كانت هذه الهدية على ما أعتقد لفتاة في المستشفى ...تحولت غرفتها
في قسم ذوي الأموال الطائلة إلى حديقة بل غابة من الزهور ..
الموضوع ليس حسداً .....بقدر ماهو دهشة يخالطها بعض المرارة .
تذكرت بعدها قصة حكاها لي أحد الزملاء.
يحكى أن رجلاً مسكيناً عفيفاً ظريفاً نظيفاً خفيفاً ...من الشحم واللحم وحتى العظم.
وقف على باب أحدهم ..وأحدهم هذا من ذوي الدخل ألا محدود بل مدود إلى مالانهاية ..
فقال هذا المسكين : سمعتُ أنك رجل خير وتحب مساعدة الناس.
واستغرق في المدح وتعديد المناقب والصفات وحتى المناصب.
فهل لي ياسيدي أن تتكفل بعلاج ابنتي المسكينة ؟؟؟؟
فرفع الرجل حاجباً وأنزل الآخر ...ورفع مطاط سرواله العظيم إلى مافوق سرته .
وشمر أكمام بجامته الحريرية ...وقال: أيها الحاجب. عليَ بدفتر شيكاتي !!!!.
فجاء الحاجب ممسكاً بدفتر الشيكات حفظه الله(طبعاً دفتر الشيكات).
واستغرق الرجل في الكتابة فيه ..والإمضاء والتنقيط والتمحيص والتدقيق .
وقال : خذ هذا الشيك سيساعدك كثيراً.
نظر المسكين في الشيك فوجد :
يصرف لحامله مبلغ *1000* ريال (ألف ريال فقط لاغير)
نظر المسكين بدهشة يخالطها مرارة ....وقال : دعه لك ياسيدي لعلك تحتاجه يوماً .
فابتسم الرجل وسحب الشيك من يدالمسكين وقطعه حتى أصبحت قطعه لا ترى بالعين المجردة .
وقال : اضرب برأسك في الجدار ..مفهوم.
فراح المسكين يخبط برأسه في عوائق هذا الزمن وفي جدار فقره العتيد العتيق .
ذهب هذا المسكين وأخبر أحد أقاربه ..مسكين آخر ولكنه أكثر خبثاً وحنكة وذكاء.
وقال : اذهب له مرة أخرى ولكن عندما يكون التجار في اجتماع في غرفتهم التجارية لدى (شاه بندر التجار)
وقل له نفس الكلام ..وانظر ماذا ترى؟؟؟
ذهب المسكين مرة أخرى وبقي منتظراً خارج غرفة الاجتماعات .وعند انتهاء التجار وشاه بندرهم
خرج تاجرنا بعباءة سوداء ومعه ثلة من الكروش المندفعة للأمام.
فقال المسكين مهلاً ياسيدي .....
فوقف الجميع يستمعون..
فقال المسكين: ياسيدي أريدك أن تسهم في علاج ابنتي المسكينة.
فقال التاجر: أيها الحاجب اكتب له شيكاً لحامله بمبلغ 50000 (خمسون ألف ريال فقط لاغير)
وصفق الجميع
وضحك الحضور
وكتبت الصحافة.
أبو خالد
الأربعاء
1429/2/6
جدة.