سي إن إن - دمشق : مع مرور عام كامل على انطلاق الثورة السورية، تفيد تقارير الأمم المتحدة بسقوط نحو ثمانية آلاف قتيل، وتشريد الآلاف نتيجة لأعمال العنف في البلاد، منهم الكثير من الأطفال، الذين تركوا مقاعد الدراسة وساحات اللعب هربا من الدبابات والقناصة، بحثا عن ملجأ آمن مع عائلاتهم .
ومؤخراً، زار فريق من اليونيسيف مركزا لدعم السوريين قرب العاصمة الأردنية عمّان، لتفقد أوضاع زوار المركز وبالأخص الأطفال .
وحول هذه الزيارة، قال شربل راجي، المسؤول عن الإعلام الإقليمي لمنظمة اليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "الملفت في هذه الزيارة هو قدرة الأطفال على الصمود ومواجهة المشاكل التي يعانون منها، فهم في بعض الأحيان يتكلمون عن مشاهدات قاسية لأحداث ربما تبقى آثارها بادية على قلوبهم ونفوسهم."
وأضاف راجي بالقول: "الملاحظ كان أيضا قدرتهم على المجابهة ومحاولتهم التعبير عن نفسهم بطريقة أو بأخرى، فهذه المراكز تستقبل الوافدين من سوريا، بعضها مراكز مؤقتة، والتي يمكن للزوار الاتصال مع أقربائهم أو التفتيش عن بيوت أو خدمات خلال تواجدهم فيها، والبعض منها مراكز ثابتة تستقبل الأطفال بشكل يومي وتؤمن لهم الدروس والتأهيل المعنوي لإكمال الدروس."
وتلعب اليونيسيف دوراً مهما في دعم هؤلاء الأطفال على مختلف الأصعدة، إذ يقول راجي: "تعمل منظمة اليونيسيف مع الحكومات والمنظمات المعنية على أكثر من صعيد. فمثلا، تمكنا من إجراء محادثات مع الحكومة الأردنية تم فيها التطرق لموضوع إدماج الأطفال السوريين في المدارس الأردنية لاستعادة الروتين الأساسي لنموهم .
وتابع "على صعيد آخر، نعمل على تأمين التربية البديلة، من خلال إقامة نشاطات تربوية وترفيهية في المراكز. أما الناحية الأخيرة، فهي الدعم النفسي، وهو دعم أساسي للأطفال للتعبير عن نفسهم عبر طرق عديدة."
وحول أنواع الألعاب التي يلعبها هؤلاء الأطفال، قال راجي: "الألعاب اليوم أخذت طابعا حربياً، فهم يحبون بناء الدبابات وليس البيوت، ويحبون لعبة القنص بالبندقية بدلا من ألعاب أكثر براءة."
وقد اتصلت CNN بالعربية بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية للحصول على تعليق، ووعدت الأخيرة بمعاودة الاتصال إلا أن ذلك لم يحدث حتى وقت إعداد هذا التقرير .
وإذ يهرب هؤلاء الأطفال من جحيم الرصاص والقذائف، واستقروا بعيدا عن منازلهم ووطنهم، فهل تخبئ لهم الأيام المقبلة حياة أفضل وأكثر إشراقا؟
|
 |
~
رد مع اقتباس
