الورقة الأولى: معاذ آل خيرات

[لوركا]

ربما هذه أول ورقة نقدية في المنتدى الأدبي
فكما تعلمون أن البدايات لطالما يعتورها نقص ويكون لباسها
سيء لا يواري الجسد كاملاً
ولتعلموا أيضاً :أنه يندر أن يتفق ناقدين من عشره
فما سأكتبه لا توافق عليه أطراف أخرى بل أنهم يرون العكس تماماً
وهذا من حق أي شخص له عقل أن يوافق أو يخالف
ولكن ليس من حق أي شخص أن ينفي وينكر رأي ناقد ما .
من له اضافه او رأي معاكس يذكره ولا حاجه لتراشق العبارات
ورفع وتيرة الجدل لغير فائده عائده علينا
ولتعلموا أخيراً أننا في مجال الدربه وهذ وبلاشك يعكس
علينا بتبادل الخبرات .

أن الحياه متنوعه تنوع التجارب الانسانيه , متباينه
تباين شخصيات الكتاب والأدباء
فكل واحد منهم صوره متميزه بالوانها وخطوطها .
وقد تتقارب الالوان وتتلاقى الخطوط الا ان
كل شخصية تحتفظ بطابعها الخاص وقسمات هاالفارقة
وبما انهم يمارسون العزف على اوتارالحياه
ونغماتها المتنوعه التي تمربنا فردا فردا
فقد أستحقوا أن نفرغ لهم من اوقاتنا .

ونبدأ بمعاذ آل خيرات
نحن لا نريد من معاذ إلا لغة جيده كما عهدناه
ومعاذ لا يريد من القارئ إلا تطبيق لتلك القاعده التي تقول:
"عندما تتسع الرؤية تضيق العبارة تصبح شاعرية الكلمة
والصورة الشعرية تحتاج إلى عملية كشف من القارئ
حسب مستويات التلقي"
ولكي يحسن الشخص قراءة هذا الأديب جيداً يجب
أن يعلم الإطار الأسلوبي الذي يكسبنا مفاتيح للنص
فأبرز ما يتميز به هو التشتت الفكري والقلق النفسي
الذي يبدأ به النص.
كثيرا مايتحدث الى المجهول
حديثاّ هو يبدو في غاية القلق
وعادة مايلجأ الى الظواهرالكونيه
والطبيعه للتعبيرمن خلالها
ونلاحظ في نصوصه تراكم المعاني والافكار
والمخزون اللغوي
وتوقد الذكاء حتى انه يمسك في البدايه بيدالقارئ و يبدأ
بجزئيات صغيره يركب بعضها فوق بعض حتى
يكون منها مدخلاً
ثم
يدعه في غابة نصه ضائعا
على أن نجاته قائمه ومترتبه
بمدى فهمه للنص واستيعابه.
فالفحوى لديه مترتبه على العقل أكثر
وهذا ما يتركز عليه الادب الحديث في الغالب ونحن
لا ننكر الحداثه التي تتنمى لدى معاذ سريعاً
بفضل إطلاعه ومعرفته بمسيرة الادب العربي
ولعل ما يعيب معاذ ضعف التصوير التخييلي وأقصد به
ما رمى اليه فلاسفة اليونان
في تعريف الشعر وما حبره علماء البلاغه كالجرجاني
وغيره المتمثله في التصوير
وأنا هنا لا أدعي الكمال في فهم النصوص
ولكن الشيء بالمقابل
بما أنه يوجد أدب يسطر يجب أن تكون له عين
مجتهده قارئه
بعيدة عن ثقافة التصفيق دون وعي للنص