السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

في الحقيقة أخي الكريم أن القضية التي طرحتها قضية شائكة , ولا يُكتفى فيها بقول نعم أو لا ؟..
فهناك عدة أطر لابد أن تصاغ في دائرتها ونتحدث من منطلقها ,
باعتبار أن أي إنسان سوي وطبيعي سيبني قراره حول ذلك رجوعاً إلى تلك الأطر ..

أولها وأهمها: الدِّين , فإن كانت تلك المغتصبة مكرهة أو متعمدة تابت أم لم تتب ؟
هنا الأمر يختلف حسب كل حالة وظروفها التي أحاطت بعملية الاغتصاب والمرحلة التي بعده .

وثانيها : العرف والعادات الاجتماعية فبصراحة مجتمعنا وعاداتنا السائدة
لا يمكن أن تغفر لمن حصل لها ذلك إلا ما شاء الله
والشاب حتى لو أنه اقتنع بالفتاة المغتصبة عليه أ يواجه
أسرته من أهل وقبيلة من القريبين والبعيدين وأتوقع أنه سيواجه برفض قراره من أكثر من 99% منهم وهذا واقع لا مناص من التسليم به
عندها لابد له من أن يختار بين من اقتنع بها لأسبابه الخاصة كزوجة وبين معارضة أهله .

أما ثالثها : فمسألة الثقة من جانبه والاستمرارية معها وتكوين أسرة , فحتى لو تزوجها أعتقد أن الرجل السعودي
بالذات يحكمه الماضي ويسيطر على جزء من حاضره لاسيما إن كان ماضٍ حساس يخص من اختارها شريكة حياة له , هنا تبدأ مرحلة الشكوك وانعدام الثقة ولو لم
يتزوجها لكان الأمر أقل وقعاً إلا من رحم ربي وستر عليهما فقد يستمران مع وجود عقبات قد تتغلب
هي عليها بأسلوبها التي توضح له فيه أنها أصبحت معه إنسانة أخرى وفتحت صفحة جديدة من الطُّهر.

ويبقى أمر الاغتصاب أمر مستهجن ومستنكر دينياً واجتماعياً , ومن المستحيل عزل أطروحاتنا حوله عن المجتمع , فالمدينة الفاضلة تبقى حلماً في تفكير ’ أفلاطون ’ لايمكن أن نلمسه في الواقع مهما حاولنا .

ويبقى أمر تلك المغتصبة - التي دارت حولها قضية النقاش – معلقاً بيد الله عز وجل فمن ستر الله عليها سيرزقها بزوج يقدر توبتها و[التوبة تجب ماقبلها]

هذا رأيي ونسأل الله الستر و الهداية والعفو والعافية في الدنيا والآخرة .

كل التقدير ’

صامطية