الحروف الناسخة
ملاكـ
إن الشي بالشيء يذكر ..ثمة اقتران شرطي بينك يا ملاكـ وأشياء تطوف مع ركب الحياة
في ركض الحياة تستوقفني كلمات من أضلع الشجن نُحتت , كلمات دوزنتها أنامل عبدالوهاب الساحرة نغماً ينبعث ( شكل ثاني ) من حنجرة نجاة الدافيء بالحنان صوتها , طاقة صوتية تهزني من الأعماق وتجعلني ألقي نظرة بأثر رجعي على ليالي كان صوتك فيها موقعاً تنفسح فيه رؤيتي على معاني الحياة
شكل ثاني صوتك يا ملاكـ .. تسكبين فيه ذاتك الحنون ضوءا شفافا يشيع الدفء في بهو ليلٍ ترمّدت جمراته .. صوتك الممتد فرحاً غامراً والمتموج دلالاً يحرك في داخلي أشياء قابعة في كمونها ويستمطر دمعاً أذوب فيه توجدا
أستدفي بالحياة يا ملاكـ حين الحياة عود ثقابها صوتك ..
,,,
كأن الأيام بيننا سحابة صيف شحيحة ..لا ظلاً يضمد هاجرة الوقت ولا ودقا يبلسم جراح العطش
ما بالها الأيام أضحت بينا جدارا يلقي بكآبته ظلا أسمر يتبعني ..ذاك الظل حاشية نُفيت خارج حدود المتن , في زواياه المعتمة تعشعش قتامة الأفكار وتلوذ بوحشته خيول حلم جافلة .
هو الظل .. كخيط حريق فر من الرماد يمضي ليشكل بقعة في وجه الأيام غامضة ..
أيها الهارب من منفى الظل ..خلف آثار الشمس تلهث , تقذف بالأحجار أشباح العتمة , تطردها عن حقول القطن وتنتظر النهار
,,,
لعل المساءات الراكضة باتجاه ليل على أكتاف الكون تهدل شعره الفاحم تتوقف كيما أخرج من دوامة يمتصني فيها إلحاح صور وتدافع أحلام .
توقف أيها المساء ريثما أرتب فوضوية المشاعر داخلي وأهندم همساً أبوح به لنجمة صيف تميس في نصاعة ثوبها .
توقف أيها المساء لهذا المتعثر في أحلام يقظته , المتداعي تحت طير ذاكرة تأكل من خبز رأسه
توقف حتى أجدد جواز سفري إلى قرى الليل البعيدة ..هناك تنتظرني ملاكـ , على الدروب المتاخمة للحنين تحني النجوم بخضاب أناملها وتوقد الشموع من جذوة الشوق في عينيها .
هناك ملاكـ تنتظرني, وتنتظرنا خيل أتعبها الصهيل , على صهوتها نرحل إلى فجر تكسرت حروفه في أفواه غيابنا
,,,
ليت ماضٍ أطفأته ظلال السنين يعود ..
وليتها زهرة عمر اتشحت بقصائد الشوق بيننا تعود .
أمام مرآة العمرأقف , من الخدوش تقفز تفاصيل وآهة تكسر جرة الماضي , على خرائطه أُطبق جفني وتستيقظ دروب الحكاية ..
بذرة غرستِها يا ملاكـ بين ضلوعي وامتدت في عينيك جذورها تستمد بواعث الأمل والحياة ..وحصدتِ سنابل الحب قيثارة شوق تعزف في قاعة بيادرك ألحان الوفاء
ذاك ماضينا يا ملاك المنقوش على ذاكرة حريق تصاعدت من تضرمات البعد أدخنته .
هو ماضينا يبعث من شقوق الذاكرة بطاقات دعوة لنا .
الماضي لا يعود يا ملاك فهل نعود نحن إليه ؟
يوسفكـ ...وأكثر يا أجمله