حلّ بي خمولٌ مزرٍ يا حبيبتي كأن بي ما بالغصون من ذبول , ما أوراقها إذ تموت إلا خدعة تنطلي على الزمن ولها عودةٌ ربيعية , أمّا أنا فمهما بلغتُ من الذكاء والحنكة فلن أخدع الزمن , بيدَ أنّ عودة الربيع في عمري على يديك .

قلبي وهوَ قلبي يعمل ضدي , لقد قرأتُ بيت المتنبي :

حببتكَ قلبي قبل حبكَ من نأى

وقد كان غدّارًا فكن أنتَ وافيـا

فما آمنتُ إلا الآن به , رويدكِ رويدكِ قبل أي هجرٍ سافرٍ , فما تبقى من القلب إلا نبضات تؤدي واجب البقاء ليس إلا , وقد تذعن عن قريبٍ للنهاية , تمامـًا كالفريق المنهزم يؤدي واجب الثواني المتبقية من اللقاء .

إذا أردتِ في ظلّ هذه الثورات في شعري التنحّي فما أريد إلا مطلبـًا واحدًا يا حبيبتي هوَ أن تمنحيني حقّ النظر , فهو أقلّ عرفانٍ تقدميه لمُتعبٍ مثلي على الحقيقة , وآخر ما تبقى من مغريات الوفاء التي تمرّ يمنةً ويسرةً دون أن تستفيدي منها , على الحقيقة يكون النظر لا على الحلم والخيال يا حبيبتي .

عبر مسيرة الحب التي انقضتْ لم أر ما يوحي من وفاء سوى ما كان من فضلاتٍ تلقينها دون رغبة .

امنحيني فرصة النظر على الهواء مباشرة , ثم إني أعدكِ إنْ زارني طيفكِ في المنام سأطرده من كل الجهات حتى أستيقظ .