حبرٌوقلم



لا خوفَ من جوعٍ ولا إملاقِ فاغنمْ حياتك في النهار الباقي
أطلقْ خيالك سابحاً في بحره تلقَ المودَّة في سهول الراقي
وانثر زهورك طائراً ومحلِّقاً واسكبْ حنانك في عيون الساقي
ليس الكريم بخائنٍ في طبعه لكنَّ خائن قومه المُتَشَاقي
ليس المحبُّ بكاذبٍ في حبه لكنَّ كاذبَ حبه المُنْسَاقي
صورٌ من الأجناس أمْحلَ روضها لكنَّ أعذبَ مائها الرقراق

__________________

إن سدَّد الغادون سهمَ إيابهم فالبوقُ من وَقْعِ النبال تُلاقي
مالي ومالِ الغارقين بنومهم فالوقتُ سيفٌ في الجوى خفَّاق
حبرُ الكلامِ على الشفاهِ رخيصةٌ لكنَّ حبرَ القلبِ غيرَ مُراقِ
لا خيرَ في قلمٍ تَنَمَّقَ حُسْنُه مثل السوارةِ لامعٍ برَّاقِ
يرغي ويزبد ثائراً ومزمجراً لابد من قرعٍ ومن إطراقِ
منْ يحمل الهمَّ الثقيل لأمةٍ رُزِأتْ بغير جريرةٍ وشقاقِ
منْ يرفع الأحزان عن صهواتها منْ يمسح الدمعات في الأحداقِ
مَنْ يُشعلِ القنديل في قنواتها مَنْ يَنْقشِ التاريخ في الأوراقِ


__________________

ماذا أقولُ وفي الخبايا مارقٌ قد هدَّ ركن الطهر والإشراقِ
متملِّقٌ ، متحذلقٌ ، متطاولٌ يرمي ويطعن في ذُرَى الأخلاقِ
قلمي وقد ملَّ المحابر والنوى يصلى شرارة حزنها الحرَّاقِ
ربَّاه إن عزَّ المجير فلنْ يَكُنْ إلاَّكَ من عونٍ على الإطلاقِ



شعر / بلبل تهامة 15 رمضان 1432هـ