شهر شوال رزق الفوال

قيل بأن شهر شوال موسم انحسار وجفاف عظيم في المصاريف , فهذا الموسم تأتي قبله مواسم تسريبات تلتهم السيولة بكل سهولة , فقبل هذا الشهر :
- تكون الإجازة الصيفية وما يتعلق بها من رحلات ونزهات وحفلات زواج وواجبات اجتماعية مستحقة السداد .
- ثم موسم الخيرات رمضان , فبرغم أن هذه الشهر الكريم لا يعني بالضرورة مزيداً من “البعزقة” إلا أننا نصر أن نطير ريالاتنا في أواني المطبخ ومقادير الطعام بشيء من الإسراف .
- ثم تأتي فرحة العيد التي تتحول في نظر رب الأسرة إلى حزن العيد, جراء ما يصرف من جيبه في الملابس الجديدة والحلويات الفريدة .

كل هذه “الشفطات” التي تشفط الجيوب تأتي قبل موسم الجفاف العظيم “شوال” وليكتمل الجفاف تأتي مصاريف المدارس , ليسقط رب الأسرة قتيلاً , كما يسقط من الفرس الفارس , بعدما كر وفر بكل بسالة , وحارب بآخر ريال في الحصالة .

تجد الغالبية تشكو من هذه “الزنقة” , ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد , يستفيد من هذا الوضع بائع الفول , فتجد الناس لديه زرافات ووحدانا ,مصطفين في طوابير طولية وعرضية,!! وتتشكل هذه الطوابير على الفول لأنه على الصعيد الاقتصادي خيار استراتيجي , فهو :

-
زهيد الثمن .
-
يشبع أسرة كبيرة .
-
مغذي .
-
طعمه لذيذ خصوصاً مع “شوية طحينة وزيت” نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ونظل في هذا الجفاف المميت وفي طوابير الفول حتى موعد هطول الرواتب آخر شوال , فتزهر الأرض الجرداء بورود وحدائق غناء , وترجع الفراشات لترقص من جديد , وتدب الحياة بعد الموت , وننسى الفول ونتنكر له , ونأكل مشويات وبابا غنوج ونحلي بأم علي !!!

هذه المشكلة لو طبقنا عليها فكرة السد العالي , لهان الوضع علينا , فالأموال الزائدة عن الحاجة ندخرها , ولا ننفق إلا باعتدال ووفق ما نحتاج , حتى إذا هل شوال , فتحنا قليلاً من السيولة المدخرة , لنعيش حياة مبتكرة .
قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه (( أني لا أبغض أهل بيت ينفقون قوت أيام في يوم واحد))

ملاحظة : توجد فئة من الناس تعيش موسم جفاف على طول المواسم , فلا مجال للادخار , هذه الفئة ليس أمامها إلا أن تعيش كما يعيش الصبار البطل في الصحاري الجافة , فالصبار لا يفرد أزهاره ولا أوراقه الندية “ويبحبح على نفسه شوي” بل قدر الظروف الصعبة التي تحيط به , فمد أشواكه الطويلة الحادة واستغنى عن أوراقه , لكي يوفر الماء ويعيش , ولم يعبأ بشكله الغريب , بل تجده شامخاً عزيزاً رافعاً أغصانه مثل أبطال رياضة كمال الأجسام ……. باختصار على هذه الفئة أن تمد رجولها على قد لحافها وألا تخجل من ذلك .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

أكتب موضوعي هذا , وأنا أعيش حالة جفاف , وأفكر أن أتحول إلى شجر صبار مع وردتين مفتحتين ووريقات ندية لزوم البحبحة .نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

مما راق لي نقله