لن نرمي المغتصبة في قارعة الطريق على أن حياتها قد انتهت بمجرد اغتصابها بل نأخذ بيدها ونقف معها في محنتها فالمسألة شخصية واعارض جميع الشباب الذين يقولون بأن المغتصبة لاتصلح زوجة هل ترضى لو كانت اختك او بنتك او قريبة لك يقولون عنها نفس كلامك الجارح ولما رمى المنافقون أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالزنا جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليها، وقال: يا عائشة ! إن كنت أذنبت ذنباً فاستغفري الله وتوبي إليه، فقالت لأبيها: أجب رسول الله، فما استطاع أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه أن يتكلم، وقالت لأمها: أجيبي رسول الله، فما استطاعت أمها أن ترد الحديث على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلما غلبهما ما غلبهما من العي والحصر في جواب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: والله! لئن قلتُ لكم: إني لم أفعل لم تصدقوني، ولو قلت لكم: إني فعلتُ صدقتموني، فوالله! ما فعلت؛ ولكن الله سيبرئني، ثم قالت: ولكن أقول كما قال أبو يوسف -عجز عنها اسم يعقوب عليه السلام من شدة ما وجدت رضي الله عنها من الهم والحزن-:فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ
[يوسف:18]، فاستعانت بالله عز وجل،وهذا السؤال العائم مثل مثل هذا السؤال هل تتزوجي لقيط؟ هل الاسرة تقبل لابنتهم زوج لقيط؟ وللمعلومية المغتصبة تختلف عن الزانية والبغي ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة . فلماذا نلوم المسلم على ذنب لم يكن برضاه بالعكس الزواج من مغصبة قد يكون فيه أجر . ولعل هذه المغتصبة خير من كثير من الفتيات الكاسيات العاريات اللاتي لايعرفن إلا الأسواق والموضات وقد اغتصب منهن دينهن فلا يسعد معهن زوج ولا يستطيع أن يبني أسرة تقوم على السعادة في ظل الإيمان .