـادوا القصـور وأعمـروا
وتعيش أسباب الشقـى لـم تنجـعِ
الـقــات ســـر غـنـائـم يـاصـاحـبـي
افـزع تـعـش أو مــت إذا لــم تـفـزعِ
تـاجــر بـــه تـلــق الـحـيـاة رغـيــدة
المـال عنـدي والركـوب هنـا مـعـي
فغـدا ولـم يرجـع وقـد أمضـى هـنـا
سبعا عجافا لـم يوافـي مضجعـي
وتصارعت حولـي الهمـوم وعضنـي
هــذا الـزمـان بـكــل نـــاب مـوجــعِ
بعـت الحـلـي وبـعـت جــل متاعـنـا
أأبيـع يــا أهــل الشهـامـة برقـعـي
مـا ذنـب أطفـالـي ومــا ذنـبـي أنــا
نحـيـا الضـيـاع كـأنـنـا فـــي بـلـقـعِ
المـوسـعـون يـتـاجــرون لـمـطـمـع
والمعـدمـون بطونـهـم لــم تـشـبـعِ
يجنـون مـن عــرق الجـيـاع ضـلالـة
والناس في صـف الغنـي الموسـعِ
يلقى الضعيف جزاءه الأوفـى ومـن
دفــع الضـعـيـف كـأنــه لـــم يـدفــعِ
وأتــى السجـيـن ثقـيـلـة خـطـواتـه
وكـأنــه فـــي لــجــة مــــن أدمــــعِ
وافــى فأبصـرهـا تـلاهــي طفـلـهـا
فـــرأى الـــذي مـاكــان بالـمـتـوقـعِ
عاشـت سنـيـن حياتـهـا مـاغـادرت
دارا إلــــى جـاراتـهــا لــــم تـطـلــعِ
والـيـوم آلـمـهـا الـفــراق فأقـبـلـت
نحوي( حنان أبيك يا هند ارجعي )
إن عـشـت ســوف تضمـنـا أيـامـنـا
أو مــت يابـنـت الأكـــارم فاقـنـعـي
تالله للسـجـن الرهـيـب ألــذ لـــي
حـتـى وإن وافـيـت فـيـه مصـرعـي
مــن أن أراك ذليـلـة فـــي مـوقــف
تـرجـيـن مــنــي زورة لــــم تـنـفــعِ
حسن القاضي