يحيى والديمقراطية..


عاد يحيى كعادته من المدرسة، يحمل على ظهره حقيبة مثقلة بالكتب، وفي
وجهه عينان مثقلتان بكُـره المدرسة، وفي بطنه معِدة فارغة إلا من أظافره.
رفس الباب بقدمه ودخل دون خلع حذائه.

أما أمه فلم تلاحظ من هذا كله سوى خلو يده اليمنى من يد أخيه اليسرى الصغيرة.‏‏‏‏
سألته قلقه: أين أخوك يحيى الصغير؟‏‏‏‏!

وضع حقيبة على الطاولة، ثم أخرج منها جثة أخيه الصغيرة الملوثة بالدماء‏‏‏

وبالجبنة والبيض و" فضلات" الكتب. بكى ثم قال: "اليوم، وفيما كان الأستاذ
يشرح لنا عن الديمقراطية رفع أخي يحيى يده الصغيرة مستأذناً للذهاب
الى الحمام.‏‏‏‏

فابتسم الأستاذ قائلاً: يا يحيى ، هل التبول أهمّ من الديمقراطية؟‏‏‏‏
إبتسم يحيى وقال: عندي أن التبول الآن أهم من الديمقراطية وحقوق الإنسان
و...‏‏‏‏.أستغفر الله !!

لم يبتسم الأستاذ، وضع من يده الطبشورة البيضاء ليضع مكانها مسدساً أسود،
وليضع3 رصاصات في رأس أخي الصغير..

ويقول لك الأستاذ يا أمي:
أنه في هذه المرة قد اكتفى بقتله انذاراً أول
أما في المرة المقبلة فسيضطر إلى طرده من المدرسة.‏‏‏‏

ومن يومها، وأم يحيى تحضر لأطفالها كل صباح، ساندويتش الجبنة السائلة
مع البيض، وقارورة مياه، وقِنينة صغيرة بلاستيك فارغة ليبولوا فيها
إن ألحّت الحاجة، لكي لا يطردوهم من المدرسة ويمسي أطفالها جثثاً بلا مستقبل.‏‏‏‏


تحيتي لك من قرأهاابتسامة: