معالي الشيخ د. ابن حميد يطالب بضرورة
إمام المسجد الحرام في خطبة الجمعة.. أمس:
ضرورة تبصير المرأة بحقوقها الشرعية ومساعدتها في الحصول عليها
اليوم ـ مكة المكرمة
أكد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح ابن حميد ان للمرأة حقوقها كما ان للرجل حقوقه ، وعليها واجبات كما على الرجل واجبات كما ان من اللازم المتعين تبصير المرأة بحقوقها ومساعدتها فى تحصيلها وحفظها وحمايتها بل ان من تفقهها فى دينها ان تعلم انه ليس من الحياة ولا من حسن الاخلاق ان لا تطالب بحقوقها امام ابيها واخيها وزوجها، فقوامة الرجل حق ومسؤولية ولكنها ليســت تسلطا ولا ظلـــما ولا تعسفا.. مفيدا انه فى ديار المسلمين ممارسات ظالمة غائرة يجب النظر فيها واعطاؤها ما تستحق من الاهمية والاولوية وجعلها فى صدر الاهتمامات والمعالجات مؤكدا ان المرأة تعانى صورا من الظلم والقهر والتهميش وهضم الحقوق فى معاشها وتربيتها وبيت زوجيتها، والنفقة وحق الحضانة والعدل فى المعاملة فضلا عما يطلب لها من حق الاحسان والتكريم والتبجيل.
وقال فضيلته خلال خطبة الجمعة أمس: ان هناك تسلطا على ممتلكاتها وسلبا لحقها فى اتخاذ القرار والمشاركة فيه فى كثير من شؤونها وخاصتها: مشيرا الى انه من حق المرأة العدل فى القسمة وتوزيع الميراث والثروة والمنح والهبات والعطايا حسب ما تقضى به احكام الشرع المطهر منبها فضيلته الى اذهان المسلمين ما تتعرض له المرأة فى بلاد المسلمين من بعض أحوال الضرب والقهر والشغار والعضل والحرمان من الحضانة والنفقة وما يقع خلف اسوار المنازل من التنكيل والحسرة والالم والممارسة الظالمة.
واكد فضيلته ضرورة اعطاء المرأة حقوقها في المساعدة والتشجيع والتبصير والدعم لترفع الظلم الواقع عليها فترفع مظلمتها لمن ينصفها من اقاربها وعقلاء معارفها وحكمائهم ومن القضاة والمسؤولين وولاة الأمور لافتا الى ان التهميش وانكار دور المرأة فى بيتها ومجتمعها واحتقارها، وظلمها وتنقصها وهضم حقوقها كلها مسائل وقضايا لا يجوز السكوت عليها فضلا عن اقرارها .
وقال فضيلته : هذه الجوانب من القضية او المشكلة وهناك جوانب اخرى لا بد من النظر فيها ان الذى يقال بكل جلاء ووضوح ان الاسلام لم يوجب ولم يفرض ولم يحمل المرأة مسؤولية العمل خارج المنزل لكنه لا يمنعها من ممارسته بضوابطه الشرعية .. الاسلام حررها من مسؤولية العمل وحتميته خارج المنزل لكى لا تقع تحت ضرورات العمل الذى يستعبدها ويستغلها ويظلمها . واضاف قائلا : ايها المسلمون تأملوا ما يجري في هذا العالم المعاصر ، ان العنصر الطاغى والعامل المؤثر هو العامل الاقتصادى اما فى الاسلام فالاقتصاد او عامل الاقتصاد عامل من العوامل وعنصر من العناصر له تأثيره الذى لا ينكر ولكنه بجانب عوامل اخرى ومعايير اخرى والعامل الاقتصادى فى ميزان هذا العصر هو العامل المقدم وهو الابرز عندهم والمعيار لاقامة حياة اجتماعية افضل عندهم مما دعا الى تهميش كثير من الحقوق والمعايير والعوامل .. والمرأة فى هذا العصر وفى هذا الميزان المائل المجحف الطاغى مكلفة بإعالة نفسها سواء اكانت بنتا فى بيت ابيها ام زوجة فى بيت زوجها . ان هذه المنزلة بهذا المعيار بثت فى امرأة هذا الزمن ان على الجميع نساء ورجالا ان يركضوا لاهثين ابتغاء جمع اكبر قدر من المال لتحقيق اكبر قدر من المتع والكماليات.. ان على كل ذكر او انثى فى هذا الزحام ان يهتم مستعجلا بشأن نفسه وان ينافس الآخرين لجمع المزيد من المال وتحصيل اكبر قدر من الفرص فتحت هذا المسار المحتاج تضطر البنت ، وتدفع المرأة لتخرج فى كل صباح لتبحث كأى فرد من افراد الاسرة والمجتمع فى سبيل عيشها وتحقيق متعها بل لقد القوا فى عقل المرأة ان من العيب ان يحنو عليها والدها او يعطف عليها ليغنيها من الخروج والكد والكدح ، ومن العيب عندهم ان يكون الزوج مسؤولا عن الانفاق والرعاية وتحت سلطان هذه البلسمة الضاغطة تضطر الزوجة او تحتاج الى ان تقطع خيوط آمالها فى مسؤولية الزوج عنها ورعـاية ابيها لها ، وقد يقال ان هذا عند غير المسلمين ، والواقع ان الناظر والمتأمل فى الكتابات والتوجهات يرى ان كثيرا من كتابات بعض المثقفين ودعواتهم ونقاشاتهم تستحسن هذا المسلك وتريد ان تجعله هو الانموذج والغاية المنشودة ومع الاسف وبكل صراحة فان هم الاقتصاد ومتطلبات العمل هى مصدر كل الواجبات والمسؤوليات فى افراد المجتمع كله ، رجاله ونسائه ، ايا كانوا وكيفما كان .. ان غلبة عامل المال وطغيانه يقضيان ، شاء العقلاء او لم يشاءوا، على الاسرة ويدمران مقوماتها ويهزان المجتمع المستقر ، لان السوي لا يكون سويا الا بلحمة الاسرة ، ولا وجود للاسرة فى الحقيقة الا بالتضامن والوئام ومن خلال وضوح المسؤولية لكل من الزوج والزوجة والاب والام ورعاية الوالدين لأولادهما .
المصـــــــــــــــــــــــدر
جريدة اليوم السبت 1427-02-11هـ الموافق 2006-03-11م