كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة للكاتب كريم الشاذلى
هو أحد الكتب الحديثة فى مجال التنمية البشرية
يمنحك فسحة للتفكير و خطوة أولى نحو التغيير
وإن شاء الله سوف أضع بين أياديكم مقتطفات الكتاب
حتى يستفيد منه الجميع كما استفدت منه
كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة للكاتب كريم الشاذلى
هو أحد الكتب الحديثة فى مجال التنمية البشرية
يمنحك فسحة للتفكير و خطوة أولى نحو التغيير
وإن شاء الله سوف أضع بين أياديكم مقتطفات الكتاب
حتى يستفيد منه الجميع كما استفدت منه
يبدأ الكاتب بمقدمة عن الكتاب قائلا ..
بسم الله .. والحمد لله .. والصلاة والسلام على أشرف خلق الله ،
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وبعد ..
أهلا بك صديق كم أحبه ، وأدين له بالكثير ..
مع كل رحلة جديدة لقلمي ، أدعوا الله ألا أفقد قارئا ،
ففقد الكاتب لأصدقائه القراء فاجعة تستحق العزاء ،
لذا أجدني دائما مطالباً بأن أبذل مزيدا من
الجهد والعمل .. والإخلاص .
إلى من يقرأ لي لأول مرة ألف تحية ، ودعاء من القلب
بأن تستفيدوا وتستمتعوا في رحلتكم بين دفتي هذا الكتاب ،
أما أصدقائي القدامى فألفت انتباههم
أن رحلتنا هذه المرة مختلفة .. جدا .
فهذا الكتاب ليس بحثا أسهرني الليالي الطوال
ولا دراسة أرهقتني استبياناتها وجمع خيوطها ،
هذه المرة أدعوكم بمصاحبتي إلى رحلة في عالمي الخاص .
حيث أهديكم ـ ولكم يحلوا العطاء ـ أثمن ما يعطي كاتب لأصدقائه ..
أفكاره ، وتأملاته ، ورؤاه ..
أحرفي هذه المرة مزيج من روح أيامي .. وألم تجربتي ..
وصيد تأملاتي .. وسجل ذاكرتي .
ثم يسأل سؤال غريب ومستفز ...!!
كتاب يُقرأ .. أم أوراق ينبغي أن تُحرق! .
كلا الأمرين جائز وأنت تتصفح محطات هذا الكتاب !
فقد بذلت جهدي في تعليمه مبادئ الثورة على أرفف المكتبات ،
والتمرد على أكوام الغبار التي تغطي كتبا لم تُقرأ .
وأعملت جهدي في تلقينه خطة الاستفزاز ! .
نعم خطة استفزاز موجهة إلى عقل القارئ .. عقلك صديقي العزيز ..
غاية أملي من هذا الكتاب أن يطلق عصافير التأمل في سماء عقلك ،
ويضع علامات الدهشة والاستفهام .. بل والاستنكار في زوايا تفكيرك .
لا زلت أرى وأؤكد أن الكتاب الذي لا يستفز عقل القارئ
ليفكر ويستدعي الشواهد والآيات لموافقة
أو دحض كاتبه هو كتاب لم يؤدي مهمته ..
فمهمة الكاتب هي طرق أبواب العقل كي يظل نشطا .. حاضرا .. يقظا .
كم تقرأ .. ليس هو السؤال الذي ينبغي أن نرهن به معدل ثقافة
ووعي شخص ما ! .
فليست العبرة بعدد الكتب التي تصفحتها حدقة عينك ،
ولا تقاس ثقافة امرؤ بعدد المجلدات التي تزين مكتبته ،
إنما بعدد المرات التي طاف فيها مع كتاب ،
وجلس مع كاتبه يأخذ ويرد .. يقبل ويرفض .. يثني وينقد .
إن الكتابة عمل ثنائي يشترك فيه قلم الكاتب مع عقل القارئ لينتج معادلة النجاح .
فإذا ما فشل أحدهم في مهمته .. فقد فشلت المهمة برمتها .
لعل هذا ما يجعلني متحيزا بشدة لما يسمى كتب التأملات ،
والتي تتيح للقارئ مساحة يغلق فيها عينيه ويسبح
مع الفكرة المجردة في فضاء الفكر لتُنضج لديه
حسا وشعورا وعقلا وإحساسا .
أبغض التلقين وأكرهه ، وأرى أنه استهتارا بالعقل ،
وتعطيلا للفكر ، وإرهاقا لطاقات ،
وقتلا لموارد ، واعتداء على المواهب
لذا أجد نفسي حانقا على حال التعليم في وطننا العربي ،
والذي يُخرج لنا أجسادا ترتدي شهادات ،
ولا استطراد فيما يؤجج مشاعر الألم .
أعود لأكرر أن هذا الكتاب عمل مشترك بين عقلي وعقلك ..
قلمي ونظرك .. تحليلي وتفسيرك .
والبيعان بالخيار مالم يفترقا .
ثم يعرفنا بنفسه قائلا ..
المؤلف كاتب لا يزال واقفا :
كنت وحتى عهد قريب أمارس عادة القراءة فقط للعمالقة والكبار ،
الذين يبهرني عمق أفكارهم ، وقوة طرحهم ،
ووضوح الرؤية لديهم ، فهم النهر الذي لا يجب أن تحجبني
عنه القنوات والجداول الصغيرة .
وكنت أنظر إلى ميراث المرء منهم قبل أن أقرأ له ،
لأرى هل وقف ليعاني قبل أن يُصدر تجربته ،
مؤمنا حينذاك بقول الفيلسوف الفرنسي هنري دافيد ثورو
( ما أتفه أن يجلس ليكتب من لم يقف ليعيش ) .
إلى أن تعرفت إلى صنفِ آخر من الكُتاب الذين لا زالوا واقفين
بشموخ ليعيشوا ، وهم في نفس الوقت يكتبوا للعالم بقلم
قد غُمس في محبرة الكفاح .
يسودون الأوراق بموهبة رُزقوها ، ورؤية فكرية حصلوها بكثير جهدِ وعناء .
عندها قررت أن أكون تلميذا في مدرسة العظماء ..
ومتدربا في مدرسة البسطاء والمكافحين .
إن عناء رفع القلم لا يعرفه إلا كاتب يُقدر جيدا ثقل الأمانة
التي يحملها بين جنبيه ، وعظم المسؤولية الملقاة على كاهله ،
وإلا فهناك كُتاب يشوهون الأوراق البيضاء بأسطرِ
ليتهم وفروا على أنفسهم عناء كتابتها ، أسأل الله ألا أكون منهم .
أما عن الكتاب نفسه فيقول ..
الكتاب
أفكار صغيرة لحياة كبيرة :
التقاط لبعض معان الحياة ، وتسجيلا لمواقف وصور ذات أهمية فيها .
حكمة سمعتها .. قرأتها .. رأيتها . وخشيت أن تطير من ذهني فقررت صيدها
وتقديمها قرباناً لك !
قصة رمزية تلخص حكمة ، أو تشحذ همة ، أو تُوجب عملا ً .
وأحببت أن أدونها ليسبح معها ذوي الألباب ،
ويستفيد من مغزاها طلاب الحكمة .
عصير أيام من سبقوني .. وحرارة تجربة مرة بي ..
وفكرة ترجمتها مواقف الحياة المتكررة ، صاغت معالم هذا الكتاب
الناس كالسلحفاة
يحكى أن أحد الأطفال كان لديه سلحفاة يطعمها ويلعب معها ، وفي إحدى ليال الشتاء
الباردة جاء الطفل لسلحفاته العزيزة فوجدها قد دخلت في غلافها الصلب طلبا للدفء .
فحاول أن يخرجها فأبت .. ضربها بالعصا فلم تأبه به .. صرخ فيها فزادت تمنعا .
فدخل عليه أبوه وهو غاضب حانق وقال له : ماذا بك يا بني ؟
فحكى له مشكلته مع السلحفاة ، فابتسم الأب وقال له دعها وتعال معي .
ثم أشعل الأب المدفئة وجلس بجوارها هو والابن يتحدثون ..
ورويدا رويدا وإذ بالسلحفاة تقترب منهم طالبة الدفء .
فابتسم الأب لطفله وقال : يا بني الناس كالسلحفاة إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيك
فأدفئهم بعطفك، ولا تكرههم على فعل ما تريد بعصاك .
وهذه إحدى أسرار الشخصيات الساحرة المؤثرة في الحياة ، فهم يدفعون الناس إلى حبهم
وتقديرهم ومن ثم طاعتهم عبر إعطائهم من دفء قلوبهم ومشاعرهم الكثير والكثير .
المثل الإنجليزي يقول ( قد تستطيع أن تجبر الحصان أن يذهب للنهر ،
لكنك أبدأ لن تستطيع أن تجبره أن يشرب منه) .
كذلك البشر يا صديقي ، يمكنك إرهابهم وإخافتهم بسطوة أو مُلك ، لكنك أبدأ لن
تستطيع أن تسكن في قلوبهم إلا بدفء مشاعرك ، وصفاء قلبك ، ونقاء روحك .
رسولنا الكريم يخبر الطامح لكسب قلوب الناس بأهمية المشاعر والأحاسيس ،
فيقول : (إنكم لن تسعوا الناس باموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ) (1)
قلبك هو المغناطيس الذي يجذب الناس ، فلا تدع بينه وبين قلب من تحب حائلاً .
وتذكر أن الناس كالسلحفاة .. تبحث عن الدفء .
اشراقة : حتى الصداقة تحتاج إلى موهبة كي تحافظ عليها .
([1]) إسناده ضعيف.
و لي عودة أخرى ان شاء الله
يااااه ياهمس
كم أنا ممتنة لنقلك هذا الكتاب بين دفتي المنتديات الأدبية .
رائع .. رائع بروعة مايحمله فكرك من رقي ، وقلبك من صفاء .
شكرًا كبيرة جدًّا
وفي انتظار عودتك بما هو أنفع وأجمل إلى أن نستكمل
مقتطفات كريم الشاذلي المؤثّر.
حبي.
التعديل الأخير تم بواسطة وجدان ; 14 -12- 2009 الساعة 01:05 PM
لم يتبقَّ ما أخسره بعدك يا أمي،
رحيلك هو كل خسائري !!
الحبيبة لهفة
الجمال يكمن بأريج المرور الكريم
و شفافية الفكر والذائقة الالقة
متابعتك تبهجني
فل و ياسمين
عصفور السعادة
زار أحد الشباب وكان اسمه ( جبر) إحدى المدن ، وقرر مضيفوه أن يطوفوا به البلدة
ترحيبا بمقدمه ، وفي نهاية الجولة مروا قريبا من المقابر ،
فدنا (جبر) من شاهد إحدى القبور فوجد مكتوبا عليه : هذا قبر فلان بن فلان ولد
سنة 1910 وتوفي سنة 1975 ، وعاش 7 سنوات ،
ومر على شاهد آخر فوجد مكتوبا عليه هذا قبر فلان بن فلان ولد سنة 1922 وتوفي
عام 2000 وعاش 4 سنوات !! .
ومر على ثالث ورابع ، وكل شاهد مكتوب عليه تاريخ ميلاد وتاريخ وفاة ، وحساب
للسنوات التي عاشها صاحب القبر لكنها غير دقيقة ،
فتساءل عن السر ، فأخبروه أنهم يحسبون لمن مات عدد السنوات التي عاشها بعدد
الأيام السعيدة التي قضاها في الحياة ويُسقطون تلك الأيام التعيسة والحزينة فلا
تستحق أن تُحسب من عمره ، لأنه لم يعشها أو يستمتع بها !!.
فهذا مثلا عاش 65 عام ، لكنه لم يسعد طوال هذه الأعوام سوى سبع سنوات فقط ،
لذا يكتبوا هذه السنوات السبع على أنها كل ما عاشه هذا الرجل ! .
هنا التفت إليهم ( جبر) مبتسماً في مرارة وقال : إذن يا أصدقائي رجاءً إذا واتتني
المنية في أرضكم هذه أن تكتبوا على قبري : ( هذا قبر جبر .. من بطن أمه إلى القبر) !! .
إن أهل هذه المدينة فطنوا إلى أن عداد السنين لا يسجل إلا تلك اللحظات الجميلة السعيدة
وأن لحظات الشقاء يجب إسقاطها من ذاكرة الأيام غير مأسوف عليها .
ولا أقصد باللحظات الجميلة لحظات المتعة المختلسة ، أو الاستغراق التام في لذات الحياة
بلا حسبان أو تدبير ، وإنما أقصد تلك اللحظات التي يسعد فيها المرء حقا ، ويفخر بها
على الملاء .
حتى الكبوات والملمات إذا ما استئسد المرء أمامها وواجهها بشجاعة
تصبح فيما بعد ذكرى حسنة تدلل على شجاعته وقوته وحسن تصرفه وتدبيره
ويذكرها عداد اللحظات السعيدة .
لكن الكثيرون منا للاسف ، ما يلبثوا يصبغون أيامهم بفرشاة رمادية داكنة ،
ويخاصمون السعادة في إصرار غريب ، فهم يتهيبون القدر وكأنه ينصب لهم فخاً
ويخاصمون الحياة وكأنها تحاربهم ، ويرفضون أي دعوة للتفائل والمرح .
إن هناك من أدمن التشاؤم والحزن ، وطوقه القلق والخوف حتى أذعن لهما
وأعطاهم ناصيته يحركونها كيفما شاءوا في دروب سوداوية كئيبة .
إن السعادة كعصفور جميل ، ما يلبث يحط على كتف من ناداه ، ليغرد له أنشودة
البهجة والمرح ، لا يشترط أن تكون غنياً أو قوياً أو ذو سلطة ونفوذ كي يحط
على كتفك .
إن شرطه الوحيد أن تكون راغباً حقا في سماع أنشودته الجميلة ، أن تفتح
ذراعيك متفائلاً ، مبتسماً ، راضيا بما كتبه الله عليك ، غير متذمر أو شاكي .
إن عصفور السعادة يطير فزعاً إذا ما لاحظ سحب التشاؤم والخوف والقلق تلوح
في الأفق . يهرب بلا استئذان .. ولا يعود قبل أن تشرق شمس التفاؤل من جديد
وتصفو سماء الواحد منا .
إننا يا صديقي نستيقظ بعد فترة وإذا بالعمر وقد سُرق منا ، وعداد السنين لا يحوي
إلا على لحظات معدودة من السعادة ، ونأسف على حياة ضاعت دون أن نحياها حقاً .
إشراقـــــة : عندما ينغلق باب للسعادة، ينفتح غيره، لكننا نحملق في الباب المغلق
لفترة طويلة تلهينا عن الانتباه لذاك الذي انفتح من أجلنا. هيلين كيلر
هز ظهرك وارتفع
يبدا كريم الشاذلى بتلك القصة
ذات يوم والفلاح عائد إلى بيته ، بعد يوم حافل بالعمل ، وحصانه يمشي بجواره وعلى ظهره شيئاً من ثمر أرضه ، وإذا بالحصان يفزع فجأة ويركض نحو بئر عميقة ويسقط فيها ،
أسرع الفلاح ليطالع فرسه الذي يئن في البئر والهلع يملاء جنانه ، فكر الفلاح في حيلة
يخرج بها حصانه ، فأعيته الحيلة ، فقرر بعد مهلة من التردد أن يترك الحصان في البئر
بل لقد اهتدى إلى ما هو أبعد من ذلك ، فالبئر جافة ، وقد يؤذى منها فلاح آخر ويسقط
فيها إحدى حيواناته ، فلما لا ينادي جيرانه من الفلاحين ويردم البئر ، ويكون بذلك
دفن الحصان بدلاً من أن تفوح رائحته النتنة بعد موته ، وفي نفس الوقت تخلص من تلك
البئر التي لا فائدة منها .
وهكذا نادى المزارع جيرانه, وطلب منهم المساعدة في ردم البئر ، وأخبرهم بمراده من
ردمه والفائدة المرجوة من ذلك فوافقوه .. وبدأو العمل . وما هو إلا وقت قليلا إلا وبدأ
التراب ينهال على ظهر الحصان القابع في البئر بلا حيله .
لم يمر وقت طويل حتى أدرك الحصان حقيقة ما يجري ,وأيقن أنه هالك لا محالة فارتفع
صهيله في فزع وخوف ، لكنه تأكد أن القوم قد أبرموا أمرهم ولن يعودوا فيه ، حينها
قرر أن يدبر أمراً هو الآخر وبينما القوم مستمرون في إلقاء الأتربة في البئر بلا توقف
وإذا بصوت الحصن ينقطع تماماً ، فلا عويل ولا صراخ ، ولا صهيل ألم وخوف
فقرر المزارعون بعد فترة أن يتوقفوا ليلقوا نظرة على الحصان الذي اختفى صهيله
تماما ، وحينها رأى القوم مشهدا عجيبا !! .
فحينما كان المزارع ورفاقه منهمكون بإلقاء التراب على الحصان ، كان الحصان مشغولا
بهز ظهره كلما سقطت عليه الأتربة ، فيلقيها أرضا ويرتفع بمقدار سنتيمترات إلى
الأعلى . واستمر الحال على هذا المنوال ، هذا يرمي بالأتربة والأوساخ ، وذاك يلقيها
من فوق ظهره ويرتفع فوقها ، ورويدا رويدا وجد الجميع الحصان وقد أصبح قريبا من
النور ، وبدلا من أن تغرقه القاذورات وتدفنه ، اتخذها مسوغا ليرتفع فوقها وينهض
من خلالها ، إلى أن صار حراً ، والفضل يعود إلى ما كان يظنه شراً خالصا ! .
ولك يا صديقي أتوجه بخاطرة ، فكم نحن بحاجة إلى أن نهز ظهورنا لنُسقط مشاكل الأيام
ونريح الظهر من عبء حمل يوجعه . الأيام ما تفتر تلقي على ظهورنا بمشكلات وأوجاع
لا عد لها ولا حصر ويكون الحل الوحيد حيال تلك المصائب التي تنهال على ظهورنا
هو هز الظهر والارتفاع فوقها .
ليس الأمر مثاليا أو صعب التحقيق ، الحياة يا صديقي تختبرك ، فإما أن تحني رأسك
وظهرك وتنتظر أن تدفنك ، وإما أن تكافح وترتفع سنتيمترات قد تكون قليلة
لكنها ثابته وواثقة ، والنور سيأتي حتما حينما تتغلب على القدر الكافي من
المشكلات التي ترتفع بك عاليا .
إشـــراقة :
معظم الأشياء الجديرة بالتنفيذ في هذا العالم تم إعلان أنها مستحيلة من قبل تنفيذها…
لويس برانديس
الرضا
في إحدى قرى العالم الكبير ، كان هناك أسرة فقيرة صغيرة ، مكونة من أم وصغيرتها ذات الثلاثة
أعوام كانت معالم الرضا بادية على البيت بالرغم من حالة الفقر الشديد الذي تعاني منه الأسرة ،
لم تكن الأم تطمع في شيء فكانت تعمل في بيوت الأغنياء طيلة النهار ، لتعود هي وطفلتها
إلى منزلهما ومعهما مطعم ومشرب ، وفي بعض الأحيان ثمرتين من البرتقال ،
يأكلانها وهم يشاهدون القمر من نافذة المنزل ، والأم تحكي لصغيرتها إحدى قصصها
المسلية. لم يكن يشغل بال الأم إلا تلك الشقوق التي تزحف في سقف الدار ،
كانت تخشى يوما ينهمر فيه المطر فيحيل البيت إلى بركة ماء ، فيغرقها هي و طفلتها الصغيرة .وجاء الشتاء حاملا معه غيم ملبد ، لم يلبث إلا وانهمر مطراً على القرية والبيت الصغير .
ووجدت الأم بيتها وكأن سقفه قد انزاح من كثرة الماء المنهمر منه ، حاولت أن تحمي صغيرتها من
الماء ، لكن المطر كان شديدا ، ومر وقت والأم تجري بطفلتها هنا وهناك ، والصغيرة ترتجف
من البرد .. والخوف . وبعد مدة اهتدت الأم لفكرة بسيطة ، فقامت وخلعت باب المنزل وأمالته
على الجدار واحتمت تحته هي وصغيرتها . و حماهما الباب من انهمار المطر بعض الشيء .
هنا التفتت الطفلة إلى أمها مبتسمة وقالت : الحمد لله يا أماه ، ترى ماذا يفعل الآن الفقراء
الذين ليس لديهم باب يختبئون تحته من انهمار المطر !! .
إشــــراقة : الخبز مشبع جداً لمن يغمسه في القناعة...
محمد عبد الحليم عبد الله
الذكاء وحده لا يكفي
أنت لست نابغة ، ولم تحصل على تقدير ممتاز عند التخرج ،
ولم يسكن اسمك قط في قائمة الموهوبين دراسياً ..؟؟
لا عليك .. أنا مثلك تماما يا صديقي !! .
وفوق هذا كنت وحتى وقت قريب أرى أن الأذكياء فقط هم السعداء ،
وأنهم لا غيرهم من يحق لهم الارتقاء الوظيفي ، والحصول على السيارة
الفارهة والمسكن الواسع ، والزوجة المخلصة الوفية !!
لكنني وبقليل تأمل وتدبر ، علمت كم كنت واهم مخدوع .
فكم من نابغة ضاع نبوغه أمام ضعف همته ، وكم من عبقري وأدت
عبقريته خسة الطموح.
كثرهم الأذكياء الذين تحاصرهم التعاسة ، ويقوضهم الخوف والرهبة .
وكم من متواضع في الذكاء ، لكنه بارع في تواصله مع الناس ، متميز في
إقامة جسور المودة والحب مع الآخرين ، يمتلك من الإصرار والعزيمة ما يجعله
لا يهدأ باله إلا بعد أن يحقق ما يصبو إليه ، وهؤلاء ـ لا غيرهم ـ
هم الناجحون والسعداء حقا .
تأملت في سير الناجحين فوجدتهم مختلفين في القدرات العقلية ، فهناك
النابغة وهناك متواضع الذكاء ، لكنهم يشتركون جميعا في مجموعة صفات
أو عادات لا تتغير وهي المثابرة والكفاح و العزيمة والإصرار وتنظيم الوقت .
حينها تأكدت أن النجاح ليس انعكاسا للموهية وإنما هو بالالتزام بمنظومة
الصفات سالفة الذكر .
وما أكثر الموهوبين الفاشلين ، والأذكياء التعساء ـ على حد قول
د. عبدالكريم بكار ـ ، وتأملوا تروا كيف أن الذكاء لا ينفع من لا يملكون سواه ،
وتأملوا أكثر لتتأكدوا أن قليل من الذكاء مع كثير من الكفاح يساوي الكثير والكثير .
أديسون الذي أضاء العالم يوقظ كل خامل كسول بقوله ( النجاح ليس نتاج
موهبة فذة ، إنه إن شئنا الدقة 99% عرق جبين ، و1% موهبة وإبداع ) ،
إن من يظنون أن الومضات الذهنية هي أصل النجاح والتفرد واهمون ،
والذين يُرجعون خيبتهم لتواضع ذكائهم يلقون بفشلهم على صروف الدهر
ويهربون من العمل والجهد .
أضف إلى ذلك مسألة في غاية الأهمية وهي أن الدرجات التعليمية لم تعد
تحدد مستقبل الإنسان ! ،
ففي دراسة قام بها هوارد جاردنر ـ من جامعة هارفارد الأمريكية ـ
عارض فيها بشدة أن يكون معامل الذكاء iq هو المؤشر المعتمد على
نبوغ المرء وذكاءه ،
وقال بأن الذكاء الذي نعرفه هو نوع واحد فقط من منظومة أسماها
( الذكاء المتعدد) والتي تحتوي على أحد عشر نوعاً من الذكاء منها
( البصري ـ الحركي ـ اللفظي ـ الاجتماعي ـ الجسماني .. )
وأكد على أن موزارات الموسيقي العبقري كان ضعيفاً من الناحية الأكاديمية
لكنه كان رائعا من الناحية الفنية ، فهل يمكننا أن ننعته بقلة الذكاء ! .
وفي دراسة جرت في الولايات المتحدة الأمريكية ثبت من خلالها أن الربح
والفعالية لا يتم تحصيلهم فقط من خلال الشهادات العلمية أو التميز الدراسي .
ذكر هذا الأمر بريان تراسي في كتابه ـ getting rich your own way ـ وقال :
لقد ثبت أن الذكاء الاجتماعي ـ وهو القدرة على التواصل الجيد مع الناس ـ
هو أكثر أنواع الذكاء تحقيقا للربح والفاعلية في الولايات المتحدة الأمريكية ،
يأتي بعده الذكاء التجاري ـ وهو القدرة على رؤية الفرص لخلق منتجات أو
خدمات يريدها الناس ويحتاجونها ويمكن أن يتم بيعها مع تحقيق ربح معين ـ
وهاذان النوعان من الذكاء لا يمكن قياسهم عبر مختبر أو معامل الذكاء .
هذه الأبعاد والأطروحات الجديدة للذكاء أعطت المجال للمرء أن يفتش جيداً
عن مساحة من التفوق والتميز ، ليس فقط في المجال الدراسي أو العلمي
والذي عشنا ردحاً من الزمن نؤمن أنه فقط هو طريق النجاح ، وإنما عن طريق
طرق أخرى وآفاق جديدة .
لا تقل لست ذكيا ، ولا تتعلل بالشهادة العلمية ، أو المؤهل الدراسي .
فما دمت تمتلك الفكرة ، والعزيمة والإصرار اللا متناهي ، فأنت تمتلك الكثير ...
إشراقة : الذكاء وحده لا يكفي، فإن إبليس كان ذكيا ولكن شهوته غلبته
والله لا يقبل امرءا خسيسا مهما كان عقله .
محمد الغزالي
جنة قلبك
فيكتور فرانكل عالم نفس نمساوي ، كان معتقلاً في أحد معسكرات النازية أثناء الحرب
العالمية الثانية وتعرض لألوان وأشكال مختلفة من التعذيب ،
والتي قصها في كتيب صغير بعنوان Man's Search For Meaning وكان
يزمع طبع كميات محدودة منه وتوزيعها على الأصدقاء ،
لكنه ـ لقوة ما فيه ـ بيع منه الملايين من النسخ وتُرجم إلى 24 لغة ، وكان أهم ما
استوقف فرانكل في حياة المعتقل شيء بالغ الغرابة ،
وهو انهيار أشخاص وصمود آخرين أمام التعذيب والإهانة ، خاصة عندما
لاحظ أن هذا الأمر غير مرتبط بالقوة الجسمانية ،
فالضعيف يضيع والقوي يثبت ، بل وجد أن العكس في كثير من الأحيان هو الذي يحدث !
برغم منافاة ذلك لقوانين المنطق ، وبحثاً عن الإجابة بدأفرانكل يدرس المعتقلين
المتواجدين معه في ضوء عدة عوامل شخصية منها الصحة والحيويةو هيكل الأسرة
والذكاء وأساليب البقاء.
وبعد كثير بحث وتأمل خلص فرانكل إلى حقيقة هامة وهي أن الذي يصمد أمام
صعاب الحياة مهما كانت قاسية هو الشخص الذي يمتلك داخله عالما خاصا به ،
عالم تظلل أفقه رؤية مستقبليه ، وتلوح في سمائه ـ رغم المصائب التي تحيطه
تباشير الأمل والتفاؤل ، إنها الثروة الحقيقية التي لا يستطيعون انتزاعها ،
والتي تُصبر المرء وتهون عليه الآلام والمصائب ، فمن يمتلك بداخله رؤية مستقبلية
متفائلة فقد امتلك الدافع النفسي الذي يعصمه من الانهيار والتمزق أمام المشكلات
والكوارث ، أما من ضُرب في عالمه الداخلي وشعب إخطبوط اليأس أذرعه فيه فقد
صار على مشارف الموت يقينا .
ولا عجب أن يقف العالم الجليل ابن تيمية بثبات وشموخ وقد وعى هذه
الحقيقة ليقول لأعدائه ساخرا :
( خاب سعيكم .. ماذا تفعلون بي ،إن سجنتموني فسجني خلوة
وإن أبعدتموني فنفيي سياحة وإن قتلتموني فموتي شهادة في سبيل الله
يا مساكين إن جنتي في صدري
وصدري لا سلطان لأحد عليه سوى الله ) .
وفي هذا تغنى شيخنا يوسف القرضاوي في سجنه ساخرا
من تضييق الخناق عليه قائلا :
سدوا على الباب كي أخلو إلى كتبي فلي في الكتب خير خدينوخذوا الكتاب فإن أنسي مصحفي أتلوه بالترتيل و التلحينو خذوا المصاحف، إن بين جوانحي قلباً ينور يقينه يهدينيالله أسعدني بظل عقيدتي.. أفيستطيع الخلق أن يشقوني؟
ـ فاسعد يا صديقي بجنة قلبك ، وأحطها بالعناية والرعاية ، والجأ إليها إذا
ما تكالبت عليك الفتن والخطوب ، كن رجلاً مسقبليا ، طموحا
ممتلئ على الدوام بالِبشر والتفاؤل متأكدا بأن الله يخبئ لك
المزيد من الفرح والسرور ،
بداخلك يا صاحبي تجد السعادة والطمأنينة ، فلا تبحث عنهما في غير موضعهما .
إشراقة
الجنة لكل من يحمل الجنة بداخله… هنري وارد بيتشر
أغلى دقائق الحياة
ما أسوء أن يعيش المرء منا في عالم يقدس القوة على حساب الرحمة
والمادة على حساب المشاعر ، والربح المادي على حساب الربح المعنوي ..
وما أقسى أن نعيش في مجتمع يرى اللين ضعف ، والأخلاق مثالية زائدة
والمشاعر الإنسانية ثغرة يجب معالجتها .
إن أرواحنا يا صديقي أصبحت في أشد الحاجة إلى من يخفف عنها غربتها
ووحشتها ، ويتفهم إحتياجها ومطلبها .
إن أرواحنا في هذا الزمن صارت عطشى على الدوام !! .
وتالله لا يروي ظمئها شيء كقطرات الايمان ، ولن يحيي
ذبولها سوى العيش في معية الله والشعور الدائم به .
هذا الإيمان الذي يولد لدينا روح المبادرة والمقاومة والإصرار ، الذي ينير لنا
البصيرة والبصر ، ويوفر لنا تفسيرا أعمق لأسرار الحياة وحكمة القضاء والقدر .
ولذة الإيمان يا صديقي لا تتأتى سوى بالتعبد الصادق ، والتفكر في
نعم الله وحكمته الظاهرة في كل شيء حولنا .
في سرعة الحياة توقف فجأة أخي الكريم ، وتابع قطرات الماء التي تتساقط
من كفيك من أثر الوضوء ، توقف كي ترحل بداخلك قليلا وتعترف بضعفك
واحتياجك إلى خالقك .
لا تسمح للحياة السريعة أن تسرق منك لحظات التعبد والطاعة ، لا تسمح
لها بأن تجعل من صلاتك روتينا تؤديه في وقت معين بلا روح أو وعي .
هذه اللحظات التي تأبى على التفريط فيها هي زادك الذي تواجه به الحياة بقسوتها
وشدتها وطغيانها .. اللحظات التي تختلي بها بذاتك لتُقيم فيها نفسك ، وتنظف فيها
روحك من شوائب الحياة هي أغلى دقائق الحياة .. وأهمها .
إشراقة
الحياة لولا الايمان لغزٌ لايفهم معناه . . مصطفى السباعي
همس هنا يتجاوز حدود الألم ويفتح أبواب الأمل
همس هنا يفض أختام السواد المقيم في حياتنا
كلمات تذيب الصدأ المزمن في حياة المتشائمين
ويزيل الشمع من آذان المنصمين عن سماع سمفونية
عصفور السعادة.
سلسبيل من ماء الحياة العذب يسيل رحيقا شافيا سطرته
أناملك يعب منه الظمآن فتخضر عروقه وتشرق وجنات
حياته بالسعادة
كلام من ذهب توشحت به مشاعر الناس المرهقة
فكان ترياقا شافيا لكل باحث عن شفاء للسعادة
همس الروح شكرا على الدواء الناجع
تألق وابداع غير عادي
صحيح أنك قلم من ذهب وألماس أيضا
تقبلي مروري
مع فائق التحية والتقدير
الاخ طائر من الشوق
الجمال يكمن بأريج المرور الكريم
و شفافية النبض والذائقة الالقة
تسعدني متابعتك سيدي
ودي وتقديري
لا تنشد السكون .. فلن يكون !أنت مشغول إلى أقسى درجة ؟ .
لا تجد الوقت حتى .. لتتنفس ؟!
قائمة أعمالك ملئ بأشغال ، ومهام ، ومتطلبات ؟
أنت إذن من الصنف الذي يعتقد أنه إذا انتهى من قائمة الأعمال التي بين يديه
وأداها على أكمل وجه فسيشعر بالهدوء ، والراحة والسكينة .. أليس كذلك ؟
وهيهات .. هيهات أن يحدث هذا يا صاحبي !!
فببساطة تثير الغيظ ما ان ينتهي بند إلا ويفتح الباب على عشرات البنود التي
تحتاج إلى كثير عمل وجهد ، وقد نرى أعمالنا تزداد حتى وإن بذلنا جهودا
إضافية طلبا للراحة والسكينة .
والحقيقة قارئي العزيز أن الركض خلف الانتهاء من قائمة المهام والسعي المحموم
كي نغلقها لن يزيد الأمر إلا توترا وإرهاقا .. والحل في أن نرى الأمر على حقيقته
وهي أن قائمة أعمال المرء منا يجب ألا تكون فارغة أبدا ! .
طالما أننا نحيا ونتنفس ، فنحن في حركة دءوبة ، وسير متواصل .. وعمل لا ينقطع .
والإنسان الايجابي الفعال هو بطبيعة الحال إنسان مشغول ، والفراغ والسكون
هما الهواية المفضلة للكسالى والفارغين وساكني القبور ..!
وأمام هذه الحقيقة يجب أن نتعلم كيف نتعامل بهدوء وسكينة أمام ضغوطات الحياة
وندرك أن الهوس بإنهاء الأعمال وتفريغ القائمة من بنودها سيصيبنا بضغط الدم
والسكر والعصبية الدائمة .
لن يموت أحدنا وقد أتم قائمة أعماله، كلنا ستكون لدينا أعمال يتمها من بعدنا
أبناء وأحفاد وخلفاء .
وبخلاف الرسل والأنبياء فلا أحد يموت وقد أنهى كل ما يأمل فيه
فحنانيك قارئي الكريم . لا تركض وتلهث ، فتضيع منك لحظات السعادة والبِشر .
إن الانهماك التام في العمل ، ومحاولة إنجاز كل شيء ، كفيل بأن يفقدك تركيزك
ويسرق منك عمرك ، نعم كلنا لدينا مهام علينا إنجازها ، ولكن بروية وتؤدة وتركيز .
نُتم ما نستطيع إتمامه ، ونؤدي ما نقدر على تأديته ، وليس علينا أن نكلف أنفسنا
ما لا تطيق ، وأن نطالبها بما تعجز عنها طبيعتها ، فالله ـ وهو خالق النفس وعالم
سرها ـ يبشرنا أن ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) ، فلما نُكلف نحن أنفسنا
بما لا تطيق وتقدر ؟! .
إشراقة
لا تكن كمن عاش شطر حياته الأول يشتهي الشطر الثاني ، وعاش شطر حياته
الثاني آسفا على ضياع شطر حياته الأول ! .
لا تركب القطار وهو يتحرك !
أن تركب القطار وهو يتحرك ، يعني أنك قد فشلت في تنظيم وقتك
وأنك تركض في الوقت الضائع .
جل العظماء ينظمون أوقاتهم ، ويتعاملون بحزم مع مضيعات الوقت
وتوافه الحياة المزعجة ! .
إن التسويف يشيع الفوضى في حياة المرء منا ، ويجعلنا دائما
سريعي الحركة في غير إنجاز ، كما يجعلنا أكثر توترا ..
أكثر إنشغلا .. أقل عطاءً وإنتاجاً .
تماما كامرء يجري ليلحق بالقطار بعدما تحرك ، قد تسقط منه
حقيبة ، أو يتعثر على الرصيف ، وربما فاته القطار بعدما
أنهكه التعب والإرهاق .
والفرق بين صاحبنا المتأخر ، وآخر ركب القطار في موعده وجلس
في هدوء يقرأ في الجريدة وهو يتناول مشروبه المفضل ، يعود
إلى القليل من التنظيم للوقت .
وما أكثر الأوقات التي تضيع منا
لفشلنا في إدارة حياتنا بالشكل السليم .
ماذا يضير المرء منا لو اتخذ لنفسه جدولا يكتب فيه مهامه
وأولوياته ، ويرتب من خلاله أعماله والتزاماته .
ماذا يفيد المرء منا حين يسوف ، ويعمد إلى تأجيل أعماله
لأوقات أخرى لا لشيء إلا للتسويف والتأجيل ، بلا سبب أو داع .
يتساءل بنيامين فرانكلين قائلا :
هل تحب الحياة ؟ إذن لا تضيع الوقت، فذلك الوقت هو ما صنعت منه الحياة .
وما أروع معادلة الحسن البصري حين ساوى(الإنسان) بأيام عمره فقال:
(يا ابن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يومك ذهب بعضك)
وكان يقول:
(أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم) .
لا تؤجل عملا يا صديقي فأنت بهذا تسمح لدقائق حياتك بأن تتساقط وتضيع منك .
ولا تقتل وقتك ، فأنت بهذا تقتل عمرك ، وتضيع أغلى وأثمن ما تملك في الحياة .
كن حريصا على وقتك أكثر من حرصك على درهمك ودينارك .
وكن أول من يستقل القطار ..
إشراقة
لا زلت أرى اليوم قصيراً جداً على كل الأفكار التي أود أن أفكر فيها
وكل الطرق التي أود أن أمشي فيها، وكل الكتب التي أود أن أقرأها
وكل الأصدقاء الذين أود أن أراهم...
جون بوروف
كن صاحب يد بيضاء
التلذذ بالأخذ يشترك فيه معظم البشر ، لكن التلذذ بالعطاء لا يعرفه سوى
العظماء وأصحاب الأخلاق السامية السامقة .
يقول الأستاذ سيد قطب ـ رحمه الله ـ :
( لقد أخذت في هذه الحياة كثيراً ، أعني : لقد أعطيت !! .
أحيانا تصعب التفرقة بين الأخذ والعطاء
لأنهما يعطيان مدلولاً واحداً في عالم الروح !
في كل مره أعطيت لقد أخذت ، لست أعني أن أحداً قد أعطى
لي شيئاً إنما أعني أنني أخذت نفس الذي أعطيت ،
لأن فرحتي بما أعطيت لم تكن أقل من فرحة الذين أخذوا ) .
إن بهجة العطاء تفوق لذة الأخذ ، فالأولى روحانية خالصة
تتملك وجدانك وأحاسيسك ، والثانية مادية بحتة محدودة الشعور .
يقول جورج برنارد شو :
( المتعة الحقيقية في الحياة ، تتأتى بأن تُصهر قوتك الذاتية
في خدمة الآخرين ، بدلاً من أن تتحول إلى كيان أناني يجأر بالشكوى
من أن العالم لا يكرس نفسه لإسعادك ! ).
فالمرء منا حينما يكون دائم العطاء ، سيتملكه بعد فترة شعور بأنه
يستمد من رب العزة أحد أسمى وأروع صفاته وهي صفات
( الجود والعطاء والكرم) ، وما أسعد الخالق
حينما يتمثل أحد خلقه صفاته الجميلة الرائعة
إن أحد أسرار السعادة هو أن تكون صاحب يد عليا معطاءة
فهي الأحب والأقرب إلى الله عز وجل .
هذه اليد المعطاءة هي ـ وحدها ـ القادرة على نقلك من
عالمك المادي الضيق ، إلى عالم الروح الرحب الواسع ،
فالنفس تحب أن تكنز وتجمع ، وصعب عليها أن تجود وتنفق
فإذا ما علمتها العطاء والجود ، كنت أحق الناس بالارتقاء
والعلو والرفعة في الدنيا والآخرة .
صعب على عقل مادي أن يفهم معادلة العطاء السعيد
لذا لا أجدني مبالغا حين أجزم أن أصحاب اليد
العليا هم نسيم الحياة وملائكة الإنسانية .
أصحاب اليد العليا هم رواد كل زمن ، ورموز كل عصر
يجودون بالمال إن تطلب الأمر ، ويضحون بالنفس بنفوس راضية ،ويقدمون راحة غيرهم على راحتهم وهنائهم .تعرفهم بسيماهم ، قلوب هادئة .. و ابتسامة راضية واثقة ..ونفوس مطمئنة مستكينة .
هم أسعد أهل الأرض ، ولهم في السماء ذكرٌ حسن .. وأجر عظيم .
إشراقــــــــة
لا تنسى وأنت تعطي أن تدير ظهرك عن من تعطيه
كي لا ترى حيائه عاريا أمام عينيك .
جبران خليل جبران
ألتصق بظهر أمنية ترتجي عودتك
لتغدقي علينا بمقتطفات تبكي غيابك !
همس الروح
بدأتِ بزراعة الدرب فلاًّ وأقحوانا لم يكتمل،
وها نحن بانتظارك شوقًا ،،