لك أن تناجي ذلك القمر وأن تخاطبه كيفما تشاء وفي أي وقت تشاء ...
رسالة هي منك إليه عندما يكون بدرا
*************
عفوا ً أيها القمر المنير ...
أتيت أشاطرك مساؤك ...
لعل في ذلك ما يسعدك ...
لست أدري لماذا هربت النجمات ...
ورحلن وتوارين عنك باكيات ...
هل كنت منهن غاضبا ...
أم أردت أن تنفرد بالمكانية ...
أتدري أيها الجميل ...
عندما كنت طفلا ً ...
كنت أضنك أنت من تتسارع خطاه لكي يذهب للمغيب ...
فقط الآن أدركت بأن ذلك ما كان إلا سحابا أخجله البقاء ...
فسار بخطوات حثيثة لكي يتوارى منك ...
ولكن بعد ماذا ...
بعد أن أدركني المشيب سيدي...
*****
وحيد أنا ...
تتابع آهاتي ...
ونظراتي مسافرة إلى الجنوب ...
أكاد أجزم وأقسم بأن الحياة لحظة لا يدركها إلا من يسكنه الوله ...
أتعلم أيها القمر المنير ...
أتساءل مرارا ً ...
ما بال الناس يخلدون إلى النوم وأنت تتوهج نورا ...
هل ينقصهم الحب ؟ !
أم يؤلمهم حضورك المتجلي ...
إنهم يدركون جيدا ً بأنك الوحيد الذي لا يتثاءب ...
ربما وعوا ذلك متأخرين ...
بأن الليل لك وحدك ولهم الأغطية الدافئة ...
*****
ذات مساء ...
أردت أن يغلبك البحر ...
وقفت مشجعا ً في صفه ...
أخذت أكيل له المدح ...
فجعت عندما رأيت صورتك جاثية على موجه ...
قهقهت فجأة ...وقلدتك حبي .
فلقد جعلت ليلته شبه عارية ...
*****
أيها البدر المنير ...
لا أعلم بأن هناك ثمن للحرية ...
ولا أعلم قط بأن من يحملون التفاؤل أن يسكنهم البغض ...
علمتني البلابل أيها الصديق ...
بأن الحرية هي أثمن معطى ...
وإلا كيف تموت وهي في أقفاص من ذهب ...
وحولها من يخدمها ...
هل كنت أحمقا ً عندما وقفت متسائلا ً :
ما بال البلابل تموت منتحرة ؟!
لا وربي ...لم أكن كذلك ...
بل كنت حرا ً مثلهم تماما ً ...
أعشق الحرية وأكره القيد الغير مشاهد ...
ما أسعدني سيدي القمر ...
تقمصت الجمالية مجازا ً بعضا ً من الوقت ...
فسكنتني حقيقة طيلة دهري .
********
بقلمي ...
ابن القرية // النغم المهاجر
صامطة // الجاضع