اَلْمُمْسِكُونَ بِالضَّوْء
مَشْيًا عَلَى الْمَاءِ..
أَبْكِي بَيْنَ مَنْ عَرَفُوا
مَا كُنْتُ أَعْرِفُ أَنَّ الْمَاءَ يَـرْتَجِفُ
لَمْ يَتْرُكِ السِّحْرُ لِي بَحْرًا،
وَهُمْ تَرَكُوا
أَلْقَيْتُ فِي بَحْرِهِمْ سِحْرًا،
وَمَا وَقَفُوا
قَامُوا إِلَى الْحَرْفِ
وَاخْتَارُوا لَهُ جَسَدًا
وَالرُّوحُ فِيهِ بِهَذَا الْوَحْيِ
تَأْتَلِفُ
اَلْعَابِرُونَ عَلَى أَوْرَاقِنَا طُرُقًا
وَالنَّاطِقُونَ بِصَمْتٍ إِنْ هُمُ انْصَرَفُوا
مَنْ ذَا يُطِيقُ المَنَايَا لَوْ رَأَى حُلُمًا
هَذَا رَقِيمٌ بِقَبْرِ الكَهْفِ
يَعْتَرِفُ
طِفْلٌ عَلَى الرِّيحِ يَمْشِي،
يَوْمُهُ سَنَـــــةٌ
كَأَنَّمَا الشَّمْسُ فِي كَفَّيْهِ تَعْتَكِفُ
يَشُمُّ وَرْدَ الأسى مِنْ هَمِّهِ عَطِرًا
وَالسِّحْرُ فِي نَهْرِهِ يَجْرِي
لِمَنْ رَشَفُوا
اَلْمُمْسِكُونَ بِقلب الضَّوْءِ قَدْ نَطَقُوا:
اَلشَّمْسُ تَعْرِفُنَا
وَالنُّورُ وَالصُّحُفُ
أَنَا الْيَتِيمُ بِهَذَا الْجُبِّ،
مُحْتَرِقًا
أَشْدُو لِمَاءٍ..
بِصَوْتِ الْمَاءِ أَتَّصِفُ
أَرْضٌ كَمَا هَذِهِ الدُّنْيَا نُكَلِّمُهَا
وَالصَّمْتُ مِنْهَا مِنَ الأَوْجَاعِ
يَغْتَرِفُ
لَأَتْبَعَنَّ نُجُومَ اللَّيْلِ فِي شَغَفٍ
حَتَّى أَطُولَ بِهَا نَجْمًا بِهِ أَقِفُ
مُسَافِرًا أَحْمِلُ الأَيَّامَ،
مِنْ شَجَنِي
أَنِّي بِهِنَّ إِلَى قَبْرٍ
سَأَنْصَرِفُ
لاَ غَيْرَ أَوْرَاقِيَ الثَّكْلَى أُحَاوِرُهَا
ظِلِّي عَلَى وَهَجِ الأَوْرَاقِ
يَرْتَجِفُ
أَصْحُو شَفِيفًا بِظِلِّ الْحِبْرِ،
مُعْتَرِفًا
أَنَّ الظِّلاَلَ وَإِنْ كُنَّا بِهَا
تَصِفُ
يَدُ التُّرَابِ تَجُرُّ النَّاسَ مِنْ قُبُلٍ
مِنْ إِرْثِ آدَمَ أَنَّ الْعُمْرَ
يُخْتَطَفُ
نَادَيْتُ قَبْلَ قُلُوبِ النَّاسِ أَوْرِدَتِي
كُلُّ الْقُلُوبِ بِهَذَا السِّحْرِ
تُقْتَطَفُ
يَا سَاكِنِي الأَرْض،
هَذَا الْحُبُّ يَجْمَعُنَا
لِلْعِشْقِ فِي النَّاسِ مَعْنًى لَيْسَ
يَخْتَلِفُ
وَإنَّمَا هِيَ أَيَّامٌ سَتَحْضُنُنَا
حَتَّى يُقَالَ لِنَبْعِ الْمَاءِ،
مَا رَشَفُوا
لاَ ظِلَّ لِلْمَاءِ ،
إنِّي مِثْلَمَا فَهِمُوا
أَجْرِي إلىَ الْجَبَلِ الْمَعْصُومِ،
كَيْ يَقِفُوا
الشاعر : خالد بودريف