لا يكاد يمر يوم إلا ونقرأ من خلال هذه الصحيفة أو غيرها من الصحف المحلية عن حادثة هروب فتاة مع شاب هنا أو إلقاء القبض على أخرى مع آخر بخلوة هناك، وقس على ذلك مما شابه من هذه القضايا والحوادث المتكررة بشكل لافت في السنوات الأخيرة داخل مجتمعنا المسلم، وهذا بالطبع لم يكن مألوفاً لدينا، مما يدعو للتساؤل عن الأسباب التي جعلت أغلب الفتيات لدينا عرضة للإغواء بأسهل الطرق ولقمة سائغة يلتقفها الشاب أنى شاء!فبرأيي الشخصي أن ما يحدث يعود لعدة أسباب منها: ضعف الوازع الديني لدى الفتيات وحالة الفراغ المسيطرة عليهن وسوء اختيارهن للصحبة من بنات جنسهن وشغف التقليد لديهن لكل دخيل دون تمييز بين ما هو نافع وضار. ولا نغفل هنا دور بعض القنوات الفضائية وما تبثه من سموم وتأثيرها السلبي عليهن وانعكاسات ذلك على تصرفاتهن...في ظل انغماس الآباء بشؤون الحياة الأخرى على حساب دورهم التربوي والرقابي المناط بهم تجاه رعيتهم، وكذلك مغالاة بعض الآباء في المهور وعضل البعض الآخر لبناتهم.فهذه الأمور مجتمعة جعلت الفتيات يعشن في أزمة.. وما يحصل هو إفرازات لهذه الأزمة ونتاج طبيعي لتلك المؤثرات والتراكمات المحيطة بهن مما جعلهن يفقدن جادة الصواب وينسقن خلف أهواء وخيالات نسجنها بحثاً عن الذات وفي سبيل إشباع رغبة زائفة، دون أدنى اكتراث بهذه الأفعال وتبعاتها، واصمات العار بأسرهن وبالمجتمع.ولخطورة هذا الأمر على الجيل الحالي وعلى أجيال المستقبل ينبغي على الآباء الالتفات لبناتهم باحتوائهن وملء فراغهن العاطفي وتلمس احتياجاتهن بأسلوب محبب ومهذب، وكما هي مسؤولية الآباء هي أيضاً مسؤولية الفتيات بأن يتقربن إلى الله ويعين ما يدور حولهن ويفطن له حتى لا يجدن أنفسهن بلحظة ضعف واقعات بوحل الرذيلة، عندها لن يجدي لطم الخدود ولا شق الجيوب. إبراهيم عسكر آل عسكر ________________________________________حقوق الطبع © محفوظة لصحيفة الوطن 2009 منقووووووووووووول