تأبى الحروف إلا أن تشارك ابتهاجنا هذا وأبـي قصيدي إلا أن يسيطر بين دفتيه شاعراً أستاذاً وأخا صديقاً وزميلا قدوة عرفناه بشعره وعرفناه بنشاطه وقبل هذا وذاك فرض علينا احترامه وحبه وذلك لجزيل خصاله وكريم أخلاقه وإليكم القصيدة :

سلام من ربا نجران دوما = أردده وأبعثه ورودا
سلام قد تضوع من حروفي = وأزجيه رياحيناً وعودا
لقد طال الفراق وقل صبري = وأضحت كل أحداقي نكودا
أيا جازان صبرا إن هوينا = لعل لنا لقاء أو بريدا
فغضي الطرف لو طال التنائي = وقومي كي تحلي لنا القيودا
سمرت بليل أحزاني وبعدي = أفكر كيف أوفيك الوعودا
لقد أعطيت ما بخلت يداك = وما فتئت جراحي تحب جودا
أما والله أضناني السهاد = وليل دامس نهب الصمودا
أسرتِ بحسنك الفتان قلبي = فلن أهوى سواك ولن أحيدا
أتيت إلى بني لغتي وأهلي = لقاؤكم يهز هوى جديدا
إليك أبا سعود رنوت عيني = فأنت الشعرَ حق أن تقودا
وأنت لكل أغصاني هبوب = تهز الشوق ما رحمت لبيدا
عرفتك منهلاً للعلم دوما = وحرفا صادقا خلقا فريدا
أ عبدالله قد فاضت دموعي = يقولها كل من فقد الوحيدا
فمدرستي تذكرت النشاط = بعهدكم الذي يهوى المزيدا
أيا جازان زفي لنا سعوداً = فإن أباه قد أمسى وليدا
جزاك الله عن بلدي جزاء = نظرتك يا معلم كي تعودا
يقول القوم مدرستي تنادي = وكل معلم قطع الوريدا
فلن نرضى زمانا لست فيه = ولكن حسبنا أن كنت طودا
أمير الشعر بايعه الوفود = وأنت أقولُ : أنت ولن أزيدا
وشوقي واصف قصراً بحرفه = وشعري واصف قصراً مشيدا
دخلت الشعر من أبواب فكري = وحين رأيتُ وجهك زدت عيدا
كفانا منك أمجاد وفخر = فأنت الدر يا نبعاً تليدا
وأنت لكل هذا الجمع نجم = يضيء وميضه أمدا بعيدا
مساء الخير أخرى في الختام = فأنت البدر حقا ، أو أكيدا



الأستاذ عبده أحمد عكور