http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:A...jyGweISLVLpQP3
عرض للطباعة
ولادة
_كانت أشجار التين
و أبوك..
و كوخ الطين
و عيون الفلاحين
تبكي في تشرين!
_المولود صبي
ثالثهم..
و الثدي شحيح
و الريح
ذرت أوراق التين !
حزنت قارئة الرمل
وروت لي،
همسا،
هذا الغضن حزين !
_يا أمي
جاوزت العشرين
فدعي الهمّ، و نامي!
إن قصفت عاصفة
في تشرين..
ثالثهم..
فجذور التين
راسخة في الصخر.. و في الطين
تعطيك غصونا أخرى..
و غصون!
أجمل ما كتب محمود درويش
( الجداريـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــة )
بعضاً من فصولها
--------------
سأحلُمُ، لا لأُصْلِحَ مركباتِ الريحِ
أَو عَطَباً أَصابَ الروحَ
فالأسطورةُ اتَّخَذَتْ مكانَتَها/ المكيدةَ
في سياق الواقعيّ. وليس في وُسْعِ القصيدة
أَن تُغَيِّرَ ماضياً يمضي ولا يمضي
ولا أَنْ تُوقِفَ الزلزالَ
لكني سأحلُمُ،
رُبَّما اتسَعَتْ بلادٌ لي، كما أَنا
واحداً من أَهل هذا البحر،
كفَّ عن السؤال الصعب: ((مَنْ أَنا؟
ها هنا؟ أَأَنا ابنُ أُمي؟))
لا تساوِرُني الشكوكُ ولا يحاصرني
الرعاةُ أو الملوكُ. وحاضري كغدي معي
ومعي مُفَكِّرتي الصغيرةُ: كُلَّما حَكَّ
السحابةَ طائرٌ دَوَّنتُ: فَكَّ الحُلْمُ
أَجنحتي. أنا أَيضاً أطيرُ. فَكُلُّ
حيّ طائرٌ. وأَنا أَنا، لا شيءَ
آخَرَ/
واحدٌ من أَهل هذا السهل....
في عيد الشعير أَزورُ أطلالي
البهيَّة مثل وَشْم في الهُوِيَّةِ
لا تبدِّدُها الرياحُ ولا تُؤبِّدُها..../
وفي عيد الكروم أَعُبُّ كأساً
من نبيذ الباعة المتجوِّلينَ… خفيفةٌ
روحي، وجسمي مُثْقَلٌ بالذكريات وبالمكان/
وفي الربيع، أكونُ خاطرةً لسائحةٍ
ستكتُبُ في بطاقات البريد: ((على
يسار المسرح المهجور سَوْسَنَةٌ وشَخْصٌ
غامضٌ. وعلى اليمين مدينةٌ عصريَّةٌ))/))
وأَنا أَنا، لا شيء آخَرَ....
لَسْتُ من أَتباع روما الساهرينَ
على دروب الملحِ. لكنِّي أسَدِّدُ نِسْبَةً
مئويَّةً من ملح خبزي مُرْغَماً، وأَقول
للتاريخ: زَيِّنْ شاحناتِكَ بالعبيد وبالملوك الصاغرينَ، ومُرَّ....لا أَحَدٌ يقول
الآن: لا
وأَنا أَنا، لا شيء آخر
واحدٌ من أَهل هذا الليل. أَحلُمُ
بالصعود على حصاني فَوْقَ، فَوْقَ...
لأَتبع اليُنْبُوعَ خلف التلِّ
فاصمُدْ يا حصاني. لم نَعُدْ في الريح مُخْتَلِفَيْنِ
………..
أَنتَ فُتُوَّتي وأَنا خيالُكَ. فانتصِبْ
أَلِفاً، وصُكَّ البرقَ. حُكَّ بحافر
الشهوات أَوعيةَ الصَدَى. واصعَدْ،
تَجَدَّدْ، وانتصبْ أَلفاً، توتَّرْ يا
حصاني وانتصبْ ألفاً، ولا تسقُطْ
عن السفح الأَخير كرايةٍ مهجورةٍ في
الأَبجديَّة. لم نَعُدْ في الريح مُخْتَلِفَيْنِ،
أَنت تَعِلَّتي وأَنا مجازُكَ خارج الركب
المُرَوَّضِ كالمصائرِ. فاندفِعْ واحفُرْ زماني
في مكاني يا حصاني. فالمكانُ هُوَ
الطريق، ولا طريقَ على الطريق سواكَ
تنتعلُ الرياحَ. أضئْ نُجوماً في السراب!
أَضئْ غيوماً في الغياب، وكُنْ أَخي
ودليلَ برقي يا حصاني. لا تَمُتْ
قبلي ولا بعدي عَلى السفح الأخير
ولا معي. حَدِّقْ إلى سيَّارة الإسعافِ
والموتى… لعلِّي لم أَزل حيّا/
سأَحلُمُ، لا لأُصْلِحَ أَيَّ معنىً خارجي.
بل كي أُرمِّمَ داخلي المهجورَ من أَثر
الجفاف العاطفيِّ. حفظتُ قلبي كُلَّهُ
عن ظهر قلبٍ: لم يَعُدْ مُتَطفِّلاً
ومُدَلّلاً. تَكْفيِه حَبَّةُ "أسبرين" لكي
يلينَ ويستكينَ. كأنَّهُ جاري الغريبُ
ولستُ طَوْعَ هوائِهِ ونسائِهِ . فالقلب
يَصْدَأُ كالحديدِ ’ فلا يئنُّ ولا يَحِنُّ
ولا يُجَنُّ بأوَّل المطر الإباحيِّ الحنينِ’
ولا يرنُّ كعشب آبَ من الجفافِ.
كأنَّ قلبي زاهدٌ ، أوَ زائدٌ
عني كحرف "الكاف" في التشبيِه.
حين يجفُّ ماءُ القلب تزدادُ الجمالياتُ
تجريداً ، وتدَّثرُ العواصف بالمعاطفِ،
والبكارةُ بالمهارةِ/
----------------------------
----------------------
-----------------
------------
كانت ساعَةُ الميناءِ تعمَلُ وحدها
لم يكترثْ أَحَدٌ بليل الوقت، صَيَّادو
ثمار البحر يرمون الشباك ويجدلون
الموجَ. والعُشَّاقُ في الـ" ديسكو"
وكان الحالمون يُرَبِّتُون القُبَّراتِ النائماتِ
ويحلمون....
وقلتُ: إن متُّ انتبهتُ.....
لديَّ ما يكفي من الماضي
... وينقُصُني غَدٌ
سأسيرُ في الدرب القديم على
خُطَايَ، على هواءِ البحر. لا
امرأةٌ تراني تحت شرفتها. ولم
أملكْ من الذكرى سوى ما ينفَعُ
السَّفَرَ الطويلَ. وكان في الأيام
ما يكفي من الغد. كُنْتُ أصْغَرَ
من فراشاتي ومن غَمَّازتينِ:
خُذي النُّعَاسَ وخبِّئيني في
الرواية والمساء العاطفيّ/
وَخبِّئيني تحت إحدى النخلتين/
وعلِّميني الشِعْرَ/ قد أَتعلَّمُ
التجوال في أنحاء "هومير"/ قد
أُضيفُ إلى الحكاية وَصْفَ
عكا/ أقدمِ المدنِ الجميلةِ،
أَجملِ المدن القديمةِ /علبَةٌ
حَجَريَّةٌ يتحرَّكُ الأحياءُ والأمواتُ
في صلصالها كخليَّة النحل السجين
ويُضْرِبُونَ عن الزهور ويسألون
البحر عن باب الطوارئ كُلَّما
/ اشتدَّ الحصارُ /وعلِّميني الشِعْرَ
قد تحتاجُ بنتٌ ما إلى أُغنية
لبعيدها: ((خُذْني ولو قَسْراً
إليكَ، وضَعْ منامي في
يَدَيْكَ)). ويذهبان إلى الصدى
مُتَعانِقَيْنِ /كأنَّني زوَّجتُ ظبياً
شارداً لغزالةٍ/ وفتحتُ أبوابَ
الكنيسةِ للحمام… /وعَلِّميني
الشِعْرَ/ مَنْ غزلتْ قميصَ
الصوف وانتظرتْ أمام الباب
أَوْلَى بالحديث عن المدى، وبخَيْبَةِ
الأَمَلِ: المُحاربُ لم يَعُدْ، أو
لن يعود، فلستَ أَنتَ مَن
انتظرتُ..../
ومثلما سار المسيحُ على البحيرة....
سرتُ في رؤيايَ. لكنِّي نزلتُ عن
الصليب لأنني أَخشى العُلُوَّ ولا
أُبشِّرُ بالقيامة. لم أُغيِّر غيرَ إيقاعي
لأَسمع صوتَ قلبي واضحاً....
للملحميِّين النُسُورُ ولي أَنا طَوْقُ
الحمامة، نَجْمَةٌ مهجورةٌ فوق السطوح،
وشارعٌ يُفضي إلى الميناء....
هذا البحرُ لي
هذا الهواءُ الرَّطْبُ لي
هذا الرصيفُ وما عَلَيْهِ
من خُطَايَ وسائلي المنويِّ… لي
ومحطَّةُ الباصِ القديمةُ لي. ولي
شَبَحي وصاحبُهُ. وآنيةُ النحاس
وآيةُ الكرسيّ، والمفتاحُ لي
والبابُ والحُرَّاسُ والأجراسُ لي
لِيَ حَذْوَةُ الفَرَسِ التي
طارت عن الأسوار… لي
ما كان لي. وقصاصَةُ الوَرَقِ التي
انتُزِعَتْ من الإنجيل لي
والملْحُ من أَثر الدموع على
جدار البيت لي....
واسمي، إن أخطأتُ لَفْظَ اسمي
بخمسة أَحْرُفٍ أُفُقيّةِ التكوين لي:
ميمُ /المُتَيَّمُ والمُيتَّمُ والمتمِّمُ ما مضى
حاءُ/ الحديقةُ والحبيبةُ، حيرتانِ وحسرتان
ميمُ/ المُغَامِرُ والمُعَدُّ المُسْتَعدُّ لموته
الموعود منفيّاً، مريضَ المُشْتَهَى
واو/ الوداعُ، الوردةُ الوسطى،
ولاءٌ للولادة أَينما وُجدَتْ، وَوَعْدُ الوالدين
دال/ الدليلُ، الدربُ، دمعةُ
دارةٍ دَرَسَتْ، ودوريّ يُدَلِّلُني ويُدْميني
وهذا الاسمُ لي....
ولأصدقائي، أينما كانوا، ولي
جَسَدي المُؤَقَّتُ، حاضراً أم غائباً....
مِتْرانِ من هذا التراب سيكفيان الآن....
لي مِتْرٌ و75 سنتمتراً.....
والباقي لِزَهْرٍ فَوْضَويّ اللونِ،
يشربني على مَهَلٍ، ولي
ما كان لي: أَمسي، وما سيكون لي
غَدِيَ البعيدُ، وعودة الروح الشريد
كأنَّ شيئاً لم يَكُنْ
وكأنَّ شيئاً لم يكن
جرحٌ طفيف في ذراع الحاضر العَبَثيِّ....
والتاريخُ يسخر من ضحاياهُ
ومن أَبطالِهِ....
يُلْقي عليهمْ نظرةً ويمرُّ...
هذا البحرُ لي
هذا الهواءُ الرَّطْبُ لي
واسمي -
وإن أخطأتُ لفظ اسمي على التابوت-
لي.
أَما أَنا -وقد امتلأتُ
بكُلِّ أَسباب الرحيل-
فلستُ لي.
أَنا لَستُ لي
أَنا لَستُ لي....
يطير الحمام
-----------------
(1)
يطيرُ الحمامُ
يَحُطّ الحمامُ
أعدِّي ليَ الأرضَ كي أستريحَ
فإني أُحبُّكِ حتى التَعَبْ...
صباحك فاكهةٌ للأغاني
وهذا المساءُ ذَهَبْ
ونحن لنا حين يدخل ظِلُّ إلى ظِلُّه في الرخام
وأُشْبِهُ نَفْسِيَ حين أُعلِّقُ نفسي
على عُنُقٍ لا تُعَانِقُ غَيرَ الغَمامِ
وأنتِ الهواءُ الذي يتعرَّى أمامي كدمع العِنَبْ
وأنت بدايةُ عائلة الموج حين تَشَبَّثَ بالبِّر
حين اغتربْ
وإني أُحبُّكِ , أنتِ بدايةُ روحي , وأنت الختامُ
يطير الحمامُ
يَحُطُّ الحمامُ
أنا وحبيبيَ صوتان في شَفَةٍ واحدهْ
أنا لحبيبي أنا ,وحبيبي لنجمته الشاردهْ
وندخل في الحُلْمِ , لكنَّهُ يَتَبَاطَأُ كي لا نراهُ
وحين ينامُ حبيبي أصحو لكي أحرس الحُلْمَ
مما يراهُ ..
وأطردُ عنه الليالي التي عبرتْ قبل أن نلتقي
وأختارُ أيَّامنا بيديّ
كما اختار لي وردةَ المائدهْ
فَنَمْ يا حبيبي
(2)
ليصعد صوتُ البحار إلى ركبتيّ
وَنَمْ يا حبيبي
لأهبط فيك وأُنقذَ حُلْمَكَ من شوكةٍ حامدهْ
وَنَمْ يا حبيبي ..
عليكَ ضَفائر شعري , عليك السلامُ.
يطيرُ الحمامُ
يَحُطُّ الحمامُ
رأيت على البحر إبريلَ
قلتُ: نسيتِ انتباه يديكِ
نسيتِ التراتيلَ فوق جروحي
فَكَمْ مَرَّةً تستطيعين أَن تُولَدي في منامي
وَكَمْ مَرَّةً تستطيعين أن تقتليني لأصْرُخَ :
أني أحبُّكِ ..
كي تستريحي ؟
أناديكِ قبل الكلامِ
أطير بخصركِ قبل وصولي إليكِ
فكم مَرَّةً تستطيعين أن تَضَعِي في مناقير هذا الحمامِ ..عناوينَ روحي
يطيرُ الحمامُ
يَحُطُّ الحمامُ
إلى أين تأخذني يا حبيبيَ من والديّ
ومن شجري , ومن سريري الصغير ومن ضجري,,,
(3)
من مرايايَ من قمري ,, من خزانة عمري ومن سهري ..
من ثيابي ومن خَفَري ؟
إلى أين تأخذني يا حبيبي إلى أين
تُشعل في أُذنيَّ البراري , تُحَمَلَّني موجتين
وتكسر ضلعين , تشربني ثم توقدني , ثم
تتركني في طريق الهواء إليكِ
حرامٌ ... حرامٌ
يطيرُ الحمامُ
يَحُطُّ الحمامُ
لأني أحبك خاصرتي نازفهْ
وأركضُّ من وَجَعي في ليالٍ يُوَسِّعها الخوفُ مما أخافُ..
تعالي كثيراً , وغيبي قليلاً
تعالي قليلاً , وغيبي كثيراً
تعالي تعالي ولا تقفي ,آه من خطوةٍ واقفهْ
أحبُّكِ إذْ أشتهيكِ . أُحبُّك إذْ أشتهيك
وأحضُنُ هذا الشُعاعَ المطَّوق بالنحل
والوردة الخاطفهْ ..
أحبك يا لعنة العاطفهْ
أخاف على القلب منك , أخاف على شهوتي أن تَصِلْ...
أُحبُّكِ إذْ أشتهيكِ
أحبك يا جسداً يخلق الذكريات ويقتلها قبل أن تكتملْ ..
أُحبُّكِ إذْ أشتهيكِ
(4)
أُطوِّع روحي على هيئة القدمين –على هيئة الجنَّتين...
أحكُّ جروحي بأطراف صمتك ..والعاصفهْ
أموتُ ليجلس فوق يديكِ الكلامُ
يطيرُ الحمامُ
يَحُطُّ الحمامُ
لأني أُحبُّك " يجرحني الماءُ"
والطرقاتُ إلى البحر تجرحني
والفراشةُ تجرحني
وأذانُ النهار على ضوء زنديك يجرحني
يا حبيبي , أُناديكَ طيلة نومي ,,,
أخاف انتباه الكلام
أخاف انتباه الكلام إلى نحلة بين فخذيَّ تبكي
لأني أحبُّك يجرحني الظلُّ تحت المصابيح, يجرحني..
طائرٌ في السماء البعيدة , عِطْرُ البنفسج يجرحني..
أوَل البحر يجرحني
آخِرُ البحر يجرحني
ليتني لا أُحبُّك
يا ليتني لا أُحبُّ
ليشفى الرخامُ
أراكِ فأنجوا من الموت .جسمُكِ مرفأْ
بعشرِ زنابقَ بيضاء , عشر أناملَ تمضي السماءُ
إلى أزرقٍ ضاع منها
(5)
وأُمْسِكُ هذا البهاء الرخاميّ , وأُمْسِكُ رائحةً للحليب المُخبَّأْ..
في خوختين على مرمر, ثُم أعبد مَنْ يمنح البرَّ - والبحر ملجأْ ..
على ضفَّة الملح والعسل الأوَّلين , سأشرب خَرُّوبَ لَيْلِكِ... ثم أنامُ
على حنطةٍ تكسر الحقل , تكسر حتى الشهيق - فيصدأْ..
أراك فأنجو من الموت . جسمك مرفأْ
فكيف تُشَرِّدني الأرضُ في الأرض
كيف ينامُ المنامُ
يطيرُ الحمامُ
يَحُطُّ الحمامُ
حبيبي أخَافُ سكوتَ يديكْ
فَحُكَّ دمي كي تنام الفرسْ
حبيبي , تطيرُ إناثُ الطيور إليكْ
فخذني أنا زوجةً أو نَفَسْ
حبيبي , سأبقى ليكبر فُستُقُ صدري لديكْ
ويجتثِّني مِنْ خُطََاك الحَرَسْ
حبيبي , سأبكي عليكَ عليكَ عليكْ
لأنك سطحُ سمائي
وجسميَ أرضُكَ في الأرضِ
جسمي مقَامُ
يطيرُ الحمامُ
يَحُطُّ الحمامُ
( 6 )
رأيتُ على جسر أندلُسَ الحب والحاسَّة ----- السادسهْ ..
على وردة يابسهْ
أعاد لها قلبَها
وقال : يكلفني الحُبُّ ما لا أُحبُّ
يكلفني حُبَّها
ونام القمرْ
على ختام ينكسرْ
وطار الحمامُ
رأيتُ على الجسر أندلُسَ الحب والحاسَّة ----- السادسهْ ..
على دمعةٍ يائسهْ
أعادتْ له قلبَهُ
وقالت : يكلفني الحُبُّ ما لا أُحبُّ
يكلفني حُبَّهُ
ونام القمرْ
على ختام ينكسرْ
وطار الحمامُ
وحطَّ على الجسر والعاشِقْينِ الظلامُ
يطيرُ الحمامُ ,,,,,,
شهيد الأغنية
نصبوا الصليب على الجدار
فكّوا السلاسل عن يدي.
و السوط مروحة.و دقات النعال
لحن يصفر: سيدي!
و يقول للموتى: حذار !
_يا أنت !
قال نباح وحش:
أعطيك دربك لو سجدت
أمام عرشي سجدتين !
و لثمت كفي، في حياء، مرتين
أو ..
تعتلي خشب الصليب
شهيدأغنية.. و شمس!
ما كنت أول حامل إكليل شوك
لأقول للسمراء: إبكي!
يا من أحبك، مثل إيماني ،
ولاسمك في فمي المغموس
بالعطش المعفر بالغبار
طعم النبيذ إذا تعتق في الجرار!
ما كنت أول حامل إكليل شوك
لأقول: إبكي!
فعسى صليبي صهوة،
و الشوك فوق جبيني المنقوش
بالدم و الندى
إكليل غار!
و عساي آخر من يقول:
أنا تشهيت الردى !
ترجمت أعمال الشاعر الكبير إلى أكثر من 22 لغة وقد ترك العديد من المؤلفات الشعرية والنثرية التي أثرت المكتبة العربية , نذكر منها :
عصافير بلا أجنحة (1960)
أوراق الزيتون (1964)
عاشق من فلسطين (1966)
آخر الليل (1967)
العصافير تموت في الجليل (1969)
حبيبتي تنهض من نومها (1970)
شيء عن الوطن (1971)
أحبك أو لا أحبك (1972)
محاولة رقم 7 (1973)
يوميات الحزن العادي (خواطر ومقالات) (1973)
وداعاً أيتها الحرب وداعاً أيها السلام (مقالات) (1974)
تلك صورتها وهذا انتحار العاشق (1975)
يوميات جرح فلسطين (1977)
أعراس (1977) , ذاكرة للنسيان (1982)
مديح الظل العالي (1983)
حصار لمدائح الملح ( 1984)
هي أغنية هي أغنية (1986)
ورد أقل (1986)
في وصف حالتنا (نثر) (1987)
أرى ما أريد (1990)
أحد عشر كوكباً (1992)
لماذا تركت الحصان وحيداً (1995)
سرير الغريبة (1999)
جدارية (2001)
حالة حصار (2002)
لا تعتذر عما فعلت (2003)
كزهر اللوز أو أبعد (2005)
في حضرة الغياب (2006)
حيرة العائد (مقالات) (2007)
أثر الفراشة (2008) .
http://www.3man-40.com/up1/do.php?img=893
سجل أنا عربي
---------------------
بدأت القصة عندما ذهب محمود درويش الشاب إلى وزارة الداخلية لإصدار أو تجديد بطاقة هويته وكان هناك استمارة يجب على الموظف ملؤها تتعلق ببيانات مقدم الطلب مثل تاريخ الولادة ومكان السكن.
وحين سئل عن خانة القومية أجاب : "عربي" فعاود الموظف السؤال وكأنما في نبرة السؤال وإعادته استنكاراً , فرد مجدداً - وكان الحوار يجري بالعبرية- "سجل أنا عربي" وخرج محمود درويش وقد أعجبه الإيقاع فبدأ بتدوين القصيدة على قصاصة ورق الباص في طريق عودته إلى البيت, وكان بناء القصيدة يشبه الاستمارة , أي الصفات والمعلومات المتعلقة به , لكن الشعر لم يعد أشقر اللون بل بات أسودَ وباتت كفه كالصخر وبات عدد أولاده ثمانية , كرد على الموظف أي الذهنية الإسرائيلية التي يغيظها كثرة الأولاد , فأصبح يحشد في القصيدة كل ما يغيظ هذه الذهنية وصار يطور بطاقة هويته الشخصية لتصبح بطاقة هوية جماعية .
تموز و الأفعى
تموز مرّ على خرائبنا
و أيقظ شهوة الأفعى.
القمح يحصد مرة أخرى
و يعطش للندى..المرعى
تموز عاد، ليرجم الذكرى
عطشا ..و أحجارا من النار
فتساءل المنفيّ:
كيف يطيع زرع يدي
كفا تسمم ماء أباري؟
و تساءل الأطفال في المنفى:
أباؤنا ملأوا ليالينا هنا.. وصفا
عن مجدنا الذهبي
قالوا كثيرا عن كروم التين و العنب
تموز عاد، و ما رأينا
و تنهّد المسجون: كنت لنا
يا محرقي تموز... معطاء
رخيصا مثل نور الشمس و الرمل
و اليوم، تجلدنا بسوط الشوق و الذل
تموز.. يرحل عن بيادرنا
تموز، يأخذ معطف اللهب
لكنه يبقى بخربتنا
أفعى
ويترك في حناجرنا
ظمأ
و في دمنا..
خلود الشوق و الغضب
http://www.3man-40.com/up1/do.php?img=888
الشاعر الإعلامي / زاهي وهبي
-------------------------------
سوف يُكتب الكثير عن محمود درويش ويمتزج الحبر بالدموع , سوف يُكتب عن شعره الذي طالما أغضب المحتل الإسرائيلي وأفزعه وعن " فلسطينه " التي عشقها حتى الرمق الأخير , وعن نجمته بيروت , عن ريتا وعصافير الجليل , عن حصانه الذي ترك الحصان وحيداً , وسرير الغريبة الذي يشتاق دفء قصيدته , وعن أثر الفراشة الذي لم تقدر جرافات الاحتلال على محوه من ذاكرة فلسطين , مثلما سوف يُكتب عن شاعريته , وفرادته وتمرده حتى على شعره وجمهوره , أما أنا فسوف أنتظر في بيروت مردداً " تليق بك الحياة " في الحياة , وفي الموت الذي في حالة محمود درويش لا يكون كلياً .
http://www.3man-40.com/up1/do.php?img=890
رئيس تحرير صحيفة القدس العربي
عبد الباري عطوان
--------------------------------
بعد محمود درويش لن يكون الشعر بالقوة نفسها أو بالسحر نفسه , سيكون شعراً مختلفاً , فبرحيله رحلت ظاهرة شعراء يملؤون ملاعب كرة القدم بالمعجبين والمعجبات , وليس في الوطن العربي وإنما في المنافي الأوروبية , خسرته صديقاً عزيزاً ورمزاً من رموز هذه الأمة التي ربما لن تتكرر إلا بعد قرون .محمود درويش .. أقول : وداعاً ...
http://www.3man-40.com/up1/do.php?img=889
الروائية الجزائرية / أحلام مستغانمي
--------------------------------
هو الشاعر المارد , الذي كلما كبر قلمه , صغر قلبه وبدا كأنه من عليائه يستنجد بنا هو يريد منا "ورداً أقل" ونحن نعترف إننا ننتظر منه خسائر أكثر فداحة وحنيناً مدمراً كإعصار ، ننتظر مزيداً من البكاء على كتف قصائده .
برقية من السجن
من آخر السجن، طارت كفّ أشعاري
تشد أيديكم ريحا ..على نار
أنا هنا، ووراء السور، أشجاري
تطوّع الجبل المغرور.. أشجاري
مذ جئت أدفع مهر الحرف، ما ارتفعت
غير النجوم على أسلاك أسواري
أقول للمحكم الأصفاد حول يدي:
هذي أساور أشعاري و إصراري
في حجم مجدكم نعلي، و قيد يدي
في طول عمركم المجدول بالعار:
أقول للناس ،للأحباب: نحن هنا
أسرى محبتكم في الموكب الساري
في اليوم، أكبر عاما في هوى وطني
فعانقوني عناق الريح للنار
سيداتي...
آنساتي ..
سادتي !
سلّيتكم عشرين عام
آن لي أن أرحل اليوم
وأن أهرب من هذا الزحام
وأغني في الجليل
للعصافير التي تسكن عش المستحيل
ولهذا ..أستقيل
أستقيل
أستقيل ...
http://i586.photobucket.com/albums/s...flop/jhujk.png
السجن
تغيرّ عنوان بيتي
و موعد أكلي
و مقدار تبغي تغيرّ
و لون ثيابي، ووجهي، و شكلي
و حتى القمر
عزيز عليّ هنا ..
صار أحلى و أكبر
و رائحة الأرض: عطر
و طعم الطبيعة: سكر
كأني على سطح بيتي القديم
و نجم جديد..
بعيني تسمّر
http://www.kefranbel.com/vb/imgcache/6425.imgcache.jpg
أنا يوسف يا أبي
رائعة - محمود درويش - فلسطين
أَنا يوسفٌ يا أَبي.
يا أَبي، إخوتي لا يحبُّونني،
لا يريدونني بينهم يا أَبي.
يَعتدُون عليَّ ويرمُونني بالحصى والكلامِ
يرِيدونني أَن أَموت لكي يمدحُوني
وهم أَوصدُوا باب بيتك دوني
وهم طردوني من الحقلِ
هم سمَّمُوا عنبي يا أَبي
وهم حطَّمُوا لُعبي يا أَبي
حين مرَّ النَّسيمُ ولاعب شعرِي
غاروا وثارُوا عليَّ وثاروا عليك،
فماذا صنعتُ لهم يا أَبي?
الفراشات حطَّتْ على كتفيَّ،
ومالت عليَّ السَّنابلُ،
والطَّيْرُ حطَّتْ على راحتيَّ
فماذا فعَلْتُ أَنا يا أَبي،
ولماذا أَنا?
أَنتَ سمَّيتني يُوسُفًا،
وهُمُو أَوقعُونيَ في الجُبِّ، واتَّهموا الذِّئب;
والذِّئبُ أَرحمُ من إخوتي..
أبتي! هل جنَيْتُ على أَحد عندما قُلْتُ إنِّي:
رأَيتُ أَحدَ عشرَ كوكبًا، والشَّمس والقمرَ، رأيتُهُم لي ساجدين؟
http://www.kefranbel.com/vb/imgcache/13753.imgcache.jpg
__________
وشم العبيد
روما على جلودنا
أرقام أسرى .و السياط
تفكها إذا هوت، أو ترتخي..
كان العبيد عزّلا
ففتتوا البلاط!
بابل حول جيدنا
وشم سبايا عائدة
تغيرت ملابس الطاغوت
من عاش بعد الموت
لو آمنت.. لا يموت
متنا و عشنا، و الطريق واحدة !
إفريقيا في رقصنا
طبل.. و نار حافية
وشهوة على دخان غانية.
في ذات يوم.. أحسن العزف على
ناي الجذوع الهاوية .
أنوّم الأفعى
و أرمي نابها في ناحية
فتلقي في رقصة جديدة.. جديدة
إفريقيا..وآسيه!
http://www.kefranbel.com/vb/imgcache/6497.imgcache.jpg
جواز السفر
لم يعرفوني في الظلال التي
تمتصُّ لوني في جواز السفرْ
وكان جرحي عندهم معرضاً
لسائح يعشق جمع الصور
لم يعرفوني، آه... لا تتركي
كفي بلا شمسٍ،
لأن الشجر
يعرفني...
تعرفني كل أغاني المطر
لا تتركيني شاحباً كالقمر!
كلُّ العصافير التي لاحقتْ
كفى على باب المطار البعيد
كل حقول القمح،
كل السجونِ،
كل القبور البيض
كل الحدودِ،
كل المناديل التي لوَحتْ،
كل العيونِ
كانت معي، لكنهم
قد أسقطوها من جواز السفر!
عارٍ من الاسم، من الانتماء ْ؟
في تربة ربَّيتها باليدينْ؟
أيوب صاح اليوم ملء السماء:
لا تجعلوني عبرة مرتين!
يا سادتي! يا سادتي الأنبياء
لا تسألوا الأشجار عن اسمها
لا تسألوا الوديان عن أُمها
من جبهتي ينشق سيف الضياء
ومن يدي ينبع ماء النهر
كل قلوب الناس... جنسيتي
فلتسقطوا عني جواز السفر!