قد يولدُ المقدامُ ساعة َ يذهبُ

عادل الأحمدي
ذِكراكَ طيبة ٌ وعَرفُك أطيبُ = إنْ غابَ نجمُك فالمجرّةُ غيهبُ
يتلعثمُ الشعراءُ ساعة َ فقدكمْ = غازي القصيبي .. كيفَ لا أتهيّبُ ؟
هذا الذي ملأ الدُّنا بزئيره =وزهوره وعطاؤه لا ينضبُ
هذا المحجّلُ بالإباءِ وبالندى= والنورُ في قسماتهِ يتكوكبُ
يا أيها الدكتورُ فقدكَ فادحٌ = ونداكَ في كل القلوب محبّبُ
مِـنْ أينَ أبتدئُ القريضَ وليسَ لِي= مددٌ سوى الألم المجيد يشذّبُ
وأنا اليمانيُّ الذي خبر الهوى= وسحابُهُ عند المواجع يسكبُ
بيني وبينك ألفُ ميلٍ فاصلٍ = لكنْ حروفك في ضلوعي وثَّبُ
سبحانَ مَنْ أهدى إليكَ بيانه = جفّت سواقيهم وأنت السلسبُ
في كل جمع هادر متكلم = خرس الفحول وأنتَ أنتَ الأعذبُ
مهما الصغارُ تمعّـنوكَ وكذبوا = والمَادحون الجائعـون تأهبوا
الدبلوماسيون أنتَ كبيرُهم = وعلى الوزارة ِ أنتَ فيها الأنجبُ
وحويتَ في عرش الملوك ِ مكانة ً= ولأنتَ في قلب الملوك ِ الأقربُ
مهما السياسة ُ أنشبتْ أظفارها= والناسُ أصنافٌ ودهركَ أشعـبُ
أرثيك ِ يا أرضَ الرياض بفقده ِ =وسَـل ِ المنامة َ كيفَ فارقها الأبُ
بلْ سَـلْ بلندنَ رُوحَهُ ورواحَـهُ = المشرقُ استجلى بهِ والمغربُ
كمْ ذا سكبتَ وكمْ شربتُ وكمْ ضحى ً = مِـنْ فيض حرفكَ يستجيشُ ويُطربُ
يا " شاعرَ الأفلاك " أشعلتَ الدجى = إنْ قـلتَ حرفا ً فالمدى يتكهربُ
ولكمْ تحرّكت ِ الدُّنى مرعوبة ً = خوفَ السعوديِّ الذي لا يَرهبُ
لا فض فوك فقد ملأتَ قلوبنا = رفضا ً وتحنانا ً يفيض ويلهِبُ
غازي القصيبي والدُّنا مشدوهة ٌَ =ها أنت في العشر الأوائل تغـرُبُ
ولسوف تبتدئُ الحكاية ُ مِـنْ هنا= قد ْ يُولدُ المقدامُ ساعة َ يذهبُ