نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي





وَشْمْ

.. في جنين الذاكرة
: قالت لِيَ العرافة
.. ستُخدعين "
.. ستُخدعين بنيتي
.. في ذات يوم تُخدعين
.. بالوجه .. ذالك
.. الهادئ التعبير
.. مُمْتهن المروءة
.. صانع الأنوار
.. ذاك الـ
.. آتي من حيث الـ
.. بشرْ
.. لكن لسوء الطالع المسروق من جوف القدرْ
" لا تعلمين

.......

.. وكمثل جُرح الوشم في كفِّ الصغير
.. إنْ يُبقه يبقى
.. و إن يرجو إزالته يئنّ
.. ويظل مسخ الوشم أبدًا
لا يحول
.. ظلَّ الرنين لصوتها المُحْدَودب المسحور
يزرع في الظنون

.......

.. وكعادة الأيام تمضي
.. تقهر المذعورَ فينا من غدهْ
.. لا فِدية تُجدي
.. ولا حَمْلُ الكفنْ
.. فاليومُ أعلنها مرورًا للزمن
.. والمُستباح هو الوجودُ
ولا مفرْ

.......

.. فإذا بيوم ألتقيهْ
.. شبحًا بمُبتدإ اللقا لا أرتئيهْ
.. وبعد حينْ
.. يُصبح الحلوى ونورَ الياسمبنْ
.. وشجونَ أعمار مضتْ
عشقي لها .. أنَّى تبينْ
.. ثم الحنينْ
.. كل الحنين إلى الوجود
لكونه أضحى سجينْ
.. ثم الهواءَ
.. الناسَ
.. نورَ الشمس
.. إحساسَ الأنا .. أني هنا
وجميعَ شوقي صَوبَ كل الراحلين
...

.. فجميع أحوالي تكونُ
إذا يكونْ

.......

.. ويشدني جرحٌ قديم
.. من وَشم ذاك الصوت
.. آه .. من جروح باقياتٍ
.. في عميق الذاكرة
( ستُخدعين )
.. هو هادئ القسمات
روحي .. تأنسهْ
( ستُخدعين )
.. هو كل ما أرجو بأوصاف البشرْ
( ستُخدعين )
.. هو
.. إنه .. إني
...
.. ولكن .. ربما
.. ولربما أضحى
.. فماذا يمنعه
...

.. وبلحظة
.. هدَّت شذورُ الماضي كلَّ الأوسمة
.. غطَّى غبار الأمس .. إحساسًا بشمس حاضرة
..فأبت له إلا اندحارًا
في جحيم الذاكرة

.......

.. ومضت تلولٌ من زمنْ
.. صار الأمان وسيلتي في العيش
.. لا شيء أهمْ
.. أتقنتُ تأجيل الحياة بأسرها
كي لا يُواتيني الضرر
...

.. لكنني
.. ظلَّ السؤال يرن في نفسي
ولا شيء أمرْ
.. هل قد قهرتُ خديعتي
.. أم أنني
منذ الخديعة أُحتَضرْ ..... ؟؟


دينا أحمد الحصِّي
***