بسم الله الرحمن الرحيم

هذا موضوع انتقادي يفضح شريحة معينة تحاول النيل من الإسلام وأهله

الفصل الاول :

جهزت الزوجة الإفطار صباحا لزوجها جاك ووضعته في (الميني كيتشن) على (التيبل).

وجلست تنتظره دون أن تاكل لأنها صائمة،

هي ليست مع جاك وهي امرأة دينة وتخاف الله لكنها تعيش معه حفاظا على كون اسمها متزوجة وتخشى مما يكون بعد الإنفصال.

الحقيقة ليس كل الجواك لا يصومون ولكنها ظنت-وخصوصا لأنه لم يتسحر- حسب مبادئه التي طالما كررها زوجها بأسلوبه المتعالي أن لكل فرد حريته فيما يعتقد وما يفعل طالما انه لايؤذي بها الاخرين فله الحق أن يسكر اوان يقيم صلاة على الطريقة البوذية في مكة المكرمة أو في جزيرة العرب مادام انه لايؤذي الاخرين!!

ولج الزوج المحترم بـ(روب) النوم الحريري الأحمر إلى المطبخ

ملقيا تحية الصباح : (بونجووور)

جلس على الطاولة وتناول الصحيفة ونادى خادمته الجميلة أن احملي الاكل.

استغربت الزوجة وقالت: ما شاء الله صائم يا (جاك)-نادته حسب الاسم الذي اقترحه-!

- (اوو ماي بيبي) اكيد صائم ، لابد للمرء من التغيير وكما قال جوستاف جيبسون:

(الامتناع عن الطعام سبيل المتحررين الى التحرر من سلطة البطن على العقل) .
- تدري يا جاك أمس كنت عند ماما وجلست معنا داعية وقالت كلام جميل عن رمضان وأن الصيام لله وانه يجزي به بلا حدود لأن الصيام له...
قاطعها الزوج -مع اإيمانه بضرورة سماع الرأي الاخر- قائلاً:

نعم..نعم،رمضان كريم والله كريم

على أني لي بعض التحفظات ولكن .. حسنا لن أتكلم في هذا ولكن انتبهي من هذه الوهابية وكلمي أمك لا تسمح لها بكثرة زيارتها لأن هؤلاء عندهم إيديولوجيا للعنف لابد أن تؤثر عليكم ولو قليلا أنا متأكد أن هذه وأمثالها هن من يصنعن رؤوس الجماعات المتطرفة..
-حرام عليك ! المسكينة نعرفها من زمان وكل كلامها إيمانيات وبعض الأحكام الفقهية.

- اممم..كيف اشرح لك يا حبيبتي؟ المشكلة انك ما تفهمين
سيكيولوجيا هؤلاء الناس!

(بدأت الوصاية على العقول).

خلاص..خلاص قفلنا الموضوع أنا رايح عندي موعد قبل الدوام مع سعادة السفير الأمريكي أمس وجه لي دعوة ولازم أكون عنده اليوم .. باي

ركب(جاك) سيارته الفارهة والتي اهداها له السفير في مناسبة سابقة عربونا عن صداقتهما.

شغل السيارة وراديو (فويس اوف اميركا) وكانت فترة الموسيقى الكلاسيكية قبل الاخبار، وانطلق الى مكتب الوزير مبكرا لان لديه فرصة قبل الدوام وقبل استيقاظ الناس.

-هذه تحسب لصالحه- ودخل الى السفارة -يملك جاك
تسهيلات كثيرة- وحيا السفير الذي رحب به وأجلسه وبدأوا في مناقشة أوضاع البلد.

-برأيك يا مستر جاك، هل يمكن فتح جامعة أمريكية حاليا في بلدكم وغيرها من مؤسسات التعليم؟

-الحقيقة بداية ذكية سيدي السفير، فالتعليم مهم، لايخفى عليكم ان ذلك صعب حاليا لأن الوهابيين والمؤسسة الدينية مازالت تمسك بوزارة التعليم ولا نستطيع تحقيق نجاح على غرار الاعلام.

ولعلك تذكر تجربة الدكتور حمود عندما استلم الوزارة ولم يكن من المؤسسة الدينية ولا منا بل كان له آراؤه التي احترمها في الاصلاح ولكن جوبه بمعارضة قوية وترك الوزارة دون تحقيق الكثير مما يطمح إليه.

ولكن نستطيع اختراقها جزئيا وتخفيف حدة الوهابية في المناهج الدينية وزرع تعارض بينها وبين غيرها مثلا:

في التوحيد لايجوز بدء الكافر بالسلام ولا افساح الطريق له ، في الانجليزي الاسلام يأمر بعمل علاقات طيبة مع كل الناس ومن ذلك القاء التحية المتعارف عليها هنا (السلام عليكم) وإن كانوا غير مسلمين وافساح الطريق لهم ، واضافة مواد جديدة تدرس النظريات الحديثة في شتى المجالات.

كما تعلم سيدي أن هنالك بعض الأكاديمين الذين ليس لهم توجه إسلامي في تخصصات كالاقتصاد والاجتماع وما شابه يؤيدون بعض ما نصبوا إليه من تغيير حتى وان كان في فكر الاسلاميين من الكبائر.

فنحن نستطيع جعلهم في صفنا بأن نساعدهم في تحقيق هذه الأهداف حتى لو لم يتفقوا معنا في كل شئ.

-هذا كلام منطقي يا مستر جاك ولكن الإدارة الامريكية تريد مخلصين لها لا انصاف اتباع.

-سيدي نحن قليلون ومن المنطق أن نكثر سوادنا ليكون لنا تأثير أكبر.
-حسنا ولكن لابد من أن نجعلهم مخلصين مع الوقت.
دخل الخادم ومعه كأسان من القهوة .
-تفضل مستر جاك.
- ثانكس، لكني ممتنع عن الطعام اليوم.
-أووو،إاذن أنت تفعل مثل أهل بلدك، حسنا هذا جيد لتكسب ثقتهم بالإضافة لبعض الفوائد الصحية و.. الإيمانية-قالها بمكر ليخرج ما في نفس جاك-.

-مستر، الإيمان والدين في القلب، كما أن من مبادئنا الحرية الدينية تحت ظل القانون.

-إذن، فأنت متدين يا مستر جاك طبعا على الصعيد الفردي.
-لم أقل هذا ولا أنفيه.
-أممم، يعجبني أسلوبك!

لا أحد يستطيع أخذ أي اعتراف منك.
-ساعتبر هذا اطراء لي.
-وماذا عن شهر رمضان ؟ مارأيك فيه؟
-بالطبع أن تعرف الجوانب العامة ولاشك في اطلاعك عليها.

الحقيقة رمضان فرصة كبيرة للوهابيين ليفرضوا اراءهم.

فتجدهم يكثرون الدروس والمواعظ وصلاة التراويح مع ما فيها من تصنع الخشوع والدعاء والبكاء الحقيقة لا أطيق صحبتهم انا أصلي ركعتين أو أربع ثم انصرف.

ويكثر فيه أطعام الطبقة الفقيرة وهذا شئ جيد .

وأيضا هي فرصة جيدة لنا لنعرض افكارنا التنويرية عبر المسلسلات الشعبية والاعلام بشكل عام فالإقبال من الناس -لحسن الحظ- كبير، ولابد من ظهور أثر أعمالنا في الناس قريبا بالإضافة إلى ما ظهر.

-الحقيقة الجلوس معك ممتع وفيه إثراء معرفي كبير ولكن عندي بعض المهمات الآن ولا تنس الحضور إلى حفل العشاء عند الدكتور سالم فأنت تعلم أن هذا موسم مهم لنا-ومد يده بورقة- وهذه أجندة الاجتماع،( ثانك يو اند هاف أ نايس داي) .
-بالتأكيد،( ثانك يو).

يتبع...