لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: الدعم الروحي والنفسي للمرضى

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية همس الروح
    *******
    قلم من ذهب
    تاريخ التسجيل
    09 2007
    المشاركات
    5,442

    الدعم الروحي والنفسي للمرضى



    الإنسان مكرم وهو أفضل المخلوقات عند الله تعالى
    ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناه في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات
    وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)"الإسراء 70"

    والله سبحانه وتعالى سخر للإنسان ما في السماوات والأرض ،والإنسان يمرض
    عضويا ونفسياً إذ أنه يتكون من عنصرين أساسيين وهما المادة والروح ..

    لقوله تعالى: (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي) "الحجر : 29"،
    ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث عن عبد الله بن مسعود:
    يُجمع أحدكم في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم
    يرسل المَلك بنفخ الروح"رواه مسلم"

    فهو إذاً مادة وروح وكلاهما يمرض ، والمرض سنة كونية تصيب كل كائن حي
    فالنبات والحيوان يمرضا أيضاً وإذا مرض الإنسان في بدنه او روحه فعليه أن
    يسعى للعلاج مصداقاً لقول النبي- صلى الله عليه وسلم- :
    تداووا عباد الله فإن الله ما أنزل داء إلا وجعل له الشفاء

    والقواعد الأساسية للتطبيب والتداوي في الإسلام تتطلب ضرورة الأخذ بالأسباب
    في التداوي ،فإذا مرض الجسد فلابد من الأخذ في الاعتبار الجانب الروحي والنفسي
    في الإنسان، لأنه هو الجانب الأكبر فيه وقد عرّفت منظمة الصحة العالمية الصحة
    بأنها:

    الاهتمام بالجانب العضوي والعقلي والاجتماعي ووضعه في أحسن حالة ممكنة
    وقد وجدوا أن الإنسان قد يكون مُعافى جسديا وعقليا واجتماعياً ومع ذلك لا يشعر
    بالصحة، فأضافوا إلى هذا التعريف "الاهتمام الروحي" بالإنسان وبذلك تتحسن صحته

    ومما يؤكد أن الجانب العضوي والنفسي مهم فقد وجدوا أن أصحاب الأمراض المزمنة
    إذا واجهوا المرض بروح عالية ونفسية طيبة فإن هذا يؤدي لتحسن حالتهم

    فالاكتئاب والتوتر والقلق عامة يُضعف مناعة الجسم ومن ثم مقاومته للأمراض
    وهذا ما أشار إليه الطبيب المعروف أبو قراط العرب "أبو بكر الرازي"
    فيقول موجهاً الأطباء للاهتمام بالدعم النفسي والروحي مما يساعد الجسم في
    مقاومة الامراض :

    "ينبغي للطبيب ان يوحي للمريض أبداً بالصحة ويرجيه بها وإن كان غير واثق
    من ذلك ،فمزاج الجسم تابع لأخلاق النفس".

    وهو هنا يشير إلى جهاز المناعة ،ويقول ابن القيم مؤكدا ذلك بقوله عن مقاومة
    الجسم للأمراض: "وقد علم أن الأرواح متى قويت قويت النفس والبدن فيتعاونا
    على رفع الداء وقهره" ويوصي الأطباء بأهمية الجانب الروحي لعلاج مرضاهم

    فيقول :

    "كل طبيب لا يداوي العليل بتفقد قلبه وصلاحه وتقوية روحه بالصدق وفعل الخير
    والإحسان والإقبال على الله والدار الآخرة ،فليس بطبيب بل مُطبب قاصر"

    والطبيب نفسه يوصى بأن يبذل الأسباب في علاج مرضاه وحتى لا يسأم فعليه أن
    يستعين بالله جل جلاله الذي بيده الشفاء ، قال تعالى:
    ( وإذا مرضتُ فهو يشفين) "الشعراء :80"

    فالطبيب يسأل الله تعالى أن يجعل فيما يصفه ويعطيه من علاج لمرضاه شافياً لهم
    جالباً للبرء دافعاً للضرر، وهذا ما أوصى به أبو بكر الرازي الأطباء أن يبذلوا
    الأسباب لعلاج مرضاهم ويستعينوا بالله في ذلك ،فقال لهم:
    وليتوكل الطبيب في علاجه على الله تعالى ويتوقع البرء منه ولا يحسب قوته
    وعمله وان يعتمد في كل اموره على الله، فإن عمل بضد ذلك ونظر إلى نفسه
    وقوته في الصناعة وحذقه ،حرمه الله من البرء" وهو بهذا القول يدعم
    الطبيب روحياً.

    إن الدعم النفسي للمرضى ليس خاصا بالطبيب فعلى الزائر أن يُذكر المريض بأن
    أقدار الله ماضية ولا كاشف للمرض والضرر إلا الله وإن الدعاء مُستجاب
    قال النبي-صلى الله عليه وسلم- :
    ثلاث لا تُرد دعوتهم ..المسافر والمريض والوالد لولده

    ومن الدعم النفسي أن يضع الزائر يده على رأس المريض وان يدعو له بدعاء
    النبي -صلى الله عليه وسلم-:

    بسم الله،بسم الله ،أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك سبع مرات.

    وعليه ان يُذكر المريض بفضائل أعماله وانها تدفع عن الإنسان الشر
    قال النبي -صلى الله عليه وسلم-
    أفعال الخير تقي مَصارع السوء

    والمريض نفسه لاسيما في مجتمعاتنا العربية والمسلمة -يمكنه ان يدعم نفسه
    روحيا ،فهو يعتقد أن المرض تهذيب وليس تعذيب وان بعض الأمراض التي
    تصيب البطن أو الوبائيات كالطاعون أو الامراض المزمنة كالصرع والعمى
    فإن كل ذلك يوجب الجنة -بإذنه تعالى- ،وهو يعتقد أن البلاء والاختبار سُنة
    كما قال الإمام أحمد :

    "أيام الصحة لا سقم فيها وأيام السقم لا صحة فيها - أعلاك الله إلى العافية
    ومسح عنك بيمينه الشافية"

    وقد قالها في زيارته لبكر بن مخلد الأندلسي وقد كان مريضاً.

    فالمريض المسلم بعد ان يأخذ بأسباب التداوي الحديثة لا ينسى أن الصدقة
    من أسباب الشفاء: <داووا مرضاكم بالصدقة>

    وان الله تعالى خص المؤمن ببركات ماء زمزم الشافية مصداقاً
    لقوله -صلى الله عليه وسلم-:<ماء زمزم طعام وشفاء سقم>

    والمؤمن يدعم نفسه بما يريح النفس والروح..فالقرآن الكريم شفاء للأرواح
    والأبدان يقويها حتى تدفع الامراض،قال تعالى:
    (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا)
    "الإسراء :82"


    أسأل الله أن يقينا من كل مرض وأن يشفي كل مريض وأن يوفقنا لدعم مرضانا
    كمعالجين وزائرين نفسياً وروحياً حتى تمر فترة أمراضهم .


  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية محمدالقاضي
    نبـ صامطة ـض
    نبض لمع في سماء الإشراف

    تاريخ التسجيل
    01 2007
    الدولة
    ياما حكيتك للمواني !
    المشاركات
    6,053

    مشاركة: الدعم الروحي والنفسي للمرضى




    آميـــــن .!!

    كلام في غاية الأهميّة والروعة ..!!

    كم من مريض تشافى بعد فضل الله ...بواسطة الغذاء الروحي لنفسيّته ..!!

    دمتِ يارا



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الشفق
    مجلس الإدارة

    أبومحمد
    تاريخ التسجيل
    01 2005
    المشاركات
    26,319

    رد: الدعم الروحي والنفسي للمرضى

    رائع ما قرأته هنا
    شكرا لك يارا
    العلاج النفسي له الدور المهم بعد عناية الله
    فالمريض قد يعاني من ا لجانب النفسي اكثر من المرض العضوي
    مما يأثر على صحته وعدم استجابته للعلاج والتحسن
    ولذلك يحتاج المريض للوقفة بجانبه والدعم المعنوي
    الذي ينعكس أثره على صحته وشفائه بعون الله .


    تحياتي لك

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أسامة الجبالى
    تاريخ التسجيل
    06 2013
    المشاركات
    1

    رد: الدعم الروحي والنفسي للمرضى

    السلام عليكم اخي الفاضل هذه محاضرتي وبحثي العلمي بنصها الذي قدمته من خلال عدة مؤتمرات
    المؤتمر الخامس عشر لاختصاصي طب الأطفال العرب في نوفمبر 2007 والمؤتمر الثاني لاختصاصي العناية الحرجة للجمعية السعودية في ابريل 2011
    وقدمته باللغة الانجليزية في اكتوبر 2010 المؤتمر الثاني للجمعيات الاوروبية لاختصاصي طب الاطفال في كوبنهاجن
    فمن الأمانة العلمية نسبة المقال والبحث الى مصدره
    اخوكم د.أسامة الجبالى استشاري طب الاطفال والعناية المكثفة للاطفال عضو الجمعية العالمية لتاريخ الطب الإسلامي

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: الدعم الروحي والنفسي للمرضى

    مرحبا


    الله ما أجملها تلك المعاني المسطّرة هنا


    البدن يمرض و الروح كذلك و متى ما رفعنا معنوياتنا أحسسنا الفرق


    و كم من مريض قاوم عياء جسده بالإيمان القويّ و المعنويات المرتفعة



    رائع هذا المقال و ما أحوجنا لنهج القرآن و الشريعة للتعامل مع المرض و الحياة على حد سواء


    باركك الرحمن و جزاك خيرا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  6. #6
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية كنوز
    تاريخ التسجيل
    06 2013
    المشاركات
    56

    رد: الدعم الروحي والنفسي للمرضى

    شفانا الله واياكم
    وجزاكِ الله خيراً


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •