أشعر أنني محرض على كل ذي لحية هنا
/
أقف مع مجموعة في طرف الشارع , ننتظر سيارة تقلنا إلى الحرم المكي لأداء صلاة المغرب
وقف سائق الأجره, وركبت أنا وأربعة أشخاص في الخلف
نظر إلي السائق ثم قال : يا أخي بالله معليش ممكن تركب قدام أنت وهذا الشخص .
وأشار إلى الرجل النحيل مثلي .
السائق كان مراده أن يوفر مقعد في الخلف حتى يضيف راكباً
فهمت ذلك ثم ابتسمت وقلت له : طيب مافي مشكله .
كان يقود بسرعة جنونية أثارتني حتى قلت له : على مهلك أخي الكريم باقي على الصلاه سبع دقائق لا تستعجل
نظر إلي وقال : لازم أسرع يمديني على مشوار ثاني قبل نهاية الصلاه
قلت : والصلاه !
قال : شوف .. لاتسوي ناصح إلي يحب يصلي أو يزكي أو يترك الحرام فهو إنسان يعرف مصلحة نفسه،
ومن لم يفعل فلا يصلح أن نلزمه أو نمنعه؛ لأن هذا شأن بينه وبين ربه .
كم يبدو على هذا الرجل العاميه والجهل في أمور الدين !
الآن يا نايف خذ كلام هذا الرجل نمقه وضعه في قوالب علم الكلام واستشهد عليها باقوال لوثر ,
يظهر لك الخطاب العلماني في المجتمع السعودي , الذي يحارب كل ذي لحية ,
جميعهم أبتداء من الحمد والموسى مروراً ببن بجاد و المزيني وثابت وبقية المعوقين ... وصولاً إلى السائق
يشتركون في إجادة الكلام و يجهلون علم الشريعة .
الكل يحسن الخطب والمواعظ والتأليف لكن من ليس له مجال في الفتيا نراه يرغم أنفه في هذا الغمار .
الفتوى لها رجال باعوا وقتهم من أجل إعادة الناس إلى جادة دين الحق في ظل التطورات والعصرنة.
وكون إن يخطيء الشيخ أو المفتي فهذا حاصل , لأن الخطأ عنصر من عناصر الاجتهاد ,
والإجتهاد أظهر الأئة الأربعة , والأجتهاد أظهر علم الفقه , ونحن بحاجه لفقه معاصر ,
إذن نحن بحاجه لعلماء اجتهاد ,وفتاوى عصرية
حان أن أرفع عقالي بمناسة يوم الفتوى العالمي