توظفت في مكان عملي فتاة ذات نسب وشرف ، والذي لفت انتباهي أنها فتاة متسترة تستراً شديداً ، وقد وضعت في القسم الذي أديره وكان كله من الرجال ، ومما غاضني أنها كانت من مجتمع محافظ مع الأسف الشديد ، وقد رأيتها في كل يوم تأتي منكسة رأسها لا تتحدث مع أحد حتى نهاية الدوام فتنصرف .
***
فسألتها عن والدها وعنوان منزلها فأخبرتني ، وقلت أستغل الفرصة مادام في الأمر مهلة ، فذهبت إلى والدها في عصر أحد الأيام فلما جاءني بالقهوة و جلس معي ...
قلت: يا أبو فلان ، لو ناديت فلانة تأتي و تجلس معنا .
قال : أنت مجنون ما تستحي .
قلت : لماذا هي كل يوم تجلس معنا من الصبح إلى الظهر إيش فيها!
... فاستحى و عرف خطأه و انتبه لفعله المشين فشكرني على مقصدي من النصيحة .
و لما جاء صباح اليوم التالي فإذا هي جليسة البيت قد تركت العمل.
***
هذا أثر المخالطة بالجنس الآخر ، وهذه قصة رواها أحد الفضلاء ..
كم من فتاة دخلت العمل الاختلاطي وهي لابسة اللباس الشرعي ، ثم بدأ ينقص شيئاً فشيئاً فبدلت العباءة الفضفاضة إلى عباءة الكتف اللاصقة ، والغطوة الساترة إلى نقاب موسع معطر مجمل ’ وبدأ التكسير في الكلام والتغنج والضحك والجرأة، لماذا؟
فليسأل نفسه من ترك نساءه في وظائف الاختلاط لماذا تستحي أن تدعو ابنتك لتجلس مع أصحابك إذا أتوا إلى منزلك و أكثرهم تعرفهم و تثق بهم و لا يمنعك هذا الحياء المزيف أن تتركها بين صفوف الشباب الذين لا تعرفهم في الوظائف.
عجباً إننا في زمن المتناقضات.
شريط ( رسالة إلى الشرفاء )الشيخ سالم العجمي ***************************