أغلى دقائق الحياة
ما أسوء أن يعيش المرء منا في عالم يقدس القوة على حساب الرحمة
والمادة على حساب المشاعر ، والربح المادي على حساب الربح المعنوي ..
وما أقسى أن نعيش في مجتمع يرى اللين ضعف ، والأخلاق مثالية زائدة
والمشاعر الإنسانية ثغرة يجب معالجتها .
إن أرواحنا يا صديقي أصبحت في أشد الحاجة إلى من يخفف عنها غربتها
ووحشتها ، ويتفهم إحتياجها ومطلبها .
إن أرواحنا في هذا الزمن صارت عطشى على الدوام !! .
وتالله لا يروي ظمئها شيء كقطرات الايمان ، ولن يحيي
ذبولها سوى العيش في معية الله والشعور الدائم به .
هذا الإيمان الذي يولد لدينا روح المبادرة والمقاومة والإصرار ، الذي ينير لنا
البصيرة والبصر ، ويوفر لنا تفسيرا أعمق لأسرار الحياة وحكمة القضاء والقدر .
ولذة الإيمان يا صديقي لا تتأتى سوى بالتعبد الصادق ، والتفكر في
نعم الله وحكمته الظاهرة في كل شيء حولنا .
في سرعة الحياة توقف فجأة أخي الكريم ، وتابع قطرات الماء التي تتساقط
من كفيك من أثر الوضوء ، توقف كي ترحل بداخلك قليلا وتعترف بضعفك
واحتياجك إلى خالقك .
لا تسمح للحياة السريعة أن تسرق منك لحظات التعبد والطاعة ، لا تسمح
لها بأن تجعل من صلاتك روتينا تؤديه في وقت معين بلا روح أو وعي .
هذه اللحظات التي تأبى على التفريط فيها هي زادك الذي تواجه به الحياة بقسوتها
وشدتها وطغيانها .. اللحظات التي تختلي بها بذاتك لتُقيم فيها نفسك ، وتنظف فيها
روحك من شوائب الحياة هي أغلى دقائق الحياة .. وأهمها .
إشراقة
الحياة لولا الايمان لغزٌ لايفهم معناه . . مصطفى السباعي