إن التواجد في هذا المكان أقل ما فيه من مشقة وجوب الحيطة والحذر
والإحتراس في كل كلمة تقولها , خشية أن تفسر أسوأ تفسيـر ..

لذا عليك أن تفضل الصمت المطبق على أن يتهمك أحدهم بالجنون
والخروج عن الحشمة والأدب !

على أنك أحيانا ً ستؤثر أن يتهمونك بأي شيء على أن تشترك
في تفاهاتهم و أباطيلهم و إشاعاتهم التي يغتابون بها الناس ..



* * *


لا أعرف ما الذي جاء بي دافقا ًبكل هذا الصمت صباحاً أمتلئ به ليتزايد
مع تداعي الصوروالعبارات والأسماء والكلمات، ومع تزايدها تنقضي المسافة المروِّعة
إلى المكتب لأصله وقد وصل الصمت بي إلى تخوم العوالم جمعاء، الواقعي منها والخيالي..
أصل إلى أقصى ما يمكن أن أكون أو لا أكون..



* * *
ينقضي اليوم كما كان عليه دائماً أن ينقضي، بما يشبه العقوبة، ممرغاً بسخافتهم، بهبائهم، بثرثرتهم، بعوالمهم المتسخة المشرّعة على آخر ما توصلت إليه البشرية من غباء، ممهورين بدمغة سعادتهم التي تملأهم هواء، وما إلى هنالك مما يجعلهم من ورق لا أبادلهم أدنى شعور بما في ذلك البغض.‏‏‏‏‏‏‏‏



* * *

رسالة كتبها إلى مجهول :

الأخ / ....إلخ
خاب مساؤك يا أيها السيء
لقد انلدقتَ أو وقعت في عمق ِفخ
هاأنا أكتبُ إليك هذه الرسالة و طبعت منها عدة نسخ!
لأنك في الحقيقة كقربةٍ مثقوبةٍ لن يجدي معها النفخ!
لأن ذهنك المنهك تشبَّع بأطنانٍ من الوسخ !
والغباء غبَّركَ و أستوطن جمجمتكَ ثم رسخ!
ولأن النكات التافهات " إنتكتت " في جوفك يا أجوف حتى أنتفخ!
على رأسك تحوم الغربان الناعقة وعندك اللؤم رضخ!
وحين تغتصب خيوط مخيلتي أشعر بأن شيئا مني اتسخ!
ياعقيم .. عقلك يحتاج إلى تعقيم لكي " يتمخمخ "!
فنتائج التقييم تشير إلى خسوفٍ سخيف خالطه فتلطخ !
وأخيرا يسعدني أن أخبرك بأنني وردةٌ تخاطب "شدخ "!