
.
.
صَوتُ يتيم ٍ عَـلى قَارِعَـة ِ الصّـمـْــت
شعـر : خالد بودريف .. .. المغرب
.
.
صَوْتٌ وَصَمْتٌ عَلَى الأَشْعَارِ قَدْ سُفِكاَ=عَسَايَ إنْ قُلْتُ شِعْرًا أنْ أرَى مَلَكَا.!!
هُنَاكَ يا رُوحَ قلبي رَحْمَةٌ نَزَلَتْ=فَارْفَعْ بِهَامِكَ جِسْمًا قَدْ أغَرَّ بِكَا
يَمٌّ بِنَا لَفَظَ الأمْوَاجَ في وَرَقٍ=مِنْ رَحْمَةِ اللهِ أنِّي لَمْ أكُنْ سَمَكَا
قَدْ أزْبَدَ المَوْجُ حتى ذَاقَ مِنْ وَلَهِي=وَهْوَ الّذِي فَوْقَ أخْذٍ مَدَّ مَا تَرَكَا
لاَ المَاءُ يَعْرِفُ أنِّي خَلْفَهُ تَعِبٌ=لاَ الرَّمْلُ يَفْهَمُ أنِّي أَمْقُتُ الشَّرَكَا
قَدْ حَمَّلَتْنِي حُرُوفِي كُلَّ غُرْبَتِهَا=بأرْضِهَا سِرْتُ فَوْقَ السُّحْبِ مُنْهَمِكَا
أَرْضٌ بِهَا الفَحْمُ لاَ يَهْوَى مُهَادَنَةً=عَبْدٌ لَنَا صَارَ بِاسْتِخْرَاجِهِ مَلِكَا
أبٌ يَمُوتُ وَخُبْزُ الفَحْمِ فِي فَمِهِ=أمٌّ تَعِيشُ عَلَى الأَيْتَامِ مُعْتَرَكَا
كُنَّا حُفَاةً عَلَى رَغْمِ الطَّرِيقِ نَرَى=شَوْكًا نَدُوسُ بِهِ أَشْواَكَ مَنْ سَلَكَا
نَسِيرُ فَوْقَ الخُطَى وَالخَطْوُ يَسْبِقُنَا=كُنَّا إذَا سَارَ مِنَّا وَاحِدٌ هَلَكَا
اَلْمَوْتُ يَخْتَارُ مِنَّا كَيْفَ نُمْهِلُهُ=مَا اسْتَأذَنَ المَوْتُ إنْسَانًا وَلاَ مَلَكَا
دُنْيَا عَلَيْهَا نَعِيشُ الحُزْنَ نَحْمِلُهُ=أنَا وَأنْتَ وَمَنْ مَرُّوا بِمَنْزِلِكَا
لَمْ تَحْتَمِلْ هَذِهِ الدُّنْيَا مَنِ اجْتَمَعُوا=دَمُ الفِرَاقِ قَرِيبٌ مِنْ دَمٍ سُفِكَا
سَأرْكَبُ البَدَنَ المَهْزُولَ فِي أمَلٍ=رُوحٌ عَلَى بَدَنٍ جُرَّا لِيَشْتَبِكَا
كُلٌّ يَعِيشُ على رَغْمِ الجَفَافِ نَدًى=مَاذَا يُفِيدُ النَّدَى وَالمَاءُ يُظْمِئُكَا
سِرْ أيْنَ شِئْتَ وَكُنْ حُرَّا لِتَفْهَمَهُ=اَلْقَيْدُ يَكْفِي فَمَا الإنْسَانُ يَفْهَمُكَا
قَدْ كَبَّدَتْنَا المَرَاثِي كُلَّ طَاقَتِنَا=فَاصْعَدْ سَمَاءً وَطَأْ أرْضًا لِتُفْرِحَكَا
إِنِّي لَمُرْتَحِلٌ دُنْيَايَ تَعْرِفُنِي=وَأنْتَ مِنِّي مَعِي أخْشَى تَغَرُّبَكَا
خُذْ حَرْفَكَ المُشْتَهَى وَاعْرِفْ سَحَابَتَهُ=هَلْ أَمْطَرَتْهُ بِسَهْلٍ كَيْ يُذَلَّ لَكَا
أمْ أنَّ نُكْهَةَ إشْراَقٍ على جَبَلٍ=قَدْ أَصْهَلَتْكَ كَلامًا بالصًّدى انْهَمَكَا
مَازِلْتَ تَعْصِرُ ماءً مِنْ قِرَابِ قُرىً=هَذيِ المَدِينَةُ تُقْريكَ النَدىَ فَلَكَا
تُسَامِرُ اللَّيْلَ بِالمَعْرُوفِ تَسْألُهُ=يَا لَيْلُ هَلْ أسْتَعِيرُ الصُّبْحَ مِنْ فَمِكَا
اَلْفَقْرُ غَنَّى بِنَا وَالأفْقُ يَسْمَعُهُ=كَفَى بِنَفْسِي غِنًى حِينَ الْتَقَيْتُ بِكَا
هَمِّي وَقَدْ ذُقْتُ أيَّامًا بِهَا وَجَعِي=أنْ أسْحَبَ الدَّهْرَ مِنْ خَلْفِي لِيَحْضُنَكَا
حَضِّرْ شُمُوعًا، مَعِي حِِبْرٌ وَلِي وَرَقٌ=عَجِّلْ بِحَرْفِي وَأمْهِلْ مَنْ هُمَا مَعَكَا
دَعَوْتُ نَهْرًا فَلَبَّى السَّيْلُ خَلْفَ فَمِي=جُنَّ اللِّسَانُ بَكَانِي بَعْدَ أنْ ضَحِكَا
خَفِّفْ عَلى قَدْرِ هَذَا السَّدِّ نَمْلؤُهُ=لاَ عَهْدَ لِي بِسُيُولٍ تَلْطُمُ الحَنَكَا
حَرْفِي يُسَافِرُ في هَمِّي كَمَا ألَمِي=لِيَنْفُضَ الهَمَّ عَنِّي بَعْدَ أنْ مَلَكَا
آفَاقُهُ لِلَّذِي بِالظِّلِّ فِي أُفُقٍ=لَمْ يَنْسَ أنَّ لَهُ فِي ظِلِّهِ فَلَكَا
ظُلْمٌ جَمِيلٌ بِأَنْ أُعْنَى بِفِتْنَتِهِ=نَاءٍ عَنِ الضَّوْءِ لَكِنْ بَعْدَ أنْ هَتَكَا
ذَاكَ الَّذِي خَالَجَ الأَعْمَاقَ فِي وَشَجٍ=كَلاَّ فَمَا فِي مَهَاوِيهِ انْتَهَى دَرَكَا
عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ احْتَارَتَا لِفَمي=مِنْ حَرْفِهِ بَكَتَا: يا وَيْحَ كَيْفَ بَكَى؟
لَمْ يَبْقَ لِي مِنْ مَقَادِيرِ الحَيَاةِ هَوًى=هَذَا عُبَابٌ وَ هَمٌّ بالرُّؤى مَسَكَا
مَاضٍ عَلَى أَيِّ حَالٍ فِي سَمَا وَجَعِي=لاَ شَيْءَ يُغْنِي يَتِيمًا إنْ هُوَ امْتَلَكَا
.
.