~~~~
اللهَ ما أجملَ الحرية، وما ألذّ اللا خوف، وما أشهى التبجح بلا حدود..
جميل أن ترى الناس كما هم، لا كما يحاولون تصوير أنفسهم، جميل أن يكون الواقع مرآةً صادقة لحال الشخص، لا أن يكون الواقع مشوشا وقابل للتلاعب به...
كلنا نعرف قصة الرجل الذي تحرّج أبو حنيفة من مدّ رجله بحضرته، فلمّا نطق وسأل عرف الجميع مقدار فهمه، فمدّ أبو حنيفة رجله..
في مجتمعٍ كمجتمعنا، (يثق بكل ذي لحية)، وعصرٍ كعصرنا التكنولوجي (يمنح كل شخص موقعا وصوتا مسموعا)، لا بد من تشجيع الجميع على الكلام، فبكلامهم نعرفهم، وبألسنتهم نعي مقدار عقولهم، وبحديثهم نحدد "مقدار مد أرجلنا"...
تكلموا يا معاشر المثقفين/المشائخ/المفكرين، بوحوا بقناعاتكم، اجأروا بآرائكم، صرّحوا باعتقاداتكم، واتركوا للناس تقرير من منكم يستحق أن نرفع له كل شيئ احتراما، ومن يستحق أن نمد له كل شيئ استخفافا بدءا بالأرجل وليس انتهاء بالألسن....
في ظل صمتكم لن نعرفكم، لن نقدر على سبر أغوار عقولكم، واستقراء مكنونات ذواتكم، فمدّوا السنتكم و "سولفوا" للناس عنكم، قولوا ما تشاؤون، نظّروا، قعّدوا، حللّوا، حرّموا، منطقوا، ولنا نحن معاشر البسطاء من المجتمع قبولكم، أو رفضكم، فلقد قال زهير: وكائن ترى من صامت لك معجب --- زيادته أو نقصه في التكلم ، فإما تزيدوا أو تنقصوا، وبارك الله في تقنية "الكفار" فقد مكتنا من قراءتكم/سماعكم/مشاهدتكم بأٌقلّ جهد، وبأقلّ تزوير..
في ظل هذا الهرج والمرج، وزوبعة الفتاوى العجائبية تسقط أوراق التوت عن كل متستر بها، ويبقى فقط الذين يتسترون بالصدق والعلم والفقه، والفيصل في ذلك هو "الناس"، فمن أجمعوا على مدّ ارجلهم بحضرته، فلا رادّ لأرجلهم إلا الله..
فتكلموا كثيرا بارك الله فيكم لنعرفكم أكثر، لنحترمكم أو نحتقركم أكثر، لنصفق لكم أو نصفقكم أكثر، لنمد لكم قلوبنا تأييدا أو نمد أرجلنا تعزية لنا ولكم فيكم، ولا حول ولا قوة إلا بالله......
*كتبت بمناسبة يوم الفتاوى العالمي ...
ناي/ ف
~~~~