(العيدابي) صلابة الشواهد وشموخ الاخضرار
جبال تقطر عذوبة .. تستجدى الخدمات
جولة وتصوير:البراق الحازمي
من البحر وشواطئه الدافئة الى المدن التي لا تزيد المسافة بينها وبينه عن مرمى حجر الى السهول والهضاب التي تخترقها الاودية السيالة وتنام على جوانبها المحافظات والقرى الحالمة .. وبين, بين باتجاه الجبال ندخل محافظة (العيدابي) الممتدة من (السهل) والمنتهية في الجبل (الاسود)..
من (عيبان) سهل محافظة العيدابي نبدأ جولتنا في حلقتها الخامسة:
(العيدابي) صلابة (الشواهد) وشموخ الاخضرار
جبال تقطر عذوبة .. وتستجدي الخدمات.
تتنوع التضاريس في منطقة جازان بشكل عام الا ان بعض المحافظات قد تجمع قدراً كبيراً من هذا التنوع في ارجائها المحدودة حيث تنتقل بك (الأرض) من شكل لآخر في دقائق معدودة ومن هذه المحافظات محافظة العيدابي التي تقع على الطريق الذي يربط صبيا ببني مالك وتمتد كسلسلة هضاب وجبال متصلة تبدأ من سهل عيبان وتنتهي في الجبل الاسود ومن ابرز مرتفعات العيدابي جبال عيبان وصماد ومصيدة والمعادي ومنجد والفقارة التي تكسوها الخضرة وتحتل المدرجات الزراعية مساحة كبيرة منها ويشق المحافظة عدد من الاودية المتدفقة معظم فترات السنة مما جعلها محط انظار هواة الرحلات والتنزه ومن ابرزها:اودية قصي والعروق والمنجد والعشبة وضمد والكدمي وبها سوق اسبوعي يقام كل اربعاء وتعرض فيه السلع الاستهلاكية والخضروات والمواشي والمنتوجات التراثية اضافة الى ما سبق تتميز العيدابي بوجود الآثار التاريخية الصامدة لمئات السنين والتي تعكس تراث المحافظة وتاريخ ساكنيها.
طريق بحاجة الى جسور وعبارات على امتداد طريق صبيا - العيدابي- الداير يرافقك وادي صبيا بقراه المتناثرة على ضفتيه ويعد هذا الطريق الشريان الرئيس الذي يسهل للناس التنقل في سبيل طلب الرزق ومتابعة امور حياتهم لكن معاناة العديد من قرى محافظة العيدابي تتكرر عاماً بعد عام في مواسم الامطار والسيول جابر سليمان غزواني (معلم) يحدثنا عن مشكلتهم المتكررة مع حوادث الامطار والسيول قائلاً: الطريق الرئيس العابر وسط محافظة العيدابي جيد لكن المشكلة التي يعانيها اهالي بعض قرى المحافظة هي الانقطاع شبه الدائم للطرق وبخاصة جهة الجربة والقاع ومصيدة وذلك بسبب الامطار والسيول الجارفة مشيراً الى ان بعض تلك الطرق تنقصها الجسور او العبارات خاصة ان مياه السيول تقطع الطريق في اكثر من موقع ويضيف: نتمنى ان تستجيب الجهات المختصة الى مطالبنا وتقوم بانشاء جسور او عبارات لكي لا تداهمنا السيول وتداهم ابناءنا وهم في طريقهم الى المدارس او الى بيوتهم .
لا كهرباء .. ولا ماء .. ولا هاتف
وعن معاناتهم مع افتقاد خدمة الكهرباء ومياه الشرب النظيفة يقول جابر غزواني ان خدمة الكهرباء وصلت الى (الحنايا) فقط ومازالت قرى الجربة ومصيدة وصماد وعكوة مصيدة وجبحة وريدان كلها تفتقد الى هذه الخدمة الضرورية ويضيف: والمشكلة ذاتها بالنسبة لمياه الشرب مشيراً الى اعتماد معظم سكان المحافظة على مياه الامطار او مياه الآبار التي تقوم على جهود المواطنين الذاتية نظراً لارتفاع اسعار (وايتات) مياه الشرب ويشير الغزواني الى ان عدم توفر بدائل للمياه الملوثة وافتقاد خدمة الكهرباء دفعا ببعض الاهالي الى هجر بيوتهم ومزارعهم لضيق ذات اليد ولم يبق الا غير القادرين على دفع تكاليف الانتقال والسكن في مكان تتوفر به تلك الخدمات.
ويتحدث مرعي المالكي عن حاجة المحافظة الماسة الى خدمات الهاتف الثابت مشيراً الى ان هناك خدمة محدودة عن طريق هاتف(اسقاط) في كل من عيبان والداير وفيفا وهي كثيرة العطل في مواسم الامطار ويضيف: ولافتقاد شبكة الهاتف الثابت, هناك جهاز صراف آلي واحد في الداير يتبع احد البنوك وهو يعمل على هاتف اسقاط وهو كثير العطل بفعل الامطار او سوء شبكة الاسقاط مما يضطر جميع سكان الداير والعيدابي للذهاب الى صبيا على بعد عشرات الكيلومترات من اجل صراف آلي لسحب النقود او صرف رواتب المعلمين على سبيل المثال ويتساءل الاهالي عن سر تجاهل شركة الاتصالات لهم!
لا وجود لمركز دفاع مدني
ويواصل الغزواني حديثه هذه المرة عن محافظة العيدابي التي يسكنها آلاف البشر وبها العديد من محطات الوقود والمحلات والورش والغابات والاشجار مضيفاً:
ومع هذا لا يوجد بها مركز للدفاع المدني واشار الى انه في حالة وقوع حريق لا سمح الله او في حالة جريان الاودية التي تشهدها المحافظة باستمرار فإنهم ينتظرون قدوم رجال الدفاع المدني بمعداتهم من الداير او صبيا على بعد عشرات الكيلومترات ومن ثم قد يتعرض الابرياء الى الهلاك فعندما ينشب في العيدابي اي حريق فإن النيران تلتهم كل ما تطوله لتأخر وصول فرق الدفاع المدني ولولا تدخل المواطنين السريع في حالات الحريق او التعرض للغرق لوقعت كوارث مفجعة.
تدني النظافة .. ومشكلة النفايات
ويتحدث احمد غزواني عن معاناة اخرى تواجه سكان العيدابي تتمثل في تدني مستوى النظافة نظراً لاتساع مساحة المحافظة وقلة مواعيد فرق النظافة من البلدية ثم اردف يمكن ملاحظة تدني مستوى النظافة في سوق العيدابي بسهولة ويضيف كذلك اصبحت النفايات تشكل منظراً سيئاً وبائساً ويشير الغزواني الى مشكلتهم مع مرمى النفايات الحالي قائلاً: اما مرمى المخلفات الكائن في وسط الاراضي الزراعية فقد كان للبلدية الفضل الكبير في وجوده حتى اصبح الآن يتمدد في عدة اتجاهات ناهيك عن ما يسببه من اضرار كبيرة وتلف للاراضي الزراعية حوله وعلى صحة السكان واوضح الغزواني ان المواطنين اشتكوا كثيراً للجهات المعنية من اختناقهم واطفالهم من الدخان المنبعث من مرمى النفايات وبخاصة عند هبوب الرياح التي تحمل الروائح الكريهة ولا مجيب.
المصدر جريدة عكاظ