السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرحب بالأخت الفاضلة إبنة السماء ونشكرها على طرح مشكلتها ،
وهناك من سيبحث عن أسبابها وكيف حصلت وحلها قدر الإمكان
ونتمنى أن تكوني راضية مستقبلا عن مستوى أبنائها .
سأقول رأيي في مشكلتك بكل حيادية إن شاء الله .
بسبب ما تحسين به من ألم وغيض على مستوى أبنائك المتدني في هذه المدرسة
بالغت كثيرا في بعض الأوصاف وعممت حكمك في البداية وكان موضوعك صرخة
في وجه الجميع دون استثناء .
حقيقة يا سيدتي أني قد رأيت كثيرا من العينات شبيهة بما ذكرت
أنا معلم مرحلة ابتدائية ومنذ سنوات يأتي إلينا بعض الطلاب المنقولين من مدارس
من خارج المنطقة في الصفوف العليا وخاصة خامس وسادس
وهم لا يمتلكون حتى مبادئ الهجاء ، وكم كان هذا متعبا لنا ومؤلما أيضا
وقد مر علينا طالب قبل عامين أتى منقولا من جدة والله لم يكن يفرق بين
الحاء والجيم والخاء ، فعندما طلبت منه كتابة حرف الجيم كتب الشكل
ثم احتار أين يضع النقطة ووضعها فوقه ثم عاد ومسحها ووضعها في أسفله .
وقد كانت هذه مفاجأة كبيرة للجميع .
ولا ندري كيف درس ثلاث سنوات وكيف نجح منها !
وقد شككنا أنه يعاني من تخلف عقلي ، ولكن عندما لاحظنا تعامله مع زملائه استبعدنا هذا الشك .
ذكرت القصة السابقة لكي أثبت أن هذا الشيء موجود ولا أحد ينكره .
أما ما ذكرت بخصوص مستوى أبنائك في مدرسة عمر بن عبد العزيز بصامطة
فلا أظنه بهذه الدرجة من السوء .
لأنني أعرف أغلب مدرسيها وهم على درجة كبيرة وعالية من الكفاءة
ولهم تاريخ طويل في التربية التعليم ومشهود لهم من الكثير .
بخصوص مادة الرياضيات فقد أوضح أخي أبو يحيى سبب المشكلة
وهي عدم توفر معلم متخصص وخاصة بعد التطوير واستحداث منهج جديد .
أما مواد العربي مثلا ، فسأخبرك بشيء في مادتين أدرسها القواعد والإملاء كمثال :
يشهد الله أنني أدخل الحصة من أولها ثم أجهد نفسي جهدا بالغا في الشرح
والتوضيح وأعيد وأعيد وأناقش الطلاب وأحل معهم التدريبات وأستخدم أسلوب القصة
وكثيرا من الأساليب التي ترسخ المعلومة في أذهانهم ، مع أن أغلب الدروس بسيطة جدا
ثم أكلفهم بحل تدريبين على الدرس كواجب
وأطلب منهم حفظ الخلاصة والتي لا تزيد عن سطر أحيانا ، مثل هذه الخلاصة :
( المعرف بأل : هو اسم نكرة دخلت عليه أل فصار معرفة )
والله الذي لا إله إلا هو أني أخرج من الحصة بعد نهايتها والعرق يتصبب مني
وغترتي على كتفي وأحس بدوار وكأني خارج من معركة .
.
.
وتأتي الحصة التي بعدها وأتفاجأ أن من حفظ الخلاصة 2 من 23 طالبا
ومن حل الواجب في بيته 4 ومن نقله منهم في الفصل 7 والبقية لم يكتبوا شيء .
فكم أصاب بإحباط وألم وقهر على تعبي وجهدي في الحصة السابقة
وكما يقول المثل الشعبي : ( ينفخ في قربة مقطوعة )
أين الخلل هنا ؟
وأين المشكلة ؟
وماذا نصنع ؟
مع العلم أننا اتبعنا كل الأساليب الممكنة دون فائدة .
والله المستعان
وهذا لا أقوله دفاعا عن المعلمين هنا أو هناك أو في أي مكان
فالمعلم عليه مسؤولية عظيمة وحمل ثقيل وواجب محتم
إن كان يخاف الله عز وجل ويطلب منه التوفيق في الدنيا والآخرة له ولأبنائه
ثم أن لديه ضميرا حيا يدرك واجبه نحو وطنه ثم عشيرته ثم مدينته والمسلمين عامة
فسيعمل ويعمل ويعمل ، مهما واجه من معوقات .
لأجل أن يطعم أبناءه اللقمة الحلال ويهنأ براتبه الذي يقبضه آخر كل شهر
فلو قسم راتبه على عدد أيام الشهر لوجد الناتج أنه يتقاضا في اليوم مبلغ وقدره .
فهل أدى عمله هذا اليوم كما يجب وكما سيسأل عنه أمام الله ؟
أم أنه قصر وأهمل ؟
( فما الله بغافل عما تعملون )
وبسؤآل بسيط للطلاب :
من يشرح لكم ويفهمكم ويدرسكم ويتعب لأجلكم من المعلمين ؟
سيجيبون وبكل براءة فلان وفلان .
وهذا الشيء واجب معرفته على إدارة المدرسة ثم المشرفين التربويين
إن أرادوا تقييم المعلم بحيادية وأمانة .
تذكرت قصة طريفة سأختم بها :
بعد انتهاء العام الدراسي أخذ المعلم شهادات تفوق من المكتبة للخمسة الأوائل في فصله
وكتب فيها أسماءهم وعند تسليم النتائج قام ينادي بالاسم ثم يعطيه شهادته
وعندما دعا أحد الخمسة المتفوقين . . . . .
أجابه الطلاب المتواجدين :
هذا الطالب مات في حادث يا أستاذ في العطلة بعد الفصل الأول .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته