هديل الحضيف(1)

" سيدي الغياب .. مضى زمن طويل وأنت تبالغ باختيار صحبتك إلى البعيد ، وتضاعف عددهم في المنافي " هديل الحضيف

لم يكن هديلك عالياً
لينسكب حمماً بإنصات سيدك الغياب
كان مجرد هديل بريء
بريء تماماً .. كذاك المعتق على (باب الجنة) 2
صوته حبر
وأريكته ورق
أو هكذا كنت تعتقدين
لذا .. ربما كان صداه خارجك مدوياً بما يكفي
ليهتك قسوة السيد الغياب
لكن الوقت كان قد تأخر كثيراً
حيث لن يتدارك فجائعه الماضية
لذا .. فقد قرر أن يعيدك إليهم
ليمنحك إياهم أبداً
هكذا ما زلت أعتقد ..
***
تُرى : هل أسرَّ لك الغياب بذلك قبل أن يصطحبك إلى عتبات جنتك ليودع كل منكم الآخر إلى الأبد
ها أنا ( بغرفتك الخلفية)3
أفتش بينك عن نص يشي بذلك
ربما كتبه إحساسك به
ربما كان مستتراً خلف المفردات
أو ربما لم يمهلك الغياب لتكتبي نصك الأخير
- والذي ستبوحين فيه بكل شيء -
حتى لا ينكشف أمره
***
كل ذلك ليس مهماً أيتها الحمامة
أسر لك الغياب أم لم يفعل
كل ما في الأمر أنه استجاب لك بشكل أو بآخر
لتكوني آخر من تفتقدينه…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- هديل الحضيف : أديبة وكاتبة سعودية توفيت عام 2008 وهي في الخامسة والعشرين من عمرها
2- باب الجنة : مدونة الأديبة هديل على شبكة الانترنت
3- غرفة خلفية : عنوان الكتاب الذي جمع إبداعها…