لا عجب !!!
بسم الله الرحمن الرحيم

هذا مقال للشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء حفظه الله يقول فـــــيه

الحمد لله ،والصلاة والسلام على رسول الله ؛ وبعد : قرأت كلامًا لبعض المشائخ في " جريدة الوطن " يتعجب فيه من افتراق المسلمين فيما بينهم مع أن كلا منهم يقول : ربي الله ، ونبيي محمد ، وديني الإسلام !

وأقول : لا عجب في ذلك لأنه لا يكفي مجرد القول بدون الالتزام بمدلوله ، فلا يكفي أن يقول الإنسان : ربي الله حتى يستقيم على هذه الكلمة بتحقيق مدلولها ؛ وهو عبادة الله وحده لاشريك له ، قال تعالى : ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَااللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ ،وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لما طلب منه سفيان بن عبد الله - رضي الله عنه - أن يقول له قولاً في الإسلام لا يسأل عنه غيره ؛ قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( قل آمنت بالله ثم استقم )؛ لأن مجرد قول : ربيالله معناه الإقرار بتوحيد الربوبية ؛ وهو لا يكفي إلا بالإتيان بلازمه ، وهو توحيدالألوهية بأن لا يعبد إلا الله وحده لا شريك له لأن المشركين يقرون بتوحيد الربوبية لكنهم يشركون في الألوهية كما ذكر الله ذلك عنهم في القرآن الكريم ، ولا يكفي - أيضًا - أن يقول الإنسان محمد نبيي دون أن يتبع الرسول ويطيعه فيما أمر ، ويصدقه فيما أخبر ، ولا يعبد الله إلا بما شرع فهذا تحقيق قول : محمد نبيي .

أما من يقول ذلك وهو لا يطيعه فيما أمر ولا يجتنب ما نهى عنه ، ولا يصدقه فيما أخبر به ، ولا يتجنب البدع المحدثة في الدين بل يعبد الله بغير ما شرعه الرسول - صلى الله عليه وسلم - فهذا لا ينفعه مجرد النطق بقوله : محمد نبيي ، وكذلك إذا قال : الإسلام ديني فلابد أن يلتزم بدين الإسلام بجميع أحكامه عقيدةً وشريعةً ، ومعاملةً وأخلاقًا وسلوكًا ؛فلا يقول : الإسلام ديني ويتبع ما شاء من النحل والمبادئ المخالفة لدين الإسلام ،وإنما يكون على منهج السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان .

قال تعالى : ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاتَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِلَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ ، هذا ما أردت التنبيه عليه : ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلابِاللهِ.