ماذا جرى ؟؟؟؟


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

حَدِّق مليًّا يا فؤادْ ..
حَدِّق مليًّا في الوجودْ
واسأل جوارِحَك التي تاهت
على أرضِ السَّرابْ
ماذا جَرى ؟
اسأل بنبضِك من تُحبْ ..
اسأل مسافاتِ الزَّمنْ
واسأل حنينَك والشَّجنْ
واسأل يقينَك والمُرادْ
والآهَ .. في قلبِ العِبادْ
اسأل دروبَك والذُّرا
واسأل حُبيباتِ الثَّرى
ماذا جَرى ؟


* * *

أهوَ العذابْ ؟ !
هذا الذي نحياهُ في عصرِ الجُحودْ
عصرِ التَّنكُّرِ للوفا
عصرِ الجَفا
والطعنِ في ظَهرِ العُهودْ
عصرِ المعاناةِ التي عصَفتْ بِنا
والاكتِئابْ


* * *

ماذا نرى ؟
غيرَ التَّجافي .. والتَّباغُضِ ..
والتَّفكُّكِ في العُرى !
ماذا نرى ؟
هذا تجبَّرَ وافترى
هذا اعتلاهُ الكِبرُ
فاحتقرَ الورى !
ماذا نرى ؟
الأرضُ ضاقت بالبشَرْ !
والليلُ يغتالُ القمَرْ !
والشَّوكُ يفتِكُ بالزَّهَرْ !
والصَّبحُ يبدو من وراءِ الأفقِ
بالوَجهِ الحَزينْ
وعواصِفُ الأيامِ تحمِلُنا
ولا نَدري .. لأين !


* * *

ماذا نرى ؟
إلاَّ عذابًا .. في عذابْ
إلاَّ دروبًا قد تغشَّاها الضَّبابْ
إلاَّ الأنين ..
إلاَّ مُعاناةَ السنينْ
فالصِّدقُ مكتوفُ اليَدينْ
والزَّيفُ مقبرةُ اليقينْ
والنُّبلُ مأسورٌ سَجينْ
وفضائلُ الأخلاقِ قد بارَتْ
وبيعتْ في المَزادْ
والعيشُ في الدنيا جِهادٌ
في جِهادْ !


* * *

ماذا جرى ؟
وأَدوا المحبَّةَ والوَفا
قتلوا التَّآلُفَ والصَّفا
ذبحوا التَّسامُحَ فوقَ قارِعةِ الطَّريقْ
حتى غدا الإنسانُ فينا كالغريقْ !
ماذا تبقى أن نرى ؟
وإلامَ نرسو يا تُرى ؟ !
أنُجابِهُ الإعصارَ في لُجَجِ العُبابْ ؟ !
أنُقاوِمُ الطُّوفانَ في زمنِ الصِّعابْ ؟ !
أمْ أنَّنا نَحيا على نفسِ الخُطى ؟ !
وشِعارُنا ..
كُنْ في المَدى ذِئبًا
وإلاَّ ..
سوفَ تأكُلُكَ الذِّئابْ !


* * *