هل نظرنا الى الابل كيف خلقت؟؟
قال تعالى : ( أَفَلَايَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ) .
قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذهالآية :
يقول تعالى آمراعباده بالنظر في مخلوقاته الدالة على قدرته وعظمته " أفلا ينظرون إلى الإبل كيفخلقت " فإنها خلق عجيب ، وتركيبها غريب ، فإنها في غاية القوة والشدة ، وهي مع ذلكتلين للحمل الثقيل ، وتنقاد للقائد الضعيف ، وتؤكل ، وينتفع بوبرها ، ويشرب لبنها ،ونبهوا بذلك لأن العرب غالب دوابهم كانت الإبل ، وكان شريح القاضي يقول : اخرجوابنا حتى ننظر إلى الإبل كيف خلقت ؟ .
وقال الإمام القرطبي فيتفسير الآية :
قالالمفسرون : لما ذكر الله عز وجل أمر أهل الدارين , تعجب الكفار من ذلك , فكذبواوأنكروا فذكرهم الله صنعته وقدرته وأنه قادر على كل شيء , كما خلق الحيواناتوالسماء والأرض .
ثمذكر الإبل أولا ; لأنها كثيرة في العرب , ولم يروا الفيلة , فنبههم جل ثناؤه علىعظيم من خلقه قد ذلله للصغير , يقوده وينيخه وينهضه ويحمل عليه الثقيل من الحمل وهوبارك , فينهض بثقيل حمله , وليس ذلك في شيء من الحيوان غيره .
فأراهم عظيما من خلقه , مسخرا لصغير من خلقه يدلهم بذلك على توحيده وعظيم قدرته . وعن بعض الحكماء : أنهحدث عن البعير وبديع خلقه , وقد نشأ في بلاد لا إبل فيها ففكر ثم قال : يوشك أنتكون طوال الأعناق .
وحين أراد بها أن تكون سفائن البر , صبرها على احتمال العطش حتى إنإظماءها ليرتفع إلى العشر فصاعدا , وجعلها ترعى كل شيء نابت في البراري والمفاوز , مما لا يرعاه سائر البهائم .
قال تعالى : (أَفَلَايَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَرُفِعَتْ {18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ {19} وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَسُطِحَتْ {20} فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ {21} لَّسْتَ عَلَيْهِمبِمُصَيْطِرٍ {22}[ الغاشية ] .
في هذه الآيات الكريمة يخصالله سبحانه وتعالى الإبل من بين مخلوقاته الحية ، ويجعل النظر إلى كيفية خلقهاأسبق من التأمل في كيفية رفع السموات ونصب الجبال وتسطيح الأرض ، ويدعو إلى أن يكونالنظر والتأمل في هذه المخلوقات مدخلاً إلى الإيمان الخالص بقدرة الخالق وبديع صنعه .
في هذه الآية الكريمة يحضناالخالق العليم بأسرار خلقه حضاً جميلاً رفيقاً ، على التفكير والتأمل في خلق الإبل ( أو الجمال ) ، باعتباره خلقاً دالاً على عظمة الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ وكمالقدرته وحسن تدبيره .
وسوف نرى أن ما كشفه العلم حديثاً عن بعض الحقائق المذهلة في خلقالإبل يدل على سبق القرآن الكريم في الإشارة إلى هذا المخلق المعجز الذي يدل يدلعلى عظمة خالقه سبحانه وتعالى كما يدل أن القرآن الكريم هو الكتاب المعجز الذي نزلمن عند الله تعالى على قلب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .



الإعجاز العلمي :
إن أول ما يلفت الأنظارفي الإبل الشكل الخارجي الذي لا يخلو تكوينه من الآيات البيانات التي تأخذ بالألباب :
أذنا الإبل :
فالأذنان صغيرتانقليلتا البروز ، فضلاً عن أن الشعر يغطيها من كل جانب ليقيها من الرمال التي تحملهاالرياح ، وكما أن لها القدرة على الإنثناء خلفاً والالتصاق بالرأس إذا ما هبتالعواصف الرملية .
منخرا الإبل :
كذلك المنخران يتخذانشكل شقين ضيقين محاطين بالشعر وحافتهما لحمية مما يسمح للجمل أن يغلقهما لمن أمامما تحمله الرياح إلى رئتيه من دقائق الرمال.
عينا الإبل :
إن لعيني الجمل رموشذات طبقتين مثل الفخ بحيث تدخل الواحدة بالأخرى وبهذا فأنها تستطيع أن تحمى عينهاوتمنع دخول الرمال إليه .
ذيل الإبل :
وذيل الجمل يحمل كذلكعلى جانبيه شعراً يحمى الأجزاء الخلفية من حبات الرمل التي تثيرها الرياح والتيكأنها وابل من طلقات الرصاص .
قوائم الإبل :
أما قوائم الجمل فهيطويلة لترفع جسمه عن كثير مما يثور تحته من غبار ، كما أنها تساعده على اتساع الخطووخفة الحركة ، وتتحصن أقدام الجمل بخف يغلفه جلد قوي غليظ يضم وسادة عريضة لينةتتسع عندما يدوس الجمل بها فوق الأرض ، ومن ثم يستطيع السير فوق أكثر الرمل نعومة ،وهو ما يصعب على أية دابة سواه ، ويجعله جديراً بلقب " سفينة الصحراء" .
فما زالت الإبل فيكثير من المناطق القاحلة الوسيلة المثلى لارتياد الصحارى وقد تقطع قافلة الإبل بماعليها من زاد ومتاع نحواً من خمسين أو ستين كيلومتراً في اليوم الواحد ، ولم تستطعالسيارات بعد من منافسة الجمل في ارتياد المناطق الصحراوية الوعرة غير المعبدة .
عنق الإبل :
لقد خلق الله سبحانهوتعالى الإبل ذوات أعناق مرتفعة حتى تتمكن من تناول طعامها من نبات الأرض ، كماأنها تستطيع قضم أوراق الأشجار المرتفعة حين مصادفتها ، هذا فضلاً عن أن هذا العنقالطويل يزيد الرأس ارتفاعاً عن الأقذاء ويساعد الجمل على النهوض بالأثقال .
وحين يبرك الجملللراحة أو يناخ ليعد للرحيل يعتمد جسمه الثقيل على وسائد من جلد قوي سميك على مفاصلأرجله ، ويرتكز بمعظم ثقله على كله ، حتى أنه لو جثم به فوق حيوان أو إنسان طحنهطحناً .
و هذه الوسائدإحدى معجزات الخالق التي أنعم بها على هذا الحيوان العجيب ، حيث إنها تهيئه لأنيبرك فوق الرمال الخشنة الشديدة الحرارة التي كثيراً ما لا يجد الجمل سواها مفترشاًله فلا يبالي بها ولا يصيبه منها أذى .
والجمل الوليد يخرج من بطن أمه مزودا بهذه الوسائدالمتغلظة ، فهي شيء ثابت موروث وليست من قبيل ما يظهر بأقدام الناس من الحفاء أولبس الأحذية الضيقة .
معدة الإبل :
وأما معدة الإبل فهيذات أربعة أوجه وجهازه الهضمي قوى بحيث يستطيع أن هضم أي شئ بجانب الغذاء كالمطاطمثلا في الامكان الجافة .
إن الإبل لا تتنفس من فمهاولا تلهث أبداً مهما اشتد الحر أو استبد بها العطش ، وهي بذلك تتجنب تبخر الماء منهذا السبيل .
تنظيم جسم الإبل للحرارة :
يمتاز الجمل بأنه لايفرز إلا مقداراً ضئيلاً من العرق عند الضرورة القصوى بسبب قدرة جسمه على التكيف معالمعيشة في ظروف الصحراء التي تتغير فيها درجة الحرارة بين الليل والنهار .
إن جسم الجمل مغطى بشعركثيف ، وهذا الشعر يقوم بعزل الحرارة ويمنعها من الوصول إلى الجلد تحتها ، ويستطيعجهاز ضبط الحرارة في جسم الجمل أن يجعل مدى تفاوت الحرارة نحو سبع درجات كاملة دونضرر ، أي بين 34م و41 م ، ولا يضطر الجمل إلى العرق إلا إذا تجاوزت حرارة جسمه 41مويكون هذا في فترة قصيرة من النهار أما في المساء فإن الجمل يتخلص من الحرارة التياختزنها عن طريق الإشعاع إلى هواء الليل البارد دون أن يفقد قطرة ماء ، وهذه الآليةوحدها توفر للجمل خمسة لترات كاملة من الماء ، ولا يفوتنا أن نقارن بين هذه الخاصةالتي يمتاز بها الجمل وبين نظيرتها عند جسم الإنسان الذي ثبتت درجة حرارة جسمهالعادية عند حوالي 37 م ، وإذا انخفضت أو ارتفعت يكون هذا نذير مرض ينبغي أن يتداركبالعلاج السريع ، وربما توفي الإنسان إذا وصلت حرارة جسمه إلى القيمتين اللتينتتراوح بينهما درجة حرارة جسم الجمل ( 34م و41 م ) .
إنتاج الإبل للماء :
يقوم الجمل بإنتاجالماء والذي يساعده على تحمل الجوع والعطش وذلك من الشحوم الموجودة في سنامه بطريقةكيماوية يعجز الإنسان عن مضاهاتها.
فمن المعروف أن الشحموالمواد الكربوهيدراتية لا ينتج عن احتراقها في الجسم سوى الماء وغاز ثاني أسيدالكربون الذي يتخلص منه الجسم في عملية التنفس ، بالإضافة إلى تولد كمية كبيرة منالطاقة اللازمة الواصلة النشاط الحيوي .
و الماء الناتج عن عمليةاحتراق الشحوم من قبيل الماء الذي يتكون على هيئة بخار حين تحترق شمعة على سبيلالمثال ، ويستطيع المرء أن يتأكد من وجوده إذا قرب لوحاً زجاجياً بارداً فوق لهبالشمعة ، لاحظ أن الماء الناتج من الاحتراق قد تكاثف على اللوح . وهذا مصدره البخارالخارج مع هواء الزفير ، ومعظم الدهن الذي يختزنه الجمل في سنامه يلجأ إليه الجملحين يشح الغذاء أو ينعدم ، فيحرقه شيئاً فشيئاً ويذوى معه السنام يوماً بعد يوم حتىيميل على جنبه ، ثم يصبح كيساً متهدلاً خاوياً من الجلد إذا طال الجوع والعطشبالجمل المسافر المنهك .
و من حكمة خلق الله فيالإبل أن جعل احتياطي الدهون في الإبل كبيراً للغاية يفوق أي حيوان آخر ويكفي دليلعلى ذلك أن نقارن بين الجمل والخروف المشهور بإليته الضخمة المملوءة بالشحم . فعلىحين نجد الخروف يختزن زهاء 11كجم من الدهن في إليته، يجد أن الجمل يختزن ما يفوقذلك المقدار بأكثر من عشرة أضعاف ( أي نحو 120 كجم)، وهي كمية كبيرة بلا شك يستفيدمنها الجمل بتمثيلها وتحويلها إلى ماء وطاقة وثاني أكسيد الكربون .
ولهذا يستطيع الجمل أنيقضي حوالي شهر ونصف بدون ماء يشربه .
ولكن آثار العطش الشديد تصيبه بالهزال وتفقده الكثير من وزنه ،وبالرغم من هذا فإنه يمضي في حياته صلدا لا تخور قواه إلى أن يجد الماء العذب أوالمالح فيعب فيعب منه عباً حتى يطفئ ظمأه كما أن الدم يحتوى على أنزيم البومينبنسبة اكبر مما توجد عند بقية الكائنات وهذا الإنزيم يزيد في مقاومة الجمل للعطشوتعزى قدرة الجمل الخارقة على تجرع محاليل الأملاح المركزة إلى استعداد خاص فيكليته لإخراج تلك الأملاح في بول شديد التركيز بعد أن تستعيد معظم ما فيه من ماءلترده إلى الدم .
و هنالك أسرار أخرى عديدةلم يتوصل العلم بعد إلى معرفة حكمتها ولكنها تبين صوراً أخرى للإعجاز في خلق الإبلكما دل عليه البيان القرآني .
حليب الإبل :
أما لبن الإبل فهوأعجوبة من الأعاجيب التي خصها الله سبحانه للإبل حيث تحلب الناقة لمدة عام كامل فيالمتوسط بمعدل مرتين يومياً ، ويبلغ متوسط الإنتاج اليومي لها من 5 ـ 10 كجم مناللبن ، بينما يبلغ متوسط الإنتاج السنوي لها حوالي 230 ـ 260 كجم .
و يختلف تركيب لبن الناقةبحسب سلالة الإبل التي تنتمي إليها كما يختلف من ناقة لأخرى ، وكذلك تبعاً لنوعيةالأعلاف التي تتناولها الناقة والنباتات الرعوية التي تقتاتها والمياه التي تشربهاوكمياتها ، ووفقا لفصول السنة التي تربى بها ودرجة حرارة الجو أو البيئة التي تعيشفيها والعمر الذي وصلت إليه هذه الناقة وفترة الإدرار وعدد المواليد والقدراتالوراثية التي يمتلكها الحيوان ذاته ، وطرائق التحليل المستخدمة في ذلك .
و على الرغم من أن معرفةالعناصر التي يتكون منها لبن الناقة على جانب كبير من الأهمية ، سواء لصغر الناقةأو للإنسان الذي يتناول هذا اللبن ، فإنها من جانب آخر تشير وتدل دلالة واضحة علىأهمية مثل هذا اللبن في تغذية الإنسان وصغار الإبل وبشكل عام يكون لبن الناقة أبيضمائلاً للحمرة ، وهو عادة حلو المذاق لاذع ، إلا أنه يكون في بعض الأحيان مالحاً ،كما يكون مذاقه في بعض الأوقات مثل مذاق المياه ، وترجع التغيرات في مذاق اللبن إلىنوع الأعلاف والنبات التي تأكلها الناقة والمياه التي تشربها .
كذلك ترتفع قيمة الأسالهيدروجيني PH( وهو مقياس الحموضة ) في لبن الناقة الطازج ، وعندما يترك لبعضالوقت تزداد درجة الحموضة فيه بسرعة .
و يصل محتوى الماء في لبنالناقة بين 84 % و90% ولهذا أهمية كبيرة في الحفاظ على حياة صغرى الإبل والسكانالذين يقطنون المناطق القاحلة ( مناطق الجفاف ) .
وقد تبين أن الناقة الحلوب تفقد أثناء فترة الإدرارماءها في اللبن الذي يحلب في أوقات الجفاف ، وهذا الأمر يمكن أن يكون تكيفاًطبيعياً ، وذلك لكي توفر هذه النوق وتمد صغارها والناس الذين يشربون من حليبها ـ فيالأوقات التي لا تجد فيها المياه ـ ليس فقط بالمواد الغذائية ، ولكن أيضا بالسوائلالضرورية لمعيشتهم وبقائها على قيد الحياة ، وهذا لطف وتدبير من الله سبحانه وتعالى .
و كذلك فإنه مع زيادة محتوىالماء في اللبن الذي تنتجه الناقة العطشى ينخفض محتوى الدهون من 4،3 % إلى 1،1 %،وعموماً يتراوح متوسط النسبة المئوية للدهون في لبن الناقة بين 2،6 إلى 5،5%،ويرتبط دهن اللبن بالبروتين الموجود فيه .
و بمقارنة دهون لبن الناقةمع دهون ألبان الأبقار والجاموس والغنم لوحظ أنها تحتوي على حموض دهنية قليلة ، كماأنها تحتوي على حموض دهنية قصيرة التسلسل ويرى الباحثون أن قيمة لبن الناقة تكمن فيالتراكيز العالية للحموض الطيارة التي تعتبر من أهم العوامل المغذية للإنسان ،وخصوصاً الأشخاص المصابين بأمراض القلب .
ومن عجائب لبن الإبل أنمحتوى اللاكتوز في لبن الناقة يظل دون تغيير منذ الشهر الأول لفترة الإدرار وحتى فيكل من الناقة العطشى والنوق المرتوية من الماء .
وهذا لطف من العلي القدير فيه رحمة وحفظ للإنسانوالحيوان ، إذ إن اللاكتوز ( سكر اللبن ) سكر هام يستخدم كمليّن وكمدّر للبول ، وهومن السكاكر الضرورية التي تدخل في تركيب أغذية الرضع .
و فضلاً عن القيمة الغذائيةالعالية لألبان الإبل ، فإن لها استخدامات وفوائد طبية عديدة تجعله جديراً بأن يكونالغذاء الوحيد الذي يعيش عليه الرعاة في بعض المناطق ، وهذا من فضل الله العظيموفيضه العميم .
مقارنة بين قدرات الإبلوالإنسان :
ولعل فيالمقارنة بين بعض قدرات الإبل والإنسان ما يزيد الأمر إيضاحاً بالنسبة لنموذج الإبلالفريد في الإعجاز .
فقد أكدت تجارب العلماء أن الإبل التي تتناول غذاءً جافاً يابساًيمكنها أن تتحمل قسوة الظمأ في هجير الصيف لمدة أسبوعين أو أكثر ، ولكن آثار هذاالعطش الشديد سوف تصيبها بالهزال لدرجة أنها قد تفقد ربع وزنها تقريباً في خلال هذهالفترة الزمنية .
ولكيندرك مدى هذه المقدرة الخارقة نقارنها بمقدرة الإنسان الذي لا يمكنه أن يحيا في مثلتلك الظروف أكثر من يوم واحد أو يومين .
فالإنسان إذا فقد نحو 5% من وزنه ماء فقد صوابه حكمهعلى الأمور ، وإذا زادت هذه النسبة إلى 10% صُمَّت أذناه وخلط وهذى وفقد إحساسهبالألم ( وهذا من رحمة الله به ولطفه في قضائه ) .
أما إذا تجاوز الفقد 12% من وزنه ماء فإنه يفقدقدرته على البلع وتستحيل عليه النجاة حتى إذا وجد الماء إلا بمساعدة منقذيه .
وعند إنقاذ إنسان أشرفعلى الهلاك من الظمأ ينبغي على منقذيه أن يسقوه الماء ببطء شديد تجنباً لآثارالتغير المفاجئ في نسبة الماء بالدم .
أما الجمل الظمآن إذا ما وجد الماء يستطيع أن يعب منه عباً دونمساعدة أحد ليستعيد في دقائق معدودات ما فقد من وزنه في أيام الظمأ .
وثمة ميزة أخرى للإبل علىالإنسان ، فإن الجمل الظمآن يستطيع أن يطفئ ظمأه من أي نوع وجد من الماء ، حتى وإنكان ماء البحر أو ماء في مستنقع شديد الملوحة أو المرارة ، وذلك بسبب استعداد خاصفي كليتيه لإخراج تلك الأملاح في بول شديد التركيز بعد أن تستعيد معظم ما فيه منماء لترده على الدم .
أما الإنسان الظمآن فإنه أية محاولة لإنقاذه بشرب الماء المالح تكونأقرب إلى تعجيل نهايته .
وأعجب من هذا كله أن الجملإذا وضع في ظروف بالغة القسوة من هجير الصحراء اللافح فإنه سوف يستهلك ماء كثيراًفي صورة عرق وبول وبخار ماء ، مع هواء الزفير حتى يفقد نحو ربع وزنه دون ضجر أوشكوى .
والعجيب في هذاأن معظم هذا الماء الذي فقده استمده من أنسجة جسمه ولم يستنفذ من ماء دمه إلا الجزءالأقل ، وبذلك يستمر الدم سائلاً جارياً موزعاً للحرارة ومبددا لها من سطح جسمه ،ومن ثم ترتفع درجة حرارته ارتفاعاً فجائياً لا تتحملها أجهزته ـ وخاصة دماغه ـ وفيهذا يكون حتفه .
و هكذا نجد أن الآيةالكريمة ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ) تمثل نموذجاً لما يمكن أن يؤدي إليهالعلم بكافة مستوياته الفطرية والعلمية ، وليس في نصّها شيء من حقائق العلومونظرياتها وإنما فيها ما هو أعظم من هذا فيها مفتاح الوصول إلى تلك الحقائق بذلكالتوجيه الجميل من الله العليم الخبير بأسرار خلقه .
هذه بعض أوجه الإعجاز فيخلق الإبل من ناحية الشكل والبنيان الخارجي ، وهي خصائص يمكن إدراكها بفطرة المتأملالذي يقنع البدوي منذ الوهلة الأولى بإعجاز الخلق الذي يدل على قدرة الخالق .
المراجع : كتاب رحيق العلموالإيمان الدكتور أحمد فؤاد باشا .
http://www.55a.net/firas/arabic/inde...&select_page=6
قال للدكتور / عاطف الهندي
الإبل Camels :
قال تعالى : (أَفَلايَنْظُرُونَ إِلَى الإبل كَيْفَ خُلِقَتْ) (الغاشية:17)ولماذا يأمرنا رب العزة أنننظر إلى الإبل(ذكرها وأنثاها) كيف خلقت وصممت لتتكيف مع ما قدر لها من مشقة وظروفشديدة ؟ ، ويأتي العلماء بتسهيل رباني بالجواب حيث بعد البحث والتقصي تبين أنه :
- يحمي عيون الجملقضيب هيكلي .
- وله رموشطويلة غليظة تسمح له برؤية جيدة في النهار والليل .
- وأنفه يرطب الهواء الحار في الشهيق ويبرد هواءالزفير ليستعيد منه بخار الماء إلى جسمه فهو بمثابة جهاز تكييف حيث يحوي في مناخيرهتجاويف أنفية تشبه الكهوف مستطيلة ومتعرجة مهمة هذه التجاويف تلطيف الهواء الداخلسواء حار أو بارد .
- أيضاً جلد الجمل سميك نسبياً مقارنة مع بقية الحيوانات ، وهذا يعمل له عزل حراريويقلل التبخر
- وحاسةالشم قوية تشم رائحة أقرانها على بعد 11 كيلومترا .
- والشفة العليا مشقوقة لتسهل أكل النباتات الشوكية .
- و له 34 سن .
- بعضه(النوع العربي) له سنام من الدهون على ظهره والآخر له سنامين ويستطيع بسهولة صرف دهنه المخزن في سنامه بفعل الحركة وعامل الجاذبية ويعتبر انتصاب السنام علامة صحية للجمل والسنام المتدلي أو الصغير علامة مرضية له .
- وهو يصبر على الجوع والعطش ويختزن الطعام والماء في جدران معدته وبالتحديد في جيوب خاصة في كرشه.
- ومما يساعد الجمل على تحمل مشقة السفر والحر بدون طعام ولا شراب أن جسمه مصمم للفقد القليل وتخزين الكثير حيث لديه قدرة هضم وامتصاص عالية و إفرازاتها قليلة سواء عرق أو لعاب أو بول أو براز (بعكس الأبقار وما تخلفه من أطنان الروث الذي يخرب البيئة ولا يجد المزارع له تصريف) وتحتفظ الإبل بالتالي بكثير من السموم الواردة للبيئة كاليوريا فهي صديقة للبيئة وهذا يفسر الهدي النبوي في الوضوء بعد أكل وجبة لحم الإبل - والله أعلم - .
- كريات دمه الحمراء بيضاوية و لها أنوية وهذا الشكل متواجد عند الطيور لجعل جسمها خفيف سهل الحركة وهذا الشكل البيضاوي المستطيل في بعض الأحيان يسهل انسياب وتدفق الدم في العروق والشرايين ويحافظ على سيولة الدم وعدم تجلطه بسهولة ، ويمكن الجمل لاحتفاظ أكثر بالسوائل والالكترولايتات(المعادن والأملاح) فيظل الجمل نشيط وحيوي وسط أجواء الصحراء الشديدة .
- له أقدام ذات خف عريض مشقوق ومبطن تساعده على السير في الرمال الناعمة المتزحلقة دون أن تغوص أقدامه فيها كما تغوص أقدام الحصان والسبب أن الخف يمثل راحة القدم وليس أصابعها فالجمل يمشي على روؤس الحوافر أو الأصابع كباقي الحيوانات فالخف يشبه الزعانف .
- وينفرد الجمل في مشيته بين ذوات الأربع فإن قدمي الجانب الأيمن تتحركان للأمام معا ثم قدمي الجانب الآخر ، وكأنها تمشى على طرفين لا على أربع .
- تستطيع أن تشرب 200 ليتر من الماء خلال 24 ساعة والسير لوحدها أسبوع دون ماء (وبالتحديد تستطيع السير لوحدها بسرعة 20كم/الساعة لمدة 3 أيام وتستطيع السير براكبها لمدة 12 ساعة متواصلة دون ماء أو طعام ويستطيع الجمل أن يفقد 40% من رطوبة جسمه دون أن يتأثر بينما تموت بقية الخليقة إذا فقدت 12% من رطوبتها .
يتبع,,,,...>>>>>