سنُلقي الليلة الضوء على عبادة>>الصوم<<
الصوم بمعناهُ الأسمى ,صومُ الجوارح والروح,

قال صلى الله عليه وسلم : { كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. يقول عز وجل: "إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به"، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه. ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك } [أخرجه البخاري ومسلم]

فلم يُضف ربُنا الصوم لنفسه تعالى وتقدس عبثاً_تعالى وتقدس_,
ولم يُفْرِدهُ من بينِ كافة العبادات بمحضِ صُدفه,
بل لأنه العِبادةُ الخفيةُ الوحيدة التي لا يعلمُ كُنهُوها إلا علامُ الغُيوب,
فهي السِرُ الأبدي بينَ العبد وربه,لايعلم بصدقِ الصائم ووفائه إلا من يجزي به..
فعندما نرى شخصاً ما لا نستطيع تخمين إن كانَ صائماً ,فتلكَ هي لذةُ الخفاء ..

فقد روي عن الحسن بن أبي الحسن البصري أنه مر بقوم وهم يضحكون فقال: إن الله عز وجل جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه لطاعته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف أقوام فخابوا، فالعجب كل العجب للضاحك اللاعب في اليوم الذي فاز فيه السابقون وخاب فيه المبطلون،
وعن الأحنف بن قيس أنه قيل له إنك شيخ كبير وإن الصيام يضعفك، فقال: إني أعده لسفر طويل، والصبر على طاعة الله سبحانه أهون من الصبر على عذابه"..

فإذا صمت - يا عبد الله - فليصم سمعك وبصرك ولسانك وجميع جوارحك، ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء..